رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 16:18)
أن غادر و هي تتمتم
بدعاء متمنية لهما بدوام السعادة و صلاح الحال
بينما صعد سيف الدرج بسرعة نحو جناحه
وضعها على السرير لتفتح سيلين عينيها ببطئ
و تنظر للغرفة حولها و ما إن إكتشفت أنها
ليست غرفة والدتها حتى إنتفضت من مكانها
تتساءل..
أنا فين
رد عليها و هو يغلق باب الغرفة بالمفتاح..
في اوضتك يا حبيبتي...يلا غمضي عنيكي
إلتفتت بسرعة تشيح بوجهها بعيدا عنه
عندما رفع سيف قميصه للأعلى و نزعه
ببطئ حتى كشف عن عضلات بطنه المسطحة
التي تعشقها...صعد على الفراش بجانبها
و هو يبتسم بتسلية مستمتعا بلعبة القط
و الفأر التي يلعبها معها كل ليلة...
راقبها و هي تنزلق بجسدها تحت الغطاء
و توليه ظهرها كعادتها...إنها مصرة على إستفزازه
طالت أكثر من اللازم حتى كاد يصدق أنها
فعلا فقدت ذاكرتها و لم تعد تتذكره...
هتف بخبث محاولا فتح حوار معها عله
يكتشف سبب كذبها عليه..
سولي حبيبتي...جهزي نفسك بكرة هنروح
الجزيرة... عشان عندي شغل ضروري هناك .
و بالفعل نجحت خطته عندما فلتت منها
بصعوبة لتسأله بخفوت
جزيرة إيه مش فاكراها
سيف مصطنعا الجدية..
جزيرة ...معقولة مش فاكراها
و على فكرة إنت بتحبي الجزيرة دي
جدا عشان كده فكرت إن إحنا لو رحنا هناك اكيد
ذاكرتك هتتحسن .
قبل أن تحرك شفتيها بصعوبة محاولة إستجماع
أفكارها بحثا عن حجة تمنعه من أخذها إلى
ذلك المكان الموحش..
لا أنا.... كويس مش عاوز أروح حتة...
رد عليها ممثلا اللامبالاة..
قلتلك عندي شغل مهم ...يعني لازم نروح.
سيلين محاولة إقناعه دون أن يشك فيها..
أوكي روح لوحدك.
مينفعش أسيبك هنا لوحدك لازم تكوني معايا...
سيلين بعناد..أنا مش لوحدي معايا مامي...
سيف بضيق..
قلتلك مينفعش عشان هنقعد هناك شهرين
وأنا مش هبقى مطمن عليكي غير و إنت معايا...
يلا نامي دلوقتي عشان هنسافر بدري
تصبحي على خير....
سيلين باندفاع بعد أن نجح في إستفزازها
ثاني...
إتسعت إبتسامته المنتصرة بعد أن نجح أخيرا
في جعلها تعترف...و هاهي جاءت اللحظة
المنتظرة لحظة الحقيقة...
الفصل السابع عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
أقبل صباح اليوم التالي الذي كان يحمل في جعبته
مفاجآت لم يكن يتوقعها سكان قصر عزالدين..في
المطبخ كانت الخادمات تعملن بجد منذ الصباح
الباكر من أجل تحضير طعام الإفطار لتدمدم فاطمة
كعادتها متذمرة..
يوه بقى متخفي علينا شوية يا ست صفاء.. أنا بني آدمة مش رجل آلي قدامك هلحق أعمل كل داه
إمتى إن شاء الله و بعدين الباهوات لسه نايمين
و مش هيصحوا دلوقتي تلاقيهم تعبانين من السهرة إمبارح .
تجاهلت صفاء صوتها المزعج و هي تضغط على
أزرار آلة القهوة العملاقة موجهة حديثها نحو سعدية..
أنا مش فاهمة بنتك دي بجد و إلا لقيناها قدام باب جامع...على طول بتشتكي و مش عاجبها حاجة
هي فاكرة نفسها جاية هنا تتفسح بصراحة أنا إبتديت أزهق منها....
تخصرت فاطمة و حركت شفتيها للجهتين بحركة
شعبية ثم تحدثت بردح..
إسم الله عليكي ياختي مكنتش عارفة إن
عندك مشاعر و بتتعبي و بتزهقي زينا...إبقي
إشتكيني لسناء هانم أو إلهام هانم .
عضت سعدية شفتيها بخجل من وقاحة
فاطمة و هي تشير نحو صفاء بعينيها حتى
لاتنخرط معها اكثر في جدالها العقيم و أن
تهتم بالعمل.. وضعت عدة اطباق على حاملة
الطعام ثم دفعتها نحو فاطمة قائلة..
