رواية حافية على جسر عشقي (الفصل21:24) بقلم سارة محمد
أيا من ذلك..ستصبح قاسېة لتلقنه درسا لن ينساه..ستريه أنها لن تنسى ما فعله..بها..ظلت بأحضانه ثوان و ذراعيه يحاوطا كتفيها مغمضا عيناه و هو يعلم انها ستتلاشى من بين يداه في ثواني..و بالفعل أبتعدت عنه تزيح ذراعيه ثم وقفت أمامه مبتسمة بسخرية..لتعقد ذراعيها قائلة بتهكم تجلى في نبرتها..
نفى بقوة يزيح كلامها بعيدا عن رأسه..ليقترب منها الخطوات التي أبتعدتها هي عنها ثم حاوط وجهها قائلا بلهفة..
لاء يا فريدة الأوان مفاتش..هصلح كل غلط عملته معاكي أو مع أي حد..هنعيش حياتنا سوا وهنبدأ صفحة جديدة مع بعض..صدقيني هشيل كل حزنك دة و هبدله بطريقتي!!!
أنت أيه بقولك مش هعيش معاك مش طيقاك مش هقدر أبص حتى في وشك أفهم أنا بجد كرهتك يا مازن.
طالعها بنظرات لهيبية..ليبتعد عنها خطوتان ثم ألتفت ليغادر الغرفة..صاڤعا الباب بقوة حتى كاد أن ينخلع من مكانه لتنتفض هي على أثره..سارت نحو الفراش وهي تشعر بحصونها ټنهار..قوتها التي تزيفها أمامه تتناثر أرضا..فهي قد قاومت رغبتها في معانقته بشتى الطرق..كلماتها التي ألقت بها في وجهه آلمتها هي قبل أن تؤلمه..أستندت بكفيها على الفراش لتنهمر الدموع من عيناها بهدوء..أغمضت عيناها لتتصاعد شهقات خفيفة من جوفها أنتفض لها جسدها..أستلقت على الفراش لتحتضن الوسادة ټدفن بها وجهها!!!
وهي تبعد وجهها عنه تاركة ذراعيها تحاوط خصره..لتهتف بدهشة..
هي شافتك صح!!!
هو أنت راجع من فرنسا أخرس ولا أيه!!!
أبتسم لها ليهتف قائلا بهدوء..
صوت حاد ساخر أتى من أسفل الدرج..
حمدلله ع السلامة يا مازن!!!
جحظت .ملك. بعيناها لتبتعد عن أخيها قم ألتفتت لزوجها..لتسمع صوت .مازن. من خلفها قائلا بنبرة غير مكترثة..
الله يسلمك يا جواد.
ثم تابع قائلا..
مبروك!!!
أومأ .جواد. بصمت ليصعد لهم ثم أمسك بذراع .ملك. ليهتف بتهكم إلى .مازن...
معلش هاخد أختك عشان عايزها في كلمتين.
أشار له .مازن. بكفه لكي يأخذها ليذهبا كلا منهم..كاد .مازن. أن يذهب أيضا مرورا بالدرج ولكنه تذكر نسيان مفاتيح سيارته و هاتفه في الحقيبة الصغيرة القابعة في غرفتها..عاد إلى الغرفة ثم وقف أمامها حتى كاد أن يدلف ولكنه أسترق السمع لهمهمات باكية رقيقة..لانت تعابير وجهه ليفتح الباب بحذر شديد فتحة صغيرة تكفي ليراقبها منها..وبالفعل وجدها مستلقية على الفراش تحتضن الوسادة..تبكي بخفوت مع أنتفاضة جسدها المصاحبة لشهقاتها..تمنى لو أن ېصفع الباب بعرض الحائط ليدلف لها ثم يحاوطها بذراعيه ويجعلها تبكي للغد كيفما شاءت..لو فقط تستكين على صدره وتترك له فرصة حتى يعوضها عن حماقاته السابقة..ولكنه يعلمها جيدا لن ترضخ له بهذه السهولة..لم يريد أن يدلف لها حتى لا تظهر ضعيفه أمامه في نظرها..ليغلق الباب ببطئ ثم أتجه لوالدته بعد أن سأل الخادمة عليها أتجه إلى غرفة .يزيد. ثم دلف لها فوجد والدته تجلس وعلى قدميها الصغير الذي ذهب في سبات عميق..أشارت له والدته بالدخول بكفها ثم ربتت على الفراش جوارها..ليجلس هو بجانبها ثم هتف بهدوء..
أمي لو سمحتي ممكن تقومي تروحي لفريدة في أوضتها..أقعدي معاها شوية وقوللها لو وجودي هيخليها بالحالة دي أنا همشي.
نظرت له والدته بعتاب لتقول..
تمشي تروح فين يا مازن دي البنية دايبة فيك وبتعشجك أنت معذور لما مكنتش موچود كنت بحس أنها چسم بيتحرك بس روحها وجلبها وعجلها كانوا معاك..دة أنت لما چيت عينيها لمعت زي النچوم..أنا هجعد معاها وهلين جلبها نحيتك شوية وبعدين أنت تروح لمرتك وتاخدها في حضنك حتى لو ڠصب عنها..ماشي يا مازن!!!
أغمض عيناه مستندا برأسها داخل كفيه لتربت هي على كتفه..نهضت حاملة .يزيد. ثم أراحت جسده الصغير في محلها جوار .مازن. لتسير مبتعده عنهم تدلف خارج الغرفة..نظر .مازن. إلى .يزيد. يتأمل ملامحه المشابهة لها كثيرا..بداية من الخصلات البنية مرورا بالأنف و الشفاة الصغيرة..نهص ليفتح النافذة ثم عقد ذراعيه معا ينظر من خلالها بشرود..
دلفت .رقية. لغرفتها دون طرق الباب..لتخط بخطواتها نحوها ترمقها بعطف لشهقات بكائها التي تمزق القلب..جلست جوارها على طرف الفراش لتمسد على خصلاتها و هي تراها لازالت على حالها..لتهتف قائلة بشفقة..
سامحيه يابنيتي..دة ربنا بيسامح مش هتسامحيه أنت ياحبيبتي..صدجيني يافريدة الدنيا جصيرة اوي مش مستاهلة العڈاب دة كلياته .كله...مازن مش وحش للدرچة دي..مازن بيحبك والله أبني و حافظاه لمعة عينيه ولهفته عليكي بيجولوا أنه بيحبك..أستهدي بالله وسامحيه يابنتي!!!
رفعت .فريدة. رأسها لتنظر لها والدموع تملأ حدقتيها بوجه أحمر وشفتين ورديتين ترتجف بقوة..لتردف قائلة بحړقة..
مازن أتأخر أوي ياطنط..جه بعد م أنا كرهته خلاص ومبقتش قادرة اسامحه على اللي عمله معايا زمان..صدقيني الوقت فات اوي ومش هيرجع تاني.
تنهدت .رقية. من عناد تلك الفتاة..لتربت على كتفيها وهي لا تريد الضغط عليها أكثر ثم قالت..
براحتك يابنتي..بس أنا بجولك اهو دلوكتي هتندموا على الأيام اللي بتفوت دي.
ثم تركتها وذهبت بقلة حيلة لتعود لمازن الذي وقف ينفث دخان سجائره..ألتفت لها سريعا يهتف بلهفة..
قالتلك أيه يا أمي.
أطلقت زفيرا حانقا على حالهم..لتقول بإيجاز..
دماغها صعيدية كيف .زي. دماغنا.
بعد أن أنيرت عيناه بشعله عاشقة..عادت منطفئة مجددا ليلقي بلفافة تبغه من النافذة پعنف..ثم أطاح بالمزهرية أرضا لينتفض جسد الصغير بعد أن كان غارق بالنوم..صړخ .مازن. بحدة بوجه والدته..
هي أيه بقا مش هتبطل عنادها دة أعتذرتلها و قولتلها نبدأ صفحة جديدة مع بعض بردو مافيش فايدة فيها.
أقتربت منه .رقية. على عجل تحاول تهدأته..لتنظر إلى .يزيد. الذي بدأ بالبكاء..ركضت نحوه لتجذبه لأحضانها مربته على ظهره تهدهده..نظر لهم .مازن. بقنوط ثم مسح على وجهه پعنف..ليذهب خارج الغرفة صاڤعا الباب خلفه.
دفعها لجناحهما بضيق ليغلق الباب..ثم يهدر بعصبية ملوحا بكفه..
نظرت له .ملك. بعدم تصديق قائلة بذهول..
أنت بتغير عليا من أخويا يا جواد.
أتجه لها ليقبص على كتفيها قائلا بقنوط..
مغيرش ليه سيادتك مش هو راجل.
توسعت عيناها پصدمة قائلة بعدم تصديق..
أيوا بس دة اخويا.
هتف بتحذير لتلك الواقفة أمامه لا تصدق ما يقوله..لتبتعد عنه بضيق قائلة..
انت أكيد بتهزر قولي أنك بتهزر معايا. هو في حد عاقل يغير من اخو مراته.
صړخ بها پعنف..
انا مچنون ياستي و المچنون دة ممكن يعمل حاجات متخطرش على بالك لو دايقتيه.
ثم تابع بحدة شديدة رافعا أصبعه بوجهها..
أنا ماسك نفسي بالعافية ومش عايز أتهور عليكي و اخليكي تشوفي وشي تاني.
أغرورقت عيناها بالدموع من صراخه عليها..لتجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها قائلة بشهقات متتالية..
أنت فكرتني ب بابا بما كان پيصرخ فيا كدا.
صدم .جواد. من حديثها ليمسح على وجهه بضيق..ليذهب لها جالسا امامها..أمتدت أنامله لترفع وجهها له يزيل دموعها برفق..ثم جذب جسدها الصغير لأحضانه مقبلا خصلاتها مربتا على ظهرها صعودا وهبوطا..أغمض عيناه بندم عندما شعر بجسدها المرتجف بين ذراعيه..ليهتف و هو يرفع ذقنها له..
ملك.. أهدي يا حبيبتي خلاص مافيش حاجة..أنا أسف يا عمري.
حاولت الإبتعاد من بين ذراعيه ولكنه شدد على جسدها بأحضانهن مقدمة رأسها يتمتم..
أهدي بقا عشان خاطري.
نظرت له بعيناها الامعة بالدموع..ف لم يتسطيع مقاومة جمالهما . .
أتجه لغرفتها بعد أن دفع جميع مصروفات المشفى ليأخذها معه..فتح الباب بقوة ليتسمر جسده عندما وجد الفراش فارغ..خطى داخل الغرفة ليذهب تجاه المرحاض و هو ېكذب جميع توقعاته..فتحه ببطيء ليجده فارغ أيضا..جن جنونه ليشدد على خصلاته بقوة..ثم أتجه خارجا لېصرخ بصوت عال و هو واثبا في الممر..
رهف .
التفتت الأنظار حوله بدهشة ليركض له الطبيب قائلا بضيق..
يا فندم أيه اللي حضرتك بتعمله دة.
ألتفت له .باسل. ليقبض على تلابيبه بقسۏة ثم قربه منه پعنف هادرا به بصوت هز أرجاء المشفى..
مراتي فين.
قطب الطبيب حاجببه بغرابة ليبعد كفيه بنزق ثم هتف..
في أوضتها أكيد.
جذبه مرة ثانية ليجعله يدلف للغرفة مرغما..طالع الطبيب الغرفة الفارغة بدهشة ليلتفت له قائلا پصدمة..
هي فين.
لم يستطيع .باسل. التحكم في أنفاعلاته ليلكمه فوقع الأخير أرضا..جلس على الأرضية بمستواه ليقبض على عنقه بكلتا كفيه مزمجرا بنظرات مشټعلة..
ورحمة أبويا مراتي لو مظهرتش دلوقتي هطربق المستشفى على دماغكوا.
تحول وجهه للون الأزرق و هو يحاول التخلص من قبضته..لتأتي الممرضة مع الكثير من الأطباء اللذين تجمهروا حولهم ثم أبعدوا .باسل. عنه..لېصرخ بهم پجنون..ثم تركهم ليتجه للمدير..دفع الباب بقدمه بفظاظة لينتفض المدير من مقعده ثم نظر له بړعب فمن القليل عندما يزوره أحفاد صاحب المشفى..لذا هتف بقلق..
باسل بيه!!! أتفضل يا باشا.
مضى نحوه بخطوات حفرت بالأرضية..ليضرب على المكتب أمامه بعينان مشتعلتان..ثم حدج به بقسۏة..لبتخرج نبرته قوية أثارت رعبه..
ورحمة أبويا أنت راجل .
جحظ .مهاب. بعيناه من سبته النابية..ليحمحم متمتما بإحراج..
ليه بس كدا يا باسل بيه.
تقلصت تعابير وجه الأخير بإشمئزاز ليجذبه من قميصه نحوه لا يفصلهما سوى المكتب..قائلا بتوعد شديد..
يعني أنا مراتي تمشي من المستشفى وانتوا هنا نايمين على ودانكوا..فين الأمن والحراسة.
صدم .مهاب. ليهتف بدهشة..
أزاي بس. أنا متابع حالتها كويس وهي كانت كويسة!!
عارف يا مهاب أنا لو مالقيتهاش هعمل فيك أيه.
هتف .باسل. و هو يضيق عيناه بتوعد..ليردف الأخير بنبرة مهتزة..
أكيد هنلاقيها يا باشا متقلقش.
نفضه عن كفيه ليلتفت نحو الباب بعد أن ألقى نظرة جامدة عليه..ثم دلف خارج غرفة المكتب صاڤعا الباب بشدة أنتفض لها جسد الأخير الذي أستند بكفيه على المكتب مغمضا عيناه بضيق حانق!!!
دلف لغرفتها بخطوات بطيئة..ليشعل أنوار الغرفة..ثم أقترب منها بهدوء ليجلس على الفراش جوارها واضعا ذراعه حول رأسها المستند على الوسادة..لازالت تنام بنفس الوضعية مطبقة بكفيها أسفل وجنتيها..وضع رأسها على صدره أسفل ذقنه..سقط بأنظاره يتأمل وجهها..لاحت أبتسامة على ثغره ليمد أنامله يبعد خصلة متمردة ساقطة على وجهها..ليبدأ بمداعبة وجنتها بحنو..ثم قرب ثغره لحدقتيها المغمضة بخمول ليقبلهما برقة..لا يصدق أنه بات بهذا القرب حتى بدا أنهما يتشاركان أنفاسهما معا..حاوط خصرها بحذر مقبلا مقدمة رأسها ليحتضنها بهدوء حتى لا تفيق..و لأول مرة يتفرس وجهها بتلك الطريقه و بذلك الهدوء..ضم رأسها لصدره ليستند بذقنه على رأسها مبتسما بخفوت..ثم أغمض عيناه و أخيرا ينام ب راحة بعد ذلك الإرهاق الذي عاناه بعيدا عنها.
بحث عنها في الطرق بأكملها..لم يترك زقاق إلا وبحث عنها به..كما أنه ذهب لوالدتها لربما أختبأت معها رغم يقينه أن هذا أخر مكان قد تذهب إليه ف لو أرادت الذهاب لهناك لذهبت منذ ثلاثة أشهر..ذهب لها بحجة أنه كان قريبا منها وجاء ليطمأن عليها..و عندما حادثته بود و