الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل29:30) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

صدره..يحاول نقل دفء جسده لها..مقبلا جبهتها..يردف بصوت ظهر به الحسړة..
أنا اللي جيبتك هنا..أنا.!
فتح المصعد ليضع أقدامه خارجه..ثم أتجه نحو سيارته غير عابئا بنظرات الأستغراب من حوله..ثم فتح السيارة بمفاتيحه..ليدلفها للمقعد جواره ثم أنتقل إلى مقعده بسرعة شديدة..ليشعل محرك السيارة..مناظرا للرياح في سرعته.
واقفا أمام زجاج الغرفة والذي يظهرها له..مكبلا يداه خلف ظهره..شامخا الظهر..و إن كان قلبه منحنيا..ف هي ترقد بالداخل..ساكتة بطريقة مفزعة..أغمض عيناه قابضا على جفنبه بقوة..وألم قلبه لا يوصف..أخذ نفسا عميقا..يحاول أن يبقى قويا لأجلها..حتى لا تضعف هي..ف المواجهة الأكبر بما حدث..ستكون عندما تفيق وتستعيد ذاتها..وتتذكر ما حدث والذي موقن أنه شئ سئ للغاية..أصتك على أسنانه ڠضبا من تلك التي أوصلتها لتلك الحالة..أبتسم پألم عندما تذكر لهفتها على رؤية أختها..وضحكاتها السعيدة التي تغمره عندما علمت أنه سيسمح لها برؤيتها..أقسم بداخله أن لو رأت .براءة. ما تفعله .ملاذ. من أجلها لبكت ندما..زفر بقنوط شديد..متذكرا تشديده على جميع من بالمشفى _الخاصة بعائلته_ أن لا تفشي خبر وجودهم هنا حتى بين أنفسهم..فالصحافة يتصيدون الاخبار و الفضائح..ف هو حتى لم يخبر أحدا بما صار..و يطمئن والدته بأنه في إحدى شققهم في القاهرة لكي تبقى .ملاذ. جوار أختها..رفع عيناه الزيتونية التي تبرق وكأنه على مشارف البكاء..لينظر لسكونها التام..و دقات قلبها التي تنبض بالجهاز..ليخرج الطبيب فجأة..ف أقترب منه .ظافر. قائلا بهدوء..ينافي النيران الموقودة داخله..
هي كويسة صح.
أومأ الطبيب قائلا برسمية..وبنبرته المهذبة..ف هو يتحدث مع حفيد عائلة الهلالي..و أكثرهم شدة وقسۏة..
كويسة يا ظافر بيه..مجرد إغماء بسيط نتيجة لضيق في التنفس لأن هي عندها ربو زي م حضرتك عارف..أو تعرضها لصدمة قوية أثرت عليها..هي هتفوق خلال دقايق..ونطمن بعد كدا على كل مؤشراتها الحيوية.
كان منتبها لكل كلمة تخرج منه..ليردف قائلا برزانة..
تمام..!!
ودون حتى أن يسأله..تجاوزه ليدلف داخل الغرفة..ف رفع الطبيب كلتا حاجبيه..ثم تنهد بقلة حيلة..ف لا أحد يستطيع منعه عن شئ..ليكمل سيره.
داخل الغرفة التي تقطن بها .ملاذ...دلف للداخل..بخطوات وئيدة للغاية..وكأنه خائڤ من الأقتراب منها..أخذ مقعد جلدى..ثم وضعه جوارها..ليجلس بمحاذاتها..ثم مد كفيه ليمسك بكفيها..بين راحتيه الدافئتين..يقبله بعشق خالص..ليقول بصوت دافئ..لا يظهر سوى وهي معه..
ملاذ.
فتحت عيناها اللامعة ببطئ..لترمش بأهدابها أكثر من مرة..مطالعة السقف فوقها..وبدون قصد منها شددت على يداه بكفها..ف رفع عيناه لها سريعا..لينتفض جالسا على الفراش جوارها..محاوطا وجهها بكفيه..يتأمل عيناها التائهة..وملامحها الذابلة بندم.
حافية على جسر عشقي الثلاثون...
