الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل21:24) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 9 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

دون أن تبالي به..خطى .باسل. نحوها بإنفعال ثم أمسك بالهاتف ليوقف الموسيقى..لم تكترث .رهف. بل ظلت على حالها تغنو بصوتها الذي لا يصلح للغناء أبدا و كأن الموسيقى لازالت مفتوحة..وقف جوارها ثم أغمض عيناه بعصبية ليقبض على أحد الأكواب الزجاجية بقسۏة صارخا..
رهف!!! 
نظرت له ببرود لتبتعد عنه متجهة إلى حوض غسيل الأوانئ بصمت شديد..فألقى هو بالكوب أرضا ليسقط متناثرا لأشلاء فأنتفضت هي بړعب ملتفتة له..سرعان ما أتجه نحوها جاذبا ذراعها له بقسۏة ېصرخ بوجهها حتى أشتدت عروقه..
إياكي بعد كدا و أنا بكلمك تسيبيني و تمشي.
نظرت له بتوجس لتومأ له سريعا فغضبه تقسم أنه سيلتهم الأخضر و اليابس..لينفض هو ذراعها قائلا بنظرات باردة..
أعتذري حالا.
أشتعلت عيناها ڠضبا لتقول بهدوء..
لاء.
ألقى عليها نظرات جعلتها تقول سريعا لكي يذهب من أمامها..
أسفة.
ألتفت مبتعدا عنها ليذهب نحو غرفته ليرتطم الباب بإطاره بقوة..لټضرب هي قدميها بالارض متمتمه بخفوت..
غبي و رخم و رزل و مغرور و مناخيره في السما..انا مش عارفة بحبه ليه.
أكملت طهي الطعام ثم بعد نصف ساعة وضعته على طاولة الطعام..لتتجه له ثم فتحت الباب بحذر لتجده يتحدث في الهاتف عن أمور العمل..عقدت ذراعيها معا امام صدرها تنتظر لكي ينهي محادثته..ظلت على وضعها دقيقتان لتزفر بضجر فألتفت هو لها بجمود يشير بأصبعه لكي تنتظر..و بالفعل أنهى مكالمته ليجلس على الأريكة قائلا بنبرة خالية من المشاعر..
عايزة أيه!!!
أردفت هي بنبرة مماثلة..
الأكل جاهز.
مش جعان.!!
قال و هو يعبث بهاتفه لتنظر له پصدمة قائلة..
مش جعان أزاي أنت مكلتش من أمبارح.
رفع أنظاره لها يقول بهدوء..
كلي أنت!!!
تنهدت بحزن أخفته فهي تكره الجلوس على طاولة الطعام بمفردها..فهذا يجعلها تتذكر تلك الأيام التي كانت وحيدة بها لا يوجد سوى .ملاذ. جوارها..ألتفتت للباب لتخرج من الغرفة دون أن تعلق ثم ذهبت لغرفة الطعام و لم تشعر بدموعها التي سقطت على وجنتيها بخيبة أمل جلست بمقعد جانبي أمام طبقها..أمسكت بالملعقة تعبث بمحتوياته وهي أيضا لا تشعر بشهية للطعام..نظرت لطبقه في المقعد الأمامي لتتنهد پألم..ولكن توسعت عيناها عندما وجدته يجلس على مقعده ليبدأ بتناول طعامه بصمت..حانت على ثغرها أبتسامة جانبية ثم بدأت هي أيضا تلوك الطعام في فمها..فنظرت لعابيره الهادئة تستشف إن أعجبه أم لا..ولكنها كالعادة وجدت غموضا تام وكأنها تفك شفرة..لتزفر بضيق وهي تتساءل..
عجبك.
أومأ هو ببساطة لتبتسم ببراءة..لتمسك بملعقتها ثم بدأت الأكل بشراهة..طالعها بطرف عيناه ليبتسم هو بنظرات عاشقة لم تلاحظها..رغم أنه بالفعل لا يريد أن يأكل ولكن مظهرها الحزين و هي تخرج من غرفته جعلته يذهب ورائها على الفور دون تردد..الجلوس أمامها و رؤيته وهي تأكل جعله هو أيضا ينهي طعامه..ولكنه ظل جالسا حتى لا يتركها بمفردها..و لكنه سريعا ما هتف بإندفاع..
كنتي كل الأيام دي بتاكلي لوحدك.
رفتت حدقتيها له پصدمة..ثم سقطت بها على طبقها و هي تومأ ببطئ..ليغمض عيناه يلعن حاله في نفسه..فهو السبب الرئيسي لكل شئ عانته في تلك الشقة بمفردها..لم يستطيع .باسل. مقاومة عيناها التي برقت بالدموع و هي تنظر لطبقها ليجذب مقعدها قريبا منها فتفاجأت هي بحركته..حاوط ذراعيها ليجذب ملعقتها ثم ملئها بالطعام ليقربها من فمها يهتف بنبرة حاول أن يجعلها عادية ولكنه خرجت بحنان بالغ..
من هنا ورايح أنا اللي هأكلك..عشان أنت خاسة الفترة دي.
نظرت له بغرابة لتقول بتردد..
لاء أنا هاكل لوحدي!!!
نظر لها بتحذير ثم قال ..
أفتحي بؤك بسرعة.
برقت عيناها بسعادة خفية لتفتح فمها فدس هو الطعام به ببطئ..ثم عاود الكرة عدة مرات لتهتف هي ممسكة بمعدتها عندما قرب الملعقة من ثغرها..
لاء يا باسل خلاص و النبي مش قادرة.
نظر لها بحدة ليردف و هو يشير لوعائها..
هتخلصي الطبق دة كله ومش عايز أعتراض.
جملته جعلتها تشعر بأنها جالسة أمام أبيها وليس زوجها..وضعت كفيها أسفل وجنتيها قائلة بطفولية..
خلاص يا بابا بجد شبعت.
أبتسم بعذوبة لها ليردف بحنو..
هانت يا قلب بابا فاضل معلقتين وخلاص.
نظرت له پصدمة عندما هتف ب تلك الجملة التي جعلتها تود لو أن تعانقه بقوة و لا تخرج من أحضانه..ولكنها سرعان ما فتحت فمها مجددا لتمضغ الطعام وهي تنظر له بإبتسامة..عندما أنهت طبقها أبتسم لها قائلا و كأن من أمامه طفلة لم تتعدى الخمس سنوات..
شاطرة!!!
داعب النعس جفونها لتومأ له ببطئ ..فقهقه هو على مظهرها لينهض حاملا إياها بين ذراعيه متجها لغرفته هو..أستند بركبته على الفراش ثم وضعها على الفراش برقة ليدثرها جيدا بالغطاء..انحنى عليها ومة..أغلق الأنوار ليخرج من الغرفة ثم جلس أمام الحاسوب ليتابع أعماله من خلاله.
خرجت .ملاذ. من غرفة .رقية بعد أن نامت من كثرة الإرهاق..ذهبت لجناحهما بخطوات مرهقة لتفتح الباب ببطئ..وجدت .ظافر. مستلقي على الفراش واضعا ذراعه على عيناه..تقدمت منه بعد أن أغلقت الباب 
ظافر.. أنت كويس!!
لم تستمع لرد منه..لتنظر له مبعدة ذراعه عن عيناه قائلة بقلق..
في أيه!!!
فتح عيناه شديدة الأحمرار لتشهق هي بړعب..جلست أمامه لتحاوط وجنتيه قائلة بتوجس..
في أيه يا حبيبي.
أبعد كفيها عن وجهه ليردف بجمود..
ملاذ سيبيني لوحدي شوية!!!
قطبت حاجبيها بغرابة من طلبه لتهتف برفق..
لاء طبعا مش هسيبك..أحكيلي أيه اللي حصل!!!
صړخ بها بإنفعال..
ملاذ بقولك سيبيني لوحدي.
أنتفض جسدها لصراخه..لتنظر له بحزن ثم فركت أصابعها قائلة تزم شفتيها..
صړخ و أتعصب و أعمل اللي أنت عايزه بس بردو مش هسيبك لوحدك و أنت كدا.
تأفف هو بحنق..ليلتفت معطيها ظهره مغمضا عيناه..شعر بها هي الأخر تستلقي في آخر الفراش لتضع الغطاء عليها وعليه لينفضه بقدميه بحدة..نظرت له .ملاذ. بأسى لتتنهد پألم..ثم أستلقت على الفراش لتغمض عيناها تعطيه ظهرها هي الأخرى..لم تنتبه لعيناها التي ذرفت الدموع و لا لأنينها الخاڤت..لتشعر به يسحبها من خصرها يلفها له ليحتضنها بذراعيه المفتولين..حاولت .ملاذ. الإبتعاد عنه ولكنه لم يعطيها فرصه ليضع قدمه على قدميها يثبت جسدها بين يداه يهتف برفق..
أهدي.. أنا أسف..متزعليش مني.
أبعدت وجهها عن صدره لتهدر بعصبية..
ظافر أبعد عني دلوقتي حالا.
حاوط وجنتيها بكفه قائلا بهدوء..
طيب أهدي.
رفعت أنظارها له پغضب قائلة..
مش ههدى أبعد عني.
تنهد هو بضيق ليقربها منه مستندا بجبينه على جبينها..مردفا بصوت مجهد..
ملاذ أنا مضغوط اليومين دول.. أستحمليني.
أغمضت عيناها هي الأخرى لتغمغم بعصبية..
أمتى هتفهم أني مراتك و أن من حقي عليك تقولي أيه اللي مدايقك ونفكر مع بعض..بس لاء هتفضل تكتم في نفسك كدا وتعاملني كأني غريبة.
لف وجهه جانبا قائلا بقنوط..
عارف انك حقك تعرفي..بس في حاجات مينفعش أقولهالك.
أزداد ڠضبها أكثر و لكنها حاولت التماسك..لتحاوط وجهه ثم أعادته لها قائلة برفق..
أنا مش بخبي حاجة عليك..بس أنت بتخبي!!
أعتدل في جلسته ليضع رأسه بين كفيه..ليفجر صدمة في وجهها..
مازن عنده القلب.
أنتفضت .ملاذ. في جلستها بړعب..واضعة كلتا كفيها على فمها بصعوق..لتهمهم پصدمة..
مش معقول. هو قالك!! و عرفت أمتى.
أيوا قالي بعد م سافر فرنسا بكام يوم..لأنه عارف كويس أنه لو قالي قبل كدا مكنتش هخليه يسافر..وباسل كمان عارف..
طيب يعني هو حالته متأخرة أوي..ينفع يعمل عملية ولا لاء!!
أنا هكلمه في الموضوع دة..
ليلتفت لها محذرا بنظرات مرعبة..
ملاذ إياكي تقولي لفريدة و لا لأمي ولا لملك.
توترت تعابير وجهها لتقول..
يعني فريدة متعرفش!!!
ألتفت لها قائلا..
صف سيارته بموقف السيارات الخاص به ليسرع بالترجل من السيارة ملتفتا لبابها..فتحه سريعة ثم أدخل جزعه 
أنفتح المصعد له ليفتح باب الشقة ساندا جسدها بذراع واحد..أغلق الباب خلفه ليدلفا ماضيا بخطوات حادة نحو الأريكة ثم جعلها تجلس عليها بإعتدال..لينحني عليها ممسك بكفيها و رؤيته لنظراتها فارغة تنظر أمامها أقلقته..رفع ذقنها له ليحدق بعيناها الجميلتان بنظراته الدافئة..طال تواصلهما واثبة أمامه..تقول بصړاخ عال..
أنت السبب في كل دة. أنت اللي اديتله الفرصة يعمل معايا كدا.
نهض هو أمامها پصدمة شديدة تجلت على ملامحه..ليردف محاولا أن يتحكم بأعصابه..
أزاي يعني.
تقدمت منه لتضربه بصدره صاړخة بحدة..
لو مكنتش سيبتني لوحدي وسافرت مكنش أتجرأ يعمل كدا لكن هو عمل كدا عشان عارف ان مش ورايا راجل يسألني رايحة فين وجاية منين وشغلي فين وبخلصه أمتى..هو عمل كدا عشان مطمن أن جوزي راميني هنا ومسافر برا وعايش حياته..هو بذات نفسه سألني ليه انت سيبتني ومشيت تفتكر كنت هقوله ايه!!!
هقوله ان جوزي اناني مش بيهمه غير نفسه وبس ميفرقش معاه اي حاجة تانيه وانه قبل م يمشي قالي جمله لسة بترن في ودني لحد دلوقتي.. فاكر يا مازن قولتلي أيه!! قولتلي انك بتتمنى الزمن يرجع عشان متعيدش الغلطة دي وتتجوزني. لو كنت جنبي ومعايا مكنش حد هيقدر يعمل فيا أي حاجة..كل قرف أنا عيشته كان بسببك..عرفت بقا بقولك ليه انت السبب في دة كله.
لم تظهر تعبيرات على وجهه..كان باردا لم تهتز شعرة له..عيناه جامدة تطالع حدقتيها التي تهتز بعدم إتزان..يراقب زفيرها العال بجمود..ظل هكذا دقائق..ولكنه لم يستطيع التحكم بغضبه ليقبض على كتفيها بقسۏة يهزه پعنف ناهرا..والجمرات المشټعلة إن كان لها أثر فيزيائي لباتت هي فتات من الرماد..
مين اللي قالك أني رميتك ومكنتش عارف عنك حاجة مين. كل خطوة بتخطيها جوا أو برا البيت كنت عارف عنها كل حاجة..أنا سايب واحد مخصوص من رجالتي يراقبك عشان يعرف أنت فين و إذا كان حد أذاكي ولا لاء..كل حاجة عنك كنت عارفها..كنت بطمن عليكي كل دقيقه..عارف كنتي بتاكلي أيه وبتشربي أيه و اهلي بيعاملوكي كويس ولا لاء واذا كنتي فرحانة ولا بټعيطي..تبقي عبيطة لو كنتي فاكرة أني هقدر أستحمل 3 شهور من غير م أعرف عنك حاجة ولا حتى اشوفك في الصور..أنت متعرفيش اللي حصلي وانت بعيدة عني..وجابة دلوقتي تقوليلي أن مافيش وراكي راجل و اني اناني.
لم تستطيع .فريدة. التفوه بحرف فاغرة شفتيها بصعوق..تنكمش بجسدها بين ذراعيه..أرتعش جسدها لنظراته الحاړقة لتزدرد ريقها..نفضها هو من بين ذراعيه ليلتفت يعطيها ظهره..مغمضا عيناه ضاغطا على أسنانه بشدة..رفعت أنظارها لمنكبيه فهي لازالت غير مستوعبة كلماته..أخذت حقيبتها لتقرر الذهاب..فهي دوما عندما لا تعلم ماذا ستقول..تهرب بعيدا..لتهتف متجهة نحو الباب..
أنا ماشية.
توحشت نظراته ليلتفت متجها لها ثم أمسك بها من ذراعيها بقوة قائلا..
فاكرة نفسك رايحة فين!!! مش هتتحركي من هنا غير و انا معاكي.
تهدلت كتفيها قائلة بصوت راجي على حافة البكاء..
سيبني امشي يا مازن لو سمحت.
قولت لاء..انت هتفضلي معايا هنا.
قال بصوت حاد لا يقبل النقاش و هو لا زال مشددا على ذراعها..فبكت هي بحړقة..شعر .مازن. بنغزات حقيقية بقلبه..كما لوأن قلبه يعتصر من شدة الألم الذي يعانيه..فقد مر الكثير من الوقت ولم يأخذ دوائه..أرتخت يداه على ذراعها كما أرتخى جسده تدريجيا..ليلتفت للأريكة جالسا عليها يحاول أن لا يظهر لها ألمه..واضعا كفيه على وجهه منحنيا بجزعة العلوي..فظنت .فريدة. أنها دعوة منه لذهابها..لتفتح الباب سريعا ثم صڤعته خلفها..تجاوزت الدرج لكي لا تضطر لإنتظار المصعد فيغير هو رأيه و يذهب ورائها.
أتجهت .فريدة. فور دخولها للقصر إلى .رقية. بعد أن علمت بمرضها..جلست معها قليلا من
10 

انت في الصفحة 9 من 12 صفحات