حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)
يجب أن يغادر لقد استغرقه الأمر ثلاثة أعوام ليجمع تكاليف الجراحة التجميلية لكنه لا يستطيع أن يدفع لقاء الإقامة بتلك المشفى .
بعد ساعتين غادر رامى إلى غرفته ..اشترى علاجه فى الطريق فهذا الاسبوع سيتوقف عن العمل وهذا يعنى ..لا مال
حكاية مشوه بقلم قسمة الشبينى الحلقة الخامسة
كان هذا الاسبوع من اسوأ أيامه فهو لم يقتصر على توقفه عن العمل بل إنه ينتظر اثنين من أهم نتائج حياته .
اخيرا جاء يوم النتيجة الأولى وتوجه للمشفى ليكتشف نتيجة الجراحة وإلى أى مدى استجابة أنسجة
تعلقت عينيه بأصابع الطبيب التى تعمل بمهارة وسرعة وفى لحظات كانت عينيه تتطلع إلى كفه الأيمن .
كما اختفت كل التجاعيد المخيفة التى كانت بكفه كأنها لم تكن فقط يقتصر الأمر على تفاوت في لون الجلد يعتبره هو نظرا لهيئته الأولى لا شئ .
ابتسم الطبيب لكم المشاعر التى تعبر عنها قسمات رامى ودموعه ثم قال الفرق في اللون هيختفى مع الوقت والعلاج .
عاد الألم لملامح رامى من أين له بكل تلك الأموال لإزالة آثار هذا الحاډث الذى حرمه من أسرته واستقراره وحياته وجسمه .
نهض رامى قائلا بهدوء إن شاء الله يا دكتور لما يكون معايا فلوس العملية هاجى لحضرتك .
لم يتوقف طيلة طريق العودة عن بسط كفه وقبضه وهو يحمد الله على تمكنه من هذا اخيرا .
عاد لمزاولة العمل واعطاه تلخيص الكتب مالا إضافيا فكان يعمل في التنظيف نهارا ويسهر للتلخيص ليلا .
مرت الأيام مسرعة وها هي نتيجة الثانوية العامة تظهر بتفوق متوقع ل رامى ليحصل مجموع يؤهله للالتحاق بإحدى كليات القمة .
قرر أن يلتحق بكلية تجارة انجليزى ليتمكن من الدراسة بنظام الانتساب فهو لن يذهب للجامعة بهذا الوجه ليكون عرضة للتنمر او الاشمئزاز مرة أخرى .
لم يتغير شئ بحياته رغم أنه أصبح يجنى المال بوفرة .
مر عامين اضافيين حصل بهما رامى ما يكفي لإجراء جراحة لإزالة تشوه وجهه . هو لن يهتم الأن بما تخفيه الملابس .
يتمنى أن يسير في الطرقات دون غطاء رأسه أن يرفع عينيه وينظر لمن يتحدث إليه دون أن يخشى نظرته أن يبتسم للأطفال دون أن يصيبهم الذعر .
توجه للطبيب والحماس يرعى بقلبه ليطلب منه معالجة لكنه لم يكن يعلم أن مرور الوقت يقلل نسب نجاح الجراحة .
أخبره الطبيب أنه سيقوم بكل ما يمكنه القيام به لكن عليه أن يكون شجاعا كفاية ليتحمل النتيجة التي سيحصل عليها ويمكن فى المستقبل أن يجرى جراحة أخرى .
بكى رامى لم يكن له من يحتوى أحزانه أو من يربت على كتفه ليمنحه ما يحتاج من شعور بالحنان