رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 22:24)
يزدها سوى
إصرارا على إسترجاع ما خسرته في لحظة
غرور و طيش...أخذت تتنفس الهواء بصوت
عال عدة مرات حتى تتخلص من غصة
حلقها قبل أن تحرك رأسها بالايجاب و تغادر
تاركة هشام ينظر في أثرها حتى أغلقت الباب
وراءها....
ضړب سطح المكتب بقوة حتى تناثرت بعض
الأقلام فوقه و هو يلعن و يشتم نفسه على زلة
رغم كل ما فعلته به .
طرق باب المكتب مرة أخرى ليرفع هشام رأسه
بلهفة ظنا منه أنها إنجي قد عادت مرة أخرى
لكن أمله خاب عندما ظهرت وفاء من وراء
الباب...أشار لها أن تدخل ثم إتخذ مقعده
وراء مكتبه متظاهرا بالانغماس في العمل...
نفخ بضيق و هو يتذكر كلمات إنجي عندما
لأنه عاجلا أم آجلا سوف يندم و هاهو بالفعل
حصل ما توقعته... فكلما رآها أمامه يتأكد
انه بالفعل قد أخطأ و يجب عليه إصلاح خطأه
و تداركه.... سوف يعوضها بأي شيئ تطلبه
مقابل أن توافق على الانفصال بهدوء.....
إقتربت منه كعادتها لتقبله من خده رغم أنه
أنها تعلم السبب جيدا فهي رأت إنجي
من بعيد عندما كانت تخرج من باب مكتبه
لكنها تعمدت عدم التحدث إليها أو إظهار
نفسها حتى لا تراها ثم قالت
مالك يا حبيبي في حاجة مضايقاك
نفى برأسه و هو يخرج أحد أقراص الصداع
من درج مكتبه لتسارع هي و تحضر له
زجاجة ماء من الثلاجة و وضعتها أمامه...
عن كوب ماء لكنه لم يجد حتى إستوقفته وفاء
و هي تشير على أحد الاكواب فوق طاولة
بعيدة
إستنى أنا هجيبهولك... باين عليك تعبان
أوي طبعا ما إنت مش بتسمع الكلام و رافض
ترتاحلك يومين في البيت تسترجع فيهم صحتك...
إنت من يوم ما إبن عمك داه دخل على المستشفى
تناولت الكوب بيدها التي كانت تحمل بداخلها
زجاجة صغيرة جدا كانت تحتفظ بها في
جيبها مفتوحة حتى لا تتعطل في فتحها
سكبت محتوياتها في الكأس و التي كانت
عبارة عن مزيج من عدة أدوية قامت بتحضيرها
مسبقا ثم رمتها من جديد في جيبها
و عادت إليه واضعة الكوب على المكتب...
الماء من يده و سكبت بعضا منها في الكأس
ثم قربته منه قائلة
أنا هسيبك عشان ترتاح...هرجعلك المساء
تكون هديت شوية .
تناول هشام قرص المسكن و تجرع محتوى
الكأس دفعة واحدة ثم أعاد رأسه إلى الوراء
و هو يشير لوفاء ان تنتظر...
جلست وفاء تترقبه بتسلية منتظرة بفارغ
الصبر مفعول الدواء ثم أخرجت هاتفها
و عبثت بازراره قليلا مدعية الملل...
تحدث هشام بعد صمت طويل قائلا
إنت كنتي بتشتغلي في مستشفى القدر
التابع لمصطفى السباعي أسماء وهمية
رفعت وفاء حاجبيها و هي تخفي إرتباكها
من سؤاله الفجئ قبل أن تجيبه نافية
مستشفى القدر... أول مرة أسمع عنها لا أنا كنت
في مستشفى النور إنت شفت الملف بتاعي....
تحدث هشام بتوضيح ..مستشفى القدر اللي تقفل من سنتين
عشان جرايم سړقة الأعضاء اللي كانت بتحصل...
وفاء بنفي..لا مسمعتش عنه...
أومأ لها هشام دون أن يتحدث بسبب شعوره
بشيئ غريب يحصل له...رفع يده ليتحسس حرارة
جبينه و هو يجاهد حتى يأخذ أنفاسه ... صداع
شديد يكاد يفتك برأسه و سخونة فجئية إجتاحت
كامل جسده...
وقف من مكانه محاولا الاستناد على المكتب
و هو ېصرخ فجأة
إطلعي برا...دلولتي حالا .
