رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 16:18)
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
السادس عشر
ذهلت هانيا و شعرت بالخطړ من كلام فاطمة
فهي تعرفها جيدا و باتت تدرك جيدا مدى خطورتها لن ترحمها أبدا و ستنفذ ما هددتها به بطريقة أو بأخرى كما أنها محقة في ما تقوله فهي لاحظت طبعا
معاملة أهل القصر لها و لوالدتها فهم يثقون
بهم كثيرا و بالتأكيد سوف يصدقونها بكل
سهولة خاصة أنه لا يوجد أي دليل يدينها
همست لها الأخرى عندما طال صمتها مھددة..
ها قلتي إيه هتعملي اللي قلتلك عليه
و إلا أروح لفريد بيه و أقوله
ردت عليها هانيا و قد زاد ڠضبها و حقدها
تجاهها..اه يا حقېرة...يا ژبالة أنا الغلطانة
عشان وثقت في واحدة زيك و إعتبرتها
صاحبتي .
زادت فاطمة من ضغطها عليها قائلة بخبث
ما إنت اللي إضطرتيني اعمل كده بعد مارفضتي
مساعدتي و أوعي تكوني فاكرة أن أنا مش
فاهمة إيه اللي في دماغك الحلوة دي تؤ never
أنا فاهماكي كويس و حافضاكي....
إنت قررتي تنسحبي بعد ما لقيتي
نفسك خلاص وصلتي للي إنت عاوزاه...بعد ما فريد
بيه يجبر مراته تنزل البيبي كل حاجة بينهم
كده مفيش ست هتقبل تعيش مع واحد حرمها
من إبنها.. عشان كده فكرتي تخلي بيا و تسيبيني
لوحدي... غبية... تؤ تؤ متبصيليش كده إنت
عارفة كويس إنك غبية...عارفة ليه.. عشان
مفكرتيش إن فريد بيه ممكن
يغير رأيه في أي لحظة خاصة إنه بيحب مراته
خديها نصيحة مني عشان تضمني إن خطتك تنجح متسيبيش حاجة للصدفة و إعملي كل حاجة بنفسك... .
رمقتها بانتصار عندما ظهرت الدهشة على
وجه هانيا التي بدأت كعادتها تتأثر بكل
ما تقوله لها فاطمة لتكمل الأخيرة بإيجاز..
بس أنا عشان لسه معتبراكي صاحبتي و عاوزة مصلحتك هديكي أزازة الدواء و إنت عارفة
أومأت لها هانيا بالموافقة و هي تشعر بشيئ
بارد يوضع في يدها و صوت فاطمة يرتفع
من جديد ليملأ أذنيها و عقلها..
خذي...و يلا عشان تعملي اللي قلتلك عليه
و متقلقيش دي حاجة بسيطة مفهاش أي خطړ
يلا بقى قبل ما الحفلة تخلص .
دفعتها إلى الأمام تحثها على السير لتخفي
هانيا قارورة الدواء بسرعة في ملابسها
في سرها ثم سارت لتدلف القصر بحثا
عن أي فتاة تسأل عن مكان الحمام لا تعلم....
تاركة فاطمة تضحك بانتصار فهاهي
أخيرا على وشك تحقيق ما حلمت
به منذ سنوات غافلة عن ذلك الذي كان
يختبئ وسط الظلام يتابع ما يحصل
بعيون صقر ينتظر اللحظة المناسبة ليشهر
مخالبه و ينقض على فريسته....
بعد دقائق تلقت رسالة على هاتفها تخبرها
فيها هانيا بأن تأتي على الفور لأن هناك
من صعدت إلى جناح صالح حتى تصلح
زينة وجهها في الحمام...أسرعت فاطمة
بخطوات مدروسة نحو الأعلى...طرقت باب
الجناح بخفوت ثم دخلت تبحث عن تلك السيدة
تظاهرت بأنها تفتح جميع أبواب الغرف
باحثة عنها و التي لحسن حظها وجدتها في الحمام
إبتسمت لها و هي تقف أمام الباب دون أن
تدخل..
أنا آسفة حضرتك بس شفتك ډخلتي هنا
بالغلط...اصل دا جناح صالح بيه حفيد
عزالدين بيه صاحب القصر و لو حضرتك
بتدوري على الحمام ففي إثنين تحت عشان
الضيوف .
توترت المرأة و إحمر وجهها من شدة الخجل
لتلملم اشياءها و هي تتمتم باعتذار..
أنا آسفة مكنتش عارفة بس اصل في.....
قاطعتها فاطمة بسرعة قبل أن تنهي كلامها
قبل أن تندفع إلى الداخل..
حضرتك أنا ممكن اساعدك عشان ننزل بسرعة
أصل صالح بيه لو شافنا هيزعل عشان هو
مش بيحب إن حد يدخل جناحه .
اومأت لها السيدة قائلة بإحراج..
أنا هروح و أعتذرله رغم إن أنا مش غلطانة
أصل في ست تحت باين إنها شغالة هنا و تعرف
القصر كويس هي اللي وصفتلي الجناح بالضبط
و كمان مكان الحمام...
تحدثت فاطمة بصوت منخفض مدعية القلق..
لا مفيش داعي حضرتك أنا من رأيي بلاش
تكلميه اصلا دي حاجة بسيطة و مش مستهلة
كل الحكاية سوء تفاهم و خلص و عشان حضرتك
ترتاحي أنا هبقى أقله متقلقيش و على فكرة أنا بشتغل هنا في القصر ....
رمقتها السيدة بنضرات تقييمية قبل أن تحرك
راسها من جديد بالايجاب و يبدو أنها قد
إقتنعت بكلامها فهي في الأصل كانت ترغب
في إصلاح مكياجها بسرعة حتى تغادر إلى حفلة أخرى لذلك لا داعي لتعقيد الأمور اكثر....
إرتدت حقيبتها ثم خرجت لتستغل فاطمة
فرصة وجودها و تدس علبة الدواء الثانية
في أحد الأدراج ثم خرجت بسرعة تتبع تلك
السيدة حتى تدلها على الطريق.....
في الأسفل كان الجميع مستمتعين بالحفل
الذي كان فرصة جيدة لبعض رجال الأعمال
حتى يتشاركوا أعمالهم و صفقاتهم بينما تنافست السيدات على التفاخر بما يمتلكن من مال و
ثروة كحال جميع الحفلات الخاصة بالاثرياء
حتى جاءت اللحظة الرئيسية ليمسك كامل
بالميكروفون و يلقى خطابا قصيرا يشكر فيه
جميع الحاضرين على حضور حفل خطوبة
إبنه مبديا فرحته البالغة بهذا الحدث السعيد....
إنتهى من كلامه لتتعالى الهتافات و التصفيقات
من الحاضرين وېصرخ الشباب الحاضرين من أصدقاء العريس بينما تقدم هشام ووفاء حتى
يتبادلا خواتم الخطوبة و يقطعا الكعكة العملاقة
حتى إنتهى الحفل بعد ساعة أخرى و غادر
الجميع و لم يتبق سوى بعض العمال الذين
كانوا ينظفون حديقة القصر و يزيلون مظاهر الزينة بهدوء ....
في جناح فريد.....
إنتهت أروى من تغيير ملابسها بصعوبة
حيث كانت تشعر ببعض الإرهاق و الصداع
من ضجيج الحفل بالإضافة
إلى عوارض الحمل التي بدأت تزداد يوما
بعد يوم...إرتمت على السرير بتعب و رفعت
فوقها الغطاء حتى تنام و قبل أن تغمض
عينيها شعرت بانخفاض الجهة الأخرى من
الفراش... مرت ثوان و قليلة قبل أن يسحبها
فريد لتنام بين أحضانه كما يفعل كل ليلة
تجاهلته كعادتها دون أن تحدثه أو تبدي أي
ردة فعل تاركة إياه يفعل ما يشاء بينما كان
أنا عارف إنك تعبتي أوي النهاردة..إيه رأيك
أكلملك الدكتورة عشان تكتبلك على شوية
مسكنات....
لم يتلق منها إجابة لكنه لم رغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فهو تقريبا تعود على تجاهلها له..
طب أجيبلك حاجة دافية تشربيها ممم
أنا بقول أعملك مساج عشان يرحلك عضلات
جسمك....
تواصل صمتها و تواصل إلحاحه ليضيف..
حبيبي مش كفاية خصام بقى...وحشني صوتك
و ضحكتك... و هزارك حتى لوجي مبقتيش
تهتمي بيها زي الأول...رجعت يتيمة من ثاني .
تنحنحت لتنظف حلقها قبل أن تنبس بنبرة
جامدة..
خليها تتعود على غيابي من دلوقتي عشان
متتعبش بعدين....
إنتفض فريد من مكانه ليرفع معه الغطاء مما
جعل أروى تتأفف بضجر مردفة..
فريد أنا تعبانة و عاوزة أنام...و مش عاوزة
أتكلم في حاجة....حكايتنا وصلت لنهايتها
خلينا ننفصل بهدوء و من غير مشاكل و أنا
مش عاوزة منك حاجة غير إبني...
توسعت