خذي الفطار بتاع صالح بيه قبل ما يبرد... و متنسيش تسألي الممرضة بتاعته لو محتاجة حاجة .
نفخت فاطمة بضيق لكنها لم تعلق ثم دفعت
الطاولة أمامها و خرجت بها من المطبخ متجهة
نحو غرفة الجد التي تقع في الطابق السفلى
حتي يتناول إفطاره الصحي حتى تتمكن ممرضته
من إعطاءه أدويته...
توققت عند باب غرفته و طرقت الباب لتفتح
لها الممرضة منى التي أخذت منها الطاولة
و دلفت دون أن تحدثها حتى ثم عادت لتغلق
الباب في وجهها بعد أن خصتها بنظرات دونية
كعادتها كما تفعل دائما منذ اول يوم أتت فيها
إلى هنا...عندما طلبت منها بكل أدب أن تحضر لها
كوبا من القهوة لأنها لا تستطيع ترك السيد
صالح لوحده لكن فاطمة رفضت و أخبرتها أنها
هنا لتخدم أهل المنزل مثلها و ليس من صلاحيتها
التمتع حتى بكوب قهوة....
كورت يدها على شكل لكمة من شدة الڠضب
و رفعتها حتى ټضرب بها الباب لكنها تراجعت
في آخر لحظة و هي تتوعد بداخلها لتلك
الممرضة المغرورة..
مش ناقصني غير الأشكال دي تعكر مزاجي
عالصبح...
إلفتت لتتفاجئ بوجود هانيا التي كانت تبحث
عنها...
كملت.... خير عاوزة إيه إنت كمان شايفاني
في الحلم إمبارح
جذبتها هانيا من يدها نحو الخارج و توقفت
بها عند ركن خال من كاميرات المراقبة.. نظرت
حولها تتفحص المكان بحذر قبل أن تهمس لها..
مش معايا وقت كثير لازم ارجع لفوق قبل
ما لجين تصحى....
خلصت فاطمة معصمها منها و هي ترفع حاجبها
بمكر فصديقتها تبدو متوترة جدا لكنها تعلم
السبب جيدا.. تحدثت مدعية الجهل..
أنا كمان مستعجلة خلصيني....
عجزت هانيا عن الحديث بعد أن شعرت بأن
لسانها قد شل بينما كان قلبها يطرق داخل قفصها
الصدري بقوة...فالموضوع كان خطېرا لدرجة
أنها كانت مړعوپة من ذكره حتى بينها و بين نفسها
و لم تجد سوى فاطمة التي لم تنفك تستهزء من
خۏفها الغير مبرر...و تشجعها على إتباع المثل القائل
بأن كل شيئ مباح في الحب و الحړب....
إنتفضت بفزع عندما نكزتها فاطمة من ذراعها
حتى كادت تقع مستمعة لسخرية الأخرى..
لما إنت خرعة كده و خاېفة من خيالك
بتبصي لفوق ليه متشوفيلك صبي ميكانيكي
و إلا قهوجي من الحارة بتاعتكوا و تجوزيه
أريحلك .
ضغطت هانيا على أسنانها بانزعاج من كلامها قبل أن
ترد عليها بوقاحة مماثلة
نفس السبب اللي خلاكي تبصي لصالح بيه.
غمزتها بعينيها ثم رفعت إصبعيها السبابة و الابهام
لتجسد تلك الحركة المشهورة التي تعني المال...
قبل أن تهمس لها..الفلوس ياعنيا..كل حاجة
بنعملها أنا و إنت عشان الفلوس....
تفاجأت فاطمة بردها الغير متوقع فهي لطالما
عهدتها غبية و جبانة لا تستطيع قول كلمتين مفيدتين همهمت لها و هي تحرك رأسها بإعجاب..
إتطورنا و بقينا نعرف نتكلم على العموم أنا
عارفة إنت عاوزة إيه بس للأسف أنا مش
هقدر أساعدك عشان أنا خلاص مهمتي
إنتهت معاكي و من هنا و رايح مليش دعوة بيكي
وبأي حاجة تعمليها...أنا عملت اللي عليا و فهمتك
هتعملي إيه بالتفصيل باقي بس التنفيذ .
بللت هانيا شفتيها الجافتين ثم حركت جيب
سترتها الشتوية التي كانت ترتديها تتحسس
زجاجة الدواء التي كانت بداخله قائلة..
ماشي بس فاضل حاجة واحدة لازم تساعديني
فيها...لما تبدأو تحضروا الفطار قوليلي عشان
أحطلها الدواء ..
إبتسمت لها فاطمة باتساع قبل أن تجيبها
بتلاعب
ماشي... موبايلات بقى تشاو .
سارت عدة خطوات بعيدا عن