إدعت وفاء اللهفة عليه لتسرع نحوه
متلمسة جبينه الذي كان يقطر عرقا
و هي تشهق پعنف
إنت سخن اوي..تعالى معايا أنا.
لم يدعها تكمل جملتها ليدفعها عنه و ېصرخ
في وجهها پجنون
قلتلك اطلعي برا إنت مبتفهميش .
تأوه بشدة من ألم رأسه و مازاد من عڈابه أكثر
هو إلتصاق وفاء به كالعلقة رافضة الخروج
و تركه...فتح عينيه على مصراعيهما و هو يحاول
بما تبقى لديه من وعي إيجاد هاتفه لكنه لم
يستطع بسبب رؤيته التي أصبحت ضبابية...
طفق يرمي بكل ما يعترض طريقه من على
سطح الكتب و هو لا يزال يتتحسس كل
غرض أمامه حتى وجد هاتفه أخيرا...
نظر نحو وفاء التي سقطت على الأرض
و هي تحاول النهوض من جديد بعد أن
إكتشفت أنه وجد هاتفه فهي لا تريده أن
يتصل بأي شخص قبل أن تنهي خطتها...
إندفعت نحوه من جديد حتى تاخذ منه
الهاتف لكنها لم تستطع فهشام كان قد فقد
السيطرة على نفسه بسبب المنشط الذي
يحتويه ذلك الدواء...و أصبح كالثور الهائج
ما إن حاولت الاقتراب منه حتى أمسكها من
شعرها و سار بها نحو باب المكتب ثم دفعها
و أغلق الباب بالمفتاح من الداخل تاركا إياها
تتخبط في الخارج و تصرخ حتى يفتح لها....
كان في حالة يرثى لها جسده بأكمله يرتعش
و عيناه محمرتان و الشعيرات الدموية تظهر
من خلال بياضهما بوضوح...بحث بين الاسماء
التي كانت تملأ هاتفه الخلوي عن إسم صديقه
زياد الذي يعمل لديه في المشفى فهو أكثر
شخص يثق فيه و طلب منه إحضار حارسين
من الامن و بعض المحاليل الطبية المناسبة
لحالته...
في الخارج كانت وفاء تكاد تفقد عقلها بسبب
خروج الأمور عن سيطرتها... كانت لا تزال تطرق
الباب پعنف و تنادي هشام حتى جاء صابر الممرض
الذي أحضر لها الأدوية الذي همس لها بصوت
منخفض و هو يمسك بيديها محاولا تهدأتها
إنت بتعملي إيه يا دكتورة وفاء...عاوزة المستشفى
كلها تتلم هنا و يشوفوا اللي بيحصل .
دفعته وفاء عنها و هي تضربه بغل و تصرخ في وجهه بحدة..إنت تأخرت ليه يا حيوان مش
قلتلك تجهز نفسك و اول ما أبعثلك رسالة
تييجي على طول أنا الغلطانة اللي إعتمدت
على غبي زيك... يلا إكسر الباب انا لازم ادخل
جوا قبل ما ييجي حد و يبوز كل اللي انا عملته.
بدأ صابر بضړب الباب بكتفه لكنه يئس بعد ثلاث دفعات فاللوح كان متينا و آلم كتفه ليتذمر قائلا
ما أنا قلتلك يا دكتورة نزود نسبة المخدر
عشان تقدري تسيطري عليه إنت اللي رفضتي.
ڼهرته وفاء و هي تتحسس الأوراق التي كانت تحتفظ بها تحت معطفها قائلة پغضب
إنت تخرس خالص مش عاوزة أسمع
صوتك عارف لو خطتي فشلت انا هدفعك الثمن.
أجفل صابر من نبرتها المھددة و شعر بالخۏف
الشديد منها فهذه المرأة التي أمامه لا تمزح أبدا و هو رأى بعينه ماهي قادرة على فعله ليبدأ من جديد بدفع الباب محاولا تكسيره دون فائدة...
وراءهما كان الدكتور زياد يسير على عجل و هو
يحث رجال الأمن على الركض وراءه حتى
وصل نحو مكتب هشام ليتفاجئ بوجود وفاء
و صابر...
أشار للحرس حتى يفتحوا باب المكتب
لينجحوا في ذلك بعد محاولات عديدة
بمساعدة صابر..ثم دلف للداخل بعد أن