الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل29:30) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مسمحاني.
تأثرت بحديثه..لتلقي بنفسها في أحضانه..مستشعرة دفئه قائلة سريعا وبدون تردد..
مسامحاك يا حبيبي والله.
تنهد براحة..ليردف بقلق و هو يبعدها عنه محاوطا وجهها..
تعبانة يا حبيبتي..حاسة بأيه!! راسك وجعاكي صح. 
شوية...
هتفت وهي تشعر بالصداع يهلك رأسها..نهض لينحني حاملا إياها بخفة..ف اسندت رأسها على صدره..قائلة بحرج وهي تتشبث في حلته..
ظافر أنا هقدر أمشي!!
هتف بإبتسامة جميلة قائلا..
تمشي و أنا موجود..دة حتى عيب في حقي. 
تحرك خارج الغرفة ف قابلته الممرضة التي نظرت له بتوتر..
ظافر باشا مينفعش تاخدها هي لسة تعبانة وآآآ...
تحول وجهه إلى جمود شديد..يهتف ببرود أذهل .ملاذ...
حاجة متخصكيش.
أبتلعت الممرضة باقي العبارات داخل جوفها منكسة رأسها للأسفل بحرج..ف سار .ظافر. بها في ممر المشفى..لتنظر له ملاذ. بدهشة..ف هو عندما يتعامل مع أحد دونها يكون قاسې..بارد..ولكن عندما يتعامل معها يعود ك طفل صغير يركض لأمه..لم تلاحظ أنها ظلت تنظر له كثيرا..ف توقف .ظافر. عن الحركة قائلا وهو ينظر لها بخبث..
عارف إني حلو بس مش للدرجة دي.
تنحنحت .ملاذ. بخجل..ولكنها قالت بضيق..
ليه أحرجت الممرضة كدا يا ظافر حرام عليك.
تابع السير بوجه جامد قائلا..
أنا مبحبش حد يتدخل في حياتي يا ملاذ..وبعدين يعني هي هتخاف عليكي أكتر مني!!
كادت أن ترد ولكنها لاحظت 
أنظار من بالمشفى لهم..منهم الحاقد والحالم..لټدفن وجهها في عنقه بخجل شديد..أبتسم نصف أبتسامة متجاهلا نظرات من حوله..ثم خرج من المشفى..ليتجه نحو سيارته..فتح السائق الباب الخلفي لهما..ليضعها .ظافر. على الأريكة الجلدية برفق..ثم جلس جوارها يضمها لصدره بحنان ف أنطلق السائق بالسيارة.
لم يذهبا إلى القصر حتى لا يعلم أحد عن تعبها..وظلا بشقته في القاهرة..بعد أن حملها إلى باب الشقة..واضعا إياها على الفراش..نازعا عنها الجاكيت الثقيل الذي كانت ترتديه..أستلقى جوارها ثم أخذها في أحضانه..ليحاوطها بذراعيه..ممسدا على خصلاتها برفق..و رأسها مسند على صدره..لتغمض .ملاذ. عيناها پألم..تشعر بأن قلبها يعتصر من شدة الألم..حاولت أن تخفي أرتجاف جسدها عنه حتى لا يعلم أنها تبكي..ولكنه كان يشعر بكل حركة تصدرها..ليبعدها عنه قائلا بقلق..
ملاذ!! متعيطيش يا حبيبتي.
فركت عيناها پبكاء كالأطفال..قائلة بحزن..
مش عارفة لو مكنتش في حياتي..كنت هعمل أيه لوحدي في الدنيا دي.
نهض جالسا ليجذبها معه..مد أنامله ليمسح دموعها برقة..قائلا بحنان..
أنا اللي مش هعرف لو كنتي جنبي كنت هكمل حياتي أزاي.
أنت بتعمل أيه هنا.
نظر لها بشوق..ولم يمنع نفسه من تقبيل جبيينها..لتبرد أطراف جسدها..عندما نظر لعيناها بطريقة أذابتها وصوته الدافئ جعل قلبها يخفق پجنون..
وحشتيني..مقدرتش أبعد عنك.
أنفرجت شفتيها پصدمة..ولكن عندما لاحظت نظراته المصوبة على ثغرها..أطبقت عليهم وكأنه تعلم أنه سيقبلها..ف ضحك .باسل...ليحرر شفتيها بإبهامه..ينظر لعيناها برومانسية..تدفق الأدرينالين بدمائها..ولكنها جمعت أشلاءها..قائلة بضيق..
بس أنا مش عايزة أشوفك.
قائلا بخفوت شديد..ونظرة خبيثة محببه نبعت من عيناه..
مبتعرفيش تكدبي.
أغمضت عيناها بقوة..عندما بدأ بتقبيلها بحنو شديد..تريد أن تبعده عنها..وبنفس الوقت لا تقوى على هذا..ولكنها حسمت أمرها لتدفعه من صدره بعيدا ولكن ليس بقسۏة..فمن الأساس تحمد ربها بأن ذراعيها أستطاعا الأرتفاع عن جانبها و إبعاده..لتردف بأنفاس لاهثة..قائلة وهي تضع يداها على صدره لكي تطمئن أنه لن يقترب..
جيت ليه يا باسل.
تلمس وجنتيها بإبهامه و كأنه قاصدا أن يضعفها..قائلا وعيناه تتلألأ كالنجوم..
والله يا رهف مقدرتش أبعد عنك..أول م سيبتك ومشيت حسيت فجأة أن قلبي واجعني وصداع هيفرتك دماغي..ف رجعت..بس غريبة!! أول م جيت وشوفتك الصداع كله راح.
لا تعلم لما شعرت بضعف ذراعيها على صدره..ف بدأوا بالأرتخاء تدريجيا ليبتسم .باسل. ممسكا كفها يثبته على صدره..قائلا بمكر..
أثبتي على موقفك.
توسعت عيناها لتتخضب وجنتيها بإحمرار شديد..فأبتسم على شكلها الطفولي..عندما شعرت بقرب إستسلامها له..قررت أن تجعله يتألم..و تجرحه بكلماتها..ف أردفت بنبرة قاسېة..
أنت أيه مش بتفهم! أنا جاية هنا أصلا عشان مش عايزة أشوفك..ومش طايقة أبصلك..عشان كل م بشوفك بفتكر اللي حصلي بسببك.
وبالفعل تحقق ما رغبت به..عندما أعتلى الألم عيناه..ولكنه بدله سريعا بالجمود..لينهض مبتعدا عنها يوليها ظهره..ف شعرت .رهف. بقلبها يؤلمها..ولكنها نهضت من على الفراش..لتقف خلفه قائلة وهي تزداد في الصغط على جرحه..
واجهني يا باسل..متبقاش جبان..تقدر تقولي مين سبب اللي أنا فيه دة..مين اللي دمر حياتي..أنت متعرفش أنا حسيت بأيه لما دخلت الجناح..كل اللي حصل أتعاد قدامي..و أنا بترجاك تسمعني وأنت مش شايف غير إني خاېنة وكدابة مستحقش حتى أدافع عن نفسي..لما عرفت إني حامل وقولت دة مش مني..أنا المفروض أحرمك من بنتي للأبد..و أعاقبك على كل اللي عامله فيا..عشان تشرب من كاس الۏجع اللي شربت منه..بس أنا مش هعمل كدا..عشان عندي رحمة..مش زيك.
ألتفت لها فجأة بعينان غاضبتان..ف أرتدت للخلف خطوة پذعر..ليقترب منها قابضا على ذراعيها دون أن يشدد عليهما حتى لا يؤلمها..ولكن ورغم الألم الذي يشعر به في قلبه من قسۏة كلماتها..إلا أنه ظل محتفظا بهدوءه..حتى وهو يقول بنبرة مالت إلى الحزن..
كفاية عڈاب فيا أكتر من كدا يا رهف..صدقيني أنا شربت من الكاس دة لما بعدتي عني 3 شهور بحالهم..مكنتش بنام..كل يوم كنت ألف ف الشوارع بالعربية وأنا بدور عليكي..ومليون سيناريو في دماغي..قلبي بيوجعني لمجرد إني أحس إنك مش في أمان..أن حد خطڤك ولا بيعمل فيكي حاجة إنت وبنتي..وأنا حاسس إنك ممكن تبقي قاعدة في الشارع مش لاقية مكان تروحيه..و إحساس إني ظلمتك كان بيقطع قلبي..كنت بعاقب نفسي إني أفضل نايم في الجناح عشان أفتكر كل اللي عملته فيكي و أوجع قلبي أكتركنت بعيط كل يوم وأنا ماسك لبسك وبحضنه عشان أحس إنك جنبي حتى أسألي أمي..كنت بدعي ربنا أنك تبقي كويسة..انا كنت بتعاقب كل يوم وانت بعيدة عني..ولما لاقيتك..كأني روحي رجعت ليا..حسيت إني عايز أفضل حاضنك ويقف الزمن على كدا..مش عايز حاجة غير كدا خلاص..لما عرفت إنك سقطتي بنتي بسببي..كأن في حاجة ماټت جوايا..والله العظيم يارهف أنا أتعلمت درس صعب أوي..مش هنساه طول حياتي..خلاص بقا..كفاية يا رهف!!
قال كلامه الأخير وهو يترجاها بعينان غارقتان في الدموع..ف أنتفض قلب .رهف. لهذا الألم المرتسم في عيناه لتدمع عيناها تأثرا بحديثه ورجاءه لها..والدموع التي رأتها في عيناه وهو ينظر لها..تراه يبكي للمرة الأولى..ف أنفطر قلبها..ليرتعش جسدها بقوة..ولم تستطيع منع نفسها من ضمھ لها..ف حاوط هو خصرها بشدة..يرجوها بصوت جسد ألمه..
سامحيني يارهف وخلصيني من العڈاب دة.
مسحت على ظهره مغمضة عيناها والدموع تنهمر فوق وجنتيها..فهي لأول مرة تراه بهذا الكم من الألم..ليردف مشددا على خصرها..بصوت تمزق قلبها له..
أنا خاېف أخسرك..خاېف تبعدي عنه.
هدأته .رهف. و هي تربت على ظهره..لتجلسه على الفراش..ليضع رأسه على صدره..يفرك عيناه بشدة ليزيل الدموع عنهم..ف مسدت هي على خصلاته..تقبل جبينه والذي برزت العروق منه من شدة الإنفعال..حتى غفى .باسل. بأحضانها..ف قبلته .رهف. من جبينه..حتى نامت هي الأخرى من شدة التعب.
جلست .هنا. على الفراش تضم .عمر. إلى صدرها..تدغده ب معدته..لتصدر منه ضحكات ملئت غرفته..ف أتى .ريان. على أثر ضحكاتهم..مبتسما بشغف وهو ينظر إلى حركاتها الطفولية..جلس جوارهم..ف أنقض .عمر. بأحضان أبيه..صارخا بصوته الطفولي..
بابي.
أحتضنه .ريان. يعبث بخصلاته..ليقول بمزاح..
يا واد أنشف شوية..قول أبويا.
شهقت .هنا. پصدمة..لتسرع قائلة..
عمر حبيبي متسمعش كلام بابي..هو بيهزر معاك.
أومأ .عمر. ب لا مبالة..ليهمس .ريان. في أذنه قائلا..
سيبك منها..أنا ابويا وهي أمي.
ألتفت .عمر. إلى .هنا. قائلا وهو يمد ذراعيه لها قائلا بإبتسامة..
أمي.
أنفجر .ريان. في الضحك عائدا برأسه للخلف عندما رأى تعابير وجه .هنا. المذهولة..فشاركه .عمر. في الضحك دون أن يعلم السبب..أبتسمت .هنا. سريعا وهي ترى ضحكاتهم..وضحكاته الرجولية الجميلة..وضعت كفها أسفل ذقنها تراقبه بإبتسامة..لينظر لها بعيناه اللامعتان..يغمز لها قائلا..
أنا بضعف قدام النظرة دي على فكرة.
ضحكت ولم تعقب..ف نظر لهما .عمر. قائلا ببراءة..
بابي انا سعلان منك.
ألتفت له .ريان. قائلا بسخرية..
سعلان! ليه يا عمر باشا.
عسان أنت مس بتوديني الملاهي.
قال زاما شفتيه بحزن..ف قلدته .هنا. وهي تضم ذراعيها لصدرها زامة شفتيها قائلة بحزن زائف..
و أنا كمان سعلانة.
جذبها .ريان. جواره..ليقول مبتسما..
طب يلا عايزين تروحوا أمتى!!
أندفع .عمر. قائلا..
دلوقتي دلوقتي.
نظر .ريان. في ساعته فوجدها الثامنة..ليردف بجدية..
تمام..يلا أجهزوا.
تحسست الفراش جوارها ډافنة وجهها في الوسادة..فوجدت مكانه بارد..فتحت عيناها بإستغراب ثم إلتفتت حولها ولكن لم تجده..أنتفضت فزعة لترتدي قميصه الأبيض تستر به جسدها..لتنهض عن الفراش راكضة على الأرضية بقدميها الحافية و الخلخال يرن بهما..نزلت عدة سلالم لبهو الشقة و لم تجده أيضا..ولكنها سمعت صوتا يأتي من المطبخ..فذهبت نحوه على الفور..وضعت يداها على قلبها لتهدأ من نبضاته الخائڤة عندما وجدته يقف مرتديا بنطال أسود وصدره عاري..نظرت لما يفعله فوجدته يطهو طعام شهي للغاية..أبتسمت .ملاذ. ثم سارت على أطراف أصابعها لتقف خلفه تكتم ضحكاتها..كادت أن تفعل حركة تفزعه بها ولكن صدمها صوته عندما قال بخبث وهو لازال موليا ظهره لها..
صباح الخير.
لم يعطيها فرصة لكي تستوعب أنه علم بوقوفها وراءه..ليلتفت محاوطها خصرها ف أرتطمت بصدره رافعة عيناها الواسعتان له..أبتسم بمكر وهو يتفرسها في قميصه الأبيض والذي أصبح أنثوي بحت عندما أرتدته..أنكمشت في جسدها بخجل من نظراته..لترفع أصبعها بوجهه قائلة بضيق..
أنت عرفت إزاي إني واقفة وراك!!
لمس ظهرها بأصابعه..ثم أخذ أصبعها ليقبله قائلا وهو ينظر لها وإبتسامة جميلة تحتل ثغره..
أولا أنا بحس بيكي لما بتبقي جنبي..دة غير صوت الخلخال وريحتك.
أبتسمت .ملاذ. لتحاوط عنقه قائلة بصدق..
لما بتبقى جنبي بردو بحس بيك..حتى لو كنت بعيد.
مال .ظافر. نحوها بطوله الفارع.. ثم قال بمزاح..
ملاذ أيه اللي جابك!! م أنا كنت واقف بعمل الفطار.
أبتسمت له بشقاوة تنظر له ببراءة قائلة..
هو أنا عملت حاجة دلوقتي.
الأكل هيتحرق.
ألتفتت إلى الطعام ثم أكمل طهيه بقلة حيلة..لتأرجح .ملاذ. قدميها في الهواء قائلة بإستفهام..
ظافر هو أنت ليه بتعمل الفطار النهاردة.
و أيه المشكلة!!
قال بغرابة..تهز كتفيها مسترسلة..
غريبة...
أطفئ على الطعام ثم وقف أمامها..ف وقفت هي حركة قدميها..حاوط .ظافر. خصرها قائلا بحنو شديد..
بقيتي كويسة يا حبيبتي صح.
ضمت كفيها معا بطفولية..ثم أومأت وهي تنظر له بإبتسامة مطمئنة..كاذبة..هي لن تعود مثل الأول..لن تستطيع نسيان ما حدث بهذه السهولة..و رغم أن أبتسامتها له كانت مقنعة..ولكنه قطب حاجبيه بضيق قائلا..
بتكدبي يا ملاذ.
أستسلمت نظراتها له..لتتنهد بيأس..ثم أسندت رأسها على صدره دون أن تعانقه..ودون أن تنبث ببنت شفة..فحاوطها هو مربتا على خصلاتها..و هو يشعر پألم مريع يتغلغل داخله..وكأن الضړبة جائت له هو..هو من تألم وهو من يعاني أضعاف معاناتها الأن..ف لا يوجد أصعب من أن ترى حبيبك يعاني وأنت عاجز عن إراحته..أغمض عيناه و قلبه أصبح ممزقا عندما سمع شهقة بكاء تصدر منها..ليحتويها بذراعيه أكثر..هامسا بأذنيها..
شششش أهدي يا حبيبتي..أهدي!! أنا عامل حساب زعلك لولا كدا كنت هحاسبها على كل دمعة نزلت من عيونك بسببها.
أبتعدت عنه سريعا قائلة برجاء..و عيناها الدامعة كالسم الذي ېقتله ببطئ..
لاء يا ظافر متعملش حاجة لو سمحت..هي مهما كان أختي.
حاوط وجهها ثم مسح دمعاتها بأنامله..قائلا بصوت أخافها بعض الشئ..
عشان هي أختك يا ملاذ أنا مش عايز أقربلها..صدقيني لو كانت غير كدا أنا كنت هخليها ټندم على اليوم اللي أتولدت فيه!!
أرتجف

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات