الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 10:12)

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

البيت...
شعر صالح ببرودة أطرافها ليخلع معطفه الذي كان يرتديه و يضعه فوقها ثم إحتضنها بكلتا ذراعيه
نحوه لتهمهم يارا بكلمات غير مفهومة معبرة 
عن إستمتاعها بهذا الدفئ...إبتعدت عنه و هي 
تلف المعطف حول نفسها ليسير بها نحو السيارة...
بعد ساعتين كانت بغرفتها و تحديدا تحت غطاء 
سريرها الدافئ تترشف كوبا من الشكولاطة الساخنة 
و تسترجع ذكريات هذا اليوم الرائع الذي فاق 
كل أحلامها...لدرجة انها لم تشعر بصالح الذي 
إندس بجانبها تحت الغطاء لتنتفض بفزع عندما
تكلم محدثا إياها..مالك بتفكري في إيه
وضعت يدها على قلبها تهدأ ضرباته التي تسارعت 
قبل أن ترد عليه..
كنت بفكر في اللي حصل النهاردة .
أخذ كفها من فوق صدرها ليقبله برقة كنوع من 
الاعتذار ثم إستأنف حديثه..و إيه رأيك
لم تفكر طويلا لتنبس بتأكيد..
عمري ما إتبسطت كده زي النهاردة...
خاطبها بمكر واضح..على فكرة اليوم لسه 
مخلصش. 
شهقت و هي تضع الكوب فوق الطاولة الملحقة
بالسرير معلنة رفضها القاطع في ما يفكر به..
لا... عشان خاطري سيبني أنام يوم مبسوطة.
عبست ملامح صالح من تصريحها ليرمي 
يدها مغمغما بتذمر..
مش قصدي اللي في دماغك .. أنا أقصد 
يمكن في مفاجآت جديدة .
إلتفتت له مردفة بحماس..بجد...طب سيبني 
أنا هعرف لوحدي... ممم عربية جديدة صح .
رمقها بطرف عينيه قائلا..
تؤ...
خاب أملها و هي توبخ نفسها التي أطلقت العنان 
لأحلامها متناسية الواقع لكنها سرعان ما نفت 
تلك الأفكار فعقلها مازال منبهرا بما حصل اليوم
من تغييرات بينما تستمع لصالح الذي اضاف مصرحا
و هو يجذب هاتفه متصفحا إياه أمام وجهها 
لتظهر لها صورة سيارة فاخرة في غاية الروعة 
باللون الأحمر... 
إيه رأيك في دي.... جيب جراند شيروكي موديل 
202 أنا إخترتها باللون الأحمر عشان عارفك 
بتحبيه .
أخذت منه يارا الهاتف لتتفرس في السيارة 
لا تنكر أنها أعحبتها كثيرا خاصة أن اللون الأحمر 
هو لونها المفضفي السيارات حيتي سيارتها 
القديمة كانت بنفس هذا اللون.
أعادت له الهاتف و هي تقول..حلوة أوي 
بس موديلها رجالي أكثر .
أومأ مبررا لها..حسيت إنها لايقة على شخصيتك
قوية و متمردة...بس في نفس الوقت حلوة 
و ناعمة .
لم تتوقع أبدا تصريحه هذا لترمقه بنظرات 
مشككة بينما تنطق بلسانها..
أنا قوية و متمردة
ضحكت باستهزاء و هي تتذكر لحضات ضعفها و إنكسارها أمامه ثم أضافت..
خلينا في العربية أحسن ...
فهم مقصدها لكنه لم يعلق بل تجاوز الموضوع 
مردفا..طبعا العربية بتاعتك بس أنا عينتلك 
سواق و في إثنين جاردز هيرافقوكي بس متقليش
مش هتحسي بوجودهم أبدا عشان أبقى مطمن 
عليكي... و بالنسبة للشغل زي ما قلتلك الساعة 
واحدة تكوني في القصر...
يارا بعد أن همهمت بتفكير..
إنت قلتلي إن مش دي المفاجأة.. اقصد 
العربية صح .
حرك رأسه بإيجاب لتكمل معددة..شغل جديد 
و فسحة في مدينة الألعاب و عربية جديدة...أنا 
إبتديت أخاف بصراحة مش عارفة آخرة الدلع 
داه إيه اصل مش عوايدك يعني. 
ضحك صالح و هو يقترب منها ليضع رأسه فوق صدرها بينما إلتفت ذراعه حول بطنها و هو يقول..
ريحي دماغك اللي عمالة تشتغل من الصبح دي... مفيش حاجة...كل الحكاية إني حبيت اكسر الروتين 
اللي في حياتنا...بس أنا بنصحك إستغلي الفرصة 
اليوم قرب يخلص....بس لو عاوزة نخليه اسبوع 
أو شهر.... أو حتى الباقي من عمرنا .
رمشت بعينيها بعد أن عجزت عن فهم ما يقصده 
لتتساءل..قصدك إيه مش فاهمة.
إبتسم بمكر مفسرا..يعني ننسى اللي فات و 
نبدأ من جديد .
لوهلة ظنت أنه يمزح لكن ملامحه الجدية نفت 
ذلك لټنفجر يارا ضحكا و هي تعيد بنبرة ساخرة 
قوله..ننسى الماضي.... و نبدأ من جديد.. سوري 
مش قصدي اضحك بس ڠصب عني...مكنتش عارفة إن دمك خفيف كده و بتعرف تهزر بس على العموم 
انا من رأيي كفاية يوم واحد.. نعمة....أنا أمنيتي 
الوحيدة إني اخرج من القصر و إنت حققتهالي 
فمفيش داعي أعلي سقف طموحاتي اكثر من 
كده أصلي بخاف يوقع فوق دماغي....
تنهد صالح بيأس رغم أنه كان يعلم قرارها 
لن تسامحه مهما فعل و لن تنس ما تلقته 
على يديه حتى لو مضت ألف سنة... يعرفها 
جيدا و يحفظها كما يحفظ خطوط يده لكنه لم 
يخطأ عندما قال أنها قوية...بل أقوى مما يتخيل 
حتى فمن تستطيع تحمل ما مر عليها... فتاة غيرها 
كانت إستسلمت منذ أول شهر إما ټنتحر أو تجن . 
غمغم و هو يغلق عينيه محاولا طرد هذه الأفكار 
التي إستوطنت عقله فجأة فمنذ مني و هو يهتم 
لمشاعرها أو يلقي بالا لما تريد المهم و الأهم 
من وجهة نظره هي أنها معه و سيحرص أن 
تبقى معه بكل الوسائل ليغمغم بصوت خاڤت..
يلا ننام بكرة ورانا شغل..ااه نسيت بكرة هتروحي
لمامتك ثلاث ايام.
إنزلقت يارا على الفراش لتتسطح على ظهرها 
و هي تجيبه بنفي..لا انا هروح المطعم....
حرك رأسه فوق صدرها دلالة على موافقته 
منهيا بذلك الحوار بينهما لينتهي اليوم 
المميز كما بدأ...
الفصل الحادي عشر
فصل خاص بسيف و سيلين....
في الجزيرة.....
كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر 
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال 
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله 
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله 
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
إنتبهت لسيف الذي كان يستند على 
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت و هي 
تتجه نحوه ليفتح لها ذراعيه و يحتضنها
و هو يقول..بتتعبي نفسك ليه كنتي قلتي 
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة .
خرجت من حضنه و هي تجيبه نافية..
لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي... 
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان 
معاد الطيارة. 
ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد 
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين 
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور 
رغم خۏفها من الأسود حتى أنها كانت في 
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في 
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه 
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها 
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة.... 
سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم 
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من 
يده هاتفة باستنكار..حبيبي يلا عشان 
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل 
بس دي و كمان لبست هدومي...
عبس سيف و هو يستلقي على الفراش 
قائلا بتذمر..
مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد 
أسبوع كمان . 
وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة 
پعنف لترد عليه..
مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة 
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني... 
إتكأ سيف على ذراعه متسائلا..
بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير. 
سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان 
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته 
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا 
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس 
بجواره قائلة..
على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان 
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا 
و بعيد عن الناس... 
وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم ډفن وجهه 
في بطنها مغمغما بأسى..
و إيه فايدة

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات