رواية حافية على جسر عشقي (الفصل29:30) بقلم سارة محمد
سيدتي!!
نعم!!
هتفت سريعا..فرد هو قائلا..
نعم سيدتي لقد ذهب الأن من أمامي خارج الفندق.
وضعت السماعة في موضعها بالهاتف الأرضي..لټنهار أرضا تحاوط وجهها بكلتا كفيها..لتبكي بحړقة شديدة..لم تتوقع منه أن يتركها في بلدة لا تعرف عنها شئ..و في يوم زفافهما..في جناح من المفترض أن يقضيا به أسعد أوقاتهم..ولكنها ستقضي به الأن أتعس أوقاتها.
تنهد بضيق..فالهواء الذي يلفح جسده لم يكن كافيا لبث الراحة به..ف هو تعمد عدم التجول بسيارته حتى يستنشق عبء الأجواء هنا لربما تخمد نيرانه..أتجه نحو أحد المقاهي المشهورة ب بلد العشاق..ليجلس على مقعد جلدي..ليعود برأسه للخلف مغمضا عيناه..يفكر بفعلته الدنيئة معها وتركها وحيدة في يوم زفافها..ولكن لم يكن له خيار آخر..فهو لا يريد أستغلال مشاعرها تحت مسمى الحب وهو يعلم أنه لا يكن لها شئ..لا يريدها أن لهذا هرب و سيهرب..قلبه تعلق بفتاة واحدة و للأسف لا يستطيع نسيانها!!
ركض نحوها بفزع..لينثنى نحوها ثم أدخل ذراعيه أسفل جسدها..ليحملها برفق يضمها لصدره..جسدها باردا كالثليج..و مساحيق التجميل لطخت وجهها الباكي..ركض بها لغرفتهم..ثم وضعها بلطف على الفراش..ليسند جسده بركبته على الملاءة و قدمه الأخرى تدلت من فوق الفراش..أنثنى عليها ليضرب وجنتيها برفق هادرا بقلق شديد..
باءت محاولاته بالفشل الذريع ولم يستطيع إفاقتها..ف نهض من جوارها يلتفت حوله كالتائه يبحث عما يجعلها تفيق..لم يجد سوى زجاجة عطره الموجودة في حقيبته..فركض ليأتي بها..ثم نثر بها على يده..ليتجه نحوها..مال عليها ليضع كفه ناحية أنفها مباشرة..و قد بدأ شعور الندم يتغلغل إلى داخله..تقلصت ملامحها وهي ټشتم الرائحة التي تحفظها عن ظهر قلب..فتحت عيناها ببطئ مقطبة حاجبيها..لترى ملامحه الوسيمة في مواجهتها..لانت تعابير وجهه المتشنجة..ليزفر بإرتياح..ثم مسح على خصلاتها يبعدها عن مقدمة رأسها..قائلا..
لم تعي .هنا. ما حدث..لتعود متذكرة تركه لها..فدفعت كتفه پعنف ناهضة من على الفراش..صاړخة بإهتياج وهي تدور حول نفسها تبحث عن حقيبتها..
أنا عايزة أمشي من هنا...فين موبايلي أكلم بابا و أقوله ييجي ياخدني.
لم يتحرك .ريان. إنشا واحدا حتى بعد دفعها له والتي لم تؤثر به..لينهض قائلا بجمود قائلا..
متعليش صوتك!!
لمعت عيناها بالدموع ثم نظرت لها بنظرات جعلته يشعر بوخز في قلبه..وكأنها تعاتبه بنظراتها..فأبعد عيناه الفيروزتان عنه..لتبتعد هي جالسة على الأريكة..ثم ضمت كفيها معا..لتفركها قائلة وهي على مشارف البكاء..
أنا عايزة بابي.
نبرتها الباكية جعلته يلتفت لها..ف لأول مرة يراها تبكي..ولا يعلم لما تألم قلبه..ف أتجه نحوها..يحاول عدم إظهار تأثره بعيناها الدامعة..فخرجت نبرته جافة..خالية من معالم الحياة..
مش عايز شغل عيال يا هنا!!..أنا كان ورايا حاجة مهمة خلصتها وجيت.
رفعت أنظارها الباكية له..ف إزدرد ريقه ثم أبعد أنظاره عنها..لتردف قائلة..
كنت قولتلي..أنا مكنتش هقولك حاجة..بس أنت سيبتني ساعات مرمية هنا وأنا أصلا معرفش حاجة في باريس..و في فندق معرفش حد فيه.
جلس على الأريكة و ضميره يؤنبه..فنظر لها بجمود أخفى بها نظرات الإعتذار التي كادت أن تقفز من عيناه..ف أنزعجت من هيئته الباردة وكأنها لم تقل شئ.
تركته لتتجه إلى حقيبتها لتخرج منها منامية ذات أكمام..ثم دلفت للمرحاض..ولم تلاحظ نظراته التي كانت تتبع خطواتها..صفعت باب المرحاض بقوة..ليغمض عيناه يحاول ألا يفقد هدوءه..جلس دقائق شاردا فوجدها تخرج من المرحاض..وجهها أحمر و خصلاتها غير مرتبة..ولازالت ب ثوب عرسها..قطب حاجبيه بغرابة ولكن لم يبالي..نظر إلى هاتفه الذي أخرجه من الحقيبة منشغلا بها..ولكن كان ينظر لها بطرف عيناه..فوجدها تجلس على حافة الفراش واضعة كفها أسفل ذقنها زامة شفتيها بحزن..حاول تجاهلها والنظر في هاتفه..ولكن أنتصر أهتمامه بها ليردف قائلا بصوته الرجولي ذو البحة المميزة..
مغيرتيش الفستان ليه.
نظرت له بطرف عيناها بإزدراء ولم تجيبه..رفع حاجبيه بدهشة..ف لأول مرة تتجاهله فتاة وهي خصيصا..أحتل الڠضب محياه لينظر لهاتفه بعينان ڼارية..سمع تأففاتها المتعددة ولكن لم يعايرها أهتمام..ف نهضت واقفة أمامه تقول بخجل..
الفستان دة برباط من ورا مش سوستة..و أنا مش عارفة أفتحه.
رفع عيناه الماكرة لها..فجذبه شكلها الطفولي وهي تفرك أصابعها..ليلقي بهاتفه ثم نهض قبالتها..و من دون كلمة لفها ليكن ظهرها في مقابلته..ملس على خصلاتها المشعثة ليعيد ترتيبهم ثم وضعه على إحدي كتفيها..فظهر لها ظهرها الأبيض و أربطة الثوب بالفعل تقيد الثوب ب مبالغة..ف مد أنامله ليحرر أول عقده..ثم تليها العقدة الأخرى..و أصابعه تلتمس بشرتها الناعمة للغاية بدون قصد منه..فسارت قشعريرة في جسدها لتتخضب وجنتيها بإحمرار خجول..خفق قلبها پعنف لقربه منها..وبطئة في حل العقد..بينما هو فكان يصارع لكي لا ېلمس بشرتها التي جذبته..كاد أن يصل إلى نهايات الأربطة لتلتفت هي سريعا ممسكة بالثوب من الخلف قائلة بحياء..
خلاص أنا هكمل.
أومأ بهدوء يحاول الحفاظ على رباطة جأشه التي أنهارت مع رباط الثوب!
أسرعت داخل المرحاض ثم أغلقت الباب لتضع كفها على قلبها تردف و أنفاسها في تسارع..
أهدي يا هنا مافيش حاجة..يا نهار أسود انا قلبي هيقف..ليه يعني أصلا وجوده جنبه مش بيأثر فيا عادي..و أنا اللي عبيطة عشان خليته يفك الفستان..عادي يعني كان ممكن أتصرف..أكيد هيقول عليا مدلوقة عليه دلوقتي.
تأففت بضيق ثم نزعت الثوب و أغتسلت سريعا..و من ثم أرتدت مناميتها لتقف أمام المرآة تنظف وجهها من بواقي مساحيق التجميل..ثم خرجت بخصلاتها المبللة حول وجهها فجعلتها كاللوحة..نظرت له فوجدته هو أيضا بدل ثيابه إلى بنطال ثقيل و كنزة سوداء..يتحدث عبر الهاتف ب شبه ڠضب..رفعت أنفها بتعالي ثم جلست على المقعد أمام المزينة..فوقعت عيناه عليها وهي تمشط خصلاتها الطويلة ذات اللون البني..ليتابع حديثه بالهاتف قائلا بنبرة هادئة عن ذي قبل..
خلاص يا أحمد بكرة نتكلم ونشوف الموضوع دة.
أغلق الهاتف ثم أستلقى على فراشه مغمضا عيناه..فنظرت له بضيق قائلة منتصبة أمام الفراش..
أنا هطلع أنام برا. مش عايزة أنام هنا.
هتف وهو لازال مغمض عيناه..
براحتك.
ضړبت الأرض بقدميها وهي التي كانت تتوقع ردا آخر..همت بالذهاب ولكنه هتف قائلا وهو ينظر لها بفيروزيتيه..
بس برا برد على فكرة..و البطانية الاحتياطي اللي هنا مش هتدفيكي..ف لمصلحتك نامي هنا!!
نظرت له بإستخفاف ثم عقدت ذراعيها قائلة بعناد...
ملكش دعوة أتعب ولا لاء.
لم يجيبها بل أغمض عيناه متجاهلا حديثها..فسمع الباب يغلق پعنف..فرك عيناه بنعاس..ولكنه قاوم ينتظر نومها بالخارج حتى يخرج لها ويحملها إلى هنا.
وبالفعل ظل ما يقارب الساعة يقاوم بوادر النوم على جفنيه..لينهض متجها للخارج..فوجدها مستلقية على الأريكة نائمة بعمق دون غطاء وجسدها يرتجف من شدة البرود..تجهم وجهه هامسا بعصبية..
قولتلها تاخد بطانية وبردو مافيش فايدة دماغها ناشفة.
أنثنى عليها مطالعا وجهها عن كثب..عيناها المغمضة ذات الأهداب الطويلة..أنفها الصغير و فمها المزموم أيضا..تنهد قائلا بصدق..
لو كنت شوفتك قبلها..متأكد أن كانت حاجات كتير هتتغير!!
همهمت دون وعي..ف أبتسم ليحملها بخفة..ف أسندت وجهها على صدره..لتنسدل خصلاتها فوق وجهها..أتجه نحو غرفتهم..ثم وقف أمام الفراش..ليضعها عليه بحذر حتى لا تصحو..ثم أستلقى جوارها مغمضا عيناه..وكانت بينهم مسافة معقولة..ولكن .هنا. لم تجعلها تدوم طويلا..ف حاوطت خصره مسندة رأسها على صدره دون وعي..تفاجأ...ريان. مما فعلته..ولكنه حاوط كتفيها بذراعه المفتول..و هو يقاوم ضحكاته على ردة فعلها عندما تفيق وتراهم في تلك الوضعية..ليغفو هو بنعاس شديد.
سارت ..ملك. تجاه غرفة .ياسمين. لكي تتحدث معها..وقفت أمام الباب وكادت أن تطرق ولكنها سمعتها تقول بتغنج..
يا أحمد أنت مستعجل على أيه!! ..يابني بقولك بليل مش دلوقتي عشان جواد لسة في البيت..طيب أول م يمشي هنتكلم ڤيديو.
جحظت عيناها بشدة..لتضع كفها على فمها تكتم شهقاتها..ثم أبتعدت عن الغرفة هامسة پصدمة حقيقية..
يا نهار أسود. ليه كدا يا ياسمين.
ألتفتت عائدة لجناحهم..لتدلف شاردة تنظر للفراغ..فرآها .جواد. في أنعكاس المرآة..ليلتفت لها قائلا بهدوء وهو ينظر لحالتها المريبة..
في أيه يا ملك.
هاه.
ألتفتت له بدون وعي..لترتبك نظراتها قائلة بتوتر..
م..مافيش حاجة أنا بس حاسة إني دايخة.
توجه لها وعلامات القلق بادية على وجهه يردف قائلا..
نروح للدكتور!!
نفت سريعا قائلة بإبتسامة حاولت أن تجعلها هادئة..
مش للدرجة دي أنا هنزل أقعد مع ماما إيناس شوية وهبقى كويسة.
أومأ بهدوء..ثم قال و هو يبتعد ناظرا للأمام بعينان كالصقر..
أنا فكرت في كلامك يا ملك..ولاقيت إني فعلا كنت بعيد عن يا ياسمين في أكتر وقت هي كانت محتجالي فيه..عشان كدا هحاول أقرب منها الفترة الجاية.
صدمت .ملك. من حديثه..وكادت أن تدمع عيناها تأثرا..ف هو هنا يؤنب ضميره عن معاملته الجافة مع شقيقته..بينما هي تتحدث مع آخر وتخبره أنها تنتظر خروج أخيها لكي تأخذ راحتها في الحديث معه!! أقشعر بدنها من مجرد تخيلها ما سيفعله .جواد. معهم..لتنتفض كل خلية بجسدها عندما هتف وهو يتجه لغرفته..
أنا هروح أشوفها قبل م أنزل.
لم تستوعب ما قاله..فخرج هو من الغرفة..حثتها قدميها على الركض وراءه لتمنعه من الولوج لغرفة أخته..وبالفعل ركضت وراءه لتمسك ذراعه..ثم بحركة مفاجأة أرتمت في أحضانه قائلة بنبرة مرهقة..
حاسة إني دايخة أوي يا جواد مش عارفة مالي.
ألتقتطها .جواد. ليحملها بين ذراعيه ثم أتجه لغؤفتها قائلا بتوجس..
فيكي أيه يا ملك.
حاوطت عنقه قائلة بوهن مصتنع..ونظرات زائغة..
مش عارفة!!
وضعها على الفراش..ثم مسح على خصلاتها هامسا بحنان..
طيب أنا هكنسل الشغل النهاردة وهقعد معاكي.
توسعت عيناها..لتسرع قائلة..
لاء يا حبيبي متعطلش نفسك أنا هبقى كويسة والله!!
قال بعناد وهو ينزع عنه سترته ذات القماشة الثمينة..
لاء يغور الشغل في ستين داهية.
زمت شفتيها بحزن..ثم نظرت أمامها بخيبة أمل..فأتاه إتصال جذب إنتباها..لتلتفت له فرأته يقول بنبرة هادئة..
ماشي يا ظافر أنا جاي.
تأفف بضيق بعد أن اغلق معه قائلا بمزاح..
أخوكي دة هيجنني.
يعني هتمشي!!
قالت بإبتتسامة..لينظر لها بشك قائلا بمزاح..
دة أنت كرهتيني أوي.
ندمت .ملك. على تسرعها بالحديث والذي فسره هو بأنها أصبحت تكرهه..وقفت على قدميها على الفراش قائلة وهي تحاوط عنقه..
أخص عليك يا جواد. أنا أكرهك!! أنا بس مش عايزاك تعطل نفسك عشاني.
أبتسم محاوطا خصرها..قائلا..
عارف يا حبيبتي أنا بهزر.
ودعها ثم ذهب لتجلس هي على الفراش تفكر بالکاړثة التي ستحدث قريبا بشئ صلب كالحائط أسفل راحة كفها..ف فتحت عيناها بنعاس