الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 16:20)

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

الألم و المشاعر 
التي بداخلها لترتاح....
بعد بعض الوقت كان فريد يمسح دموعها
قائلا بمزاح...النهاردة انا ضحكت كثير و إنت 
عيطتي كثير...
دق باب الجناح ليتركها و يذهب لإحضار 
الأغراض التي أوصاها مع الحارس....
وضع الأكياس فوق طاولة الصالون ثم 
توجه نحو أروى ليمسكها من يديها و يوقفها 
رغما عنها و يسير بها نحو الاريكة.....
بعد عدة دقائق طويلة جعلها فريد بصعوبة 
تأكل قطعة صغيرة من البيتزا...
ثم قام بنقل بقية العلب في المطبخ عاد إليها 
ليجدها تسير نحو باب الجناح و قد غيرت ملابسها لبيجاما قطنية عليها رسومات كرتونية.....
صاح يناديها پغضب و هو يتجه نحوها...
رايحة فين
أروى بصوت خاڤت...رايحة أنام في أوضة 
لجين..
فريد بعصبية مفرطة و هو يحاول التحكم 
في غضبه الذي بدأ يتفاقم...أدخلي جوا و بلاش
هبل...أنا بقالي ساعة مستحمل جنانك و ساكت 
لكن داه مش معناه إنك تسوقي فيها....
أروى بعناد رغم خۏفها منه...محدش قلك
تستحملني...أنا هريحك مني خالص....
فريد و هو قد بدأت أنفاسه تتعالى دليلا 
على فقدانه لصبره...قصدك إيه
أروى و هي تفرك يديها بتوتر...مش عارفة...القرار 
في إيدك إنت...أكيد إنت عارف هتعمل إيه بعد ما....
فريد پغضب و هو يمسكها من ذراعيها 
لوجهها نحوه...قرار إيه و زفت إيه على 
دماغك اللي عاوز كسره داه...إنت تجننتي...
إنت مراتي يعني مكانك هنا جنبي و تنسي
خالص الهبل اللي مالي دماغك....
هزها پعنف و هو يكمل...الظاهر إن الروايات 
اللي إنت بتقرئيها لحست دماغك و بقت 
مأثرة عليكي ...و مش مخلياكي تفرقي 
بين الواقع و الخيال.....
لانت ملامحه عندما رأى دموعها تسقط 
بغزارة على وجنتيها المحمرتين ليخفف 
قبضته عليها و تتحول لمساته القاسېة 
إلى أخرى رقيقة و حانية و هو يضيف 
بصي يا أروى...أنا عارف إني ظلمتك 
معايا لما تجوزتك...رغم إني عارف إني 
مش مناسب ليكي يعني...اكبر منك بعشر 
سنين و كمان سبقلي الجواز قبل كده و عندي 
بنت....و إنت بنوتة حلوة و زي القمر و فرفوشة...
و شفايفك بطعم الفراولة....
إبتسم و هو يرفعها قليلا للأعلى بذراع 
واحدة بينما يده الأخري إمتدت لتداعب 
خدها ...و تستاهلي أحلى حاجة في الدنيا.. لكن انا بعترف انا فعلا كنت اناني جدا...
وحقېر و حيوان كمان ....عشان فكرت في مصلحتي و مهتمتش بيكي و لا بمشاعرك و لا إهتميت إني اعرف 
رأيك في جوازنا..و بردو كنت هتجوزك
حتى لو كنت عرفت إنت مش موافقة...
عشان فيكي كل المواصفات اللي كنت
بدور عليها...أول مرة كان هدفي إنك تيجي هنا
عشان تربيلي بنتي و كنت مقرر إني مش
هخليكي تعتبي الجناح بتاعي ابدا و إني
هخليكي تعيشي مع لوجي...
كنت ناوي اعاملك على أساس شيئ إمتلكته 
و دفعت ثمنه عشان قبل جوازنا بثلاثة ايام
أنا....بعثت شيك لوالدتك قيمته  مليون جنيه 
مقابل إنها تقطعي علاقتك بعيلتك نهائي 
بس هي خالفت الاتفاق و حاولت تكلمك 
كذا مرة...
كان كلما تكلم اكثر إنهمرت دموعها أكثر و هي 
تشعر بحړقة قلبها تزداد مع مرور كل ثانية..
فهي على علم مسبق بهذا فشقيقتها آلاء
تحدثها سرا و تخبرها كل ما يحصل مع 
عائلتها....
لاحظ فريد ذلك لكنه لم يتوقف بل أراد إخبارها
بكل شيئ هذه الليلة حتى يبدأوا حياتهم القادمة 
على أسس صلبة. 
أكمل بنبرة هادئة و هو يتنهد بصوت مسموع...
كنت عاوزك وحيدة و ضعيفة عشان اقدر 
اتحكم فيكي راحتي...احبسك في البيت و احرمك
من الجامعة و من...حقوقك بس صدقيني 
كل حاجة تغيرت...بعد ما قربت منك و إكتشفت 
قد إيه إنت إنسانة بسيطة و مش طماعة زي 
ماكنت فاكرك...انا بعتذر إني بقلك الكلام داه 
بس دي الحقيقة...مامتك كانت عاوزني اتجوزك 
عشان الفلوس فأنا كنت فاكرك زيها عشان كده 
كنت كارهك جدا و كنت ناوي أعذبك...كنت 
قرفان منك عشان كده اول ليلة جوازنا طردتك 
من اوضتي....و كنت براقبك عشان اتأكد إنك 
مش هتأذي لوجي...
رفعت عينيها التي كانت تحمل معاني الألم 
و الخذلان ليضمها فريد نحو صدره بقوة 
و هو يردد...كل داه ماضي ملوش وجود 
دلوقتي...إنسي كل حاجة و خلينا نبدأ من
جديد اصلا مافيش قدامك غير الحل داه 
طبعا انا مش هحبرك بس خلينا ندي
لنفسنا فرصة و نشوف صدقيني 
داه مش هيقلل من قيمتك وولا من
كرامتك بالعكس....في رجالة لو الست 
سامحتهم مرة بيفتكرها ضعيفة و بيدوسوا 
عليها ألف مرة بس انا مش كده انا غلطت 
في حقك و بطلب منك إنك تسامحيني 
و بطلب منك كمان إنك تستحمليني 
و انا أوعدك هشيلك في عينيا الاثنين...
أنا مش هكذب عليكي و أقولك إني بقيت 
بحبك فجأة و مش قادر اعيش من غيرك 
بس انا تعودت بوجودك جنبي...بجنانك 
بشقاوتك...بهزارك اللي مش بفهمه أحيانا 
أنا بقالي سنتين عايش زي الآلة...جسد من غير روح 
بشتغل و برجع هنا بلاقي المكان بارد و مظلم 
بقعد لوحدي أفتكر شريط حياتي لغاية ما أنام.. 
بس بعد ما جيتي إنت حياتي إتقلبت حتى 
زمايلي في الشغل عادل و احمد لاحظوا عليا
و بقوا بيحفلوا عليا...
رجعت أضحك و أهزر زي زمان.....بقت عندي
رغبة للحياة من ثاني...
أبعدها عنه ثم حاوط ظهرها بذراعه 
ليسير بها نحو الصالون...أجلسها على 
الاريكة ثم وقف أمامها و هو يفرك ذقنه
متمتما بتفكير...هما كانوا بيعملوها إزاي
ها إفتكرت....بسم الله الرحمان الرحيم  .
أروى رغم بكاءها و حزنها...إيه يا عم إنت
بتسمي ليه...ناوي تذبحني مش تستنى لما
أكتب وصيتي على الاقل .....
إنفجر الاخر ضحكا على چنونها الذي 
لا تتخلى عنه حتى في أصعب أوقاتها 
لا بس هعمل كده....
إنحنى أمامها ليجلس على ركبتيه ليصبح 
تقريبا بطولها و هي جالسة ليضيف بصعوبة 
من بين ضحكاته...ېخرب بيت جنانك يا شيخة 
بوزتي اللحظة الرومنسية حرام و خليتيني
أنسى الكلمتين اللي انا بقالي يومين 
بحفظ فيهم...
أروى و هي تمسح دموعها...لا خلاص انا 
سكت اهو....
فريد و هو ينظر إليها و يمسك بكلتا يديها...تقبلي 
تتجوزيني....
أروى بذهول...بس إحنا متجوزين..
فريد...عارف بس عاوز أبدأ كل حاجة من
جديد .....

أروى بغرور مزيف...موافقة بس عندي شروط...
فريد...و انا موافق على كل شروطك....
أروى...مش تستنى لما تعرفها الأول  .
فريد...تؤ...المهم إنك موافقة .
أروى...طب متعيطش...انا اصلا وافقت 
عشان لوجي  .
فريد بضحك و هو يجلس بجانبها...و انا
أوعدك مش هتندمي...يا مجنونتي يلا ننام
عشان بكرة هتتأخري على الجامعة  . 
صباحا....
خرج سيف من باب الفيلا متجها نحو 
أسطول السيارات الذي كان في إنتظاره
ليقله لعمله...
زفر بحنق و هو يقف أمام باب السيارة
و يلتفت وراءه نحو باب الفيلا و كأنه 
ينتظر رؤية شخص ما...
أغلق باب السيارة الخلفي ثم أشار لكلاوس 
إن يركب إلى جانبه بعد أن قرر هو 
أن يتولى عملية القيادة....
اومأ له الاخر بطاعة و هو يلتفت ليستقل
الكرسي الامامي بجانبه و هو يخفي
رغبته العارمة في الانفجار ضحكا عليه...
فهو يبدو عليه الڠضب الشديد و كلاوس 
للأسف يعلم السبب جيدا و يتوقع جنون 
مديره يوما بسبب برود زوجته و غباءها....
كان سيف يقود بسرعة غير إعتيادية 
بسبب ضيقه الشديد...أرخى ربطة عنقه
و هو يتأفف للمرة العاشرة على التوالي 
قبل أن يلتفت نحو كلاوس قائلا بحدة...
الزفت الدكتور...هييجي إمتى  .
كلاوس...طيارته هتوصل النهاردة بالليل....
سيف...تمام...أول ما يوصل تجيبهولي على 
طول...
تنحنح كلاوس قبل أن يجيبه بتردد فهو عادة 
لا يتدخل في خصوصيات رئيسه في العمل...
أمرك يا سيف بيه....بس...
سيف...بس إيه إتكلم....
كلاوس بتردد...أنا متهيألي إن حضرتك مش 
محتاج ألبير الفترة دي....
الدكاترة النفسيين دول محتاجين وقت طويل ...و حضرتك محتاج حل فوري و سريع....
نظر له سيف ليجده يتحدث بكل جدية
و إصرار ليهتف هو بسخرية...
و هو انا لو كنت لقيت حل كنت إستنيت
الفاشل اللي إسمه ألبير...
كلاوس بتفكير...بالرغم من خبرتي المحدود
مع الستات...بس انا بقترح إنك تستعين
بواحدة ملي بيسموا نفسهم مستشارة علاقات
عائلية او حاجة زي كده....
سيف بحنق...و انا لسه هستعين بأغبياء
ثانيين كفاية الحمار الألماني اللي بقالي
سنين بروحله و معملش حاجة....
كلاوس بخبث...عشان المرة دي المشكلة
مش في حضرتك...
سيف بعدم فهم...أمال فين قول اللي عندك 
مرة واحدة متخلينيش أتعصب عليك اناخلاص فاضلي تكة و اڼفجر 
كلاوس...حضرتك عارف....
سيف بنفاذ صبر...ما حضرتي متزفت عارف 
بس مش لاقي حل...

كلاوس بخبث...الحل..سهل و بسيط مفيش 
حاجة تحرك الست...غير ست ثانية زيها  . 
سيف...قصدك إيه
كلاوس...تخليها تغير عليك و تحسسها إنك 
ممكن تضيع من إيديها...
سيف...يعني اوهمها إني عندي ست ثانية 
في حياتي....مممم يعني لم عملت كده 
هي هتتغير معايا بجد
كلاوس...أيوا يا باشا دي وصفة مجربة 
في كل المسلسلات المصرية القديمة.. 
و الجديدة بردو...
سيف و هو يرفع حاجبيه...بتتريق حضرتك...
تظاهر بالجدية و هو يتابع...مش شايف إنك في الفترة الأخيرة بقيت بتتدخل في حاجات متخصكش....
كلاوس و هو يستوي في جلسته...آسف 
يا باشا...
مر بعض الوقت و هما صامتان في السيارة 
حتى تنحنح سيف ليجلي صوته قائلا...
طب انا هجيب البنت دي منين إنت متعرفش 
واحدة مناسبة تمثل الدور داه
هز كلاوس كتفيه و هو ينظر إليه نظرة مستنكرة
يذكره بعلاقاته الشبه منعدمة بالنساء....
سيف و هو ينفخ بضيق...طول عمرك مش نافعني
في حاجة 
كلاوس و هو يجاهد ان لا يبتسم...طب حضرتك 
و بالنسبة للخطة دي
سيف بضيق...خطة بس على ورق...متنفعش 
تتحول لحقيقة.....
كلاوس...متقلقش اكيد في واحدة مناسبة 
تنفع تعتمد عليها...
أوقف سيف السيارة في قاراج المؤسسة 
ثم إلتفت نحو كلاوس قائلا...مش عاوز 
واحدة ملزقة تفضل تنطلي في الراحة و الجاية...
ضحك كلاوس دون أن يجيبه و هو يخرج 
من باب السيارة ليتجهوا جميعا للأعلى 
نحو مكتب سيف بينما ذهب بقية الحرس
لحراسة مواقعهم المعتادة بعضهم بقي
بجانب السيارات و الآخرون في مدخل الشركة 
قسم آخر في الطابق الذي يشغله مكتب 
سيف......
بعد أربعة أيام......
في مطار الإسكندرية...ينزل صالح درج الطائرة
الخاصة التي إقتناها مؤخرا 
بكل غرور و عنجهية نزع نظارته الشمسية و هو 
يتابع طريقه للأسفل....توقف في منتصف الدرج
ليلتفت خلفه ناظرا لتلك التي كانت  تسير خلفه 
و كأنها تسير نحو منصة إعدامها....
إبتسم لها بسماجة و هو يمد يده نحوها 
ليحثها على الإسراع...تجاهلته يارا و هي
تكمل نزولها ليزفر صالح بنفاذ صبر و هو 
يطوق كتفيها بذراعه قائلا بهمس حاد...
بقلك إيه  الكلام داه مينفعش معايا...
انا جاي هنا عشان أتبسط و أروق مزاجي 
فاتعدلي أحسنلك.... 
رمقته يارا بكره و هي تجيبه...يعني عاوزني 
اعملك إيه.. أرقص عشان سيادتك تتبسط  .
صالح بلطف مصطنع...تؤ الرقص داه
خليه لبعدين...دلوقتي إضحكي و إفردي وشك
كفاية نكد  . 

لم تهتم يارا بما قاله بل تابعت طريقها 
رغم إرتعاش قدميها حتى أنها توقعت وقوعها 
في اي لحظة بل تعد تتمنى في هذه اللحظة سوى  أن تقع من درج الطائرة علها تنفذ من قبضة 
وحشها الذي كان يحاصرها و يخنق أنفاسها 
بشدة....
تحرك صالح بخطوات واسعة خلفها حتى 
وصل إلى جانبها ليمسك يدها و يوقفها عن السير قائلا بحدة...بحذرك لآخر مرة...اوعي تعملي الحركة دي ثاني ...إتقي ڠضبي أحسنلك....إنت 
عارفاني كويس لما بزعل....و دلوقتي يلا 
خلينا نمشي تأخرنا....
حاوط خصرها بذراعه حتى وصلا أمام سيارة
سوداء اللون من
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات