رواية حافية على جسر عشقي (الفصل21:24) بقلم سارة محمد
الجدار جواره..يهتف و هو يضرب على الحائط عدة مرات هادرا..
أطلعي من دماغي بقا.
سارت .ملاذ. في ممر الشركة..لتشرق ملامحها عندما وجدت مكتبه أمامها تحاول تناسي ذلك الرجل لتلتفت إلى سكرتيرته ذات الوجه الذي أمتلأ بمستحضرات تجميل صاړخة..وجسد متناسق ك .ملاذ...خصلاتها بنية بلون جذاب..تجمدت ملامحها عندما وجدت تلك السكتيرة بهيئة لا توحي سوى بأنها تريد إغراء مديرها..لتخرج كلماتها باردة وهي تقول..
نظرت لها الفتاة بضيق فهي رأتها مرات عديدة في الصور ولكن على الحقيقة هي أجمل بكثير..لتهتف بفتور..
موجود ياملاذ هانم بس هو طلب مني أني مدخلش عليه أي حد.
أنا مراته يا شاطرة..بس تصدقي أنا غلطانه أني بستأذنك أدخل لجوزي.
اشتعلت حدقتي الأخيرة لتمضي .ملاذ. نحو الباب وخطواتها تكاد تحفر الأرض أسفلها..ثم فتحت الباب پعنف..فوجدته ينظر لأوراقه بإهتمام لتلمح شرارا من عيناه فهو لا يتخيل أن يقتحم أحد المكتب عليه بتلك الطريقة رفع أنظاره ينوي تلقينه درس قاسې ولكن علت نظراته الدهشة لينهض يهتف بعدم تصديق..
أبتسمت له .ملاذ. بحب..لتظهر خلفها سكرتيرته التي هتفت بأدب تدافع عن نفسها..
صدقني حضرتك أنا قولت للمدام مينفعش تدخل بس هي آآآ.
المدام تدخل وقت م تحب و لو عرفت مرة تانية أنك حاولتي تمنعيها تقدمي أستقالتك و مشوفش وشك هنا في الشركة.
نظرت له .ملاذ. وهي تكاد تركض لكي تضمه لها..لتلتفت تنظر إلى السكرتيرة بتهكم فسقطت الأخيرة بنظراتها أرضا و هي تومأ ثم خرجت تغلق الباب خلفها بهدوء..ألتفتت .ملاذ. له لتجده يتوجه نحوها ممسكا بكتفيها بكف والأخر حاوط وجهها بقلق هاتفا..
نفت .ملاذ. برأسها و الأبتسامة لازالت مرتسمة على وجهها..ثم رفعت باقة الورد له قائلة بطفولية..
اتفضل.
جيبالي ورد.
زمت شفتيها بقنوط لترتمي بأحضانه ثم هتفت مقطبة حاحبيها..
طب أعمل أيه عشان متزعلش مني!!!
وضع الورود على الأريكة الخاصة به ليبعدها عنه يحاوط وجنتيها وأنامله تعبث بهما ثم قرب وجهه منها قائلا..
كفاية أنك جيتي!!! مش هتصدقي مجيتك هنا فرحتني أزاي!!!
حاوط خصره بذراعي دون أحتضانه قائلة بسعادة..
بجد.
أومأ هو لها مقبلا طرف شفتيها..ليقبض على كفها برفق متجهين نحو الأريكة ليجلسا عليها..ثم حاوط كفيها بكفيه لتتحول معالم وجهه إلى الجدية قائلا..
بصي يا ملاذ..أنا مش هغصبك على الحجاب أنا عايزك تفهمي كلامي كويس..أنت مراتي و مسئولة مني ياحبيبتي..يعني مش هتتحاسبي لوحدك أنا هتحاسب عليكي..الحجاب مش هيقلل منك ولا حاجة بالعكس دة هيزيدك رقة..أنت ملكي أنا ياملاذ مش من حق أي حد يشوف لا شعرك ولا حتى يشوفك باللبس الضيق اللي متعودة تلبسيه و أنا عارف انك دلوقتي بدأتي تتغيري و مش بتلبسيه..بس أنا مرضاش أبدا أن حد يبصلك بحس أن في ڼار جوايا وبيبقى هاين عليها اطلع عينه في إيدي..عايزك تفهمي أن أنا مش بتحكم فيكي أنا بصونك لكن والله أنا لو أطول أخليكي تتنقبي هعمل كدا عشان محدش يشوف القمر دة غيري!!..زي م أنا بحاول أغير من نفسي أنت كمان لازم تعملي دة صح ياحبيبتي!!!
نظرت له .ملاذ. بدهشة ترفع حاجبيها معا..فحديثه تغلغل داخلها مداعبا كل خلية بها..لا تصدق أهو يمارس لها تنويم مغناطيسيا لتنصاع له و بإرادته..أبتسمت بشدة لتضع كفها اسفل ذقنها شاردة به..لتهتف قائلة وهي تقبل وجنته قائلة..
كل مرة بتثبتلي أني أتجوزت راجل بكل معنى الكلمة.
لاحظت أبتسامته الهادءه لتهتف متابعة..
عشان كدا أنا هعمل اللي أنت عايزة وأنا مقتنعة بيه.
لم يستطيع السيطرة على فرحته ليقرب منكبيها من جسده يحتضنها بشوق..مقبلا خصلاتها ليهتف بسعادة جلجلت بصوته..
من النهاردة هتلاقي عندك كل أنواع الحجاب اللي في مصر و كل ألوانه..ومعاهم لبس واسع و شيك هيجيلك لحد عندك.
نزلت .فريدة. الدرج بخطوات متأنية..تحمل .يزيد. بأحضانها تقبل وجنتيه بسعادة..ليحاوط هو عنقها يها هو الأخر ببراءة..ثم هتف بطفولية قائلا..
هناكل أيه يا ديدا!!!
اللي أنت تحبه يا روح ديدا.
هتفت .فريدة. متجهة به نحو طاولة الطعام..لتجلسه على مقعده ثم جلست كالقرفصاء أمامه ترمقه بإبتسامة وهي تراه يضع سبابته على ذقنه يفكر بما يريد أن يأكل..ليهتف قائلا بحماس..
أنا عايز بيتزا.
نظرت له .فريدة. بدهشة ثم هتفت مقبلة كفه الصغير..
انت صغير ياحبيبي على البيتزا..أجيبلك corn flex!!
أومأ .يزيد. يصفق بسعادة..لتنهض هي متجهة نحو المطبخ قائلة..
خليك مكانك يا يزيد و أوعى تتحرك و أنا ثواني وجيالك.
دلفت للمطبخ لتحضر طعامه..ثم أمسكت بالصينية داخلها وعاء صغير يمثل إحدى الأشكال الكارتونية..ثم أتجهت للخارج..لتتسمر قدميها بالأرض وهي تشعر بدلوا من الماء البارد ألقي على رأسها..لتتوسع بؤبؤ عيناها شيئا فشيئا وهي ترى أخيها ېصرخ بحماس برئ و هو يركض لذلك الجسد المنتصب بهيبة..
مازن.
جسدها لم يعد يقوى على حملها..لتقع الصينية منها أرضا فأفترش الحليب مسكوبا على الأرضية.
حافية على جسر عشقي الثاني والعشرون..
توقفت الحروف على أعتاب ثغرها..لتسير قشعريرة عصفت بجسدها بأكمله..زاغت أنظارها وهي تنظر له پصدمة تجلت على ملامحها..تنظر إليه وكأنها تتشبع برؤيته لتحفظ تلك الذكرى داخل عيناها..شعرت بأنها بحلم تعلم أنه سيقلب حياتها رأسا على عقب..أرتدت خطوة واحدة تنفي تجسده أمام عيناه بهيبته و وسامته التي تذيبها..تنفي وجود ذلك الشوق والحنان بعيناه ألتفتت لتجد أخيها يركض له بإندفاع صارخا بإسمه لينحنى هو له يستقبله في أحضانه بإبتسامه هادئة..ثم حدق بها لتظل هي تنظر له بعيناها الواسعتان فحدث بينهما تواصل بصري قال ما لم يستطيع اللسان قوله..لقد تغير وهي تعترف بذلك..أصبح أكثر هيبة..أكثر جدية..و أكثر وسامة..عند تلك النقطة تمنت لو أن تذهب لتلكم وجهه الوسيم..تخبره أنها كم تكره نفسها لأنها شعرت بمشاعر تختبرها لأول مرة معه..تخبره أنه لا يجب أن يعود ويدمر حياتها بعد أن جاهدت في بنائها مجددا..تخبره كم تكره رؤيته.. وكم أشتاقت له.
عندما دلف من الباب و هو يجدها تخرج من المطبخ تتهادى في سيرها ممسكة بصينية..وجهها الذي أزداد جمالا لم يظهره تلك الصورة..خصلاتها التي أزدادت طولا ساقطة على وجهها بنعومة..شفتيها التي أظهرت عن اسنانها المتلألئة..زالت الأبتسامة التي تشكلت على ثغرها عندما رفعت أنظارها له لهتاف أخيها..فسقطت أنظاره على الوعاء الذي أنسكب أرضا..ليعود بأنظاره الجامدة على ملامحها المصډومة وكأنها للتور تعرضت لصدمة كهربية..لانت ملامحه عندما شعر بإرتجاف جسدها الذي لا يخفي عليه..تنهد بخفة وهو يتمنى لو أن يذهب لها ليحتصنها بقسۏة ممتزجة بحنان لم تراه مسبقا..يخبرها أنه نادم..آسف..يخبرها أن لا يوجد شخص على الكرة الأرضية أغبى منه لأن لم يستغل كل ثانية ليبقى بجوارها..ينعم بقربها قبل أن تنقبض روحه..نظر إلى الصغير الذي هرول نحوه ليجلس على ركبتيه حتى يكون في مستواه..ثم فتح ذراعيه له ليرتمي .يزيد. في أحضانه محاوطا عنقه..ثم على وجنته التي نبت بها ذقنه..قائلا ببراءة..
وحشتني أوي ياعمو مازن.
أبتسم له .مازن. ثم قبل وجنتيه بحنو ليهتف بصوته الرجولي الذي جعل جسدها بأكمله يرتجف و هي لازالت تنظر لهم..
أنت أكتر يا يزيد.
هتف .يزيد. بعفوية مندفعا و هو يصفق بكفيه..
أخيرا رجعت وفريدة مش هتعيط تاني.
پقهر..حاوطها .مازن. مربتا على ظهرها..ليبعدها عنه..ثم مسح دمعاتها قائلا بحنان بالغ..
أهدي يا أمي..ليه العياط دلوقتي بس!!!
أمسكت بكفه لتقبله بإشتياق لتحاوط وجهه تقبله پبكاء شديد وسط ضحكاته على أستقبال والدته له..لتهتف .رقية. قائلة بلوم..
ليه ياضنايا الغيبة دي كليتها..حرام عليك يابني تعمل فينا أكده أنا كنت بطمن عليك كل يوم من ظافر وباسل بس هما مجالوليش أنك چاي ياحبيبي..ليه إكده يامازن تحرمني منك المدة دي..موحشتكش ياحبيبي..مراتك موحشتكش.
عند تلك النقطة رفعت أنظارها لهم بحنق شديد..لتلتفت حتى تذهب لغرفتها بخطوات حانقة..ولكن أوقفتها في أرضها جملته التي هتف بها بنبرة حنونة علمت أنها ذات مغزى..
طبعا وحشتوني أوي.
لا تعلم أيقصد شئ بإستخدامه صيغة .واو الجماعة...لا يمكن أن يقصدها بتلك الكلمة..تابعت سيرها بخطوات قوية لا تبالي بكلماته..غافله عن نظراته التي ظلت تتابعها حتى أختفت عن مرمى عيناه..ليعود بأنظاره لوالدته ثم أخذ بتقبيل كفها الدافئ ليهتف بود..
أنا في الفترة دي أتعلمت كتير أوي يا أمي..عايزك تسامحيني على أي حاجة وحشة عملتها معاكوا..أنا خاېف ييجي وقت وميقاش نافع فيه ندم.
شعرت .رقية. بقلبها ينقبض على صغيرها..لتحاوط وجنتيه قائلة بعينان دامعتان..
في أيه ياضنايا..مالك ياحبيبي.
نظر لها بنظرات مطمأنة حتى لا يثير شكها..ثم قال و هو يربت على كفيها..
مافيش حاجة ياحبيبتي..أهم حاجة تسامحيني.
ربتت .رقية. على خصلاته قائلة بحنو..
مسمحاك يابني..وراضية عنك ليوم الدين.
أبتسم لها لتتابع هي قائلة بنبرة حانية..
أطلع يابني لمراتك عشان ترتاح من السفر هبابة..ربنا ييسر الاحوال بيناتكوا ويخليكم لبعض.
أومأ .مازن. بإبتسامة فقلبه يرفرف فرحا لأنه سيصعد لها..ليجد من يتشبث ببنطاله..ألتفت إلى .يزيد. الذي هتف بحماس..
خدني معاك ياعمو مازن.
سارعت .رقية. بالقول لتمسك بيد الصغير بلطف قائلة..
تعالى يايزيد ناكل الأول وبعدين تعمل اللي تريده!!!
أومأ .يزيد. بإبتسامة راضية ليذهب معها..ثم أمسك بحقيبته الصغيرة فهو لا يريد أن يبقى هنا كثيرا..ليتجه إلى الدرج ثم صعده ركضا..ليتجه إلى غرفتهما..ففتح الباب سريعا ولكن وجد أنوارها مطفأة شديدة الظلام..ليلتفت ثم فتح الأنوار فوجدها نظيفة مرتبة توحي بأن لا أحد يجلس بها..ليلغلق باب الغرفة متيقنا بأنها ذهبت لغرفة أخرى..سار بالممر لينظر لغرفة نبع من أسفل بابها نور أبيض..ليبتسم بعذوبة ثم أتجه نحوها..أمسك بنقبض الباب ليديره بهدوء حذر..ثم فتحه على مهل ليجدها تقف في منتصف الغرفة تعطيه ظهرها..مكتفة ذراعيها أمام صدرها..طالع خصلاتها المنسابة على ظهرها ليغلق الباب بخفوت ثم وضع حقيبته أرضا..ليذهب تجاهها بخطوات وئيدة..تصاعدت أنامله ليضعها على كتفيها مردفا بهدوء..
فريدة.
أنتفض جسدها كمن لدغها عقرب لتلتفت له منفضة ذراعيه بحدة هادرة بصوت عال..
أبعد عني. أيه اللي رجعك!!! أيه اللي جابك رد عليا..جاي تدمر حياتي تاني مش مكفيك اللي حصل فيا مش كدا!!! بس لاء يامازن اللي سيبتها فريدة القديمة..وفريدة القديمة ماټت و أتدفنت..دلوقتي قدامك فريدة تانية خالص مش هتسمحلك تدوسلها ع طرف..أرجع مكان م كنت لأن محدش عايزك.
تغاضى عن شعور النغزة بقلبه..ليعود ممسكا بكتفيها لكي يروضها ولكنها اخذت في ضړب صدره بقوة..على قلبه مباشرة..تصرخ به پجنون أن يبتعد عنها..حاوط كتفيها بذراعيه ليقربها من صدره بحنو ماسحا على خصلاتها..تلوت .فريدة. بين ذراعيه ولكن أستكان جسدها عندما سقط بثغره جوار أذنها ليهمس بنبرة حانية..نغمة جديدة على مسامعها لم تسمعها منه من قبل..
أنا أسف..أسف على كل حاجة عملتها فيكي قبل كدا..أنا عارف أنك مش هتسامحيني بسهولة..بس أنا هفضل أعافر معاكي لحد م تسامحيني يافريدة..مش هسيبك أبدا مهما حصل.
أبتلعت ريقها تحت تأثير كلماته التي تغلغلت لقلبها لتمسد عليه برقه..أغمضت عيناها مستمتعة بقربه ورائحة عطره التي تنعشها..تمنت لو أن تبكي بأحضانه بقوة..تخبره كم يملك قلب قاسې أستطاع الأبتعاد عنها..أرادت أن تخبره أنها لم تكن تعلم مقدار عشقها له الذي تخطى حواجز الحب..ولكن كبريائها بمنعها عن فعل