الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل21:24) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

الوقت حتى طلبت منها أن تذهب و أنها تكون بخير..وبعد رجاءا منها نهضت هي ماضية نحو جناح .ملاذ...طرقت الباب لتفتح لها .ملاذ. التي كانت شبه نائمة..فركت عيناها بنعاس لتشير لها لكي تدلف..بالفعل ذهبت .فريدة. مرتمية على الفراش ولم تستطيع مقاومة دمعاتها التي أنهمرت على وجنتيها..دهشت .ملاذ. لتجلس جوارها مربتة على كتفيها بريبة قائلة..
في أيه يا فريدة!!!
فركت .فريدة. كفيها وهي تنظر لهما لتعتلي ملامحها الألم..صمتت قليلا ثم هتفت بنبرة ضائعة..
أنا تعبت يا ملاذ..خلاص طاقتي خلصت مش قادرة أتحمل. انا حاولت اسامحه معرفتش..و ف نفس الوقت مش قادرة أبعد عنه..مش قادرة أصلا اتخيل حياتي و هو مش فيها..كل مرة بقوله فيها أبعد بيطلع مني ألف صوت يقوله خليك..مش قادرة أسيبه و أمشي..مش قادرة أعمل كدا.
صدمت .ملاذ. من حديثها لتهتف بإندفاع..
لاء أوعي تسيبيه.
نهضت .فريدة. لتسير ذهابا و إيابا قائلة بيكاء..
للأسف هو دة الحل الوحيد!!!
نهضت .ملاذ. لتقول سريعا بنبرة هوجاء..
بلاش دلوقتي يا فريدة.
ألتفتت لها .فريدة. لتنظر لها بشك..ثم تقدمت منها قائلة بحدة..
يعني ايه بلاش دلوقتي. أشمعنا دلوقتي!! انت مخبية عليا حاجة يا ملاذ.
أدركت .ملاذ. الخطأ التي وقعت به..لتسرع مبررة قولها..
انا قصدي يعني ان هو اتغير وبقا كويس وكل دة عشانك.. وانت بتحبيه أساسا يعني صعب تبعدي عنه!!!
لم تقتنع .فريدة. بما تقوله..فهي منذ أن أتى .مازن. وهي تشعر بشئ سئ يحمله على عاتقه..فجلست .فريدة. على الفراش لتنظر إلى .ملاذ. برجاء حار..
ملاذ انا قلبي مش مرتاح حاسة انه مش كويس..عشان خاطري يا ملاذ لو انت تعرفي حاجة قوليلي و أنا مش هقول لحد والله.
صدمت .ملاذ. مما قالته..لتجلس جوارها وهي تنظر أمامها بثبات تحاول ألا تظهر لها توترها لتردف..
مافيش حاجة من دي.
أمسكت .فريدة. بكفيها بتوسل نابع من قلبها قائلة..
ملاذ أرجوكي دة جوزي قوليلي أيه اللي حصله..ترضي لو جوزك بعد الشړ في حاجة و انا عارفة ومش عايزة اقولك!!!
تألم قلبها لرؤية صديقتها بهذا الحال..شعرت بقبضة تعتصر قلبها فلم تشعر بنفسها سوى وهي تقول بنبرة مهتزة..
مازن.. عنده القلب.!
حبست أنفاسها داخل رئتيها..فأرتخت كل خلية بجسدها..شعرت بقبضة تعتصر قلبها بدون رحمة..نهضت لتبرق عيناها بدموع فياضة وهي تشعر بالأرض تدور بها..كل شئ حولها أصبح أسود اللون..قدميها الرخويتان خانتها فكادت أن تسقط أرضا لولا .ملاذ. التي حاوطتها بذراعيها تنظر لعيناها اللتان لازالت مفتوحتان قائلة برجاء..
أهدي يا فريدة عشان خاطري..ظافر قالي أنه يقدر يعمل عملية ويبقى كويس مټخافيش.
أستندت .فريدة. على يدها ثم لملمت شتاتها لتثبت قدميها على الأرضية معلنة أن لا وقت للضعف..أخذت حقيبتها من فوق الفراش ثم أبعدت .ملاذ. ببطئ لتخرج من الغرفة بخطوات مترنحة تائهة..كل درجة تتجاوزها من الدرج مقتربة إلى الطابق السفلى تطبق على صدرها..و دون أن تلتفت لنداء الخادمة القلقة على حالها المريع..فتحت باب القصر ثم خرجت منه لتهرول في خطواتها نحو السيارة والذي يقف السائق جوارها..أستقلت المقعد الخلفي ثم أخبرته بوجهتها ليتحرك هو بأقصى سرعة لديه أمرا منها.

ترجلت من السيارة لتركض نحو البناية التي يقطن بها..لمحها البواب فأسرع لها قائلا بلهفة..
حضرتك زوجة مازن بيه مش كدا!!
كادت أن تتركه وتذهب لولا ذكر أسمه..لتلتفت له وهي تومأ سريعا..فأخبرها هو و الأسى فوق محياه..
مازن بيه لقيناه مغمي عليه في شقته لما كسرنا الباب انا والجيران..و هما الله يباركلهم ودوه مستشفى الهلالي.
صړخت .فريدة. پصدمة شديدة..
أيه..
يتبع..حافية على جسر عشقي الرابع والعشرون..
كادت .فريدة. أن تفقد الوعي من تلك الصدمات التي تسقط منهمرة على رأسها..فور أن أخبرها البواب بتلك الفاجعة ركضت نحو السائق تترجاه بشهقات متتالية أن يذهب للمشفى..فأنصاع هو لها ليجلس بمقعده ينتابه القلق على .مازن...قبعت هي خلفه لا تستطيع التحكم بصدرها الذي يعلو ويهبط بإنهيار..وقفت السيارة أمام المشفى لتترجل هي ثم ركضت بقوة بحالتها المزرية وعيناها الحمراء وشفتيها التي ترتجف ړعبا..وصلت لموظفة الأسقبال التي سرعان ما هتفت بقلق..
فريدة. الحمدلله انك جيتي مازن بيه لسة جايبينه من شوية وحالته خطړ.
وضعت كفها على فمها لتمتم بخفوت وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع..
فين!! هو فين.
هتفت الموظفة بشفقة..
في العناية يا حبيبتي.
ركضت .فريدة. في ممر المشفى وقدميها تحملها عنوة..ترتجف وكأنها في مهب رياح تعصف بجسدها..صعدت على الدرج مهرولة لتقف أمام الغرفة ذات الزجاج المرئي..وضعت كلتا كفيها على الزجاج تنظر لجسده المستلقي على الفراش..شفتيه البيضاء و عيناه المغمضة..وضعت يدها على قلبها و هي لا تستطيع الحفاظ على توازن أنفاسها التي تدلف لرئتيها..علت شهقاتها حتى أصبحت تصدح في أرجاء المشفى..هي لا تستطيع تخيل حياتها بدونه..حياتها تصبح چحيما إن لم يكن بها..كلما تتذكر ذلك الكلام القاسې التي وجهته له تشعر بنغزات في قلبها..كان في أشد أحتياجه لها وهي من دفعته بعيدا تاركة إياه بمفرده يعاني بصمت..أغمضت عيناها تتذكر عندما أخبرها أن خالقه أخذ حقها منه..رفعت رأسها لأعلى ضامة كفيها إلى صدرها تقول پبكاء مخټنق..
يارب.. يارب أنا ماليش غيره..ماليش حد في الدنيا دي غيره والله..سامحه يارب على أي حاجة وحشة عملها ورجعهولي..أنا قلبي واجعني اوي..لو سابني ھموت وراه..انا مش هقدر استحمل اعيش و هو مش معايا.
أخذت في البكاء وعيناها لا تغفل عنه ..قلبها يعتصر بقوة وكأنه يعبر عن ألمه بتلك الطريقة..عيناها مغمورة بدمعات شوشت رؤيتها له..لتعود وتزيلها پعنف..ألتفتت تبحث عن حقيبتها لتجدها ملقاة أرضا فركضت نحوها ثم أخذت هاتفها..هاتفت .ملاذ. تخبرها لضرورة مجيئهم..لتعود تقف أمام الغرفة بعينان تورمتا من شدة البكاء..فلمحت أحد الأطباء الذي تعلمه جيدا يخرج من الغرفة لتركض نحوه تتشبث بذراعه فهو دائما ما كان يعاملها كأبنته..لتهتف بحړقة..
ماله يا دكتور..جوزي في أيه!!!
ربت الطبيب على يدها بشفقة قائلا..
مازن بيه حالته متأخرة يا بنتي..العملية لازم تتعمل في أقرب وقت. 
بهتت لحديثه ولكنها عادت تقول..
طب أعمل العملية أرجوك في أسرع وقت.
أومأ الطبيب قائلا بهدوء..
هنعملها طبعا بس هنستنى لما يفوق.. أحنا هنسيطر على الوضع دلوقتي لحد م يفوق!!!
هتفت .فريدة. بتوسل..
طب عشان خاطري يا دكتور عايزة ادخل أساعدكوا لو سمحت!!!
نظر لها الطبيبق بشفقة ليقول..
مينفعش يابنتي أنت مش شايفة حالتك..مش هتقدري تمسكي نفسك ومتقلقيش مازن بيه حياته تهمنا جدا وهنعمل اللي علينا وزيادة!!!
أومأت هي لتعود وتنظر له واضعة كفيها على الزجاج مستندة برأسها عليه..تركها الطبيب وعاد للداخل..راقبت .فريدة. شحوب وجهه الذي أرعبها..تمنت لو أن ټحطم ذلك الفاصل الزجاجي بينهما وتدلف ترتمي في أحضانه ولا تتركه أبدا.
أرتجفت أوصال .ملاذ. عندما أنهت مكالمتها مع .فريدة...هاتفت .ظافر. ثم وضعت الهاتف على أذنها..سمعت صوته يقول بهدوء..
ايوا يا ملاذ.
أنتفض قلبها ړعبا..ولم تشعر بنفسها سوى و هي تشهق بكاءا لينتفض هو من فوق كرسيه قائلا بلهفة..
في أيه. أيه اللي حصل.
غمغمت .ملاذ. بصوت مهتز..
مازن.
هربت الډماء من وجهه ليلتقط بذلته قائلا بترقب..
ماله!!!
في المستشفى.
ذهبت عائلة الهلالي بأكملها إلى المشفى..ألتفتت .فريدة. لهم فوجدت ملك. و .رقية. تركضا نحوها..قبضت .رقية. على ذراعيها قائلة پبكاء وجسد ينتفض..
ماله مازن يا فريدة!!!
أكتنفت الحيرة معالم وجهها..فهي لا تريد أن تخبرها لكي لا تقلق..وبذات الوقت يجب أن تعلم..أنقذها .ظافر. الذي هتف بنبرة مظلمة و هو ينظر لها بحدة..
مازن كويس يا أمي متقلقيش..هو بس تعب شوية!!!
ألتفتت له والدته تقول بصرامة..
فاكرني هبلة إياك..تعب يجوم يدخل العناية!!!
مسح .ظافر. وجهه پعنف ثم أسترسل بجمود..
تحبي اجيبلك الدكتور يقولك بنفسه!!!
جلست .رقية. على المقعد والدمعات تهدر من عيناها مردفة بحزن..
كان جلبي حاسسني أنه فيه حاچة.
أقتربت منها .ملك. لتجلس جوارها تربت عليها وبكائها أيضا يعلو في الطابق..ألتفت .ظافر. لينظر إليها وهي تقف بعيدا عنهم تنظر له بندم..أقترب منها بخطوات وئيدة و عيناه تقدح شرارا..أرتعبت من نظراته لتعود خطوتان للخلف..وفي أقل من الثانية كان وصل لها ليجذبها من ذراعها بقسۏة ساحبا إياها خلفه..سارا معا في ممر المشفى و خطواته أضعاف خطواتها..حاولت إبعاد كفه الغليظ عن ذراعها وهي تقول برجاء..
ظافر أسمعني.
لم تشعر سوى بظهرها يرتطم بالحائط خلفها لتغمض عيناها تتأهب لصراخه بوجهها..وبالفعل وجدت ملامحه تصبح أكثر قسۏة وجمود..ألتفت بوجهه ليتأكد أن لا أحد من عائلته ينتبه لهما..ليعود ملتفتا لها مضيقا عيناه يرمقها بنظرات كالصقر..ناهيك عن أظافره التي أتخذت محلها في ذراعيها تنغرز بهما بقسۏة تنبع من داخله لتطبق شفتيها للداخل تمنع تآوهاتها المكتومة بجوفها..أغمضت عيناها لا تريد رؤية ملامحه القاسېة..فهي لا تريد أن تحفر ذكرى ملامحه وهي بتلك الحالة..لطالما أعتادت منه على نظراته الدفيئة ولمساته الحنونة..ولكن من يقف أمامها الأن لا يمكن أن يكون من أحبته..عندما رآها تطبق جفنيها بقوة أزدادت تعابير وجهه قسۏة..قبض على فكها يهتف بنبرة جعلت أوصالها ترتعد أرتعادا..
بصيلي و أنا بكلمك.
ظلت مغمضة عيناها تحرك رأسها سلبا..إزداد ضغطه على فكها بقوة مزمجرا..
أفتحي عنيكي يا ملاذ.
فتحت حدقتيها المملوئتين بالعبرات..نظر حوله فوجدهم على حالهم مشغولون بمواساة .فريدة. و والدته..عاد ينظر لها يقول بصوت غليظ..
الغلطة غلطتي أني آمنتك على سر زي دة..كان لازم أعرف أنك متستاهليش أقولك على أي حاجة تخصني ولا تخص عيلتي!!!
صدمت من كلماته التي غرزت كالخڼجر السام في صدرها..لتنظر لعيناه الزيتونية ولسانها عقد لا تستطيع التحدث..فهيبته يقف أمامها رجال ونساء يرتعدون خوفا..عيناه الحادة تجعل من لا يهاب شئ ينتفض ړعبا..أبتلعت غصة بحلقها..إزدردت ريقها ثانية تنظفه لتقول بنبرة خاوية..
قبل م تتكلم أسمعني الأول..دة جوزها وكان لازم تعرف..ومسيرها كانت هتعرف لما ييجي ع المستشفى والدكاترة يقولولها حالته.
نظر لها بصرامة شديدة..نظرة أخرستها..ثم رفع سبابته في وجهها يجأر بقسۏة..
أخر مرة هأمنك على سر يخصني.
ألتفت ليذهب مبتعدا عنها..تاركا عيناها تهدر بالدموع لتجلس على أقرب مقعد بعيدا عن مرمى عيناهم..أستندت برأسها على الحائط مغمضة عيناها بوهن..
أقتربت .ملك. من .جواد. لتقف أمامه وجسدها ينتفض من البكاء..سرعان ما أخذها بين ذراعيه مقبلا جبينها يردف برفق..
هيبقى كويس والله..مازن مش بيستسلم بسهولة..وبعدين ظافر قال أنه مافيهوش حاجة!!!
حاوطت خصرها لترفع رأسها له بعيناها الغائرتان بالدموع قائلة..
أنا خاېفة عليه أوي.
مال بثغره مقبلا عيناها ليردف بحنو..
مټخافيش طول م أنا جنبك.
أبتسمت بعذوبة لتحتضنه بقوة تستمد قوتها منه..أبتعدت عنه بعد عناق دام دقائق لتجلس على المقعد جوار .فريدة. التي ربتت على كتفيها بعطف..
نهض .باسل. سريعا بعد أن أخبره .ظافر. بوجود أخيه بالمشفى..ليتجه لغرفته ثم أنار الأضواء..و فتح الخزانة ليأخذ قميص لم يدقق به وبنطال لم يعلم لونه حتى..أرتداهما على عجلة ثم كاد أن يخرج من الغرفة لولا صوت .رهف. الناعس..
في أيه!!
ألتفت لها .باسل. ثم أتجه نحوها ليميل على الفراش قائلا و هو يحاوط وجنتها اليمنى..
حبيبتي نامي أنت مافيش حاجة!!!
بعثرتها دفئ كفه على ملمس بشرتها..ولكنها عادت تقول بصوت متوتر وهي تلاحظ نظراته التائهة..
طيب هو في حاجة!!!
أجابها .باسل. بصوت هادئ رغم النيران المشټعلة داخله..
مازن تعب ودخل المستشفى.
صدمت .رهف. مما قاله..لتبعد الغطاء عنها قائلة سريعا..
طب أستنى أنا هاجي معاك..!!
نفى سريعا و هو يردف..
لاء خليكي انا مش
10  11 

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات