الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 26 الى الاخير)

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

كليتها...
تقدمت أروى و هي ترمقها بنظرات كارهة 
ثم حملت لجين من يدي فريد قائلة بمزاح...
بطتي الصغيرة عاملة إيه واحساااااني....
قبلتها بقوة من وجنتها الوردية المكتنزة
حتى اصدرت صوتا عاليا لتتعالي ضحكات
الصغيرة السعيدة و هي تلف ذراعيها القطنيتين
حول عنق أروى التي رفعت حاجبيها مرات 
متتالية لتغيض زوجها لأن الصغيرة تمسكت 
بها هي أكثر منه....ليضحك الاخر و هو يعانقهما
متنهدا بحرارة داعيا الله في سره أن لا يضيقه
طعم الفقد مرة أخرى...
ضمته أروى نحوها أكثر مردفة بصوت عال...
خلينا نطلع أوضتنا يا حبيبي..أصلي تعبانة 
اوي من السفر....
لاحظ فريد نظراتها المصوبة نحو هانيا 
و التي كانت تقف و تنظر لهما ببلاهة و كأنها 
لأول مرة في حياتها ترى زوجين يتعانقان...
ليعلم أنها تتدعي التقرب منه حتى تغيضها
لايدري هل ينزعج من مجنونته الصغيرة لأنها
لا تثق به و بحبه لها الذي بدأ يكبر و ينمو مع 
مرور الايام و تضنه قادرا على رؤية غيرها 
و هي التي بدأت تشغل العقل و الفؤاد سويا 
و لا مكان لأمرأة غيرها أم يفرح لشعورها بالغيرة 
عليه و إستعداداها للدفاع عن حقها فيه و ما الغيرة 
سوى أحد أوجه الحب...
إبتسم بخبث و هو يخلص نفسه من ذراع أروي
التي كانت تطبق عليه و كأنه سيهرب ليوجه
حديثه نحو هانيا و هو يهديها إبتسامة من 
إبتساماته الجميلة مما جعل أروى ترغب في 
قټله في تلك اللحظة...
ميس هانيا...ممكن ترتبي هدايا لوجي في 
اوضتها...و في كيس لونه ازرق داه هدية ليكي 
إنت .
هانيا بسعادة...
اوف كورس مستر فريد...و شكرا جدا لحضرتك 
مكانش في داعي تتعب نفسك.
تابعتهما أروى التي كانت تحمل لجين و هي 
تكز على أسنانها من فرط الغيظ قبل أن تهتف
بسخرية...
ما أجبلكوا خيمة و إثنين لمون أحسن أصل
الشجرة متنفعش في الحالات دي .
قظم فريد شفته السفلى ليمنع نفسه عن 
الضحك بينما عيناه كأنتا مصوبتان عن تلك 
التي غادرت من أمامه بخطوان غاضبة 
و هي تدمدم بعدة شتائم.....
لحقها مسرعا غير مهتم بتلك التي لوت شفتيها
بالابتسامة خبيثة بينما إلتمعت عيناها بوميض
الغدر و هي تتوعد بداخلها بالوصول لهدفها مهما
كلفها الأمر.....
فتح فريد باب الجناح لتدلف شعلته الغاصبة 
و هي ترسم على وجهها تعابير اللامبالاة...
تابعها بعيون شغوفة لكل تفصيلة صغيرة 
منها و هي تضع لجين فوق الفراش ثم 
نزعت معطفها و رمته بجانبها لتزحف نحوهه
لجين و بدأت تتلمس فروه الناعم باستمتاع.....
إرتمي فوق المعطف و هو يجذب 
لجين نحوه و يقبلها ثم يبدأ في ملاعبتها
بينما كانت أروى تقف أمامهما تنتظر وقوفه 
لتأخذ معطفها...تعمد تجاهلها لټنفجر فيه 
قائلة...
إنت جيت ليه كنت قعدت تحت ساعدت 
الهانم عشان تفتح الهدية بتاعتها .
فريد بخبث...
متقلقيش هتقدر تفتحها لوحدها....
خطفت الوسادة من فوق السرير لتضربه
بها هاتفة بحنق...
أقسم بالله بارد...بمناسبة إيه تديلها هدية 
ها....داه انا و أنا مراتك قعدت ثلاث شهور 
مشفتش منك صباع روج...تقليد....تقوم جايب للست هانيا هدية...و من اليونان....
فريد و هو يضع الوسادة جانبا...
يا حبيبتي....دي مربية لوجي يعني  زي
مامتها الثانية مش حلوة نجيب هدايا
للعيلة كلها و هي لا....حرام دي مسكينة 
انا مش عارف بتكرهيها ليه
أروى بردح و هي تضع يديها في خصرها...
نعااام...بكرهها ليه يعني عاوز تقلي 
إنك يا حرام بريئ و مالاحظتش بصاتها
الغريبة ناحيتك...
إستقامت في وقفتها و هي ترمقه بنظرات 
قلقة ليلاحظ فريد ترددها و ضعفها ليأنب 
نفسه على التلاعب بمشاعرها الفتية التي 
بدأت تتشكل داخل قلبها ليأتي هو يلجمها 
ليتجلس مكانه ثم قائلا...
إنت هبلة....هانيا مين دي اللي تغيري منها 
انا بس بشفق عليها البنت من عيلة فقيرة
و يتيمة  بتساعد أخواتها عشان يكملوا تعليمهم
و لو لاحظت عليها حاجة مش كويسة 
هديها قرشين حلوين و امشيها....انا بس 
كنت بهزر معاكي عشان اجرب غيرتك 
شوية....ووعد مني مش هعمل كده ثاني.. 
بس متزعليش....
هنا لم تستطع أروى الصمود اكثر لتغطي
وجهها بعينيها و ټنفجر بالبكاء...
إرتجف قلبه داخل أضلعه و هو يراها بهذه
الحالة بسببه ليحاول إزالة يديها هامسا
بحنو...
حبيبتي و الله بهزر...انا دلوقتي حالا هنزل
امشيها بس متزعليش...
لم يطل ردها عليه لتطوق  عنقه بيديها 
و هي تجهش بالبكاء قائلة بصوت متقطع...
أهلي...وحشوني.. اوي .
تنهد فريد بارتياح وهو يمسح على ظهرها
بحنان قائلا...
طب كفاية عياط عشان لوجي بدأت تخاف...
و اللي إنت عاوزاه هيحصل إن شاء الله.
إبتعدت عنه و هي تمسح وجهها پعنف
ثم إلتفتت نحو لجين التي كانت تمسك 
بكم المعطف و  تحاول سحبه من تحت
فريد لتضحك أروى من بين دموعها و يشاركها
فريد الذي ضمھا نحوه بحماية و هو يهمس
في أذنها قائلا...
آخر مرة أشوفك بټعيطي إتفقنا...
أومأت له و هي تقبل كتفه بامتنان ليكمل هو 
بشقاوة...
أنا ميرضينيش شهر عسلنا ينتهي بالشكل 
داه...
نظر نحو لجين ثم غمزها مكملا...
لو مكانتش الدودة دي هنا...كنت نهيته 
بشكل أحلى...
عانقته و هي تضحك بسعادة راجية أن تدوم
هذه الأيام الجميلة التي تعيشها...لبقية حياتها....
في أتلييه المصمم الشهير بسام خوري ...
كانت إلهام و إبنتها ندى و معهم سناء و
كذلك ميرفت والدة يارا كلهن يجلسن في صالون الاتلييه الفاخر بعد أن حجزه صالح لهم حتى ينتقوا منه ما يحلو لهم من فساتين و أحذية....
تقدمت يارا نحو منصة العرض تتبعها 
العاملتين بالمحل و هما تمسكان بأطراف الفستان الضخم الذي كانت ترتديه حيث قامت بتجربة 
أكثر من إثني عشر فستانا من إختيار حماتها
سناء التي أصرت على أن يكون الفستان 
فخما و كثير التفاصيل حتى يليق بكنة عائلة
عزالدين الجديدة......
إبتسمت برضا و هي تنظر نحو ميرفت 
قائلة بغرور...
إيه رأيك في داه...Très chic....
أجابتها ميرفت بمدح...طبعا يا سناء هانم....
ذوقك تحفة مفيش شك في داه .
لوت إلهام شفتيها بملل و هي تضع جهاز الايباد 
من يديها و الذي كان يضم صور الفساتين 
التي يحتويها المعرض...حتى أنها لم تبد رأيها
في أي فستان إرتدته يارا..فكل ما يشغلها هو 
هذه المرأة الفاتنة و التي ستصبح جزء من
العائلة.. طبعا هي لم تكن تعني يارا....بل 
والدتها ميرفت عزمي زوجة المستشار ماجد 
عزمي إمرأة في غاية الجمال و الأناقة من
يراها يظن أنها في بداية الثلاثين من عمرها و
ليس أما لفتاة على وشك الزواج....
تنهدت بضيق و هي تتذكر نظرات زوجها كامل 
المعجبة بها و هو يقبل يدها كرجل نبيل بدل
إن يصافحها كما فعل شقيقه...ليس ذلك 
فقط بل لم يخجل أيضا من مدح جمالها 
أمام زوجها الذي إكتفى بتوزيع الابتسامات 
كالابله و كأن من يتحدثون عنها ليست زوجته
و تخصه لوحده....
حركات عادية و مألوفة في المجتمعات الراقية
لكن إمرأة كإلهام لن ترضى ابدا أن تشغل 
أنثى أخرى عقل زوجها و لو ليوم واحد....
سلطت أنظارها على سناء التي كانت تتحدث 
مع المصمم الذي كان يمتدح بتملق أناقة ذوقها 
لإختيارها ذلك الفستان المفضل له في مجموعته 
الجديدة...و هي ترسم على وجهها أبشع إبتسامة
في العالم متمتمة بصوت منخفض...
آسفة يا سوسو...بس مفيش قدامي حل غير داه...
أخفت ميرفت دهشتها و هي ترى فاتورة
الفستان الذي بلغت قيمته حوالي ثلاثمائة 
ألف دولار...و الذي أدهشها أكثر ردة فعل سناء 
العادية و التي إنشغلت من جديد باختيار 
حذاء يتناسب مع الفستان...
لكن أفعى كإلهام لم يكن ليفتها هذا الأمر 
حيث مالت نحو ميرفت لتهمس لها تتدعي
النصيحة...
ثلاثمائة الف دولار...دول مبلغ عادي 
سناء هانم بتصرفهم كل يوم على سفرياتها
و لبسها أصل جوزها أمين بيه...هو المدير 
التنفيذي لشركات عزالدين...مدلعها آخر 
حاجة....دي عندها مجوهرات بملايين...
و شنط و جزم...ثمنهم يساوي  ميزانية دولة 
بحالها .
إتسعت عينا ميرفت بإعجاب و هي ترمق
سناء بنظرات جانبية قبل أن تتمالك نفسها
قائلة...
ربنا يخليهم لبعض...
إلهام و هي توسوس في أذنها كحية سامة...
اه بس على رأي المثل...الحلو ميكملش.
ألقت ميرفت نظرة خاطفة على سناء التي 
كانت مشغولة مع المصمم قبل أن تميل برأسها
من جديد تسألها بهمس...
ليه بتقولي كده.
إلهام پحقد...
أصل سناء دي بعيد عنك...طماعة اوي...
و جوزها المسكين غلب معاها مهما عمل مش 
عاجب داه حتى عمي نصحه أكثر من مرة إنه 
يطلقها و يريح دماغه بس رفض عشان 
ولاده إكمنهم كبروا يعني و ميصحش 
يبقى ابوهم مطلق أمهم في العمر داه...
ميرفت باقتضاب و هي تبحث داخل عقلها
عن مبررات...
باين إن سناء هانم من عيلة كبيرة عشان 
كده عاوزة تحافظ على مستواها الاجتماعي 
و داه مش غلط على فكرة.
اومأت لها ميرفت بتفهم رغم ملامح وجهها
التي كانت تدل على عدم توقعها لمثل هذه
الحقائق لكن ما يقال البيوت أسرار....
إنتبهت ميرفت لسناء التي كانت تحدثها
لتأخذ رأيها في إختيار التاج المناسب 
للفستان بعد أن إختارت الحذاء بمفردها.....
إيه رأيك يا ميرفت هانم....داه و إلا داه...
و إلا ناخذهم الاثنين .
أجابتها الأخرى و هي تشير نحو يدها اليمنى
التي كانت تحمل بيها تاجا أضخم و اكبر...
متهيألي داه حلو....
إبتسمت لها سناء بتكلف قائلة...
تمام...يبقى ناخذ داه...
تقدمت يارا لتجلس بجانب والدتها بعد أن 
إنتهت من إرتداء ملابسها و التي كانت حاضرة 
جسدا بلا روح و كأنها تعودت على تنفيذ الأوامر فقط لترمقها سناء بنظرات 
غير راضية و هي ترى ملابسها البسيطة 
التي كانت ترتديها و المتكونة من كنزة 
شتوية برقبة طويلة و بنطال جينز لكنها لم 
تعلق...بل حولت نظرها نحو جهة الفساتين 
قائلة...
أنا من رأيي ناخذ كام فستان عشان يارا....
دي هتبقى حرم صالح عزالدين و مينفعش 
تخرج بالجينز كده .
حمحمت ميرفت بحرج و هي توجه رسالة 
خفية متوعدة لإبنتها العنيدة التي تشاجرت 
معها قبل سويعات قليلة عندما إعترضت 
على ملابسها التي إختارتها بلامبالاة 
رغم أهمية هذا الموعد الذي يعتبر الأول 
بين العائلتين طبعا إذا لم نحتسب يوم 
الخطوبة...
تكلمت ميرفت مبررة...
مفيش داعي يا سناء هانم...يارا بنتي عندها
فساتين كثيرة من دور ازياء عالمية في باريس
و روما بس هي كده بتحب البساطة لكن 
داه اكيد هيتغير بعد الجواز متقلقيش .
همست ندى و هي تميل إلى والدتها معلقة...
دي ناقص تبوس إيديها و رجليها عشان 
الجوازة دي تكمل...
إلهام بهمس...
خليهم يفرحوا شوية.....
أشارت سناء نحو إحدى العاملات اللواتي
كن يقفن بالقرب منهن منتظرات أي طلبات 
منهم لتردف بغرور...
قولي لبسام بيه يبعثلي الكولكشن الجديد 
بتاعه على إيميلي و انا هبقى أختار براحتي.
العاملة باحترام...اوكي ياهانم.....
أخفت إلهام سعادتها و هي ترى نظرات 
ميرفت العدائية نحو سناء التي يبدو 
أنها تريد عيش دور الحماة المتسلطة 
التي تقوم بإختيار ما يخص زوجة إبنها 
بنفسها خاصة مع إستسلام يارا الكامل لها 
البلهاء لاتدري أنها بفعلتها قد خدمت خطة
الافعى  إلهام و أكدت أنها بالفعل إمرأة
طماعة و متكبرة....
بعد ساعة أخرى إنتهى الجميع من التبضع 
و قامت كل من ندى ووالدتها من إختيار 
فساتين مناسبة...ثم غادروا كل منهم لوجهته 
بينما بقيت بقيت وسوسات إلهام ترن في 
اذن ميرفت دون إنقطاع .
في جنوب إفريقيا و تحديدا جوهانسبورغ......
 و أخيرا فتحت الجميلة النائمة عينيها 
بعد أن قضت يومين كاملين نائمة تحت تأثير 
المخدر...هزت رأسها و حركته يمينا

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات