رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل الثاني 2)
رجل الأعمال
عبدالله منصور...رجل آخر يتقدم لخطبتها ليقوم
هو بابعاده كما تعود منذ سنتين...
ضحك بسخرية و هو يحاول ان يتذكر كم عدد
الرجال الذين أجبرهم على الإبتعاد عنها بمساعدة
فريد شقيقه وسيف إبن عمه رغم معارضتهما
لافعاله إلا أنهما في الاخر يرضخان لطلبه.....
لكن الآن إنتهى كل شيئ...سيعود من جديد
لأجلها...لأجل كرامته و رجولته.. لأجل قلبه
لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها....سيعود
حتى يأخذ بثأره منها كما وعدها في آخر لقاء
بينهما...فهو رجل و الرجال لا تنكث بوعودها ابدا...
أشرق صباح جديد على قصر آل عز الدين...
لتستيقظ تلك الجميلة ذات الشعر البني الحريري
و العينان الساحرتان...مطت ذراعيها بكسل
قبل أن تتمتم بنعاس قائلة...تروماي معدي على
حركت يديها على فراشها بحثا عن هاتفها
لتجده اخيرا تحت الوسادة...فتحته لتشهق
فزعة و هي تقفز من فوق سريرها...يالهوي
دي الساعة عشرة...جدي حيسمعني الموشح
بتاع كل يوم علشان بتأخر....
رمت الهاتف ثم إتجهت مسرعة نحو الحمام
لتغسل وجهها و تغير ثيابها و تنزل للأسفل
حيث وجدت جميع العائلة محلقين حول
هرولت إنجي نحو جدها تمسك بيده و تقبلها
قائلة بتلعثم...صباح الخير يا جدو...انا آسفة
عشان نزلت متأخر...
أشار لها لتسير نحو مقعدها بجانب هشام
الذي كان يرمقها بنظراته العاشقة المعتادة...
همست و هي تقطب جبينها بتعحب...الظاهر
إني مش انا لوحدي إللي صحيت متأخر النهاردة....
هشام بخفوت صباح الورد يا نوجة...لا كلنا
خرج من شوية بس...
إنجي...هااا و انا بقول ليه جدو مزعقليش
زي عوايده...
هشام بابتسامة...يلا إفطري عشان اوصلك
لكليتك في طريقي....
زمت إنجي شفتيها بعدم رضا و هي تتذكر
كيف حرمها جدها من سيرتها منذ اسبوعين
بعد أن تجاوزت السرعة المحددة لها في إحدى
المرات و هي في طريقها للكلية بعد أن إستيقطت
بعدها تولي شقيقها فريد توصيلها إلى الجامعة
كل صباح لكنه اليوم عريس و لذلك كلف الجد
هشام بهذه المهمة و هذا ماجعله في غاية
السعادة حتى أنه كاد ان يقبل جده صباحا
لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة.....
خرجا بعد أن إنتهيا من تناول الفطور...
فتح لها الباب بحركة نبيلة لتدلف إنجي السيارة غير مهتمة بذالك اللذي كانت عيناه لا تحيدان
في الطريق للجامعة...إنزلقت إنجي بجسدها
لأسفل الكرسي قليلا قائلة بنعاس...هشام....ممكن
تحجزلي في أي أوتيل عشان عاوزة اكمل نومي.. و لما تيجي تروح المساء تعالي خذني في سكتك....
ضحك عشام و هو يلتفت نحوها ليجدها
منكمشة على نفسها كقطة صغيرة تغلق عيناها
إستعدادا للنوم...
هشام بضحك...إنت حتنامي بجد و إلا إيه...
مينفعش كده قومي و صحصحي داه إنت عندك
محاظرات دلوقتي....
هزت أكتافها بكسل و هي تجيبه...مش عاوزة
أروح الكلية...حنام في المحاضرة و الله...على فكرة المفروض مكنتش آجي عشان إمبارح الفرح
و انا فضلت سهرانة لوقت متأخر .....
هشام بتهكم و قد تذكر طلتها الساحره الساحرة التي
جعلته يشعر بالڠضب و الغيرة الشديدة من
عيون الحاضرين الذين كانوا ينظرون لها بإعجاب
...و فضلتي طول الليل بترقصي....
إنجي بسخط...الله مش فرح اخويا...
هشام و هو بحاول تهدأة نفسه...اه فرح اخوكي
و اديكي النهاردة مصبحة في الكلية...خليه
ينفعك بقى....
إستقامت إنجي في جلستها ثم مسحت وجهها
تنشط نفسها قليلا قبل أن تلتفت نحو هشام
الغاضب...ضيقت عينيها بمكر قبل أن تضع
يدها على يده الموضوعة فوق مقود السيارة
ليتنتبه لها هشام و يستدير نحوها دون أن ينبس
بكلمة....
إنجي و هي ترفرف بأهدابها قائلة بدلال...هشام...
هشام بنبرة هائمة بعد أن سيطرت عليه بلمسة
بسيطة من يديها و نظرة من عينيها...روح
قلب هشام....
إنجي بخبث و هي تمد شفتها السفلية
نحو الإمام كدلالة على حزنها...مش عاوزة
أروح الكلية.....
إبتلع هشام ريقه بصعوبة و هو يشعر بتعرق
جبينه رغم برودة الطقس ليهتف بصوت
متقطع...ليه