الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (كاملة جميع الفصول) بقلم روز امين

انت في الصفحة 51 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


المحادثة السخيفة لكنها تحاملت على حالها لتنطق بحنق وصل له من خلال نبرتها 
تقدر تجيب البن بتاع حضرتك معاك لأننا مبنغيرش ثوابتنا علشان نرضي أي حد
بس أنا مش أي حد يا أستاذةوتقدري تسألي مديرك...خرجت كلماته بحدة بعض الشيء لتشعر ببعضا من الإنتصار وبأنها قد استطاعت استفزاز ذاك المغرور لتبتسم وهي تقول بمراوغة كي لا تثير حفيظته أكثر 

مش محتاجة أسأل حد يا سيادة المستشارإسم جنابك يكفي
ضم شفتاه المكتنزة لتخرج إبتسامة جانبية ساخرة بعدما علم مكرها ليقول لاستدعاء ضجرها من جديد 
كويس إن الشخص يبقى على علم بقيمة ومركز اللي قدامه تجنبا للمشاكل اللي ممكن يوقع نفسه فيها
اقبلت عزة حاملة أكواب مثلجات الشيكولاتة ليقترب الصغير ويقف بجانب والدته ليهتف بعدما رأى تعابير وجهها السائمة وهي تقلب عينيها ضجرا 
مامي إنت بتكلمي شرشبيل
صډمتها كلمات صغيرها التي اخترقت أذن فؤاد لقرب مسافة ذاك المشاكس من الهاتف مما جعله يقطب جبينه متعجبا لتنطق هي بكلمات متقطعة لشدة تلبكها
إسكت يا چو علشان معايا تليفون شغل
شغل إزايأنا سمعت صوت شرشبيل وهو بيقول لك إنه هيتصل بيك الساعة ثمانية...قال كلماته التي جعلت وجهها شاحبا كما الأموات ليستطرد وهو يشير بأصبع السبابة على ساعة الحائط المعلقة بالمكان
والساعة أهي ثمانية
رمقته بنظرة ڼارية لتسرع إليه عزة وتجذبه من رسغه قائلة پتعنيف 
تعالى يا لمض وسيب ماما تتكلمتعالى يا جلاب المصاېب
أنا أسفة يا افندم....قالتها بصوت معتذر ليهم بالحديث ليوقفه صوت ذاك الصغير ويضم بين عينيه لإصراره العجيب حيث هدر بصوت مرتفع قائلا بتأكيد 
سبيني يا زوزو علشان أحمي مامي من شرشبيلأنا متأكد إنه هو أنا سمعت صوته من فون مامي وهو بيقول لها هتصل بيك الساعة ثمانية تكوني شوفتي المواعيد
إبنك باين عليه لذيذ قوي...نطقها باستحسان لتقف مبتعدة عن طاولتهم قبل أن تصاب بذبحة صدرية من تصميم ذاك الأخرق على كلماتهبصعوبة أخرجت صوتها متلبكا مما جعل فؤاد يشكك بالأمر 
متشكرة يا افندم وأسفة لو كان أزعجك بلماضته
بالعكسباين عليه فطن ومتحدث لبقتقريبا وارث صفاته منك...رفعت حاجبيها متعجبة حديثه المثني عليها ليباغته صوتها الناعم وهي

________________________________________
تسأله بدلال لا تعلم كيف انفلت منها 
أعتبر ده مدح من جناب المستشار!
وتستحقيه وبجداره...نطقها بثقة جعلت الإبتسامة تشق طريقها لشفتاها التي انفرجت على مصراعيهما ليخرج صوتها هادئا معلنا عن بلوغها لدرجة ليست بالقليلة من الطمأنينة في حضرته
ميرسي.
تبسم بتعالي بعدما أيقن ببداية انجذابها له وهذا ما جعله يشعر بالتفاخرلتنهي هي المحادثة للعودة لمجالسة صغيرها وبداخلها طمأنينة لا تعلم من أين مصدرها.
صباحا 
كان ينزل من فوق الدرج بكامل أناقته استعدادا للذهاب لعملهابتسم على صغيرة شقيقته التي تجلس ببهو القصر تشاهد أفلام الكرتون الخاصة بالأطفال عبر شاشة العرض الكبيرة
حبيبة قلب خالو عاملة إيه
تبسمت الصغيرة لتقول وهي تركز بعينيها على الشاشة
كويسة
خرجت فريال من المطبخ حاملة صحنا به بعضا من الشطائر وبيدها الأخرى كأسا من الحليب الطازج لتضعهما أمام صغيرتها وهي تقول مرحبة بشقيقها 
صباح الخير يا فؤاد
أجابها مرددا 
صباح النور يا حبيبتي
تحدثت
بابا وماما مستنيينك على الفطار في الجنينة
قطب جبينه ليسألها متعجبا
هي بيسان بتفطر لوحدها ليه!
زفرت لتجيبه مستسلمة 
بتتفرج على الكرتون بتاعها يا سيدي
ابتسم ليقول بعدما تذكر أن اليوم هو الأحد يوم عطلتها المدرسية 
بقى بدل ما تستغلي يوم أجازتك الوحيد في انك تفطري مع جدو وبابي تقضيه قدام التلفزيون
ابتسمت له وهي تقضم قطعة من الشطيرة لتجيبه شقيقته 
ريح نفسك مش هترد عليك يلا بينا علشان نفطر
خطى بساقيه بطريقه للخارج ليتوقف بجبين مقطب حين استمع لصياح ابنة شقيقته وهي تهتف بصوت مړتعب 
شرشبيل
لتسترسل بتنبيه
حاسب يا سنفور شرشبيل وراك. 
الټفت إليها متذكرا طفل إيثار وهو يكرر ذاك الإسم عدة مرات بالامس ليقبل على الصغيرة متسائلا عن أصل ذاك الإسم 
مين شرشبيل ده يا بيسان 
ده يا خالو... نطقتها وهي تشير بأصبعها لتلك الشخصية الكرتونيةدقق النظر ليجد رجلا ذو صلعة ويمتلك أنفا طويل يوحى لمدى شره لتسترسل الفتاة 
ده شرشبيل الشرير اللي بيحارب السنافر 
قطب جبينه وبدأ بربط الخيوط وترتيب الكلمات ليهز رأسه مبتسما وهو يحك ذقنه بأصابع يده بتسلي. 
أخرجته من شروده شقيقته التي صاحت باسمه لتستعجله
ظهرا 
بمحافظة كفر الشيخ وبالتحديد بمنزل نصر البنهاوييجلس فوق فراشه ممسكا بين أصابعه إحدى لفائف التبغ يدخنها بشراهة مما عبيء الغرفة بسحابات الدخان الكثيفةولجت سمية

________________________________________
للداخل لتتحرك صوبه وتجاوره الجلوس
وبعدين معاك يا حبيبيهتفضل حابس نفسك كتير كده في الأوضة
هتف بنبرة حادة بوجهه الذي مازال متصبغا بالإحمرار نتيجة ما تلقاه من ضربات عڼيفة على أيادي الخارجين عن القانون أكثر من مرة داخل الحجز
قولت لك سبيني واطلعي برة يا سمية
ليستطرد بصوت هادر رامقا إياها باشمئزاز
إنت إيهمابتفهميش! 
احتدت ملامحها بالڠضب الحاد وهي تهتف قائلة بسخط 
هو خدوهم بالصوت ليغلبوكمولا علشان أنا بنت أصول وبحاول أقف جنبك في المصېبة اللي وقعتك فيها بنت الكل. دي يبقى ده جزائي!
ما أن قامت بسب مالكة لبه
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 70 صفحات