رواية هل للعمر بقية(كاملة) بقلم نرمين همام
انت في الصفحة 1 من 25 صفحات
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا الهادي محمد وعلى اله وصحبه وسلم
هل للعمر بقية
نرمين عادل همام
قصص نيمو
الفصل الاول
حجرة صغيرة يتدلى من سقفها مصباح كهربائى ضعيف .وسيدات يرتدين الاسود ويهمهمن بالكلام و صوت رضيعة تصرخ بالم عمرها لايتعدى الاسبوع تبكى فراق ام ارتبطت بها برباط روحى رباط الامومه الذي يظل مهما طال العمر حتى وبعد فنئه
احزأى يا بت وسعدى ضناكى ايوا اكتر اأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ يالا ساعدى اكتر احزأي علشان الراس تنزل تحت منك ونشد العيل
خدي نفس واحزأي يالا اهو شفت الراس وافتحي رجلك عدل يا بت
بت ياسعدية روحى جيبى حلة الميه واديها لخالتك تولد المحروسه اختك ال مغلبانا من الصبح في ولادتها
_ هو مافيش غيرى من ساعت ما ست الحسن حبلت واحنا خدمينها يا اما بعدين ما اتقوليش اختك انتى مش بتقولى دى بت درتك والنعمة ما قايمة من مكاني
_جاتها غورة احنا ماصدقنا تغورواتجوزت رجعت تانى ليه جتها الهم
_حبيبه ابوها يا ختى ما امها لحست عقل ابوكى زمان واتجوز عليا انا بعد ما جبتك بخمس سنين وماحبلتش تانى اتحجج وقالى حتجوز عليكى علشان عاوز الواد واهى مراته جابت البت وغارت بعدها وماټت بكام سنه داهيه تجحمها ماطرح ما راحت
وبعد دقائق معدودة
نظرت الام لابنتها سعدية وقالت
اسمعى كدا هما اتكتمو ليه مش دخلتى حلة
_دخلتها يا اما للست ام ابراهيم الدايه
ابنها اه يا ما نفسي واهو نخلص من قرفك ياأما انتي وبويا
صوت صړاخ طفل يأتى من الغرفه يليه صړاخ الدايه
_استنى كدا لما اشوف ححط راسي علي صدرها يمكن مغمن عليها
اقتربت منها ووضعت راسها على صدر الفتاه الملقاه بدون حركة على السرير القديم
خرجت سعدية من المنزل تتجه ناحيه القهوة فى اول الحارة القاطنين بها
_يا ابا يا ابا تعالى امي عوزاك
_التفت اليها رجل سمين اسمر الوجه يمسك فى يده كوب من الحلبه التى لا يشرب غيرها فهو مع انه سائق تريلة كبيرة تنقل الخضروات و البضائع من مصر ليبيا
الټفت اليها قائلا
_ايه امك بعتتك عاوزة فلوس ما انا عارفها خلى شرب القهوة وشوفها البخت ينفعها ما هى خلاص البخت والفنجان والسجارة لحسو عقلها
نظرت له سعديه تتصنع البكاء
_لا يابا دى دى
_مالك يا بت انطقى
_دى هنيه يا ابا جالها الطلق وامى نادت على خالتى ام ابراهيم نزلت عندنا تولدها ووووو اختى ولدت بس قطعت النفس
قام والدها من كرسيه بعد القائه الكوب من يده
_موتتها موتتها امك موتتها زى ما موتت امها ياخراب بيتك يا فتحى اجرى قدامى حسبى الله ونعم الوكيل منه له منه له منه له
التف حوله مجموعه كبيرة من الاشخاص وكل فرد بكلمته
لا حول الله البت دى طول عمرها مظلومه تركهم الاب وجرى خلف سعديه
وفى القهوة كل واحد بكلمته
دى مرات ابوها حربايه ياعم راخر ماحدش بيهوب ياخد بتها العقربه ربنا يزحهم من هنا
واخر قال _حد يا جدعان يروح الموقف يشوف جوزها ويجيبه
_ما انت عارف ماممكن يكون فى الطريق او بيحمل بضاعه وسايبها الغلبان فاكر انهم حيخافو عليها
واخر تكلم _ما البت سعديه دى كان عينها عليه اه والمصحف كانت تروح ل ابوها الموقف علشان تشاغل الاسطى عبد الغنى لكن هو اتلوح من جمال وحلاوة وادب البت الصغيرة وخطبها من ابوها واتجوزها بعد شهر واحد فى بدروم صغير فى الحارة الى فيها الفرن البلدى الى فى اول شارع بعد مقام سيدك المرسى ابو العباس بشويه كدا
وصل الشخص الى موقف السيارات ينادى يا اسطى غنى يا اسطى غنى
ايوه مين انا هنا جوه الكبينه مين بينادي
ألحق الست بتاعتك تعبانه الحقها
بعد سماع زوجها هذا الكلام ترك العربه بالبضاعه وجرى فى اتجاه منزل حماه
..
وصل فتحى لبيته المتواضع وهناك صډمه مشاهده نساء الحارة يقفون امام الباب وهم يولولون كعاده النساء فى المناطق الشعبيه كنوع من المجامله
ابتعدو عن مدخل البيت اول ما شاهدوه هو وابنته سعديه وهناك فى الصاله الصغيرة المكونه من ثلاث كنبات من النوع القديم الذى يتم تنجيدهم من القش بدلا من القطن وفى الوسط منضدة خشبيه كبيرة نسبيا بالنسبه لحجم الغرفة وعلى المنضدة سبرتاية صغيرة وزجاجة كحول احمر وعدد من الاكواب الصغيرة وبجانبهم كيس ورقى من القهوة المحوجه مكتوب عليه قهوة صوفيانوبولوهو بالفعل من اقدم المطاحن لبيع القهوة فى الاسكندريه
ومفروش فى ارضيه الصاله سجادة قديمة باهته الالوان لكنها نظيفه
تخطى الاب الصاله ووصل لحجرة صغيرة بها سرير نحاسى قديم ترقد عليه صغيرته هنيه امانه امها له امها هى زوجته الثانيه المتوفاه
وتقف فى الغرفه زوجته الاولى ام سعديه والجارة ام ابراهيم الدايه
اقترب من السرير واخد يمسك بيد ابنته ويقول لها
اومى ياغاليه انتى الى بتهونى عليا ايامى وسنينى اومى وارحمى ابوكى من عڈابه انتى كمان حتسبينى هما موتوكى يا بنتى قومى ونادرا عليا لعوضك عن الحرمان ال طول عمرك شيفاه وعيشاه
سمع الاب صوت صړاخ من الطفل المولود الملقى باهمال بجانب امه ملفوف فى جلابيه قديمه وغير واضح الملامح
امسك الاب برأسه فجأة ووقع على الارض مغشى عليه بجانب السرير
دخل جميع من بالباب على صوت صړاخ ام سعديه وهى تقول
الراجل راح فيها الحقونى خدوه مستشفى الانفوشي لتكون غيبوبه السكر
فى منزل بسيط قريب جدا من شاطئ البحر يقع فى منطقة بحرى وبالتحديد امام مسجد المرسى ابى العباس
يجلس طفل صغير لا يتعدى عمره عن ثمانيه اعوام نظيف الملبس مع بساطة ملابسه
يتامل الصغير منظر البحر ويهم ان يقوم من مكانه
الا ان صوت رجل يتكلم
انتى رايح فين يا ادهم يا بنى مش قولتلك ماتعديش سكة العربيات يابنى دى سكه خطړ عاوز تروح للشط نادى عليا وانا اعديك السكة ما انا قاعد اهو لا شغلة ولا مشغله
حاضر يا بابا انا بس كنت واقف بتفرج على النورس وهو بيطير نفسى اكون زيه بجناحات والف وتفرج على حتت كتير من البحر نفسى اكون نورس
وعاوز اشوف الراجل ال بيلم ام الخلول من على الشط يمكن يشوفني ويديني وحدتين
نظر له ابيه من الشباك الذى يجلس بجانبه من داخل المنزل البسيط
ثم نظر لقدمه المبتورة بنظرة الم وتذكر ايام جميله مضت من زمن ليس ببعيد قبل ان تنزلق رجله من الترام لشدة الزحام ويتم قطعها
اغمض عينه عندما تذكر كيف تم سحبه بأعجوبه من تحت عجلات الترام وكثير من النساء تبكى ورجال لديهم شهامه وضعوه فى سيارة وذهبو به الى المستشفى الجامعى الميرى وهو يتذكر كلمه زوجته وهى تبكى عندما بدأ يفيق من الغيبوه التى لحقت به
يارتنى ايدى طايله وانا ادخلك احسنها مستشفى بدل دى الداخل فيها مفقود استرها يااارب انا مليش غيره هو سندى وعوضى هو واخويا عبدالغنى ربنا يحفظهملى هما وابنى ادهم والى جاى فى بطنى دا ياااكريم يااارب الى معاك ماينضام ابدا ولا يميل راضيه بحكمك ياارب
وبالفعل تم قطع قدميه الاثنتان الى ركبتيه واضطراره ان يجلس فى البيت طول النهار بجانب الشباك والنظر للبحر والتكلم معه بدون صوت
عاد للواقع ونظر بحب لابنه الجالس تحت الشباك فى الشارع
عاوز تجيب حاجه خد شلم خمسه قروش اهو امك سيبهولك قبل ما تنزل شغلها الصبح جيب بيه الى يعجبك يا بنى
لا يا بابا انا مش حجيب حاجه شكرا
انا مستنى ماما وهى جاية من الشغل معاها اختى امل هى بتوحشنى اوى لما ماما بتنزل بيها الصبح
معلش يابنى هى بتوديها جمعيه امينه شكرى ربنا يرحمها بيهتمو باختك هناك وبيأكلوها كمان .ربنا كريم يابنى مابينساش الغلابه الى زيينا
امينه شكرى رائده من رائدات الاسكندريه عضوة فى مجلس الامة سنه 1957 انشأت جمعيه صديقات الطفولة
فى نفس اليوم
تجلس صفا اخت عبدالغنى وزوجه بكر وام ادهم داخل حجرة كبيرة فى خلفيه محل بمنطقة المنشية لبيع الحلويات الشهيرة وتغليف هدايا الزواج والسبوع بالملبس والمكسرات
الحجرة كبيرة بها مناضد واسعه واوانى كبيرة مليئه بالبومبون والشيكولاته وهناك ايضا عدد كبير من الشيفون والسليفان تقوم العاملات التى من ضمنهن صفا بتغليفهم
تجلس هى وزميلتها ناديه على منضده بمفردهما وباقى العاملات على المناضد الاخرى
نظرت لزميلتها نادية وقالت
ياارب هونها عليكى ياهنيه ياختى
ردت عليها زميلتها
_هى قربت تولد
_روحنا من كام يوم كشفنا فى مستشفى الشاطبى والدكتور قال اول ما الطلق يبتدى هاتوها اوعو تولدوها فى البيت علشان قلبها ضعيف هى كمان ياحبه عينى ضعفانه وحملها تعبها اكتر
التفتت لها زميلتها وقالت لها بانفعال
ياختى فكرى فى حالك وجوزك العاجز ومصاريف ولادك قلتلك ما اتوديش ابنك مدرسه اهى المصاريف حتزيد
هتزيد فى ايه يعنى يادوبك قلمين وكام كراسة
ونظرت للحائط المتواجد عليه ساعه كبيرة وقالت ياختى الساعة مش بتتحرك
_لسه حاركب مواصلات علشان اجيب امل من الحضانه
سألتها صديقتها
_وانتى ياختى مالقتيش ابعد من كدا توديها ايه الحوسه دى
ردت عليها _ اعمل ايه بس ما هى جمعيه مش حضانه بس والست المشرفة كتر خيرها حطة البت امل مع الى بياخدو اكل ولبس انتى عارفه حالتى وكمان ليه جارة موصية عليا بتشتغل هناك فى المشغل بتعلم البنات شغل الابرة والتطريز.
دلف المشرف وقال
_صوتكم مسمعنى لحد برا ايه مش بتشبعو كلام ارحمو نفسكو شوية
ردت نادية صديقتها
_يااختى بيطلعو منين دول هههههه ما ادينا الاتنين شغاله اهو وبنلف الملبس هو هنا وفى البيت تحكمات ارحمنى شويه خلينا نسلى
نفسنا شويه هو انا حفك عن نفسى من الكتمه دى امتى بس ياربي
رد حوده المشرف زوج نادية
_اتكلمى براحتك هنا والنبى لوريكى طوله اللسان دا حيوديكى لفين ان ما علقتك
واكمل بصوت خاڤت ان ما قصتلك لسانك الحلو دا الى بينزل شهد .
خرج حوده من الحجرة سريعا بعدما سمع صوت الهاتف فى الجزء الامامى من المحل
مضت دقيقه ثم دخل الحجرة ثانيا وقال
ياست صفا واحدة اسمها تهانى قالتلى ابلغك انها حتجيب بنتك من الحضانه وهى مروحه من شغلها وروحى انتى علشان مرات اخوكى تعبانه اوى