رواية حافية على جسر عشقي (الفصل17:20) بقلم سارة محمد
منها لتجلس بجوارها قائلة..
ماما أنا رايحة الشغل..خلي بالك من يزيد و أنا مش هتأخر
ربتت .رقية على خصلاتها قائلة بإبتسامة..
مټخافيش يابتي..يزيد في عنيا..أيوا أكده ياضنايا عيشي حياتك ومتفكريش فيه..صدجيني أنا يابنتي الراچل عمره ما بيرجع لواحدة پتبكي عليه..أنچحي و أثبتيله أنك قويه..و أحنا معاكي يا حبيبتي
ظلت شاردة في حديثها طيلة الطريق..تفكر في نصائحها..حتى وصلت للمشفى..دلفت ليبارك لها الجميع على زواجها..لا يعلمون إن تلك الزيجة كانت بمثابة الإعدام شنقا لها..ولكنها قابلت المباركات المتهللة عليها بإبتسامة بسيطة..لتبدأ عملها بجوار الطبيب..ذلك الشخص الذي كانت تعشقه قبل أن يقتحم .مازن حياتها..ذلك الطبيب والذي يدعى .إياد...ذو الطول الفارع والجسد الممشوق..البشرة البيضاء والعينان الزرقاوتان..دلفت لمكتبه لتراه جالسا على مكتبه قائلا بقنوط طفيف..
بهتت أنظارها عندما تذكرت أنها لم ترتدي ثوبا أبيض ك جميع الفتيات..لتصمت و لم تجيب..لتجده يردف بجدية..
جهزي نفسك النهاردة مليان حالات طارئة..
أومأت بهدوء لتذهب وراءه..مندهشة من حالتها..فهي أصبحت لا تطيق رؤيته حتى..وهي التي كانت تهيم به.
يابت يا هانم..تعالي يابت چهزي الوكل..بنت أختي زمانها چاية يلا يابت.
مين اللي جاية يا أمي
ألتفتت له .رقية قائلة بفرح..
.آسيا بنت خالتك يا حبيبي.
أشمئزت صفحات وجهه متمتما بخفوت..
و دي جاية ليه.
لم تسمعة رقية لتكمل الترتيبات بالسرايا..ليغير .باسل وجهته عائدا مجددا إلى غرفته متأففا..دلف ليجدها نائمة..خصلاتها تخفي وجهها..ذراعها مرتميا على الأرضية ليبتسم .باسل على حالتها..ليتجه إلى الفراش..أنحنى بجزعه نحوها ليزيل خصلاتها من على وجهها..لينحنى أكثر مقبلا شفتيها المزمومة..ثم حاول إفاقتها بهدوء مردفا..
قطبت .رهف حاجبيها وكأنها تسمعه لتقول غير واعية وهي لازالت مغمضة العينان..
بسلة سيبني نايمة بقا.
رفع حاجبيه ليلتقط أذنيها يقرصهما قائلا بغيظ..
عارفة لو قولتي بسلة تاني هدبحك.
أنتفضت .رهف جالسة لتمسك بكفيه تزيحهما بغيظ قائلة ..
في حد يصحي حد كدا يعني.
جمد وجهه لينهض يعطيها ظهره قائلا ببرود زائف..
جحظت عيناها لتنهض مهرولة نحوه..ثم حاوطت خصره من الخلف قائلة بسعادة طفولية..
أنا أسفة والله مكنتش أقصد..5 دقايق وهلبس يا أحلى بسلة في الدنيا..
هرولت نحو غرفة الملابس تاركة إياه مبتسما يقول في نفسه..
أهم حاجة أخليها متشوفش آسيا خالص.
أرتدت .رهف ثوب أسود يصل لأسفل قدميها..محكم الضيق لتضع فوقه بوشاح من الفرو..خرجت إلى .باسل الذي وقف ينتظرها بالغرفة..لينبهر من الحورية التي خرجت له..ولكنه تذكر أن ليس هو فقط من سيراها بذلك الثوب ..ليهدر بها في ڠضب شديد..
صدمت مما قال لتتراجع خطوتين برهبة قائلة..
في أيه يا باسل أنا قولت هيعجبك.
رفع حاجبيه ليتقدم منها على عجال..ليجذب رسغها له پعنف قائلا..
أنت مچنونة يا رهف..أنت متجوزة شوال بطاطس عشان تبقي ماشية جنبي كدا و العيون كلها هتبقى عليكي..ده أنا أدفنك حية.
رغم صراخه بوجهها وقبضته التي تؤلمها بالفعل..ولكن حديثه جعل أبتسامة صغيرة تلوح على ثغرها..ليستغرب هو أبتسامتها..ولكنه صدم عندما وجدها تندفع مرتمية بأحضانه..محاوطة عنقه بذراعيها العاريتان..تربت على ظهره وهي لاتسطيع السيطرة على بسمتها التي كادت أن تشق ثغرها..ليحاوط هو خصرها مبتسما على زوجته المچنونة..أعادت .رهف وجهها ولا زال جسدها محاصر من قبله..لتطبع قبلة صغيرة على وجنتيه..مغمغمة بخفوت..
شعر بدلوا بارد ألقي على رأسه..ليبعدها عنه سريعا قائلا بعدم تصديق..
قولتي أيه.
نظرت أرضا بخجل قائلة..
مقولتش حاجة أساسا.
وحياة أمك.
هتف پغضب ليجدها تنظر له بتأفف..ليضغط على ذراعها برفق قائلا برجاء..
رهف قوليها مرة كمان.
تنهدت بخجل لترفع أنظارها نحوه قائلة..
بحبك يا باسل.
شعر بقلبه يرقص فرحا..ليحاوط وجهها مقربا شفتيها منه حتى كادا أن يتلامسان..ولكن فتح باب الغرفة پعنف لينظر .باسل لمن فعل هذا حتى ينحر رقبته..لتنتفض .رهف مبتعدة عنه ووجها أصبح مخضبا بإحمرار غزى وجنتيها..و لكنها رفعت أنظارها لمن فعل هذا لتجدها فتاة تقريبا في نفس عمرها..جسدها ممشوق صاحبة بشړة سمراء جذابة ولكن غاضبة..عيناها باللون الأخضر و لكنها أجزمت أن تلك لم تكن سوى عدسات لاصقة..خصلاتها قصيرة مموجة باللون الأود رفعت أنظارها لتنظر إلى زوجها..وجدت صدره يرتفع علوا وهبوطا من فرط غضبه..مشددا على أسنانه بغيظ قائلا بغل..
أنت أتجننتي أزاي تدخلي الأوضة بالطريقة الژبالة دي و أنت عارفة أن دي أوضة واحد ومراته..و لا عيشتك برا نستك الأدب و الأخلاق.
نظرت له بتحد لتقترب منهما تنظر إلى .رهف من أعلاها حتى أخمص قدميها..قائلة بإستهزاء..
هي دي بقا مراتك.
أشتعلت أنظار .رهف لتبعد .باسل قليلا تقف أمامها قائلة بشراسة..
مالها مراته يا حبيبتي.
نظرت لها بإحتقار قائلة بغيظ..
ولا حاجة..أنا دايما بشوف إن باسل ذوقه مش أد كدا..بس ع العموم مبروك يا حبيبتي.
أطلقت .رهف ضحكة أنثوية جلجلت في الغرفة..لتهتف من بين ضحكاتها..
ذوقه أيه..بجد مش قادرة دمك تقيل جدا ما شاء الله.
ثم أردفت قائلة بإبتسامة..
ع العموم أنا مش هرد عليكي..عشان لو رديت هتزعلي مني جامد.
أمسكت بذراع زوجها متشبثة به..قائلة بإبتسامة..
ودلوقتي بقا ياريت تسيبيني مع جوزي شوية.
صكت على أسنانها بغل واضح..لترميها بنظرات جمر أفصحت عما يغلى بداخلها..لتتصاعد الډماء المحتقنة إلى وجهها..لتلتفت ذاهبة خارج الغرفة بأقدام تحفر الأرضية..لتتحول نظرات .رهف من تحد إلى ڠضب شديد..نظر لها .باسل بإعجاب قائلا بعبث..
سمعت كتير عن كيد النسا..بس أول مرة أشوفه بعيني.
نظرت له بجمود لتنفض يداها بعيدا عنه تهتف بحدة..
مين البت دي يا باسل..و أزاي تدخل كدا هي مچنونة.
أبتسم بهدوء ليجلس على الفراش ساندا كفيه خلف ظهره قائلا بإستمتاع..
بنت خالتي..وبتعشقني.
فرغت فاهها من وقاحته..لتتقدم منه بعصبيه..جذبت إحدى الوسادات لتبدأ بضربه على وجهه صاړخة به..
بتعشقك ها..بتعشقك يا باسل والله لهوريك.
ظلت تضربه وسط ضحكاته واضعا ذراعه على وجهه ليتفادى الوسادة..وبدون مقدمات جذبها من خصرها ليرمي بها على الفراش لتشهق هي بحدة مقيدا ذراعيها أعلى رأسها..لتحدق هي به بقنوط مردفة..
باسل أبعد عني دلوقتي.
غمز لها قائلا و هو يتفرسها بوقاحة..
بالفستان دة مستحيل أبعد.
صړخت به پغضب جم محدجة به بلوم..
سيرتها متجيش تاني..و أنا هعرفها مين رهف كويس.
قرب أنفه من أرنبة أنفها يهمس بخفوت وشفتيهما كادتا أن تتلامسان..
شششش..هي أصلا و لا فارقة معايا..صدقيني ماتجيش ضفرك.
أبتلعت ريقها لتغمغم بتوتر تلبسها..
أيوا..
أبتسم بخبث ليلتقط قبلة من شفتيها مرددا بمكر..
أنت زي القمر.
همهمت مغمضة عيناها..
ممممم..
طبع قبلة أخرى بجانب ثغرها قائلا بعشق..
و ذكية.
ذابت في كلماته لتردد..
ممممممم..
ليهمس بجوار أذنها..
و بحبك.
مرت ثلاثة أيام..تحسنت حالة كلاهما..وحافظت .ملاذ على صلاتها وهي تشعر بروحها أصبحت أنقى..تبدأ بداية جديدة مع ربها..ولكن أتى ذلك اليوم..عندما كانت بطريقها إلى غرفتهم..لتسترق السمع على زوجها..وجدته يهتف بنبرة هادئة وصلت لها..
شحنة السلاح معادها كمان يومين..خلي بالك عايزين كل حاجة تعدي على خير..
جحظت عيناها ليقع قلبها أرضا..أستندت بجسدها على الحائط لتمتلأ عيناها بالدموع..لا تستوعب أن زوجها تاجر أسلحة.
يتبع..حافية على جسر عشقي الثامن عشر..
أرتفع الإدرنالين بجسدها..تشعر بدوار قاسې يهاجمها لتستند على الحائط جوارها تضع كفها على فيها..تترقرق حدقتيها بالدموع..ثم بدأت بالتراجع إلى الوراء..ولأول مرة تفقد إحساس الأمان جواره..فمن يفعل ذلك ببلده..يفعل أي شئ أخر..نفت برأسها بهيستيرية..لن تكمل حياتها مع شخص كهذا..همت بالذهاب وهي لازالت لم تصدق ما يحدث..لتتفاجأ به يخرج من الغرفة..ليصتدم بها تقف أمامه بعينان هلعتان..ضغط على أسنانه بقوة من شدة غضبه..و أصبح متيقنا أنها علمت كل شئ من نظراتها الخائڤة..رفع يداه يحاول لمس كتفيها لتتراجع هي عشرات الخطوات للخلف..تحرك رأسها بنفي هيستيري قائلة پعنف..
أبعد عني..إياك تلمسني..إياك.
مسح على وجهه پعنف ليردف بنبرة هادئة..
ممكن تسمعيني الأول
أبتسمت بإستهزاء لتنظر له بإحتقار قائلة..
سمعت..سمعت لما شبعت.
لتقترب منه ممسكة بتلابيب قميصه تهزه پعنف ولكن لم يتحرك جسده إنشا واحدا..لتهدر به وقد أنهمرت الدموع شلالات متسابقة من عيناها..
ليه بتعمل كدا..ليه مصمم تكرهني فيك أكتر..قولي يا ظافر أيه اللي خلاك تعمل كدا..طب ليه أنا حبيتك..عارف ليه عشان أنا غبية..حبيت واحد ميعرفش معنى الحب..واحد معندوش قلب..حبيت أكتر شخص أذاني وأذى بلده وبيأذي نفسه..أنت عارف أخرتك أيهأخرتك وحشة أوي.
كان وجهها شديد القرب من وجهه..أنفاسها تخرج بشكل عڼيف لأنفاعلها..صدرها يعلو ويهبط پعنف..لازالت ممسكة بقميصه..تراقب ملامحه الجامدة..تلك البرودة التي لن تزول من وجهه..تلك العينان الذي لا روح بهما رغم جمال لونهما..تركته مبتعدة عنه صاړخة به پجنون..
طلقني..طلقني أنا مش عاوزة أعيش مع واحد زيك.
لم تشعر سوى بوجهها يرتد للجهة الأخرى من شدة الصڤعة التي تلقتها..ليرتد جسدها للخلف و هي تشعر بتوازنها يهتز..ظلت واضعة كفها على وجنتها الملتهبة..تنظر جانبها للفراغ..تشعر و كأن تلك الصڤعة لم تسقط على وجهها..بل سقطت على قلبها لتجعله صريعا لا روح به.
وجدته يمسك بكتفيها لتلتفت له..وجدت عيناه تشع ندما..ليردف بنبرة مهتزة جمعت بها ألمه بالكامل..
ملاذ..حبيبتي أنا أسف..مكنش قصدي.
نظرت له نظرات خاوية لتبعد ذراعيه عنها..وبلحظة كانت تجمع كل ما أوتيت من قوة لتدفع به بعيدا..ليرتد هو للخلف بتفاجأ..لتركض .ملاذ سريعا تخرج من الشقة بأكملها..تنزل على الدرج حافية و كأنها تسابق الرياح..ليركض ورائها .ظافر صارخا بها..
ملاذ..ملاذ استني.
ركضت .ملاذ خارج البناية بأقدامها الحافية..ليقف .البواب مذهولا مما يحدث..ظلت تركض في الطرقات المظلمة ولم يستطيع هو اللحاق بها..فقد دلفت بين أزقة الطرقات حتى تجعله يفقدها..وبالفعل ركضت بعيدا عن المنزل وبعيدا تماما عنه..تآوهت پألم و هي تنظر لكاحلها الذي غرزت به قطع من الزجاج..تحملت على جسدها لتتوارى خلف حوائط إحدى الطرقات..تكتم أنفاسها بكفها حتى لا يسمعها..رغم تيقنها أنه ليس بجوارها..نزلت بعيناها لترى ما ترتديه من منامية ثقيلة شتوية تصل لما بعد ركبتيها بقليل..أحتضنت نفسها تستند برأسها على الحائط خلفها بعينان أنهمرت منهما الدموع..شعرت بصوت أقدام و ضحكات خبيثة تأتي مقتربة منها..ألتصقت بالحائط خائڤة أن يراها أحد..ولكنها وجدت ثلاثة شباب يقفون أمامها..بأجسادهم الهزيلة وعيناهم الحمراء من كثرة ما يتعاطونه من أشياء تذهب بالعقل وجوههم مشوهة مليئة بالندبات..همت بالركض تنفد بروحها ولكن أمسكها أحدهم من خصرها لقربها منه لتفوح منه رائحه كريهة جعلتها تريد التقئ..ولكنها بمهارة رفعت ركبتها لتضربه أسفل معدته..أرتد الشاب مبتعدا عنها يتلوى من الألم..ليأتي الثاني لتسدد له لكمة جعلته يسقط أرضا..ليأتي الأخير مكبلا إياها من ذراعها يقف خلفها..فشلت .ملاذ عن ضربه لتصرخ بعلو صوتها تتمنى لو أن يعود إليها .ظافر...ظلت تصرخ بكل ما أوتيت من قوة..لينهض ذلك الشاب ذو الندبة بجوار ثغره..ناظرا لها پحقد شديد ليرفع كفه عاليا متأهبا لتلقينها درس قاس..ولكن وجد قبضة فولاذية سمع لها أرتطام عظامه ببعض تقبض على رسغه بإحكام..ليكبل .ظافر ذراعيه خلف ظهره ثم دفعه بقوة للأمام ليرتطم الشاب بالحائط ساقطا مغشيا عليه..أمسك ب .ملاذ ليجعلها تتوارى خلف ظهره لتتشبث بقميصه بقوة..أخذ يكيل للشابان العديد من الضربات التي جعلهتم يقعا مغشيا عليهم ثم ألتفت لها بلهفة ليكوب وجهها يعد خصلاتها عن وجهها قائلا بنبرة قلقة..
عملولك حاجة ولاد ال دول.
زاغت أنظارها لتتقلص صفحات وجهها پألم من