رواية حافية على جسر عشقي(الفصل25:28) بقلم سارة محمد )
كلمة حلوة منه..سنين واقفة معاه وفي ضهره..بس خلاص يا دادة..انا خلاص تعبت..كفاية كدا عليا..لو عمر مكنش معايا كنت أطلقت.. بس أنا عايزة عمر يتربى مع أمه و أبوه.. ودة اللي هيحصل..بس انا مش هرجع مع ريان زي زمان..هحاول أكرهه بكل الطرق...
داداة ممكن لو ضعفت أو حسيت أني مش قادرة أنساه ومش قادرة أكرهه تفوقيني! حتى لو هتضربيني بالقلم عشان أفوق..بس متسبنيش في الدوامة دي..فكريني بكل حاجة وحشة عملها معايا..اللي أنا مش فاكرة حاجة منها دلوقتي.
وقفت .فريدة. على قدميها أمام غرفته لازالت تطالعه بعينان دامعتان..تتوسله بصمت أن ينهض ويتلقاها بين ذراعيه كعادته..تريد فقط لو أن تنظر لعيناه الكاحلتان مجددا..ظلت سويعات تبكي بخفوت..فقط شهقات تجعل جسدها يرتجف بقسۏة و دمعات تحفر طريقها على وجنتيها..نفت .فريدة. برأسها وهي ترتد للخلف مرددة بهيستيرية..
ألتفتت للعائلة لتذهب إلى .ظافر. تترجاه..
ظافر هما بيسمعوا كلامك هنا..قولهم يدخلوني..دقيقتين وهطلع بس عايزة أتكلم معاه..ظافر وحياة ملاذ عندك تدخلني!!!..أنا أول مرة أطلب منه طلب.. عايزة أدخله عشان خاطري..مازن أصلا بيحبني وهيفوق لما يلاقيني تعبانه من غيره كدا..مش هيقدر يسيبني كدا عشان بيحبني..أنا متأكدة أنه هيحس بيا وهيفوق ع طول.
و في ثانية واحدة كانت داخل الغرفة..جالسة على مقعد أمامه..أمتد كفيها المرتعشان إلى كفه..أمسكت به بلطف لتضع أسفل ذقنها..أنهمرت الدموع من عيناها و هي تردف بخفوت رقيق..
رفعت رأسها لتزيل دمعاتها سريعا وهي تشير له بسبابتها قائلة بحزن..
خلي بالك يامازن لما تقوم أنا هحاسبك على كل اللي أنا فيه دة عشان كل دة بسببك..قوم يلا عشان عايزة أتخانق معاك..!!!
حاوطت كفه مرة أخرى برفق قائلة..
أنا عارفة أنك بتحبني أوي ومش هتسيبني وتمشي..مش ههون عليك صح..مش هتسيبني لوحدي في الدنيا وتمشي مش هتعمل فيا كدا أنا عارفة.
أقتربت منه أكثر لتستند برأسها على ذراعه بإرهاق ممسكه بكفه..وبالفعل داعب النعاس جفونها كما توقعت..فالنوم لن يزورها إلا وهي بقربه..أغمضت عيناها ولازالت الدمعات عالقة على وجنتيها لا تتحرك..شعرت بأنامل تحفظها عن ظهر قلب تمسد على وجنتيها ماسحة دموعها..أبتسمت .فريدة. تظن أنها بحلم رائع تتمنى لو أن يقف الزمن بها عند تلك النقطة!!!..ولكنها تفاجأت بصوته الدافئ مغمغما بخفوت..
فريدة...
أنتفضت .فريدة. من فوق المقعد واضعة كفيها على فمها پصدمة..ألتفت لها .مازن. برأسه وعلى ثغره أبتسامة صغيرة..يفتح ذراعه لها و هو يشير لها بالأقتراب منه..لم تعي .فريدة. ما حدث بتلك الثواني..لترتمي بأحضانه جالسة على الفراش تحاوط عنقه بذراعيها ټنفجر من البكاء..ليعانقها هو بأحد ذراعيه مقبلا خصلاتها..أبعدت رأسها عنه ليبعد هو خصلاتها عن وجهها يتأمله وسط حديثها الباكي..
أنا مش مصدقة والله حاسة أني بحلم..خۏفت أوي عليك يا مازن..و خۏفت تسيبني!!!
أومأ لها و هو يعيد خصلاتها خلف أذنيها ثم أمسك بكفها يقبله برفق قائلا..
لآخر نفس فيا هفضل جنبك..عمري م هسيبك أبدا.
عانقته بقوة لتدلف العائلة بعد أن رآوه في النافذة الزجاجية..لتنهمر الضحكات السعيدة..وكأن روحهم ردت لهم.
..
تمددت على الأريكة بإرهاق..تحاوط جسدها بغطاء ثقيل..تشعر بدوار وهذا ضمن أعراض الدواء الذي أخذته..نظرت لساعة الحائط لتبتسم بسخرية فهو دائما ما يأتي بعد منتصف الليل..وكأنه يهرب منها..ألتلك الدرجة هي لا تطاق..أنسابت دمعاتها متنهدة بحړقة ولكنها عادت تزيلهم پعنف ترفض ذلك الضعف الذي يتلبسها..ضمت ركبتيها لصدرها عندما سمعت باب الشقة يصفق بحذر..أغمضت عيناها تتصنع النوم خوفا من مواجهة عيناه الرمادية..دلف .ريان. للغرفة ثم أغلق الباب خلفه..قطب حاجبيه عندما وجدها نائمة على الأريكة..ليمضي نحوها ثم جلس جوارها..مد باطن كفه ليتلمس جبينها نزولا بوجنتيها فوجد حرارتها زالت قليلا..حمد ربه في سره لينتقل كفه يعبث بخصلاتها القصيرة مبتسما..أقترب بثغره لأذنيها هامسا بهدوء..
عارف أنك صاحية..مش بتعرفي تمثلي...
فتحت عيناها اللامعتان بالدموع ليبعد هو ثغره عن أذنها ثم وضع وجهه قبالة وجهها..نظر لعيناها الداكنة ليرى أنعكاس صورته بها لشدة بريقها..حمحم بتوتر ثم هتف بهدوء جامد..
قومي نامي في السرير..أنت عارفة أني مبحبش الحركة دي.
شعرت بأوداجها تنتفخ لتنهض نصف مستلقية قائلة بنبرة حادة متمردة..
مش فارق معايا بتحب الحركة دي ولا لاء..ومن هنا ورايح هنام على الكنبة أو مع عمر..والسرير دة مش هلمسه يا ريان.
قبض على رسغها قائلا بجمود شديد وملامح متشنحة..
أولا متعليش صوتك وانت بتتكلمي معايا..ثانيا مبحبش الدلع دة ف قومي نامي في السرير من سكات.
نفضت يده عن ذراعها لتنظى لرسغها الذي صبغ بلون أحمر داكن أثر قبضته..أرتفعت بنظراتها له قائلة بقسۏة..
وانا قولت مش هنام جنبك .. مش بالعافية.
نهض .ريان. يحاول التحكم بأعصابه لكي لا يتهور ويفعل شئ يندم عليه لاحقا..كور قبضتيه غارزا أظافره بها ف نظرت لهما .هنا. پخوف ظنا منه أنه سيضربها..نظرت لعيناه المغمضتان بشدة لتردف بنبرة أهتزت رغما عنها..
حتى لو هتضربني مش هنام غير على الكنبة.
فتح عيناه بدهشة لينظر لها وهي تضم قدميها إلى صدرها تستند بذقنها على ركبتيها وهي تنظر بعيدا عنه..شعر بنغزات متتالية بقلبه ليتنهد بعنق ثم مال نحوها مستندا بكفه على ظهر الأريكة خلفها وجهه لا يبتعد سوى إنشات عن وجهها..نظرت له ببراءة ليهتف هو يقول بهدوء ممتزج بلطف خفي..
أنا عمري مديت إيدي عليكي قبل كدة!!
حركت رأسها نفيا بطفولية ليسترسل هو متابعا..
أومال ليه بتقولي كدا!!
نظرت لأصابع يدها لا تعلم بماذا ستجيبه..ليقول هو ولازال قريبا منها..
هسيبك تنامي النهاردة على الكنبة..النهاردة بس.
ظلت على حالها تفرك أناملها توترا..تأمل خصلاتها القصيرة والتي يعشقها..لتسقط خصلة متمردة على وجهها فأسرع هو بإعادتها خلف أذنها قائلا بصوت دافئ أذاب المسكينة..
خدتي أدويتك كلها!!!
أومأت دون أن ترد تتهرب من عيناه..ليرفع ذقنها له مثبتا أنظاره قائلا بإبتسامة..
كلها!!
إزدادت نبضات قلبها بسرعة رهيبة..لتزدرد ريقها و هي تراه يقترب منها المرفرف وفجأة أنتفض العقل كما لو أصيب بصاعقة كهربية يخبرها أن تبعده سريعا..يذكرها بقسۏة الكلمات التي ألقاها بوجهها صباحا.. أبعدته من صدره و صدرها يعلو ويهبط..استغرب هو فعلتها فلأول مرة تبعده عنها..دائما هي من تمنت قربه..بل ودائما كانت مستسلمة بين يداه..أعتدل في وقفته لتستلقى على الأريكة تدير ظهرها له..تحتضن جسدها كالطفل الصغير..
شعر .ريان. بالصدمة من المشاعر التي تختلجه..لينفي برأسه يرفض التصديق..ثم بدل ملابسة بالغرفة المخصصة لذلك..ألقى بحسده على الفراش يحمد ربه أنها ليست بجواره الأن..ف يقسم أنه كان سيفعل أشياء لا تصدر سوى من عاشق..وهو بالطبع ليس كذلك!!! أو هذا ما يحاول إقناع نفسه به.
..
يتبع..!!!
حافية على جسر عشقي السادس والعشرون..
دلفت للغرفة فوجدته نائم على الفراش بإستكانة..أقتربت منه بخطوات سريعة وثغر مزين بإبتسامة سعيدة لعودة حياتهما طبيعية..أنثنت عليه ثم تلمست جبينه بباطن راحتها فوجدته دافئا..نظر لها وهو يجذبها نحوه لتجلس جواره مبتسما بهدوء قائلا..
أنا بقيت كويس والله..كل خمس دقايق تيجي تشوفي حرارتي وبردو بتلاقيها طبيعية..
قربت وجهها من وجهه قائلة بحنو..
الدكتور قال أن بعد م تاخد الدوا اللي أديتهولك دة حرارتك هتعلى و هيجيلك صداع..ف طبيعي أجي أطمن عليك كل شوية..!!! مازن أنا مش مصدقة أننا رجعنا لشقتنا أخيرا..بجد مبسوطة انك جنبي وبقيت كويس..!!!
سقط بثغره يهمس بأذنها..لولا مرضي مكنتيش سامحتيني..صح!!!
أبعدت وجهها عن صدره..تردف قائلة بمزاح..
عايزة أقولك أني سامحتك من أول م رجعت من فرنسا..بس كنت حابة أسويك على ڼار هادية عشان تتعلم أن زعلي مش سهل..!!!
حدق بها بدهشة ليضحك بهدوء..أتعلمت يا فريدة..عمري م هزعلك أبدا...
برقت أسنانها البيضاء في ضحكة شقية..وقالت
انت عارف اني بغير.
أنفجر .مازن. في ضحكات رجولية على حركاتها الطفولية والتي حقا يعشقها..يعشق أصغر تفاصيلها مثلا تلك الشامات على رقبتها..تلك التي تعلو شفتيها الصغيرة..عيناها البندقية وخصلاتها بنفس اللون..أنفها الصغير..يعشق ضحكاتها وعبوسها..حزنها و سعادتها..متيم ب جنون أفعالها..وقفزها من فوق الأرض عند سعادتها الشديدة..يعشق نظرات الدهشة التي ترمقه بها الأن لشروده بها وعيناه المبتسمة وهو يراقبها من خصلاتها الطويلة إلى أخمص قدميها..أقتربت منه لتفرقع بأصابعها أمام وجهه لكي تلفت أنتباه..نظر لها لترمقه هي بشك مقطبة حاجبيها زامة شفتيها..
سرحان في مين!! أوعى يا مازن وأنا مش موجودة تكون ممرضة غرغرت بيك ولا حاجة..والله ھڨتلها وھقتلك وهقتل نفسي عشان محدش يقولي عملتي كدا ليه.
لم يستطيع السيطرة على ضحكاته ليضع يده على قلبه وهو يميل للأمام يضحك بهيستيرية لتشاركه هي..و فجأة سعل بقوة لتنتفض .فريدة. تسكب به ماء في الكوب..وقفت جواره لتسند رأسه ثم جعلته يرتشف منها..أبتسم بعد أن أنهى الكوب ليجلسها أمامه..أخذ رأسها بين كفيه ليطبع قبلة عميقة ..بث بها معاني العشق بأكملها والذي لم يعلمه سوى بعد أن قابلها.
..
جلست .هنا. أمام شاشة التلفاز ممسكة بصحن مملوء بالفشار..عيناها ثابتة على الفيلم أمامها..أبتسمت بقوة عندما عانق البطل البطلة وهما يضحكا بسعادة..لتتحول أبتسامتها إلى عبوس خفيف قائلة ببراءة كالأطفال..
بس دة في الأفلام بس..لكن في الحقيقة كل الرجالة زومبي.
سمعت صوته يأتي من خلفها ساخرا..
يعني أنا زومبي.
جحظت عيناها بقوة لتمضغ الفشار الذي كان بفمها تحاول أبتلاعه بصعوبة ثم ألتفتت له..فوجدته واقفا يضع كفيه في جيبه يطالعها بنظرات مستهزئة..نظرت له ببراءة وكأنها لم تقل شئ..ليذهب هو بإتجاهها ثم جلس جوارها..مد يده ليأخذ العديد من حبات الفشار يحشرهما بفمه..نظر للفيلم ليردف بوجه متجهم ونظرات متقززة..
دة عيل مايص أصلا أنما أحنا رجالة أوي!!!
جحظت بعيناها وهي تنظر ببلاهه..ليس لحديثه فقط بل لجلوسه جوارها يشاركها طعامها والفيلم الذي تشاهده..أعادت كلماته في رأسها لتضع كفيها في منتصف خصرها قائلة..
لا والله!! وبعدين مين دة اللي مايص دة قمر وكيوت ورومانسي..مش أنت بارد و مش عندك قلب!!!
نظرت للشاشة بهيام واضعة كفها أسفل ذقنها ولم تلاحظ نظراته التي أظلمت فجأة..وعيناه التي تحولت لإحمرار شديد وكأنه مصاص دماء سيتجرع من دمائها الأن..ألتفتت له عندما لاحظت نظراته..وفور رؤيتها له زحفت للخلف على الأريكة قائلة بتوجس..
أنت هتتحول ولا أيه يا ريان.
جذبها من ذراعها له لټرتطم بصدره مزمجرا..لتخرج نبرته غير قابلة للمزاح مطلقا..
إياكي توصفي جنس