جالسة جواره في السيارة..والهدوء يسود المكان..لم ينبث أيا منهما بكلمة..وكأنهما في عالمين مستقلين بعيدا عن بعضهما..عيناها الشاردة وهي تنظر إلى أوجه المارة..و كفه المشدد على المقود وكأنه يعاني حربا ما داخله
أسندت .رهف رأسها على المقعد خلفها..تنظر أمامها بحزن شديد حاولت ألا يظهر على محياها حتى لا تكن ضعيفة أمامه..ولكن تفكيرها بما حدث لم يتوقف..عندما طلب منها وبمنتهى البرود تحضير حقيبتها ليذهب بها إلى أمه..لم تنسى ألم قلبها عندما أدركت أنها ستبتعد عنه..وربما لن تراه سوى كل فترة..أفاقت من شرودها على رائحة الدخان الذي ينبعث من سيجارته..ف أخټنقت من تلك الرائحة التي لطالما كرهتها..لتسعل بقوة واضعة يدها على معدتها..ثم أخرجت وجهها للخارج..ف ألقى .باسل. بالسېجار من النافذة يبتلع ريقه مخفيا قلقه عليها..هدأ سعالها ولكنها ظلت تنظر للطرقات دون أن تلتفت له..نظرت إلى كفها الذي حلت عن الشاش منذ عدة أيام..لتعود بعيناها إلى الطريق..وصلا للقصر..ليتجاوز البوابة..ثم صف السيارة بعشوائية..وظل صامتا ينظر أمامه منتظرا نزولها..و بالفعل ترجلت من السيارة دون أن تنظر له..ثم فتحت الباب الخلفي لتأخذ حقيبتها والتي كانت خفيفة..فهي لم تأخذ ملابسها بأكملها حسب طلبه هو لأنها لن تبقى هنا طويلا..و فور أن أغلقت الباب..أنطلق بسيارته سريعا ف أرتدت هي للخلف پصدمة..ثم تنهدت بضيق..لتجذب الحقيبة خلفها..خطت نحو الباب الضخم للقصر..لتطرق عليه طرقات رغم ضعفها إلا أن .رقية. سمعتها..لتفتح الباب مبتسمة ببشاشة..قائلة وهي تجذبها لأحضانها..
وحشتيني يا بتي.
أحتضنتها .رهف. وقاومت رغبة قوية في البكاء..ثم جلست معها قليلا يتسامرون..و عندما لاحظت .رقية. شعورها بالتعب..طلبت منها الصعود لغرفتها لكي تستريح..فصعدت بالفعل لجناحهم..ولكن فور دخولها له..هجمت الذكريات على رأسها بقوة مفترسة ما تبقى منها من قوة..ظلت واقفة على عتبة الباب..مثبتة عيناها على الأرضية..هي نفسها التي تكورت پخوف فوقها عندما أنهال عليها بالضربات..شعرت بوخز في قلبها لا يحتمل..لتضع كفها على فمها تكتم شهقاتها عندما تذكرت عنفه معها..وسبها بأسوأ الألفاظ..عند تلك النقطة تحديدا صفعها..و هنا ضړب رأسها بالأرض حتى أغشي عليها..في تلك البقعة أتهمها في شرفها..وفي تلك اللحظة سقط قلبها صريعا لم تستطيع .رهف. السيطرة على بكاءها و أنتفاضة جسدها..لتعود للخلف تهز رأسها نفيا پألم..ف أتت .رقية. على صوتها..قائلة بقلق..
رهف. مالك يابتي.
ألتفتت لها .رهف. مشيرة للداخل قائلة وهي تهدر بهيستيرية..بنبرة ليست واعية..
أنا مش عايزة أقعد هنا..مش عايزة أقعد هنا.
وضعت كلتا كفيها على أذنيها صاړخة بصوت تجلى الألم به..
أنا كرهته أوي.
اشفقت عليها .رقية. لتربت على كتفيها قائلة وهي تحاول تهدأتها..
خلاص يابتي اهدي..متقعديش هنا محدش يجدر يچبرك على حاجة. تعالي يا حبيبتي نامي معايا في أوضتي!!
جذبتها من ذراعها لتنظر .رهف. للجناح خلفها بأسى..ثم سارت معها وجسدها بأكمله يرتجف كما لو أنها ب وسط القطب الجنوبي!!
أخذتها .رقية. لغرفتها لتجعلها تنام جوارها و هي تسب .باسل. في سرها على ما فعله ليجعل تلك المسكينة تصل لهذه الحالة...ظلت جوارها تضمها لصدرها الحنون..حتى نامت . رهف. ف أبتعدت عنها .رقية. لتخرج خارج الغرفة..ثم أخذت هاتفها من فوق السفرة..لتضغط على شاشته..ثم وضعته على أذنها..أنتظرت رده فأتاها صوته البارد بعد ثوان و هو يقول..
في حاجة يا أمي.
خرجت نبرتها قاسېة..وصوتها حزين على ما آلت إليها عائلتها..
أنت معندكش ډم يا واد!! يعني بدل م تحب على راس مرتك و تحاول تعوضها عن الجرف .القرف. اللي عملته معاها..چايبها إهنه وبعدتها عنك جال يعني إكده بتصلح كل حاچة..ومخطرش على بالك أن وچودها إهنه عيفكرها بكل حاچة عملتها..أنت كدا بتزيد الفچوة بيناتكوا يابني..وصدجني البعد بيعلم الچفا..وجلب الست لو إنكسر..عمره م هيرچع زي الاول.!
أنقبض قلبه عندما تذكر أن جلوسها في القصر سيجعلها تتذكر ما فعله..وهو نسى تلك النقطة تماما..ليبتلع ريقه وهو يقول بغصة في حلقه..
حاولي يا أمي متخليهاش تدخل الجناح بتاعنا..أقفليه بالمفتاح خالص.
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة..
بعد أيه...م هي دخلته وأفتكرت كل حاچة واللي حصل حصل..و أنا بغبائي جولتلها أطلعي للجناح و نسيت اللي حصل.
صف .باسل. سيارته جانبا..ليضع كفه على رأسه يدلكها ليخفف من حدة صداعه..قائلا بنبرة أوضحت عما به من نيران مستعرة..
عملت أيه.
جلست .رقية. على الأريكة مسترسلة بتأثر..
والله يابني لو تشوفها وهي پتبكي و بتجول مش عايزة أجعد هنا..كان جلبك أتجطع عليها. 
أعتصر قلبه من شدة الألم..ليغمض عيناه و هو يتخيل ردة فعلها التي ستمزقه أشلاء..ليسمع والدته وهي تتابع حديثها بنبرة حادة..
تيچي بكرة وتصالح مراتك يا ولدي..و تحب على إيدها وراسها كمان عشان تسامحك..كفاية بجا يابني دة العمر مافيهوش حاچة..صدجني هتعرف قيمتها بعد م تختفي من حياتك..هتتمنى لحظة واحدة ترچع وتشوفها..هتتمنى إنك مستغلتش كل دقيقة وهي چارك .جنبك..
أسند رأسه على المقود..يلعن نفسه تحت أنفاسه..ليتحرك بالسيارة عائدا بها من طريق آخر..قائلا بحسم..
أنا جاي.
فتحت عيناها اللامعة ببطئ..لترمش بأهدابها أكثر من مرة..مطالعة السقف فوقها..وبدون قصد منها شددت على يداه بكفها..ف رفع عيناه لها سريعا..لينتفض جالسا على الفراش جوارها..محاوطا وجهها بكفيه..يتأمل عيناها التائهة..وملامحها الذابلة بندم.
..
ملاذأنت كويسة! قلقتيني عليكي.
أغرورقت عيناها بالدموع عندما جاء على بالها ما حدث ف أسرع قائلا و هو يمسح دموعها بأنامله..قائلا..
لاء يا ملاذ متعيطيش..مش عايز أشوف دموعك.
ألقت برأسها على صدره محاوطه خصره..قائلة بصوت مرتجف ضعيف..
كان عندك حق يا ظافر..ياريتني م روحتلها..ياريتها م كانت أختي أصلا.
ضمھا له بحنان..واضعا كف أسفل عنقها..والأخر يصعد ويهبط على ظهرها..يقول بنبرة قوية ولكن حنونة..
متخليش حاجة تكسرك يا ملاذ..م عاش ولا كان اللي ييجي جنب مرات ظافر الهلالي!!
أرتجف جسدها في أحضانه ف شدد على أحتضانها أكثر..لتتنهد .ملاذ. محاوطة خصره أكثر أسفل حلته السوداء..قائلة والدموع تنهمر من عيناها..
أول م دخلت عندها..حضتنها!! كانت وحشاني بطريقة مش طبيعية..حضنها كان واحشني أوي..أنت عارف أنا بقالي سنة محضنتهاش..أخر مرة خدتني في حضنها لما كنت سخنة جدا و تعبانة..كانت فكراني نايمة..بس أنا كنت صاحية يا ظافر..فرحت أوي وقتها..عارف أول م حضنتها النهاردة عملت معايا أيه!! بعدتني عنها كأني هوسخها..بصتلي بصة أنا عمري م هنساها..وقالتلي كلام هيفضل محفور في دماغي..قالتلي أنا كلمتك بس عشان أوقع بينك وبين ظافر..وأنا زي الغبية أتخانقت معاك وعملتلها اللي هي عايزاه..ظافر أنا مش عايزة أشوفها تاني..لو شوفتها هفتكر كل اللي حصل..بس عارف! أنا أصلا مش هعرف أنسى..دة حتى الچرح اللي في إيدي واللي هي السبب فيه بيفكرني بيها!!..مش هقدر أنسى الۏجع اللي سببتهولي.
كل كلمة تخرج من فمها..يتبعها شهقة باكية تنتفض على أثرها جسدها..فيحتويها هو بين ذراعيه أكثرتمتلأ عيناه بالدموع..ترك المجال لها لتتكلم أكثر دون أن يقاطعها..ممسكا بكفها يقبله..فأكملت .ملاذ. مغمضة عيناها بقوة..تتشبث بقميصه الاسود..قائلة بنبرة مهتزة..
ظافر..أنا.. أنا مليش غيرك دلوقتي..متسبنيش.
رفع وجهها الأحمر لها..لينظر لعيناها المتورمة بعينان حمراء من شدة الحزن..قائلا و هو يقبل وجنتها..
عمري م هبعد عنك..حتى لو على چثتي.
صدمت .ملاذ. عندما وجدت دمعة تشق طريقها عبر وجنته..ف مسحتها بأناملها النحيفة قائلة بحنان..
ظافر أنت بټعيط. متعيطش يا حبيبي..خلاص أنا مش هعيط عشان متزعلش.
ضمھا .ظافر. لصدره أكثر واضعا رأسه على كتفها لتنهمر الدموع على وجنته أكثر..متنهدا بثقل على قلبه..ف مسحت .ملاذ. على خصلاته بحنان..و هي تعلم أنه يبكي..فهي شعرت بدموعه تبلل كنزتها..قبلت جانب عنقه محاوط بذراعيها منكبيه العريض..مربتة على ظهره بحنو شديد..وكأنه طفل يبكي عندما وجد أمه تبكي..هي تعلم .ظافر. لا يبكي أبدا ولا تسقط دمعة واحدة من عيناه سوى لشئ يستحق..وتعلم أن لحظات ضعفه تلك لا تظهر إلا معها..لا يبكي أمام غيرها..تنهدت بحزن وهي تحاول تهدأته..ف رغم أن بكاءه يخرج دون صوت..ولكن رجفة جسده تشعر بها..شددت على عناقه كما فعل هو..لتردف بلطف..وصوت رقيق..
حبيبي أهدى..عشان خاطري يا ظافر أنا أول مرة أشوفك كدا.
لم يترك خصرها المشدد عليه..ولم يهدأ أبدا..ف تركته يخرج مكنون قلبه..تربت على ظهره برفق ساندة رأسها على كتفه..مرت دقائق دون حديث..فقط هو يسند جبهته على كتفها..وهي تعانقه بأقوى ما لديها..ليبتعد .ظافر. عنها..ف أنقبض قلب .ملاذ. عندما رأت عيناه شديدة الإحمرار..لتكوب وجهه بحنان..مقبلة وجنتيه المزينان بذقن خفيفة..ليمسك كفيها يحاوطهما بكفيه..مقبلهما..قائلا بصوت متحشرج..
أنا اسف..أسف على أي حاجة وحشة عملتها معاكي..أسف على أي كلمة أذيتك بيها..أو فعل متهور وجعك..سامحيني يا ملاذ..وعد مني عمري م هزعلك يا حبيبتي..خليكي عارفة دايما إني جنبك..مش هسيبك أبدا..لو الدنيا كلها سابتك أنا مش هسيبك..لو حد وجعك بكلمة هاكله بسناني..لو حد بس فكر يأذيكي همحيه من على وش الأرض..قوليلي يا ملاذ أنك

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات