الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21:25)

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

كثيرا عندما أخبرها منذ أشهر 
قليلة بأنه يريد الزواج...خبر إنتظرته كأي 
أم تريد رؤية فرحة إبنها مع إمرأة مناسبة 
يختارها قلبه..إستسلمت للأمر الواقع عندما 
علمت ان العروس هي إبنة عمته الهاربة منذ 
سنوات و أظهرت سعادتها المزيفة و هي ترى 
لمعة عينيه كلما رأي سيلين...تلك اللمعة التي 
بدأت تنطفئ رويدا رويدا و هي ترى هذه
المدللة لا توليه إهتماما...لذلك كان لابد من 
تدخلها حتى لا يعود لحالته العصبية التي 
كان يعاني منها سابقا بسبب مۏت تلك الفتاة 
التي كان يحبها في السابق..
كل يوم تقضيه إلى جانبه يجعل من مهمتها 
أصعب لذلك يجب عليها ان تستعجل أكثر...
و ستحرص في المقابل على إيجاد فتاة أخرى 
مناسبة اكثر تنسيه هذه السيلين...
سميرة بقسۏة...
عمل كدا عشان شهم و كريم مقدرش يشوفك
مرمية في الشارع إنت و بنتك بعد ما عمي 
كان مصمم إنه يطردك...من القصر القصر اللي 
هربتي منه من عشرين سنة و رجعتيله ثاني 
و إنت محلتكيش حاجة...
هدى...إنت تغيرتي كده إزاي يا سميرة...
بقيتي قاسېة و أنانية كده إمتى...و إلا الظاهر 
إن السنين اللي قضيتيهم مع إلهام و سناء 
خلتك بقيتي شبههم...أنا فعلا هربت و رجعت 
و انا معنديش مليم في جيبي يأمنا من غدر
الحياة انا و بنتي...رجعت بعد ما جوزي إختفى
من خمس سنين و سابني في الغربة لوحدي
انا و عيلة عمرها اربعتاشر سنة.. 
سابني و أنا تعبانة و بشتغل عشان أمن مصاريفي
انا و بنتي اللي إضطرت تسيب دراستها و مستقبلها
عشاني...عشان تدفع ثمن أخطاء امها...
بنتي ملهاش ذنب يا سميرة عشان تحاربيها...
هي تربت لوحدها متعرفش حد في ألمانيا 
مكانش حتى عندها أصحاب او حتى وقت عشان تعيش فيه و تجرب الحياة...بنتي إتظلمت اوي 
و لسه بتتظلم بسببي بس أنا ندمت اوي و في كل 
يوم بتمنى لو أقدر ارجع الزمن لورا ماكنتش عملت 
اللي عملته ...كنت فاكرة إن الحب 
هو أهم حاجة بس للأسف صحيت على غلطتي
متأخر...كان لازم افكر في إبني أو بنتي اللي
جايين قبل ما أقرر أقطع علاقتي بأهلي....
رغم تأثرها بما عانته هدى في حياتها بعد أن 
هربت في الماضي مع حبيبها إلا أن سميرة 
اخفت حزنها لتقول بنبرة صلبة...
و دلوقتي راجعة تصلحي غلطتك ببنتك.. 
عاوزة تستغليها عشان ترجعي لعيلتك ثاني...
هدى بسخرية...
عيلة...و هي فين العيلة دي بابا مستحيل 
يسامحني حتى لو شافني چثة قدامه و 
أخواتي معادش فيهم عقل غير للفلوس و الثروة
و إنت عارفاهم اكثر مني...ريحي قلبك انا جيت 
هنا عشان بنتي و بس...مقدرتش أخليها تقضي
باقي عمرها في بلد غريب لوحدها...انا اللي غلطت 
و انا اللي لازم اتحمل النتيجة.. هي ملهاش ذنب .
سميرة بصړاخ...
و انا كمان إبني ملوش ذنب عشان يتحمل 
برود بنتك و دلعها البارد..طب...بصي لشكلها
عامل إزاي بذمتك داه شكل عروسة متجوزة 
بقالها اسبوعين...لابسة بيجامة ميكي و عاملة 
شعرها قطتين...انا إبني محتاج ست...ست بجد 
تهتم بيه و بطلباته...و تنسيه مشاكل شغله
لما يرجع المساء يلاقيها 
مستنياه مش قاعدة بتلعب مع إبن الجنايني...
هدى...معاكي حق في كل كلمة قلتيها بس 
إنت السبب في إن بنتي مش قادرة تتقبل 
جوزها و حياتها الجديدة...إنت اللي مفهماها 
إن سيف تجوزها عشان يرضي جده و إنه 
هيطلقها لما يزهق منها...
الكلام داه صحيح يا أمي 
كان ذلك صوت سيف الذي دلف من باب الفيلا 
بعد أن إستمع لحوارهم كاملا...
توترت سميرة و هي تنظر إليه قائلة بارتباك...
ايوا...البنت دي متستاهلكش...متستاهلش
اي حاجة إنت عملتها عشانها.. طلقها يا حبيبي 
و انا ه...
سيف مقاطعا إياها بصرامة
يا أمي لو سمحتي...إحنا تكلمنا في 
الموضوع داه كثير قبل كده و انا قلتلك 
سيلين مراتي و أنا بحبها...و انا لآخر مرة 
هطلب منك إنك تحترمي قراري و متتدخليش
في حياتي مرة ثانية...
سميرة پغضب...بس..
سيف...أرجوكي يا أمي دي آخر مرة تتكلمي 
فيها مع سيلين كده...
سميرة...يعني إيه...عاوزني اسيبك بتدمر 
حياتك و بتضحي عشان البنت دي.. و ياريتها
كانت مقدرة دي مش حاسة بيك اصلا..و عمرها 
ما هتحس بيك و لا هتحبك .
ياسين بنفي و هو يركز على كتابه...لا شكرا...
سيلين...طيب ينفع نبقى صحاب...يا ياسين .
سيف و هو يحاول الحفاظ على هدوءه
من فضلك يا أمي مفيش داعي للكلام داه...
اللي بيني و بين مراتي يخصنا أنا و هي بس...
و قفلي على الموضوع داه مش عايزك تتدخلي
فيه بعد كده....
سميرة پغضب عارم و هي تشير نحو سيلين 
التي كانت تبكي في حضڼ والدتها
ماشي سيف..أنا مش هتدخل بعد كده 
في اي حاجة تخصك و خلي بنت هدى 
تنفعك...بس على الله متطلعش زي امها 
و تهرب منك بعد ما تخلص مصلحتها 
و ترميك....
مسح سيف وجهه پغضب و هو ينظر 
في أثر والدته التي كانت تصعد الدرج 
هو لم يقصد ابدا جرحها او التقليل من 
إحترامها لكنه سبق و ان طلب منها 
عدم التدخل في حياته و خاصة 
موضوع زواجه....لا تعلم ماذا فعل حتى 
يحصل على سيلين و هي تأتي بكل بساطة 
و تدمر حياته ليس مرة او إثنين بل عدة 
مرات.....
غادر و صورة سيلين الباكية في أحضان 
والدتها لإنزال تظهر أمامه...هو عاد من أجلها 
لأنه لم يستطع تركها حزينة طوال اليوم 
لكنه إصطدم بكلام والدته...لقد طلب من 
قبل عدم التدخل في شؤونه فلماذا تعانده 
لماذا لاتفهم...أن حياته متوقفة على وجود 
سيلين...
نزل درج الفيلا بخطوات بطيئة و هو
يرتدي نظاراته الشمسية ليشير لكلاوس
أن يعطي أمرا للسيارات بالتحرك...
____________________________________
في قصر عزالدين.....
في المطبخ....دلفت صفاء إحدى العاملات
في القصر لتجد سعدية منهمكة في غسل
الصحون بينما كانت إبنتها فاطمة تجلس
حول الطاولة الكبيرة في المطبخ ترتشف
كوبا من القهوة و ملامح وجهها لا تبشر بخير...
صفاء بلهفة...الست سميرة رجعت القصر يا بنات ....
فاطمة بلامبالاةيا أهلا و سهلا...ما ترجع و إلا تتنيل 
نقوم نرقصلها يعني 
حدجتها سعدية بنظرات حانقة ثم إلتفتت نحو 
صفاء لتجيبها و هي تنشف يديها بالمنشفة من بقايا 
المياه...
يا ترى إيه اللي حصل خلاها ترجع إحنا كنا 
فاكرينها هتقعد مع سيف بيه على طول في 
فيلته .
صفاء و هي ترفع كتفيها بجهل...و الله مش 
عارفة انا شفتها نازلة من عربيتها من شوية.....
و جايبة شنطتها معاها...يمكن معحبتهاش القعدة هناك فقررت ترجع .
فاطمة بسخرية...و إلا يمكن واحشها الخناق 
مع العقارب اللي هنا...يلا بكرة تزهق و ترجع 
مطرح ماجات .
سعدية بتأنيب...بت إنت لمي لسانك 
لحسن يدخل علينا حد و يسمعك ساعتها مش هيحصل خير .
أشارت لهافاطمة بيديها بلا مبالاة لتقترب 
صفاء من سعدية و تسألها بهمس...
هي بنتك مالها...بقالها كام يوم مش على 
بعضها....
سعدية...ما إنت عارفة..نفس الحكاية القديمة 
مش عاوزه تشيلها من دماغها و تنسى...انا 
غلبت معاها و مفيش فايدة....
صفاء...سيبيها متتعبيش نفسك 
بنتك عنيدة و دماغها ناشفة و مش هتقتنع 
إلا لو جربت بنفسها....
قاطعتهم فاطمة...إنتوا بتتوشوشوا على إيه
صفاء و هي تسير لتجلس حذوها...و هو في 
موضوع غيرك....بنتكلم عليكي طبعا و على 
ال باشا بتاعك اللي سالب عقلك .....
فاطمة بتنهيدة...بقالوا كام يوم مش باين يا صفاء 
يا ترى راح فين ...واحشني اوي ...
صفاء بصوت عال...بنتك تجننت يا حاجة
سعدية...بقت بتحلم وهي صاحية .
فاطمة بتذمر...يعني عشان خدامة و فقيرة 
مش من حقي أحب و أعشق..بكرة الحلم هيتحول 
لحقيقة و هتشوفي.....
صفاء...و الله إنت صعبانة عليا يا بت...محدش قال 
إن الحب حرام بس لازم يكون من الطرفين 
و كمان لما تحبي.. حبي حد يكون مناسب 
ليكي...يعني زيك زيه...بلاش تبصي الفوق 
لحسن توقعي على جدور رقبتك و تنسكر...
فاطمة...أنا وقعت و خلاص يا صفصف.. بحبه 
و مش قادره أنساه و بحلم باليوم اللي يبقى فيه 
ليا...طول ما فيا نفس مش هبطل حلم و هعمل 
جهدي عشان يتحول لحقيقة...
صمتت قليلا ثم اكملت بعزم...
يعني هما الهوانم اللي فوق أحسن مني
في إيه مالكل عارف أصلهم و فصلهم 
و شوفي تجوزوا مين و بقوا إيه و إلا هي 
جات عليا انا يعني .
وضعت صفاء يدها على فم فاطمة تمنعها 
من إكمال كلامه و هي تنهرها قائلة بعد أن 
تفقدت الباب بنظرات خائڤة من دخول
أسياد المنزل...
إتكتمي يا بت و حطي لسانك جوا بقك...سناء هانم
لو سمعتك هيبقى آخر يوم ليكي هنا إنت و امك
أزالت يدها من عليها و تكمل بضجر...
أنا مش عارفة إنت جايبة الجرأة دي كلها
منين
فاطمة...من الحب...
صفاء بسخرية و هي تقلدهامن الهوب.. يعني
قلبك داه لف لف و مدقش غير للباشا إبن
الحسب و النسب.. عليا انا الكلام داه يا بطة
يا بت داه انا عارافاكي و فاهماكي اكثر
من نفسك...إنت حبيتيه عشان فلوسه
عشان عارفة إنك لو طلتيه هتبقى هانم...
زي اللي فوق...
فاطمة بغمزة و هي تتفقد والدتها المشغولة
بتحضير الطعام...برافو عليكي...أحبك و إنت
فاهماني يا صفصف...
في الأعلى...في جناح فريد....
كانت أروى قد إنتهت من تجهيز نفسها
حتى تذهب إلى جامعتها مع فريد الذي
خرج للتو من غرفة الملابس..بعد أن إرتدى
ملابس أنيقة جعلته في غاية الوسامة 
و أبرزت عضلات ذراعيه و صدره العريض 
مما جعل أروى تشرد قليلا و هي تتفحصه
بإعجاب لم يخف عن عينيه الثاقبتين 
ليتقدم نحوها مبتسما بعبث و هو يقول...
سرحانة في إيه
حركت رأسها بنفي و هي تجيبه بارتباك...
لا اصلي تأخرت على الجامعة....
نظر لساعته ليجد أن الوقت مازال مبكرا
ليقول...مممم فعلا الوقت تأخر اوي و الجامعة
زمانها قفلت...و....
كان يتحدث و هو يتفرس ملامحها الجميلة
وجهها الممتلئ الذي يشبه خاصة الأطفال
و عينيها الساحرتين كأعين المها...تسللت يديه دون وعي منه ليفك حجابها و تنسدل خصلات شعرها الشقراء
الحريرية التي يعشقها...
أفاق من شروده على يديها اللتين تبعدانه عنها
ثم سارت لتقف أمام مرآة التسريحة لتعيد ترتيب حجابها من جديد و هي تقول...
انا بقالي ساعة مرزوعة.. قدام المراية عشان 
أعمله...اوووف...
شعرت به يقف وراءه لترفع عيناها لترى 
صورته امامها منعكسة على المرآة...كان ينظر 
نحوها بتلك النظرات التي باتت تعلمها جيدا 
خاصة في المدة الأخيرة...
تمالكت أروى نفسها بصعوبة و هي تلتفت 
نحوه ببطئ تاركة حجابها يسقط على 
الأرض. 
إستطاعت أروى التحدث رغم كمية المشاعر 
التي كانت تعصف بها ليخرج صوتها ضعيفا 
فريد...و الشغل...
أحابها فريد و قد إتقدت عيناه بنيران الرغبة...
يولع الشغل و ابو الشغل....عشان...فريد هيتجنن...خلاص...
في قصر عزالدين.....
صعدت فاطمة الدرج بخطوات سريعة وهي
تحمل صينية الأفطار بين يديها...توقفت أمام
جناح صالح لتنظر على جانبيها يمينا و يسارا
قبل أن تضع الصينية على إحدى طاولة الزينة التي كان يعج بها بهو الطابق ثم وقفت أمام إحدى
المرايا لترتب شعرها و ملابسها ثم قرصت
وحنتيها لتدب حمرة طبيعية بها لتزداد جمالا
و إغراء بملابسها الضيقة الخاصة بالخدم لكنها 
كانت تتعمد رفع التنورة و فتح الأقفال العلوية 
للقميص...
إنتهت لتحمل الصينية من جديد و تطرق الباب
و هي ترسم على محياها إبتسامة ساحرة
جاءها صوته المهيب من الداخل لتتنهد فاطمة
و هي تحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيها 
من نصيبها....
دخلت لتجده يجلس

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات