رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 16:20)
هو عاوز....
قاطعه صالح بأعتراض...إنت إزاي تعمل كده
مين غير ما ترجعلي...خلاص كبرت و بقيت
تاخذ قرارات مهمة زي دي لوحدك.....
سيف باحترام...معلش يا جدي أنا بس
زهقت و تعبت من الخناقات و الحروب اللي
ما بينا بسبب الورث...أنا خلاص معتش
عاوزة حاجة منهم خليهم ياخدو كل حاجة
يمكن يشبعوا....المهم يسيبوني في حالي...
في الأوراق بطمع قبل أن يضيف...
و داه طبعا مش ضعف مني بالعكس إنتوا
عارفين إني أقدر بكل سهولة أمحيكوا من
على وش الأرض بكذا طريقة بس انا مش
عاوز كده و إكراما لجدي...هو الوحيد اللي
مانعني عنكوا....بس و عزة جلالة الله من هنا
و رايح لو حد فيكوا تعرضلي أنا او عيلتي
دلوقتي أنا لازم أمشي.....
تقدم ليقبل يد جده الذي كان يحرك
رأسه بأسف و ينظر له بنظرات ذات مغزى
أنهم لن يتركوك حتى لو أعطيت لهم كل
شيئ لكن سيف إبتسم له مطمئنا إياه....
سيف يعلم أن جده رجل ذو طباع قاسېة
و أبناءه هم السبب كان يجب أن يكون
ذو شخصية حديدية حتى يستطيع ترويضهم
الذين يتناحرون من أجل حفنة إضافية
من المال رغم أنهم يملكون منه الكثير.....
أذوا حفيده كثيرا و لكنه سكت و منعه بكل
الطرق عن الدفاع عن نفسه و يعلم أنه
مخطئ لكنه من جهة أخرى حاول تعويضه
بأن أعطاه نصف ثروته و هذا ماسبب
عداوة أكبر بينهم....
آخر مرة قام بتعويضه إتفق معه على التمثيل
لكن في الحقيقة تلك لم تكن سوي خطة سيف
للحصول على حبيبته بأسهل طريقة.....
بينما لم يكن صالح يهتم بأمر حفيدته و لا
إبنته فهو بالفعل تبرأ منها منذ هروبها أي منذ
عشرون سنة....
غادر سيف نحو فيلته و قلبه يكاد يسبقه
فمنذ أربعة أيام و هو تقريبا لم يلتق بحبيبته
للحظة واحدة....طوال الأربعة ايام الماضية
امضاها في الشركة مع كلاوس و جاسر
يرتبان تلك الأوراق
التي أعطاها لعميه منذ قليل....
طوال الطريق جعل السائق يقف عدة مرات
ليشتري لها هدايا متنوعة...باقة ورود و صناديق
شوكولاطة من نفس المحل الذي يشتري منه
نزل من السيارة بلهفة حالما توقفت أمام
باب الفيلا ليهرع للداخل و من حسن
حظة أنه لم يجد أي شخص بالخارج حتى لا
ينشغل به....رفع يده ليطرق باب الجناح
قبل أن يرفع نفس اليد نحو رأسه ليفرك
شعره و هو يكتم ضحكاته المتعحبة من
نفسه....هل أصبح يطرق باب غرفته
و زوجته بالداخل لو رآه أي أحد فحتما سوف
يصبح أضحوكة الموسم.....
فتح الباب سريعا يبحث عنها بعيناه ليجدها
تقف أمام الشرفة تترشف فنجانا من الشاي
الساخن ثم تضعه على سور الشرفة
التي تتكئ عليه و هي تنظر أمامها مستمتعة
بتلك المناظر الخضراء أمامها.....
تنحنح بصوت مسموع قبل أن يتقدم نحوها
ليقبلها قبل أن يهتف بلهفة
وحشتيني جدا...إزيك....
إلتفتت نحوه سيلين ترمقه بغرابة قبل أن
تسأله...إنت كنتي فين...أنا مش شفتك
بقالي كثير .
ضحك سيف قبل أن يجيبها...يعني موحشتكيش...
طب حتى شوية صغنين قد كده .
إلتقطت فنجانها مرة أخرى و هي تقلب
عينيها بضيق تتذكر حديث والدته طوال
الأربعة ايام الماضية..
حرفيا لم تعد تفهم شيئا مما
يدور حولها فبعد آخر مرة أخبرها فيها
أنه يحبها إختفى بعدها أربعة أيام و لم
يظهر سوى الان و طوال مدة إختفائه
لم تدعها سميرة في حالها بل ظلت تردد
على مسامعها قد أجبر على
هذا الزواج و أنها لا يجب أن تغضب منه
لأنه تركها...
بعد أن اعترف لها بحبه قررت داخلها أنها سوف
تعطيه فرصة و انها سوف تبدأ معه حياة جديدة
فقد فكرت كثيرا لو انها عادت لألمانيا فماذا سوف
تفعل هناك وحيدة و مسؤلة عن والدتها المړيضة
بالإضافة إلى خسارتها لمنزلها....
الحياة أعطتها فرصة ذهبية للعيش براحة و هي
طبعا لن ترفض...لكن مع إختفائه ذهبت جميع
قراراتها ادراج الرياح و عادت من جديد
لنقطة البداية......
شعرت بلمسته على كتفها ليعيدها من شرودها
عندما قال...ممم الظاهر إن في حد هنا زعلان
منك ياسيف....حيث كدا......
تناول الفنجان من يدها ليضعه على السور
ثم جذبها نحو غرفتهم.
رفع عينيه ببراءة نحوها منتظرا جوابها
لتردد سيلين دون وعي منها و هي تحرك
رأسها...
ااه...وحشتيني .
إبتسم لها إبتسامة ساحرة جعلت قلبها
يتخبط داخلها لتبتسم له بدورها...مما جعله
يسعد كثيرا لينتقل نحو المرحلة الثانية... و هو يتحدث...
إنت كمان وحشتيني اوي...طول الوقت بفكر
فيكي...كان المفروض نكون مسافرين شهر
العسل بتاعنا بس طلعلي شغل فجأة
و مقدرتش أؤجله...عندك حق تزعلي مني
و انا مستعد لأي طلب تطلبيه مني بس
بشرط خليكي جنبي انا محتاجلك اوي...
سيلين بحنية فهي فعلا أشفقت على حاله...
إحكيلي تعبانة من...من إيه
إستدار سيف ليصبح نائما على ظهره حتى
يستطيع رؤية وجهها و هي يتنهد بتعب
قائلا...
متشغليش بالك إنت...تعبان من الشغل كنت
بخلص شوية حاجات كان من المفروض إنها تخلص
من زمان بس خلاص دلوقتي اقدر أرتاح و.....
نروح شهر عسلنا...
إرتبكت سيلين و حاولت عدم النظر إليه
لكنه لم يسمح لها فقد رفع يده ليثبت وجهها
قائلا...مالك في حاجة مضايقاكي .
سيلين بنفي...لا بس....مش في لازم
نروح honeymoon....أقصد خلينا هنا
المكان حلو .
سيف وهو يتناول يدها قائلا باصرار طفولي...
لا أنا عاوز اروح أتفسح مليش دعوة
بقالي سنين مخدتش أجازة...
سيلين...طيب هنروح فين
سيف بغمزة و هو يعتدل في جلسته...تؤ...مفاجأة .
نزع جاكيت بدلته و ربطة عنقه ثم فتح الازرار
العلوية لقميصه و هو يضيف و قد غلف صوته
بعض الخبث...إيه يا قلبي مش ملاحظة
إن في حاجة ناقصة في الجوازة دي
نظرت نحوه ببلاهة و هي تجيبه...مش فاهم
حاجة ناقص .
سيف و هو يكمل ما يفعله...لا يا حلوة حاجة
ناقصة....مش ناقص و أه أقصد ډخلتنا يا قلبي .
إرتبكت سيلين و إحمر وجهها ثم تحركت
لتغادر الفراش قائلة بتوتر...بردو مش فاهم...
إنت تقصد إيه كلامك صعبة جدا .
سيف و هو يقلدها بسخرية...صعبة
جدا....تعالي هنا رايحة فين
سيلين...انا مش فاهم حاجة...و عطشان عاوز
أجيب ميه و هرجع ثواني بس .
جذبها برفق من يدها نحوه و هو يقول بتسلية...وقعتي يا قطة...بقى عاوزة مية دلوقتي و عاملة نفسك مش فاهمة
كلامي عليا انا يا سولي...يعني عاوزة تقوليلي
إن طنط هدى مقالتلكيش اي حاجة.
نفت سيلين برأسها و هي تنظر له بتوتر
و خوف ليكمل سيف و هو يقرب وجهه من
اذنها...طيب هفهمك أنا....
سيلين باندفاع...لالا.. مش عاوز....
سيف و هو يدعي الحزن...ليه بس
يا حبيبي...صدقيني الموضوع سهل جدا
و كمان و لو مفهمتيش نظري ممكن نلجأ
للعملي .
سيلين بتعجب...نهار اسود.. إنت بتهزر .
سيف بضحك...الحمد لله اول مرة تقوليها
صح....و على فكرة مش بهزر انا بتكلم جد
يعني هما الناس بيتجوزوا ليه مش عشان
قلة الأدب.
أغلقت سيلين عينيها بحرج و هي تحاول
إبعاده قائلة ببطئ...إوعي أنا مستحيل
اقعد هنا....انا عاوز أرجع اوضتي البينك...إنت
إيه حصل معاك النهاردة.
سيف بنفاذ صبر و قد إنقلب وجهه فجأة بعد حديثها ذلك و تهربها منه...واحشااااااني و بحببببك إنت مبتفهميش .
سيلين...طب سيف بالراحة بليز .
سيف...حاضر حقك عليا...أنا آسف...أنا كنت بهزر معاكي...انا مستحيل أعمل حاجة تزعلك....
إبتعد عنها ملتفتا للجهة الأخري و هو
يعتصر عينيه بندم قائلا بنبرة حزينة طفل ضائع...طيب ممكن متبعديش عني..
وقف متجها نحو غرفة الملابس تاركا إياها
في حيرة من أمرها...يا ترى متى ستفهمه
و تتعود على وجوده...
خرج بعد مدة مرتديا ملابس ببتيه ليتمدد
بجانبها و يجذبها نحوه دون أن بتفوه بأي
حرف...وضع رأسها على ذراعه و يده
الأخرى على خصرها ثم أغمض عينيه
محاولا النوم بعد ليالي طويلة من السهر و التعب..
بعد أقل من نصف ساعة لاحظت إنتظام أنفاسه
لتعلم أنه قد نام أخيرا...أخذت نفسا عميقا
ثم رفعت رأسها عن ذراعه و هي تنظرإليه
بحرص مخافة ان توقظه...رفعت يده عن
بطنها ثم تسحبت بهدوء و هي تمشي على
أطراف أصابع قدميها متجهة نحو الخارج.....
نزلت الدرج حافية ثم توقفت عند باب
غرفة والدتها طرقت الباب ثم دخلت مبتسمة
و هي تلقي تحية الصباح عليها باللغة الألمانية...
صباح الخير مامي .
هدى و هي تفتح ذراعيها نحو سيلين...صباح
النور يا قلب مامي...تعالي يا حبيبتي....
جلست سيلين على حافة الفراش بعد أن قبلت
والدتها قائلة...إزيك النهاردة بقيتي كويس
هدى بضحك...كويسة يا روحي متقلقيش
عليا...قوليلي فطرتي
سيلين...أيوا مامي...انا صحيت متأخر و شربت شاي....
هدى...شاي بس من غير فطار ...ليه كده يا حبيبتي إنت مش ناوية تبطلي عادتك دي و إلا إنت بتستغلي إني مش بطلع من اوضتي ....
سيلين...انا مش صغير مامي و بعدين انا بقيت
متجوزة يعني كبرت....
هدى بضحك...اه فعلا كبرتي...قوليلي سيف
كلمك...
سيلين بلامبالاة...هو نايمة فوق في الاوضة .
هدى...طب الحمد لله أنه رجع بالسلامة
مقلكيش كان فين
سيلين...no انا سألته قلي شغل و تعبان
خليته نايم و جيت أشوفك...
هدى بلوم...ميصحش كده يا بنتي إنت
كان لازم تقعدي جنبه تشوفيه يمكن محتاجك
جنبه...
في تلك الأثناء تململ سيف في نومه
ليشعر بعدم ثقل على ذراعه رغم رائحتها
التي كانت تملأ المكان ...فتح عينيه
ليجد المكان فارغا..رفع راسه يبحث عنها
في كل مكان لكنه لم يجدها...
مسح وجهه بضيق قبل أن يغادر الغرفة
نحو وجهة يعلمها جيدا غرفة عمته هدى التي
تقع في الطابق السفلي...
رفع يده حتى يطرق الباب لكنه تراجع عندما
تناهى إلى مسمعه صوت زوجته المتذمر و هي
تشكو لوالدتها....
سيلين...يا مامي قلتلك نايم...و انا كنت نايم
كثير مش عاوزة انام و بعدين خلاص انا هروح
جنبه...اوووف مش بحب أتجوز انا عشان بكره
ابقى كده..هي الست لما تتجوز بتبقى خدامة
لجوزها...
هدى و هي تضربها بخفة على رأسها...بنت...
لمى لسانك أنا عارفاكي...قلتلك يمكن يكون
محتاجك إنت...إنتوا لسه عرسان جداد روحي
شوفيه يمكن يكون صحي و عاوز يلاقيكي
جنبه....
سيلين بتذمر...ليه هو بيبي...مامي انا مش عاوز
اروح انا هنزل أشم هوا في الجنينة....
هدى بصرامة...سيلين...بلاش دلع أجلي فسحتك
دي لبعدين...و بعدين إيه بيجامة ميكي ماوس
اللي إنت لابساها دي...في ست متجوزة بقالها
يومين تلبس كده...
سيلين...عاوزاني ألبس مايوه....
هدى...طول عمرك عنادية و راسك يابس
يا بنتي فتحي دماغك و إفهمي إنت خلاص
إتجوزتي يعني تنسي حياتك القديمة و تنسي
ألمانيا للأبد....و تعودي على عيشتك الجديدة
و إهتمي بنفسك و بجوزك...سيف راجل تتمناه
كل بنت و إنت محظوظة عشان إختارك رغم
إنه كان يقدر يتجوز واحدة ثانية أحلى منك و أغنى
منك...بلاش تتغري في نفسك و تقولي خلاص
أنا كده و مش هاممني حاجة...
سيلين...حضرتك ليه بتقول كده...
هدى...بوعيكي و بفهمك عشان إنت مش حابة
تفهمي...جوزك بيحبك و عمل كل حاجة عشان
يرضيكي فماتقابليش حنيته بقسوتك...
سيلين و هي تتذكر كلام سميرة...
بس سيف تجوزني عشان