الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هل للعمر بقية(كاملة) بقلم نرمين همام

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

فى بيت ابوها 
نظرت له عواطف وعيناها تفيض بالدمع
_ ربنا يستر والنبى تستاذنلى من المعلم انور علشان امشى
_مالكيش دعوة انتى روحى واحنا حنسد مكانك
ردت نادية بلهفة 
_ربنا يطمنكم عليها حبقى اعدى اطمن واحنا مروحين 
ألتقطت صفا حقيبتها وخرجت من المحل مهروله لمحطة الترام كى تذهب لبيت الاسطى فتحى والد هنيه .هواجس كثيرة دارت فى عقلها جعلتها مشتته الافكار من خۏفها على هنيه .
بعد مرورسبعة ايام 
سيدات يرتدين الاسود ويهمهمن بكلام خاڤت فيما بينهم يجلسن فى منزل الاسطى فتحى 
بينما تجلس صفا منفردة على كنبه تحمل الطفله الرضيعه بنت هنيه وبجانبها ابنتها امل التى تبلغ سنه من عمرها وبجانب امل يجلس ادهم ينظر الى الصغيرة وامه تحملها ويتذكر زوجه خاله هنيه التى كانت لاتبخل عليه بالحلويات او بهريسه وبسبوسه العم فرحات الحلوانى 
ماما هو النونو دا حناخدو معانا البيت زى ما خالى قال
نظرت له امه نظره تحاول ان تسكته لكى لا يكمل كلامه وتقول له 
_ اطلع جيب لنفسك عسليه او غزل البنات من المحل الى جنب البيت يالا قوم 
_ حاضر يا ماما 
خرج ادهم
فنظرت الجارة ام ابراهيم لعواطف وقالت لها 
هى ام سعديه قاعدة جنب جوزها جوه ورفعت من صوتها ياحبت عينى الراجل طب واقع من حزنه على بنته وبصراحه ام سعديه ماقصرتش ألهى ربنا يسعدلها بنتها 
واكملت بصوت يشبه الهمس 
_هى مش حتبطل سجاير حتى وجوزها عيان دى ماسبتش السجارة من ايدها دا احنا اتخنقنا واحنا هنا الراجل الى راقد دا يعمل ايه ربنا يكون فى عونه.
ردت عليها جارة اخرى بهمس 
ياختى هى فارقه معاها هى كانت بنتها ولا بنتها يعنى دى وليه قادرة ربنا يحفظنا من ليسنها ويجعل كلامنا خفيف على الى معاها 
ردت ام ابراهيم 
_معاها ايه انتى بتصدقى يعنى الكلام دا دى بترسم الدور علشان محدش يكلمها ويقف قصادها او يشتكيها فى النقطة قسن الشرطة 
واكملت 
هى بس بتخوف الناس بتعملها هيبه ياعنى والناس مصدقه علشان قبل ماتسكن هنا كانت ساكنه جنب مدافن العامود الى فى كارموز ياختى .
ردت عليها الجارة 
_ ايووه والنبى اول مرة اعرف انا سكنت لما البت سعديه كانت بت سنتين كدا وكانو ساكنين هنا 
ردت ام ابراهيم رويتر المنطقة والمناطق المجاورة 
لأ ياختى دا المطرح دا اصلا مطرح حماتها وهى جت سكنت فيه لما حمتها تعيشى انتى 
_شفتيها امبارح فى المدافن فى اول خميس على البت تعمل ايه 
نظرت نظرة سريعه فى اتجاه باب الغرفه الراقد بها فتحى تحسبا من سماع ام سعديه لها 
_امبارح ياختى جوز البت الله يرحمها مكلف قرص بالسمنه الفلاحى من المخبر جابهم خصوصى وجاب تفاح احمر كبير كدا شكله يفتح النفس وبلح ايه البلحه طول الصوبع من غلاوت مراته ياختى 
راحت البخيله قعدت جنب الصناديق تقطع التفاح حتت بدل ما تفرقها بالوحدة رمامه بعيد عنك الا ما هان عليها تحدفلى واحدة وانا واقفة الشمس اكلت دماغى 
والنبى ومن نبى النبى نبى ماتطول ابنى ابدا هى فكرانى ارضى اجوزه لسعديه الهبلة .
ردت عليها جارتها 
_ياختى مش كنتو حتاخدوها للواد ابنك 
ردت ام ابراهيم 
_ لا هو احنا ناقصين احنا عاوزينه يتجوز واحدة اهلها مرتحين شويه علشان ننول من الحب جانب.
اقولك سر تعرفي انها ست قدارة 
ردت الجارة 
قولي يا ختي 
نظرت ام ابراهيم يمينا ويسارا خائڤا من سماع احد اخر لكلامها وقالت 
_ دي كانت ساكنه جنب الترب تفتح شباكها عليها وكان عندها ولد تاكبر من البت سعديه يجي كدا بخمس ست سنين . فلما في يوم البت وهي صغيرة بتزن وامها نيمتها قام الواد لعب وعلى صوته راحت بت الحړام جابت حلاوة طحينية مغمساها في الشطة الحراقة ال ايه زهقانه من شقاوته والضړب مابيأثرش فيه 
الواد اكلها من هنا وهي بتأكلهالو بالعافيه الواد سخن بعدها علي طول هب ايه صړاخ وعياط والناس خبطو عليها افتكروها بتضربه اتاريه يا حبه عيني بيفرفر هب ماټ 
_ردت الجارة وانتي عرفتي من اين يا اختي 
ردت ام أبراهيم 
_ حماتها ياختي قالت اتاري اختها فضحتها وقالتلها مۏتي ابنك لكن بقي دكتور الصحة لما جه قالولو جاتلو حمى فطلع شهادة الوفاه علي طول 
الواد بيقولو كان جميل شبه ومسمينو شمس 
عرفتي بقي اها مفتريه وبيقولو فضلت تصوت وتلطم بعدها بسم الله الحفيظ لبسوها وياما عمللولها زار كتير ياختي 
كل ذالك وعواطف تنظر لهم وعلامات الاندهاش على وجهها من كلامهم الغير لائق فى مثل هذه الظروف فرغم الانهاك البادى عليها الا انها تفكر فى مستقبل الطفله الرضيعه 
تخشى من رفض زوجها او رفض فتحى والد هنيه من فكرة اخذها الرضيعه لتربيتها مع ابناءها الا انها نظرت للطفله نظرة تفائل ولمعت عينيها ببريق الامل فلماذا لا تأخذها وهى احق شخص بتربيه ابنه اخيها الوحيد.
دخل ادهم وبيده قطعة من العسليه المغطاه بالسمسم فنادت عليه ام ابراهيم 
_انت يا واد يا حلو انت هات حته من البتاعه الى فى ايدك دى نفسى هفتنى عليها هات حته وانت خدودك كدا موردنه زى التفاح آخ كان نفسى فيه لولا الرمه الى جوه.
ردت عواطف 
_ وماله ياخالتى ابعتو يجبلك واحدة ولا اتنين طالما نفسك فيها 
نظرت لها ام ابراهيم بلهفة 
_ هههههه لو مافيهاش حاجه حاخد حته بس
القت عواطف نظرة على ادهم الذى وقف فاتح فاه من المفاجأه وقالت له 
ادى حته لخالتك يا ادهم 
_حاضر يا ماما 
ثم قامت عواطف من جلستها لتحضر للطفله رضعة من اللبن الصناعى الذى احضره اخيها لابنته الطفله فى الداخل .
وفى هذه اللحظه سمع جميع من فى الصاله صوت ياتى عبر الباب لجارتهم التى تقطن بالطابق الثالث 
ظهرت عبر الباب شابه فى اواخر العشرينات من عمرها جسمها يميل للامتلاء قليلا مع بياض بشرتها تتلائم مع شعرها الاسود الحريرى يكلله منديل من اللون الاحمر
ترتدى فى اذنيها حلق يتدلى منه دوائر كبير نسبيا .وقلادة كبيرة تنتهى بعين ذهبيه فى منتصفها فص كبير ازرق اللون
وفى ايديها عدد من الغوايش فى كل يد خمسه علشان العين فلقت الحجر على حد قولها 
ارتفع صوتها 
صباح الخير يا جماعه ماحدش يجلكو فى حاجة وحشة ربنا يجعلها اخر الاحزان بأذن الله
وجالت ببصرها تبحث عن ام سعديه 
ردت ام ابراهيم 
_صباح الخير عليكى يا ست بسيمه يا عسل انتى 
_هههه صباح الخير يا خالتى معلش والنبى لما ارجع حنشر تبقى تشيلى غسيلك 
_رايحه فين على الصبح كدا 
_صبح ايه دا انا حتى اتأخرت النهاردة فى الصحيان وعاوزة اخطڤ رجلى للحلقة بتاعة السمك اجيب الترسه قبل ما تخلص . الراجل عديت عليه امبارح قالى عدى بكرا 
تروحى وترجعى بالسلامه بس كدا جبيلى شروة جمبرى ولا حتى سمك بطاطا وححاسبك عليهم 
_حاضر ياخالتى من عنيا 
ادخل اصبح على خالتى ام سعديه والحج فتحى ربنا يصبرهم يااارب 
دلفت بسيمة الى داخل الغرفه التى يرقد بها فتحى واقتربت من ام سعديه التى افترشت الارض بجانب السرير بجانبها علبه السچائر التى لا تفارقها وكوب به بقايا قهوة لكن النوم غلبها فنامت 
_خالتى يا خالتى اصحى الف بعد الشړ عن الحج ربنا يقومه بالسلامه البركه فيكى وفى سعديه 
افاقت ام سعديه 
_ها مين اه دا فين ...خضتينى .....يالا نحمدو ونشكرو على كل حال 
انتى رايح سوق الميدان تجبيلى خضار 
_لا ياخالتى انا رايحة الحلقة اجبلك حاجه 
_جيبى اى حاجة وانتى راجعه من هناك وححاسبك 
طب ماشى من عنيا الجوز 
_هما جوز الحديات قاعدين برا لسه 
_ بسيمة وهى تلوى فمها اه ياخالتى قاعدين وحاطين راسهم فى راس بعض 
_ اه ما انا مش قاعدة بقى ومشغوله بالراجل وهما ما صدقو ينتفو فى ريشى أمي
_ولا يهمك انتى بردو الست كيداهم ام سعديه 
الراجل بس يقوم بالسلامه ما هو الى شايل البيت ولما افوق كدا حفرجهم شغلهم 
_يديكى الصحة يا خالتى 
_وانتى خارجه شوفى البت سعديه فين كدا بقالها ساعه بتجيب الفلافل والعيش يمكن راحت على الشط تستنى الراجل الى بينقى ام الخلول اصلها بتحبها اوى 
_حاضر ياخالتى انا ماشيه اهو 
القت بسيمه السلام على صفا الجالسه فى حجرة سعديه تحمل ابنه هنيه وبجانبها امل نائمه وادهم ينظر بفضول لابنه خاله الصغيره 
خرجت بسيمه من باب المنزل وادارت رأسها فى كل الاتجاهات تبحث عن ابنها 
_يا واد يا سيد انت يا واد تعالى هنا مش قولتلك تقفلى جنب الباب هنا علشان حتروح معايا وابوك واختك نايمين .
سيد ابن بسيمه يبلغ من العمر حوالى عشر سنوات يشبه كثيرا امه فى لون بشرتها وشعرها الا ان جسده نحيف 
سارت بسيمه وبجانبها سيد 
تحركت بسيمه خارجه من الحارة القاطنين بها متجهه الى طريق الشاطئ الذى تسير به العربات 
نظرت اتجاه الشط شاهدت بالفعل سعديه وعددا من النسوة منتظرين صائد ام الخلول ان ينتهى من عمله 
نادت عليها بسيمه ورفعت يدها عاليا كى تشاهدها 
_يا سعديه اتأخرتى على امك بالفطار زمان الفلافل بردت والعيش الى معاكى دا نشف 
القت سعديه نظرة عليها ولم تعرها اى اهتمام 
بسيمه نظرت لابنها وقالت له 
_مين يصدق ان سعديه قريبه منى فى السن انا اتجوزت ابوك بت 18 ودى من هبلها محدش راضى يعبرها 
تعالى قرب يا سيد الاتوبيس قرب اهو 
وبالفعل استقلت سعديه وسيد الاتوبيس 
لفت سعديه نظرها تبحث عن اماكن شاغره وبالفعل كان الاتوبيس به عدد قليل من الاشخاص 
في الفصل القادم سنقرأ عن السلحفاه الكبيرة والتي يطلق عليه اهل الاسكندرية الترسة والتي يأكلها البعض هناك بل وايضا يشربون دمائها ويقفون بالصف يحملون الاكواب لكى يحصل كل فرد على قليل من دمائها واغلب من يشربونها السيدات . كما ان لها طريقة معينه في الطبخ
.
ونقرأ ايضا عن كدية الزار كيداهم وحكياتها 
 الفصل الثانى 
تذاكر .....تذاكر 
انتى ياستى ركبتى وما عبرتنيش جريتى تقعدى مع ان الاتوبيس فاضى ابعتى الاجرة مع الولد الى معاكى 
_حاضر ياخويا لامؤاخذة يعنى اتفضل 
دا كلها محطتين والنبى يا خويا عاوزة انزل عند الحلقة 
وبالفعل مرت المحطتان بسرعه ونزلت سعديه وسيد واتجهو الى داخل حلقة السمك
يالا اسرع شويه يا سيد علشان بيقفو طابور على ډم الرتسى وانا عاوزة اشرب كوبايه 
_ايه يا ما فى حد يشرب ډم الابله فى المدرسه قالت حرام لما سألتها 
ردت عليه بانزعاج
_حرام ايه يا واد ماطول عمرنا بنشربها علشان تدينا صحة وتوردن خدودنا كدا وتجرى الدمويه
فى الخلفيه اصوات كثيرة متداخله لباعة السمك فى محلاتهم معلنين عن بدأ مزادات بيع السمك
يا اما اه دا الراجل بينادى كدا ليه 
_مالناش دعوة دول التجار الكبار بيعملو مازدات احنا بقى بنشترى من الى فى الاول دول بيبيعو بالشروة كدا ببركة ربنا 
دخلت بسيمة مع مجموعه من السيدات يقفن امام الترسه الكبيرة التى يقوم السماك بذبحا من رقبتها مع حرصه على عدم فصل الرأس كاملا ويضع اسفل الډماء التى تتساقط قدر من القدور لتجميع الډم ثم يقوم بملأ الاكواب بهذا الډم 
كل ذالك مع ملاحظة عدم لمس لحم

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات