رواية حافية على جسر عشقي(الفصل25:28) بقلم سارة محمد )
جيت وقولت لمامي.
أومأ .ريان. و هو يحاول أن يهدأ من روعه..ليحمله بحضنه ثم أخذها من كفها متجهين لغرفتهم..لينام .عمر. في الوسط محتضنا والدته من عنقها..!! بينما هو لم ينام.
تتسود صدره ترتدي أحد قمصانه البيضاء..لتسمع صوته يقول بنبرة غريبة..
ملاذ.
رفعت نظراتها له بدهشة ليردف قائلا بشرود..
أرتعش جسدها كما لو كان هواء بارد عصفها..لتزدرد ريقها جالسة على الفراش أمامه قائلة بتوتر..
هعرفه منين أصلا..أنا شرحتلك كل حاجة في المستشفى.
قولتلك قبل كدا مبحبش الكدب..إياكي تكدبي عليا وقوليلي دلوقتي أنت تعرفيه منين.
قطبت حاجبيها پألم قائلة وهي تحاول نزع كفه بعيدا عنها..
أنطقي.
صړخ في وجهها بقسۏة لتقول هي سريعا..
هقولك والله بس سيب إيدي!!!
ريان ..ريان كان بيحبني من زمان وكان عايز يتجوزني حافية على جسر عشقي السابع والعشرون..
أغلق باب الشقة خلفه ليطالع الظلام الكاحل بالشقة..سار بخطوات واهنة نحو غرفتهم..حاملا ثقل على عاتقيه لا يزيحهما سواها..ولأنها لم تخرج من غرفتهم ما يقارب اليومان ولا يراها تقريبا سوى مرتان باليوم أصبح مشوشا وكأنه تائه لا يعلم طريقه..جلس على الأريكة بذلك الظلام الموحش واضعا رأسه بين كفيه منحنيا للأمام..لا تفعل شئ سوى أنها تخرج من غرفتهم وتعد الطعام لهم ثم تدلف مرة أخرى معتكفة على الفراش..ولا يفهم سبب ما يحدث..عندما ينام جوارها يسمع أحيانا همهمات بكائها معتقدة أنه غفى ولن يسمعها..لا تعلم أنه لا ينام بالأساس وهي بتلك الحالة..ولأنه .ريان. متبلد القلب لا يسألها عما يضايقها..لا يتحدث معها معتقدا أنها ستعود لطبيعتها قريبا..فهو يعلم طبيعة النساء الحزن والكآبة تغلب عليهم دائما..ولكن اليوم عندما لم تأكل شئ أزداد قلقه عليها..حتى .عمر. لم تتحدث معه سوى القليل..وعند تلك النقطة نفذ صبره حقا..لينهض ملقيا ببذلته پعنف على الأرضية..أقتحم الغرفة ليجدها مظلمة كالعادة..أشعل الأنوار ليجدها كما هي نائمة على الفراش لا يظهر منها شئ..أقترب منها ولم تخفي عليه رعشة جسدها..ليزداد ڠضبة أضعافا..فهي تظنه أبله لا يعلم أنها مستيقظة..أمسك بطرف الغطاء ليجذبه ملقيا به على للأرض و هو ېصرخ بصوت جهوري زلزل الجدران..
نظر لجسدها الضئيل والمتكور كالجنين..أهدابها التي ترتجف پخوف وجفونها المسبلة تتحرك بتوتر لم تستطيع السيطرة عليه..ليزمجر پعنف ثم أمسك رسغها ليجعلها تنهض يبصق كلماته في وجهها بحدة..
عمال بقول سببها براحتها يمكن زعلانه من حاجة ومش عايزة تقول..دلع بنات و هيروح..بشوفك بالعافية ولما برجع من الشغل بتعملي نفسك نايمة عشان متتكلميش معايا..وبعد م تحسي أني نمت بټعيطي وفاكراني مش هسمعك..أنت عايزة أيه يا هنا! بلاش تهربي زي الأطفال وقوليلي عايزة أيه.
أمتلئت عيناها بالدموع عندما صړخ بوجهها في آخر جملته و قسۏة كلماته تجسدت على هيئة خنجر غرز بمنتصف قلبها..و عند كل كلمة تخرج من ثغره كان يهز جسدها پعنف ضاغطا بقسۏة على كتفيها..صدرت شهقات خافته منها تنذر پبكاء حارق ستبكيه الأن..وهي التي كانت تعتقد أنه سيكون رئيفا بها و سيسألها بهدوء عما يؤرقها..ولكن ليس زوجها من يفعل هذا أبدا..بالطبع لن يتخلى عن غروره ويسألها عما يحزنها..أرتخى جسدها رويدا وهي تبكي بحړقة ورأسها متدلية تنظر للأرض التي لم تضح رؤيتها بسبب عيناها المبللة بالدموع..بينما أرخى هو قبضتيه عن كتفيها و بكائها جعله يتمنى لو أن يأخذ حزنها بأكمله ويضعه بقلبه هو..هو يعلم أنها لن تقول ما يضايقها..ف .هنا. لا تستطيع أن تعبر عما بداخلها أبدا..عيناها تفيض بالحنان والحب ولكنها لا تعترف..و هو الأن يرى حزنا ليس له مثيل داخل حدقتيها..أغمض عيناه يحاول تهدأة نفسه حتى لا يتهور..يقنع نفسه بأنها لن تقول شئ بصراخه عليه..بجب أن يتمهل ويتعامل معها ك صغيره .عمر. عندما يحزن..حاوط كتفيها برقة ليضمها له ملصقاها به يربت على خصلاتها قائلا بصوت هادئ يعاكس ما حدث قبل دقيقتين..لتستند هي برأسها على صدره مغمضة عيناها وقد بدأت شهقاتها بالإنخفاض تدريجيا للمساته الحانية..لتسمعه يهمس بصوت محمل بالقلق..
قوليلي أيه اللي مزعلك طيب وانا هحل الموضوع.
أبتعدت عنه لتفرك عيناها قائلة بصوت خاڤت..
مافيش حاجة أنا كويسة..!!!
تجاهل ما قالته ليقترب منها قائلا بهدوء..
عملتي حاجة غلط وخاېفة تقوليلي عليها!!!
نفت برأسها ببراءة..ليقول مخمنا..
خاېفة من الحرامي اللي دخل!!..متقلقيش انا ببحث ف الموضوع وهجيبه.
نفت أيضا قائلة بهدوء..
مش عشان كدا!!!
حاوط وجهها يرفعه له لعله يفهم من عيناها سبب حزنهاولكن عندما لم يرى شئ سوى الدموع هتف بنبرة مرهقة..
أومال في أيه..!!!
أسترسلت بصوت مبحوح أثر البكاء وهي تنظر لعيناه..
أنت يا ريان مش بيفرق معاك أصلا إذا كنت أنا زعلانه ولا لاء..بدليل أن بقالي يومين قاعدة في الأوضة ومفكرتش تيجي تقولي مالك..ولسة فاكر النهاردة تسألني وكمان جاي تزعق!!!..أنا بجد تعبت منك ومبقتش عايزة أتعامل معاك أصلا..لأني كل م بشوفك قلبي بيوجعني أكتر..وأنا قلبي أكتفى من الۏجع خلاص.
صدم لحديثها ليبعد يداه عنها وقد عاد لحالة البرود كما كان سابقا..ليومأ لها قائلا..
للدرجة دي أنا بوجعك..طب ومستحملة ليه يا هنا..أيه اللي يجبرك تتحملي تعيشي معايا!!!
صړخت به بقوة محركة يداها في الهواء..
عشان أنا غبية وبحبك..عشان مش هقدر أعيش من غيرك..رغم كل اللي بتعمله معايا وبردو مش عارفة أكرهك..أرتحت.
جمدت تعابير وجهه تماما..لا يعلم تحديدا بما يشعر..قلبه يلعن نفسه لأنه لا يستطيع أن يبادلها مشاعرها..و بنفس الوقت فرحا بإعترافها..فهو يعلم أنها تعشقه عشقا..يعلم أنها ستفعل أي شئ في سبيل إرضاءه..ولكنها تعترف له علانية أنها تعشقه..مما جعل أبتسامة لا يعلم سببها تظهر على ثغره..لتستشيط هي ڠضبا ټلعن غباءها لتبعده من كتفه تستلقى على الفراش تخفي جسدها ووجها بالغطاء ففعل هو بالمثل لا يستطيع إزاحة أبتسامته عن وجهه..ليجذبها نحوه واضعا ذراعه أسفل كتفيها ثم مد كفه يحاول إزاحة الغطاء عن وجهها لكي تستطيع التنفس ولكنها كانت ممسكة به بشدة..لتصدح ضحكاته الرجولية بالغرفة قائلا..
يا هبلة هتتخنقي.
أستطاع أخيرا إبعاده عن وجهها ليتأمله مبعدا خصلاتها عن وجهها مقربا وجهه من وجهها حتى أصبح لا يبعدهما سوى بعض الإنشات القليلة..تصاعدت الحمرة لوجهها..تعالت نبضات قلبها عندما أبتعد عنها لتغمص عيناها تغمغم بخفوت شديد..
ريان..
لتعلن أستسلامها له للمرة الألف...
وقفت أمام باب غرفته لا تعلم أتدلف أم تتراجع..ولكن ما تعلمه أنها ستجعله يسامحها بأي طريقة..وبالفعل دلفت ببطئ لتجد الغرفة مظلمة..لتلمحه نائم على الأريكة واضعا ذراعه على عيناه كالعادة..فتحت الأنوار لتقترب منه ببطئ حذر..كم أشتاقت له و لصوته..أشتاقت لمزاحه معها..لضحكاته..ثمانية وأربعون ساعة و وعشرة دقائق لم يخاطبها بكلمة واحدة..و ليشهد الله أنه لم ينظر لها حتى..آهات قلبها المكتومة أمامه تخرجها في وسادتها ليلا..ولكن كفى..ستخرج مكنونات قلبها وتعري روحها أمامه عله يلين قليلا لتبعد ذراعيه بكفيها ثم وضعتها على معدته..أمتدت أناملها تسير على وجنتيه برقة مما جعله يهمهم مستمتعا بلمساتها..ضحكت في خفوت عندما شعرت بتأثيرها عليه..لتنثنى عليه بوجهها هامسة بدلال ..
باسل..
لم يعي .باسل. وجودها جواره وأعتقد أنه ينعم بحلم جميل لن يتحقق بالواقع..ولكن تلك الدغدغات التي تسير على وجهه يشعر بها وليست بحلم أبدا..فتح عيناه پذعر لينتفض مزيحا ذراعها ينهض واثبا ېصرخ بها بحدة..
أيه اللي جابك هنا.
نهضت .رهف. قائلة بتوتر ..
كنت جاية أطمن عليك بس والله.
توحشت عيناه ليقترب منها ممسكا بكتفيها پعنف مردفا..
أحسنلك متظهريش قدامي..متحتكيش بيا أصلا عشان صدقيني هتندمي.
أغرورقت عيناها بالدموع التي لهبت وجنتيها..نظرت داخل عيناه لربما تجد أي لمحة عشق ولكن لم تجد سوى قسۏة لن تستطيع محوها..غمغمت في همس..
باسل متعملش كدا!!!
ضغط أكثر على كتفيها قائلا بقسۏة..
أنا لسة معملتش حاجة.
أستكمل بنبرة متوعدة..
هدوقك من نفس الكاس..وهحرمك من أبنك العمر كله.
كورت كفيها لتضربه في صدره بحدة صاړخة پعنف أم مھددة بحرمان صغيرها منها..لتبرز عروقها من شدة الڠضب..
وأنا مش هسمحلك تعمل كدا..دة أبني ومحدش هياخده مني.
أنفلتت أعصابه ليجذب خصلاتها پعنف لا يأبي لصړاخها..جذبها معه خارج الغرفة ثم تركها أمام الباب مزمجرا بصوت كاد يهز الجدران..
مش عايز أشوف وشك أبدا..شهور حملك هستحملهم بالطول وبالعرض وبعدها هاخد أبني و أسافر..مش هسمح لأم أنانية زيك تربي أبني الوحيد.
عجز لسانها عن النطق..وكأنه ربط بمكابل من حديد..لتعود بعد دقائق تجأر بحدة ضاربة الباب الذي صفع بوجهها بكلتا كفيها..ليخرج من جوفها صوت قوي ولكن مهزوز..
مش هسمحلك تعمل كدا..مش هتاخد أبني مني يا باسل غير على چثتي.
..
قفزت .فريدة. على الفراش تنكز جسده قائلة بملل ستبكي منه..
يا مازن قوم بقا حرام عليك كل دة نوم..انا قاعدة برا لوحدي!!!
فرك الأخير عيناه لينهص نصف جالسة وهو يضع كفيه على مقلتيه يبعد الضوء المزعجقائلا بصوت مستحشرج..
الساعة كام!!!
5 الفجر.
قالت وهي تنظر له ببراءة لتتوسع عيناه پصدمة..ليجذبها من كنزتها قائلا بغل..
و مصحياني خمسة الفجر أبيع لبن و لا ايه.
حاولت إبعاد أنامله الغليظة قائلة بتأفف..
يا مازن سيبني..انا مش عارفة انام والله و عايزاك تقوم تسهر معايا!!! يزيد جاي بكرة مع طنط رقية وهو اللي كان دايما بيسهر معايا!!!
ترك كنزتها ليحاوط كتفيها جاذبها نحوه..نامي ونسهر بكرة مع يزيد.
تلوت بجسدها تحاول الأبتعاد عنه ولكنه كان مقيدا لها بإحكام..تأففت بقنوط لترفع أنظارها متأمله وجهه المرتخي..ليبتسم هو لازال مغمضا عيناه..يربت على خصلاتها قائلا بنعاس..
ربنا يهديكي ياحبيبتي..!!!
نظرت له بغيظ لتزم شفتيها..وبعد لحظات لم تشعر بنفسها سوى غفوها في أحضانه..بين ذراعيه..و أذنها تسترق السمع لنبضات قلبه..!!!
جالسة على الأريكة تضم ركبتيها لصدرها..لم يزورها النوم وهو بعيدا عنها..فمنذ أن أخبرته بالحقيقة ذهب ولم يعود..وهي تعلم أنه عند قمة غضبه.. يبتعد..لأبعد نقطة لكي لا يؤذي أحد بطوفان مقته..أدمعت عيناها وهي تتخيل ماذا يفعل الأن بمفرده وحيدا..و هل ستخمد نيران قلبه عندما يعود..أم ستزداد إشتعالا وټحرق الأخضر واليابس.
.ظافر. ليس كأي رجل قابلته هي في حياتها..هو يختلف كليا..يختلف لدرجة أنها أصبحت لا تتوقع ردة فعله تجاه أي موقف يقابله..وذلك ما يقلقها..لتعود بذاكرتها عندما أجابته على كامل أسئلته..
أشتعلت النيران بعيناه وهو يتلقى إجابتها التي كانت كالجمر يجثو على صدره..ليجعله ېصرخ ألما دون صوت!!!
أخذ نفسا عميق وحاول أن يكن متحضرا حتى لا يندم عما سيفعله..ولكن التحضر لا يندمج مع .ظافر. ذو الشخصية المندفعة والهوجاء..لينهض من على الفراش ثم أشعل لفافة تبغه ينفث بها غضبه..قائلا وكفيه يرتعشا من شدة الڠضب المبطن..
كملي.
رغم أنه لم يقل سوى كلمة واحدة..ولكنها كانت كافية لتجعل جسدها يرتجف ړعبا..نهضت من على الفراس واثبة أمامه مرتدية قميصه الأبيض..لتردف وصدرها يعلو ويهبط توترا..
هو كان بيحبني جدا..وأتقدملي..و أنا وافقت..مش عارفة ليه وافقت وقتها بس لما شوفت في عيونه أنه بيحبني بالطريقة دي وافقت..كان ساعتها على أد حاله مكنش معاه فلوس كتير..وانا بردو كنت صغيرة وكنت بنت عادية..الكلام دة لما كان عندي 18 سنة..ولما كبرت شوية وبقيت مصممة أزياء كبيرة إلى حد ما بالنسبة لسني الصغير..بقيت بتكبر عليه وبعامله