الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

والأمان .
كان قلبه يرتعد وغير قادر على التقدم أو التراجع .
توجه للمسجد المكان الوحيد الذي يمكنه أن يكشف وجهه فيه دون الاهتمام بمن سيراه . 
بكى وبكى وشكى لله كل ما يعانى .
حزم أمره وعاد للطبيب ليحدد موعد جراحته فأى نتيجة سيحصل عليها ستكون أفضل من حاله هذا بكل الأحوال .
فتح عينيه بتثاقل ولا زال يعانى اثار المخدر ليبتسم له الطبيب بفخر النتيجة هتكون كويسة جدا إن شاء الله وهتشوفها بعد اسبوع .
لم يكن يستطيع أن يبدى رد فعل فوجهه ورقبته محاطين بالأربطة الطبية يمكنه فقط فتح عينيه حتى طعامه سيقتصر على السوائل لثلاثة أيام .
وكالعادة غادر المشفى على أن يتبع تعليمات الطبيب ويعود بعد اسبوع لمعرفة نتيجة الجراحة .
قبع بغرفته طيلة هذا الاسبوع ينتظر ذلك اليوم الذي سيرسم الطريق لما تبقى من عمره
هذه المرة لا يمكنه متابعة انامل الطبيب التى تنزع عن وجهه الأربطة ولا أن ينظر للنتيجة بأعين متلهفة عينيه اليوم مثبته على اعين الطبيب لعله يستشف النتيجة من قسمات وجهه .
أنهى الطبيب نزع الأربطة ولم يزل مقطب الجبين يتطلع لوجه رامى ولم تتوقف 
دقات قلبه تدوى كقرع طبول الحړب فيتردد صداها بين جنباته يهز كيانه پعنف .
مد الطبيب ذراعه إلى ما تحمله الممرضة ليتناول مرآة ويقدمها ل رامى .
اخيرا كللت وجهه ابتسامة رضا ليمد رامى اصابع مرتجفة ليتناول المرآة ويلقى نظرة خائڤة .
لكم اشتاق لوجهه !!!!! وجه ذلك الطفل الذى حرم منه منذ سنوات ليستبدله بذلك الوجه المخيف .
اتسعت عينيه وامتدت أنامله تتلمس وجهه .
لا تجاعيد !!! 
عينه اليمنى اتخذت وضعها الطبيعي ويعلوها حاجب ايضا .
علت الدهشة وجهه وهو يتلمس جانب فمه .من ينظر له يرى شئ غريب لكنه يراه رائع .
ذلك الارتفاع القليل لشفته العليا لا بأس به اطلاقا ولن يحرمه من حياة شبه طبيعية كانت حلما حتى لحظات مضت .
نظر لأعلى رأسه حيث ذلك الجزء الخالى من الشعر ليرفع غطاء رأسه مرة أخرى ويبتسم سيغادر المشفى ليحلق شعره كاملا لا بأس من الصلع إنه افضل ما يمكنه الحصول عليه مع وجهه الجديد .
ابتسم الطبيب لرد فعل رامى ليقدم له ورقة العلاج هيخفى تفاوت اللون مع الوقت .
ابتسم رامى بسعادة قلما يبتسم بسعادة ليقول ولون راسى يا دكتور مش ممكن يتعالج . أنا مش عاوز شعر . عاوز بس شكل طبيعي.
هز الطبيب رأسه بتفاهم وهو يضيف بعض الأدوية لوصفته ويعيدها إليه قريب أوى هتتقارب الألوان .
حكاية_مشوه_بقلم_قسمة_الشبينىالحلقة السادسة
خرج رامى من باب المشفى بقلب جديد وليس بوجه جديد .توجه من فوره لشراء ادويته ثم اتجه فورا للحلاق حيث تخلص من باقى شعره .رفع كفه يتلمس رأسه الأملس وينظر بسعادة لهيئته الجديدة .
فكر أن يعود لغرفته ليغير اتجاهه ويعرج بطريقة على متجر عم نصير .
وقف بباب المتجر كان بحاجة لرؤية الفرحة بوجه شخص يحبه حقا .
كان نصير يحاسب أحد الزبائن لينظر له دون أن يدقق النظر فهو يعلم مدى شعور رامى بالحرج ممن يدقق النظر لوجهه .
وضع المال فى درجه وهو يقول معاتبا توك ما افتكرت عمك نصير يا ولدى .
رفع رامى كفه ليزيل غطاء رأسه وعينيه مرتكزة بقوة على وجه نصير الذى اتسعت عينيه بدهشة وتلعثم لسانه من فرحته تحرك اخيرا ليجذب رامى بين ذراعيه يضمه بقوة تعبر عن سعادته لأجله.
أبعده بعد قليل ليقول معاتبا روحت لحالك بردك . على كد فرحتى على كد زعلى .. سنين يا

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات