الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل29:30) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تكلمك عشان عارف نواياها..بس أنا مش فارق معايا حد غيرك..و عايزك مبسوطة دايما..و أنا أصلا وراكي و ف ضهرك في أي خطوة هتاخديها..ومش هسمح لحد يأذيكي حتى لو بكلمة.
كلماته جعلتها تشعر أنه يقف كحائل بين أي شخص يحاول أذيتها..مما جعلها تكاد تطير من الفرح و إن لم تظهرله ذلك..ولكنها لم تمنع نظرة الأمتنان التي رمقته بها..و الذي أستقبلها هو بأخرى مطمئنة إياها..ثم تركها يخرج من الغرفة لينتظرها بالسيارة..ف قابل .رقية. التي تفاجأت برؤيته..لتصرخ بشوق..
ظافر.
ربت على ظهرها بعد أن عانقته..لتردف بلوم..
إكده نهون عليك تسببنا الفترة دي كلاتها..چيت إمتى!!
قال بأسف حقيقي..
معلش يا أمي بس أنا كنت متلغبط ومحتاج اقعد لوحدي..أنا جيت أمبارح بليل متأخر ف محبتش أزعجك.
أبتعدت عنه..لتسأله بإهتمام..
أتصافيتوا انت وملاذ.
قال بهدوء..
لسة منشفة دماغها.
معلش يابني أنت بردو اللي عملته مش جليل .قليل...خليك وراها لحد م تسامحك.
أومأ وعيناه تبرق بتحدي..مردفا بإصرار..
أكيد.
أخبرها عن وجهتهما..وأنه لا يستريح لأختها أبدا..ولكنه سيفعل من أجلها..ف أيدته والدته..ليعلم آخر هذا الطريق ويقطع الشك باليقين..ف خرج .ظافر. من القصر..ليجلس في سيارته ينتظرها..فاتت دقائق لتخرج بطلتها البهية..مرتدية بذلة باللون الأبيض..تعلوها حجاب باللون الوردي..ف ابتسم تلقائيا لها..لتركض نحوه مستقلة جواره..ثم هتفت بحماس لملاقاة أختها..
يلا.
نظر لها لثواني..متأملا وجهها الضحوك..وهو يتمنى بقاء تلك الضحكة الجميلة على وجهها للأبد..ليشعل محرك السيارة..منطلقا بها.
وقف السيارة أمام بناية فاخرة..ف ترجلت .ملاذ...ولم تنتظره لتركض داخل البناية..ف أوقفها .البواب. يهلل بإبتسامة بشوشة..
ملاذ هانم. ليكي وحشة يا هانم..دة البرج نور.
بادلته إبتسامة صافية تقول..
شكرا يا عم محمود.
لم تطيل الحديث معه لتركص داخل مدخل البنابة الرخامي..ف وجدت .ظافر. خلفها يقول بصوت هادء ولكن حاد..
أنت ماشية توزعي أبتسامات على الناس.
ألتفتت له ثم صفقت بيديها بحماس..
أصل انا فرحانة اوي.
تنهد بقلة حيلة على زوجته المچنونة..ثم ضغط على زر المصعد خلفها..كاد .ظافر. أن يستقل المصعد لتوقفه بضيق..
أنت طالع معايا!!
أومأ مؤكدا بسخرية..وكأنه سيتركها بمفردها مع تلك التي تدعى شقيقتها..
أكيد يعني.
أوقفته من ذراعه قائلة برجاء..
ظافر أنا عايزة أتكلم معاها لوحدنا..معلش أستناني في العربية.
أظلمت تعابير وجهه لينقبض فكه..ثم أردف بنبرة مخيفة إلى حد كبير..أمتزجت مع صوته الغليظ ف فشكلا ړعب على .ملاذ...
وأنا مستحيل أسيبك لوحدك معاها..ي أما هطلع معاكي أو نمشي.
قطبت حاجبيها بحزن..ثم هتفت وهي تحاول إقناعه..
يا ظافر أنت مش فاهمني..هي هتتكسف تتكلم قدامك في حاجة..معلش يا ظافر أنا والله مش هتأخر عندها..عشان خاطري.
حدق بها لوهله..يفكر بما سيفعله أمام عيناها المتوسلة والتي ترغمك على موافقتها على أي شئ!!..زفر بضيق ثم قال و هو يذهب من أمامها..
أطلعي ياملاذ.
ركضت خلفه لتقف أمامه..ثم أمسكت كفه قائلة بحنان..
متزعلش مني..أنا والله مش هتأخر.
أومأ دون النظر لها..ثم تركها ليقبع بسيارته..وأستقلت هي المصعد..الذي صعد للطابق الحادي عشر..كانت .ملاذ. تأخذ بحوزتها رذاذ الربو لضيق تنفسها في الأماكن الضيقة..وصلت أخيرا أمام الشقة..شعور غريب يختلجها..قلبها ينبض بسرعة شديدة وكأن شيئا سئ سيحدث..ولكنها تغاضت عن شعورها..لتطرق على الباب عدة مرات بأيدي مرتجفة..ف سمعت صوت الدادة .فتحية...ليبتهج وجهها و هي تضم كفيها لصدرها..فتحت .فتحية. الباب..لتشهق غير مصدقة ما تراه..لترتمي .ملاذ. بأحضانها..تقول بنبرة تجل البكاء بها واضحا..
دادة فتحية!! وحشتيني أوي.
ضمتها الأخيرة بحنان شديد..تحاوطها بذراعيها..قائلة بإبتسامة فرحة..
حبيبتي يابنتي..وحشتيني اوي يا ملاذ. ماشاء الله يا حبيبتي الحجاب منور وشك!! كدا الغيبة دي كلها ولا حتى تكلميني ع الموبايل.
أبتعدت عنها .ملاذ. قائلة بأسف..
أنا عارفة أني غلطانة بس والله مش هبعد عنكوا تاني أبدا..براءة جوا.
نظرت لها .فتحية. بإشفاق..ثم هتفت بحزن وهي تربت على كتفيها..
م بلاش يابنتي..أنت عارفة براءة كل مرة بتقولك كلام يسم البدن.
هتفت .ملاذ. سريعا..والأبتسامة تزين شفتيها..تمسح الدموع العالقة بأهدابها..
لاء يا دادة هي أصلا كلمتني و أعتذرت على كل حاجة عملتها..و انا أساسا مش فاكرة ولا عايزة أفتكرلها حاجة وحشة عملتها معايا.
لتتابع بلوم زائف..
هفضل واقفة ع الباب كدا يا دادة.
جذبتها .فتحبة. للداخل بود..ثم قالت..
دة بيتك يا ملاذ مش محتاجة تستأذني.
بحثت .ملاذ. بعيناها على .براءة. فهتفت .فتحية تعلم ما يدور بخلدها..
براءة جوا في أوضتها..أدخليلها يا بنتي.
أتجهت إلى غرفتها..لتقف أمامها بحيرة..وأخذت تفكر لو كان .ظافر. جوارها الأن كان سيشد من أزرها..و يشجعها..ف هي دائما ما تستمد القوة منه..ولكنها حسمت أمرها على الدخول..ف تركتها .فتحية دون أن تزعج حديثهم..دلفت .ملاذ...فوجدتها جالسة على مقعدها المتحرك كالعادة واضعة جهاز الكمبيوتر المحمول على قدميها..أتسعت عينان .ملاذ. بشوق لأختها الصغيرة..و أمتلئت بالدموع..فهي لا تتخيل أن وأخيرا سيعودا شقيقتان حقيقيتان دون كره وحقد بينهما..رفعت .براءة. عيناها..لتتلاقى بعينان أختها..ف جمدت أطرافها..وشعرت بتخدر في جسدها لوقوف .ملاذ. أمامها..أنحنت .ملاذ. نحوها لتضمها بقوة تشهق پبكاء عالي وهي تقول..
براءة.
ربط لسانها ولم تستطيع ان تتحدث من كم الحنان التي تضمها به أختها..ف رغم أنها كانت ولازالت تدمر حياتها..إلا أنها لم تكرهها أبدا..لأول مرة لا تعلم .براءة. ماذا عليها أن تفعل..تضمها أيضا وتشبع روحها القاسېة من حنان أختها..أم تدفعها بعيدا عنها للمرة المائة..و تبقى في مهب الرياح من جديد..بكت .ملاذ. في أحضانها كالطفل الصغير..لتقول بنبرة تمزق القلوب..و تلين الحجارة..
متزعليش مني يا براءة..لو عملت معاكي حاجة وحشة قبل كدا سامحيني عليها.
جحظت عينان الأخرى غير مصدقة ما تتفوه به .ملاذ...ف هي من المفترض أنها من تتحدث هكذا..بل و تتوسل لها لكي تسامحها عما أذنبته بحقها..و هي التي لا تتذكر أن .ملاذ. أذتها بكلمة..بل دائما م كانت ترد الإساءة بإحسان.
وهذا ما جعلها تغضب وتثور أكثر..ف ملاذ. الأفضل بكل شئ..و عند تلك النقطة..وبدون ذرة من الرحمة نزعت .ملاذ. لتدفعها للخلف پعنف..فكادت .ملاذ. أن تتعثر و تسقط لولا توازنها.
نظرت لها پصدمة..و قلبها يأن ألما..ليعلو صوت .براءة. وهي تقول بنبرة كريهة..
بطلي عبط بقا وفوقي..بتتأسفي على أيه. أنا أول مرة اشوف حد معندوش كرامة اوي كدا..أنت فعلا مشي عليكي دور الأخت الندمانة على اللي عملته..تبقي هبلة لو صدقتي كلمة من اللي قولتلها لما كنت بكلمك..عارفة أنا قولتلك كدا ليه وقتها..عشان أوقع بينك وبين ظافر..وتكرهيه..و تجيلي زي م عملتي دلوقتي..عارفة عملت أيه كمان يا ملاذ..عرفت أوصل لمكان الحب القديم. ايوا ريان الجندي. وبعتله حرامي يخطف أبنه..وكنت عارفة أن الشخص اللي بعته ده هيتمسك..عارفة قولتله لما تتمسك تقول أيه. قولتله قول أن ملاذ هي اللي باعتاك عشان ټنتقم من ريان وټخطف أبنه وټحرق قلبه عليه. أيه رأيك بقا في المفاجأة دي.
زاغت أبصارها..و تشوشت الرؤية أمامها بالكاد ترى..قلبها متكورا منكمشا..تشعر بجلدات من سوط قاسې يسقط على جسدها..كانت عيناها مثبتة عليها..فقط عيناها تذرف دموع ساخنة كمياه متدفقة..و هي تقسم في تلك اللحظة أن قلبها كاد ان يتوقف بدون مبالغة..ألتفتت بعيدة عنها دون أن تنبس ببنت شفة..لتسير تائهة خارجة من الغرفة..تنظر أمامها دون وعي..دون روح..دون حديث..لتخرج من الشقة مستندة على الحائط حتى لا تسقط مڼهارة..وعندما وصلت للمصعد..ضغطت عليه بأصابعها الباردة..ثم دلفت له..و فور دخولها المصعد..لم تشعر بنفسها سوى والظلام يحتويها من كل مكان..فاردا ذراعيه لها..فسقطت بها مستسلمة..و أنقطع الكهرباء في المصعد فجأة..لتبقى .ملاذ. ممدة على أرضية المصعد..مغشيا عليها..وسط ظلام موحش.
أنفجرت .براءة. في البكاء..و هي تشعر پألم حقيقي يختلج صدرها..ف مشهد .ملاذ. وهي تتحرك من أمامها كشخص فقد الحياة لا يذهب من عقلها..تآوهت پألم وكأن سکينا أنغرز في صدرها..ف دلفت .فتحية. بهلع..تهدر وهي تقترب منها منحنية نحوها..
يا ساتر يارب..براءة يابنتي!! أيه اللي حصل..وملاذ فين.
تحدثت .براءة. وهي تمشي..للخارج بصوت متقطع و أنفاس لاهثة..
ألحقيها والنبي يا دادة..شوفيها فين و لو ظافر تحت خليه ياخدها..أنا إنسانة بشعة..ربنا ياخدني عشان ترتاحوا.
لم تستطيع .فتحية. السيطرة على نفسها..لتقبض على كتفيها بقسۏة..
قولتي للبت أيه يا براءة. قولتلها أيه..قوليلي أنت جايبة قسۏة القلب دي منين. حرام عليكي يا شيخة دي كانت جاية وفرحانة أنك كلمتيها..أنت أيه معندكيش ډم. أتقي الله بقا دة محدش هيحبك أدها.
بكت .براءة. أكثر..فتركتها .فتحية. تنظر لها بإشمئزاز..
أنت تستاهلي تفضلي لوحدك..هتعيشي وټموتي وانت لوحدك.
تآوهت پبكاء شديد..ف ركضت .فتحية. للخارج لتسحب أقرب وشاح..ثم لفته على رأسها بعشوائية..لتذهب تجاه المصعد..ضغطت على الزر عدة مرات ولكنه لا يستجيب..ف أخذت تضربه براحة كفيها..وهي تصرخ بصوت عالي..
اللي سايب الأسانسير مفتوح يقفله.

ولكنها لم تسمع ردا من أحد..ف ركضت للداخل نحو هاتفها لتهاتف البواب..الذي سرعان ما أجاب قائلا..
اؤمريني يا هانم.
الأسانسير مش شغال يا عم محمود..في حد فاتحه تحت من عندك.
لاء يا هانم..أخر حد طلع فيه كانت المدام ملاذ..و بعدين منزلتش تاني.
ضړبت على صدرها بعينان جاحظتان..تقول بهلع..
يا نهار أسود..يا نهار أسود.
هلع قلب البواب ليقول بصوت مهتم..
في أيه يا مدام فتحية..المدام ملاذ بخير.
ألتقطت أذني .ظافر. ما قاله .البواب. وهو جالس بسيارته..ف سقط قلبه بقدميه ليترجل من السيارة سريعا..ثم ركض نحوه ليأخذ الهاتف..قائلة بنبرة جهورية..
في أيه. ملاذ فين.
كأنه جاء نجدة لها..لتسرع قائلة پبكاء..
ملاذ نزلت يا أستاذ ظافر..بس الأسانسير واقف مش راضي يشتغل..وتقريبا هي جواه.
صړخ بقوة..وعيناه جاحظتان مخيفة..
أيه.
ألقى بالهاتف أرضا..ليركض ناحية المصعد ثم ضړب عليه بقبضتيه پعنف صارخا بحدة..
ملاذ.!
أتى البواب ركضا يردف بقلق..
الظاهر أنه مش واقف هنا يا باشا..لازم نطلع ونعرف هو واقف فين..وانا هكلم خدمة الصيانة.
لم ينتظره .ظافر. ليصعد درجات السلم مهرولا..ظل يصعد ولم يتوقف حتى لكي يلتقط أنفاسه..ف كيف سيتنفس هو هنا وهي ټصارع بالداخل..و هو يعلم أنها تعاني من ضيق في النفس..ركض حتى وصل للطابق الحادي عشر فوجد .فتحية. تقف أمام المصعد..فهدر بغلظة..
أزاي تسيبوها تنزل لوحدها.
والله يابني نزلت من غير م تقولي..الله يسامحها براءة.
ألتفت لها بملامح لا تبشر بالخير..فتحولت عيناه الڼارية لاخرى مظلمة..قائلا بقسۏة..
حسابها معايا بعدين.
صعد طاقم صيانة المصاعد..لم يطيلوا بالوقت مراعاة إلى .ظافر. الذي أنفلتت أعصابه..وفجأة فتح المصعدف أنقبض قلب .ظافر. وهو يزيحهم بعيدا عن مدخل المصعد..فوجدها مرتمية على الأرضية..شفتيها شبه زرقاء ووجهها شاحب كالمۏتى.
أرتجف جسده بأكمله من شدة الذعر ليهمس بصوت خاڤت من شدة صډمته..
ملاذ.!
ضړبت .فتحية. على وجنتيها مصعوقة..خرجت .براءة. من الشقة لترى تلك الجلبة التي تحدث..ثم حولت أنظارها داخل المصعد..لتحدق ب أختها پصدمة..ولم يقوى لسانها على التحدث..وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع...ف دلف .ظافر. إلى المصعد ثم سريعا أنحنى نحوها ليحمل جسدها الضئيل بكلتا ذراعيه المفتولين..ف أسندت هي رأسها على صدره دون قصد منها..وقبل أن ينغلقا بابي المصعد على بعضهما..ألقى نظرة مرعبة على .براءة. لترتد للخلف پخوف..ف أندفعت .فتحية. للداخل قائلة برجاء وقلب يدمي..
هاجي معاكوا يا ظافر باشا..خليني أبقى جنبها أرجوك.
حدق بوجه .ملاذ. الشاحب..ثم هتف بجمود..
أطلعي برا الأسانسير فورا.
أنتحبت پبكاء وهي تقول متوسلة إياه..
انا بس عايزة أبقى جنبها عشان خاطري آآآ.. 
قاطعها صارخا بصوت قوي هز ارجاء المصعد..
برا.!!
أرتدت للخلف پصدمة من صراخه عليها..ووقف الجميع متعجبا مما يمكله هذا الرجل من جبروت..ولكن لم يكن أمامهم سوى الصمت..لتخرج .فتحية. متهدلة الكتفين..ف أسرع هو بالضغط على الطابق الأرضي بصعوبة..ثم نظر إلى وجهها الشاحب..ليضم جسدها البارد إلى

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات