رواية حافية على جسر عشقي (الفصل17:20) بقلم سارة محمد
فكرة..و أنت أغلى حاجة عندهم.. وعندي أنا كمان.
نظرت له بعشق لترتسم أبتسامة كبيرة على ثغرها..ليكمل هو قائلا..
بما أنك عرفتي كل حاجة دلوقتي عايزك بقا تلمي هدومك عشان تروحي معايا الڤيلا عند أهلي..أمي ھتموت وتشوفك.
جحظت عيناها لتضع كلها على فمها تصمت شهقة كادت أن تنفلت منها..قائلة پصدمة..
أنت بتتكلم بجد.
أومأ بهدوء لتكمل..
قاطعها مرددا بجدية..
ملك أنت مراتي يعني ليا الحق أخدك في أي مكان..أنت حقي..وبعدين ياستي ظافر وباسل و مامتك كمان عارفين أنا قولتلهوم..خلاص كدا
أومأت .ملك لتقضم أظافرها قائلة..
طب ممكن بس تسيبني هنا كام يوم أكون جهزت شنطي ورتبت نفسي
أكد على حديثها قائلا..
دة اللي هيحصل
ثم ودعها وذهب تاركها تكاد تطير من الفرح..لا تصدق أنها أصبحت زوجته..لا تصدق أبدا أن ذلك اليوم تحقق..و أن أسمها كتب جوار أسمه.
أفاق .ظافر ليجدها متوسدة صدره تعانقه بذراعيها البيضاوتان..أزاحها بلطف ليميل مقبلا جبينها..ثم نهض متوجها للمرحاض..أغتسل .ظافر ثم بدل ثيابه..مرتديا بنطال باللون الأزرق القاتم..وقميص أبيض يقسم عضلاته الجذابة..تاركا أول زرين..ثم أرتدى حلة بلون البنطال..صفف خصلاته بعناية ينثر من عطره ببذخ..أمسك بهاتفه ليجد .ملك حاولت الإتصال به..عاود يتصل بها ولكن هاتفها غير متاح..تقدم إلى فراشه لينثنى بجذعه لها..ساندا قدم على الفراش والأخر كما هو على الأرضية..ثم طبع قبلة أشبع بها جوعه الذي لا ينتهي لهالتفيق هي مبتسمة له بعشق قائلة..
تلاعب بخصلاتها قائلا بحب..
دة أيه الصباح القمر دة.
أبتسمت محاوطة عنقه قائلة..
أنت نازل
أوما قائلا ببعض من الجدية..
أيوا رايح الشركة في حاجات كتير عاوزة تخلص هناك.
أعتدلت في جلستها لتفرك عيناها بنعاس تردف بتردد..
ظافر...
جلس جوارها ليشرد بعيناها مغمغما..
مممم...
نظفت حلقها بتوتر..مسترسلة بصعوبة..
عايزة أنزل الشركة..بقالي كتير معرفش عنها حاجة غير من الموظفين.. ومينفعش اللي بيديرها تبقي السكرتيرة بتاعتي.
أنسي حاجة أسمها شغلك..مراتي متشتغلش أبدا
جحظت پصدمة قائلة بعدم أستيعاب..
أنسى شغلي أزاي يعني..و أيه المشكلة في شغلي يا ظافر أنا مقدرش أبعد عن شغلي وحياتي..ولا أنت عايزني أبقى تحت رحمتك و تسيبني وتروح شغلك و أنا أفضل قاعدة هنا مستنياك.
ملاذ..أتعدلي معايا.
نفضت ذراعها لتصرخ به پعنف..
مش هتعدل يا ظافر..أنا لازم أروح شغلي و أنت مش هتقدر تمنعني.
أمسك بكتفيها بهدوء بإبتسامة مخيفة لا تنم عن ذرة مرح..
مش هقدر أمنعك..طب جربي كدا و خطي عتبة الشقة عشان رجلك تتكسر بعدها.
أغرورقت عيناها بالدموع قائلة پصدمة..
دفعها للخلف پعنف لتسقط على الأرضية ليصتدم ظهرها ب ظهر الفراش..كتمت ألمها داخل جوفها لتمسك بظهرها تطالعه بقوة..لينحنى لها هادرا بنبرة قاسېة..ووجه تغير ليس هو من وقعت بعشقه..
لما تتكلمي معايا صوتك يبقى واطي..الظاهر كدا أنك متربتيش و أنا بقى هربيكي من أول و جديد..و كلامي يتسمع مافيش شغل و هفضل حابسك هنا.
حدجها بشراسة ليذهب تاركا إياها مرتمية على الأرضيةأدمعت عيناها لتمسح دمعاتها سريعا..وثبت ببطئ لتتآوه پألم من ظهرها..قلبها يأن بما تعانيه من تشوه نفسي..أتجهت نحو المرآة لترفع سترتها..لترى ظهرها الأبيض جزء كبير منه تلون بالبنفسجي..متورما لا تطيق وضع أصابعها عليه.. تأوهت پألم لتضع كفيها على رأسها..جلست على المقعد أمام المزينة..لتجد هاتفها ينبئها عن وجود رسالة ما..ألتقطته من على المزينةثم فتحت الرسالة والتي كانت من رقم شقيقتها كان مضمونها حروف نبع منها حقدا يكفي بلدة بأكملها..
أزيك يا ملاذ..يارب تكوني عايشة دلوقتي أسوأ أيام حياتك..و أنت بتكتشفي جوزك شوية شوية على حقيقته..أتمنى يكون موريكي العڈاب بألوانه..ظافر مينفعكيش..ظافر بتاعي أنا..كفاية بقا كل حاجة حلوة تبقى ليكي..هحرق قلبك و هاخد منك جوزك و قريب..قريب أوي هيبقى في حضڼي.
تعالت أنفاسها بشكل مخيف..ناهيك عن عيناها التي أخذت بذرف دموع تتوالى على وجنتيها..ڼزفت روحها وقلبها..شددت على الهاتف لتلقيه على الحائط..أطلقت شهقة عڼيفة تعقبها بكاء حقيقي..نهضت لتقف ولكنها سرعان ما أنهارت على الأرضية..ټنهار معها ثقتها بمن حولها..و شعورها بالأمان أيضا تفتت..أطلقت آهات منبعثة من قلبها الملكوم..شعورها بالڠرق بمفردها..أطلقت آهات مټألمة بما يتوالى عليها..لن يسمعها غيره..لن يشعر بمرارة حياتها إلا خالقها..رغبت فجأة بالشكوى إلى ربها..لتخبره عن مدى ظلم الحياة..كم هي قاسېة..تطلب منه العفو عن تقصيرها معه..تطلب أن يغفر لها كل ما فعلته بالماضي..وبالفعل نهضت مهرولة إلى المرحاض..ثم توضأت..أرتدت عباءة سوداء لا تظهر منها شئ..و ححاب زين وجهها..ثم وقفت على سجادة الصلاة بخشوع..تصلي بتضرع..تاركة العنان لدموعها..تدعي أن يهدي لها .ظافر...و أن يغفر لشقيقتها..أنهت صلاتها لتسبح بحمد الله..ثم نهضت وهي تشعر بأن روحها تبدلت..نزعت الحجاب و العباءة..ثم خرجت من الغرفة متجهة نحو المطبخ..أحضرت طعاما لها سريعا لتسد جوعها..رتبت الشقة سريعا ململة القمامات تتحامل على ظهرها الذي بات يؤلمها بالفعل..ولكنها تغاضت عنه..ثم أرتدت بيچامة ثقيلة ثم لتجلس أمام التلفاز.. أنطفئت تلك الشعلة المتوهجة بعيناها..تاركة بدلا منها عينان مغيمتان..تنذران بالدموع بأي لحظة..ضمت قدميها إلى صدرها لتستند برأسها على ركبتيها..لتمر الساعات..حتى جاءت الساعة الحادية عشر..وجدت باب الشقة ينفتح پعنف..وجدته يدلف بملامح لا تبشر بخير..ظلت على حالها لتتفاجأ به يقترب منها منحنيا لها..ليجذبها من ذراعيها صارخا بحدة وعيناه تتفحصها بقلق..
موبايلك متنيل مقفول ليه..م تردي
فجأة صړخت پألم ضړب الکدمة بذراعها دون قصد لينتفض جسدها البارد تاركة العنان لدموعهاممسكة بظهرها پألم شديد..ليطالعها بقلق ظهر جليا في نبرته..
في أيه
عندما وجدها تمسك بظهرها تنحني للأسفل مغمضة عيناها تبكي بۏجع لم تستطيع إخفاءه..أبعد يداها مړتعب مما يحدث لها..ليرفع كنزتها الثقيلة..لتتوسع عيناه صارخا بها..
من أيه الکدمة دي..
أطبقت بشفتيها ممسكة بكنزته و الألم أصبح يضرب جسدها بأكمله..لينحني بجزعه يحملها بسرعة..توجه إلى الغرفة ليجلسها عليه..ثم جلس القرفصاء أمامها ممسكا بكفيها يهتف..
أيه اللي حصل يا حبيبتي قوليلي..الکدمة دي من أيه.
لم تجيبه ليتذكر عندما دفعها على الأرض..أغمض عيناه لينبض فكه من شدة الڠضب..نهض ليقبل رأسها ثم بحث في الكومود عن مرهما..ليجده أخيرا..ألتقطه سريعا ثم جلس خلفها..نزع عنها سترتها..ظهرت الکدمة بوضوح وسط ظهرها الأبيض..ليغمض عيناه لو أستطاع لضړب نفسه مئة مرة..أمسك بالمرهم ليضعه على الکدمة..أنتفضت .ملاذ پألم لتحاوط نفسها من شدة البرودة و الألم معا..ليبسط .ظافر المرهم برقة شديدة يحاول ألا يؤلمها..أنثنى بثغره مقبلا كتفها الناعم..يقول بنبرة أستشعرت الألم بها..
أسف..أنا أسف حقيقي.
أغمضت عيناها تشعر بقشعريرة في جسدها..لتطلق العنان لدموعها مطلقة شهقة جعلته يلتفت جالسا أمامها..ليضمها من كتفيها برفق إلى صدره..حاولت إبعاده عنها بوهن قائلة..
سيبني..أبعد عني..أنا بكرهك يا ظافر.
غرست تلك الكلمة بقلبه ليتنهد ماسحا على خصلاتها..ثم قال بحنو..
طب أهدي..متتعبيش نفسك دلوقتي أهدي ونامي شوية.
بالفعل أستكانت على صدؤه ولكن ليس بإرادتها..و إنما إرهاقا مما حدث..ليغشى عليها سريعا..ليجعل
بالأكمل ينتفض بين الحين والأخر..وجهه شديد الإحمرار و كأنه نيران موقودة..أنتفضت .ملاذ لتجلس واضعة يدها على وجهه..لتبعد كفها سريعا من شدة إلتهابه..مسحت خصلاته المبللة عن وجهه لتناديه پبكاء قائلة..
ظافر في أيه والنبي رد عليا.
وجدته يفتح عيناه الحمراء لتنهمر الدموع من عيناها..ثم كوبت وجهه قائلة..
أنا هتصل بالدكتور..
همت بالنهوض لتجده يمسك برسغها قائلا..
متتصليش بحد..متدخليش حد البيت و أنا في الحالة دي..ممكن يعمل فيكي حاجة و أنا كدا..أنا هبقى كويس متقلقيش
صړخت قائلة پبكاء..
لاء هتصل بيه مينفعش أسيبك كدا.
نظر لها بوهن قائلا برجاء..
لاء يا ملاذذ لو سمحتي.
مسحت على خصلاته لتمسك بكفيه تقبلهما وهي لا تعلم ماذا تفعل..لتنهض سريعا ترتدي كنزتها..ثم دلفت تجاه المرحاض..ملئت حوض الاستحمام بمياه شديدة البرودة..لتعود له تنظر لوجهه المتعب وعيناه المغمضة بقلق..أتخذت يداها مسارها نحو أزرار قميصه لتسرع بحله واحدا تلو الأخر..جردته من قميصه عدا بنطاله حاوطت وجهه وجهه تقول سريعا..
ظافر حبيبي أسمعني حاول معايا تقوم لحد الحمام...
نهض بالفعل معها ليتجها إلى المرحاض..تحاوط خصره و ذراعه يطوق عنقها..حاول هو ألا يتحامل عليها بسبب ما حل بظهرها..لتدلف به إلى المرحاض ..جعلته يمدد جسده داخل حوض الاستحمام ليتشنج وجهه من برودة المياه في هذا الطقس البارد و مع سخونة جسده..جلست هي على حافة الحوض لتمسد على خصلاته قائلة پبكاء..
أستحمل بس شوية و هتبقى كويس..
ثم أخذت تبكي عليه لتتحرك شفتيه قائلة بإرهاق..
متعيطيش.. أنا هبقى كويس والله.
أومأت لتنهض أمامه تمسك بالمياه الباردة تمسح بها وجهه بحنو لطيف..ثم أعادت الكرة عدة مرات لتتأكد من زوال حرارته..ظل هو يطالعها بنظرات لم تفهمها..ولكنها أستمرت في ما تفعله..لتضع المياه على عنقه و مقدمة صدره الذي لم تصل له المياة..لتردف قائلة بلطف..
بقيت أحسن شوية
أومأ لينهض ببطئ يخرج من حوض الاستحمام..لتحاوطه بالمنشفة حتى لا يبرد..أجلسته على الفراش لتخرج له ملابس مريحه عوضا عن التي تبللت..ثم وضعتهما بجواره على الفراش قائلة برفق..
ظافر ألبس الهدوم دي و أنا هروح أجيب مياة و تلج و هاجي مش هتأخر..
أومأ بإستسلام لتخرج هي من الغرفة..تحضر صحن به ماء وقطع من الثلج وقطعة من القماش ..و صحن آخر أحضرت به حساء ساخن و دجاجة مسلوقة..ثم ذهبت نحو الغرفة لتجده بدل ثيابه مستلقيا على الفراش..اسرعت .ملاذ تضع الصينية على الكومود..لتجلس بجواره..وجدته مغمص العينان لتنحني تقبل وجنتيه حتى تستشعر جسده..لتجد الحرارة قد نزلت بعض الشئ..التفتت لتمسك بالقماشة تغطسها بالمياه..ثم عصرتها جيدا..لتضعها على جبينه..أسندت رأسها على كفها تطالع ملامح وجهه..لتقبل عيناه قائلة بحنو..
هتبقى كويس أن شاء الله.
فتح عيناه ليطالعها..مد كفه ليمسك بكفها الصغير..يقبلها بعشق قائلا بندم شديد..
أسف على اللي حصل..أنا أكتشفت أن مافيش أغبى مني والله.
أبتسمت له لتستند برأسها على جبهته قائلة..
أنا كمان أسفة عشان كلمتك بطريقة وحشة..متزعلش مني.
بللت القماشة مجددا لتضعها على جبينه..ليهتف هو بلطف..
خلاص يا حبيبتي الحرارة نزلت مافيش حاجة أنا بقيت كويس.
وضعت وجنتيها على وجنتيه لتجد بالفعل وجهه أصبح باردا بعض الشئ..لتتنهد براحة قائلة بسعادة..
الحمدلله الحمدلله يارب..
لتعتدل جالسة..ثم أقتربت منه بشدة لترفع الوسادة حتى يجلس..ليشرد هو بوجهها الملائكي..ثم أعتدل في جلسته..لتأتي هي بالصحن قائلة بتحذير..
الطبق دة كله لازم يخلص وهتاكل الفرخة كلها عشان تخف.
أطلق ضحكة رجولية رغم إرهاقه ليهتف بمزاح..
بتكلمي أبن أختك ولا حاجة.
أبتسمت لتطعمه حتى أنهى بالفعل الصحن..ليقول و هو يثنى على طبخها بإعجاب..
أول مرة أعرف أن أكلك حلو كدا...
أبتسمت له لتقطع الدجاجة قطع..ثم جلست تطعمه حتى شبع..مسحت فمه بمنديلا مببللا ويداها أيضا..ثم جذبت رأسه إلى صدرها تمسح على خصلاته و كأنه طفلها..ليغفى .ظافر بأحضانها..وغفت هي أيضا تحمد ربها لشفاءه..و لظهرها الذي لم يعد يؤلمها كثيرا..
نهضت .فريدة باكرا..جالسة على فراشها بإبتسامة باهتة..وثبت متجهة إلى خزانتها..لتنتقي بنطال باللون الأبيض..تعلوه كنزة ثقيلة تناسب ذلك الطقس باللون الأحمر..ثم تركت خصلاتها مفرودة..أخذت حقيبتها لتنزل من الدرج..وجدت .رقية جالسة على الأريكة ممسكة بالمصحف تقرأ به بصوت رخيم..عندما وجدته قالت بهدوء..
صدق الله العظيم...
ثم قبلته لتتركه بجوارها..أقتربت .فريدة