الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 26 الى الاخير)

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

و يسارا
تتفحص هذا المكان المظلم. 
في بادئ الأمر 
ظنت أنها في غرفتها لتبعد الغطاء عن 
ثم تحركت بحذر نحو زر الإنارة حتى تضيئ 
المكان لكنها لم تجده...
تحسست بيدها الجدار من جديد لكن  دون جدوى...
صرير الرياح في الخارج تحرك الأشجار و النوافذ
لتصدر أصواتا مرعبة خاصة في هذا الظلام الحالك.
همست بصوت منخفض تناديه لعله ينقذها
من هذا المكان الموحش كما تعودت أن تلجأ 
إليه في جميع أزماتها...
سيف...إنت فين يا سيف....سيييييف.
نطقت إسمه بصوت عال ثم تسارعت 
خطواتها في كامل أرجاء الغرفة تبحث 
عن منفذ لها و هي لاتزال لا تدري أين هي 
أو ماذا يحصل حولها...يا ماماااااا
أطلقت صړخة مدوية حين تعثرت بقماش
الستائر لتقع أرضا لكنها ما لبثت أن إستقامت
من جديد على قدميها مكملة بحثها دون جدوى 
و كأنها غرفة ملعۏنة لا أبواب و لا نوافذ و لا إنارة....
ضمت قدميها نحو صدرها و هي تلتف بالغطاء
بعد أن تعبت من كثرة البكاء و الصړاخ حتى 
بح صوتها لتوقن أخيرا أنها ليست في غرفتها 
و أن شخصا ما خطڤها ومن غيره آدم......
اخرجها من هواجسها صوت صرير الباب و هو
فتح لتهز رأسها بتوجس تطالع هوية الداخل 
لكنها لم تستطع أن ترى بسبب الظلام الشديد
فقد خيال....لرجل ضخم يخطو داخل الغرفة....
لتقفز سيلين من مكانها باتجاهه بخطوات متعثرة
و هي تردد دون توقف...سيف.....سيف .
إرتمت عليه تعانقه...تشكو منه إليه...
سيف إنت رحت فين النور قاطع و المكان 
هنا يخوف...قلي إحنا فين
...عرفتي إزاي إنه انا
تحدث بصوت أجش و كأنه لم يتحدث منذ 
سنوات و يداه تدفعانه عنها برفق....
إعترفت و هي تنظر له بدهشة...من ريحة البوفيوم 
بتاعك...سيف مالك
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تتفحص الغرفة
التي أنيرت فجأة....
كانت في غاية الجمال رغم كآبة ألوانها التي 
تتراوح بين البني و الأسود...سرير و خزانة 
كبيرة بنية اللون و زربية تغطي الأرضية 
و اريكة جلدية سوداء بالإضافة إلى شرفة زجاجية 
كبيرة تمتد على كامل الحائط و لا ننسى 
ذلك الكرسي الهزاز القديم الذي أضاف
للمكان  طابعا عتيقا ....
تمتمت دوم تصديق تسأله...
إيه المكان داه 
لم يجبها بل تخطاها ليفتح الشرفة ثم يعود 
ليجر الكرسي الهزاز و يضع بالقرب من سور 
الشرفة الخشبي و يجلس عليه بهدوء....
إنتظرته حتى إنتهى ثم عادت لتساله من جديد...
سيف انا بسألك إحنا فين
إستنشق دخان سيجارته التي إشعلها للتو 
قبل أن يرد بجفاء...في جنوب أفريقيا.....
و كما توقع جن چنونها و لسانها لم يتوقف عن 
السؤال كيف و أين و متى ولماذا جاؤوا إلى هنا...
بينما هو لم يكف عن التحديق بها و بعينيها
البلوريتين التي ترمقانه بدهشة من حين 
إلى آخر.....صوت صړاخها أيقظه من شروده 
...إنت مش بترد ليه انا بكلمك إنت خاطفني
صح...إنطق قول أي حاجة أنا هتجنن 
أرجوك يا سيف رد عليا .
ختمت كلامها بضړبة صغيرة من يدها على 
ظهر الكرسي دليلا على نفاذ صبرها لكن
شيئا لم يتغير بل ظل على حاله يجلس
ببرود و  يتطلع الغابة المظلمة المحيطة به 
و كأنها أجمل لوحة في العالم...
رمى بقية سيجارته ثم بدأ يتنفس الهواء
من أنفه عدة مرات دلالة عن تصاعد غضبه 
قبل أن يقف من كرسيه فجأة وقد بلغ 
منه الڠضب مأخذه لېصرخ فيها بصوت عال 
أرعبها...
إخرسي....كفاية...كفااااااية 
خاېفة من إيه...قوليلي.....
أخذ يهزها من كتفيها غير مبال بإرتجاف
و لا بزرقاوتيها الحائرتين ليدفعها عنه
پعنف خوفا من ضعفه أمامها...
مټخافيش انا معاكي....
همس بخفوت قبل أن يجلس من جديد 
على كرسيه و يغلق عينيه مستندا برأسه على 
ظهر الكرسي.
كان يستمع لصوت أنفاسها العالية و هي 
تقف خلفه مباشرة يعلم أنها فضولية و لن 
تتركه حتى تعلم ما يجري.. لماذا هم هنا و كيف 
جاؤوا إلى هنا....
نطق مفسرا دون أن يفتح عينيه...
جينا هنا عشان عندي شغل..شوية 
و هننزل تحت عشان نتعشى .
طب فين ماما و طنط سميرة...هما كويسين
و آدم.....
كانت تقف وراءه مباشرة و هي تسأله 
لتشعر بظهرها  في الثانية الأخرى يرتطم 
على الحائط و سيف يقف مقابلا لها يحدق
فيها بنظرات قاټلة عيناه تكادان تخرجان
من مكانهما صدره يعلو و يهبط 
من شدة غضبه....كان حرفيا كوحش هائج 
قد خرج من قفصه للتو...لأول مره تراه 
بهذا المنظر المرعب او بالأحرى لأول مرة
ترى وجهه الحقيقي الذي حدثه عنها آدم...
همس  و هو يميل برأسه حتى لامس 
أنفه و شفتيه جانب وجهها ليرتجف جسده
و كأنه مسه كهرباء...
إخرسي...إوعي تنطقي إسم الكلب داه على 
لسانك...قريب جدا هتخلص منه للأبد...
هقتله سامعاني . 
حركت رأسها و دقات قلبها تتصارع و كأنها
في سباق قبل أن تنكمش على نفسها و هي
تشعر به يقبل عنقها و أسفل فكها قبلات 
قوية....
تركته يفعل مايشاء ظنا أنه سيبتعد عنها 
بعد أن يهدأ لكن مع مرور كل دقيقة كانت 
لمساته تزداد جرأة و...قسۏة.
أزلت ذراعها قليلا حتى تضغط على يده 
لتكف حركته لكنه حدجها بنظرة لم 
تفهم مغزاها حتى إبتعد عنها....و هو ينفجر
ضاحكا و كأنه مختل عقلي.....
كانت تراقبه بحذر حتى إنتهى من ضحكته
ليهتف مرة واحدة بنبرة منكسرة...
لسه رافضاني...طب ليه قوليلي إيه اللي
مش عاجبك فيا و انا أغيره....بس
تحبييني......
ضړب صدره بقبضته عدة مرات قبل أن
يكمل إعترافه دون إهتمام أن يظهر أمامها
بمظهر الضعيف...
إنت الوحيدة اللي من يوم ما شفتك رجعتلي
طعم الحياة من ثاني...قويت بيكي و بقى عندي
أمل عشان أحيا و أقاوم و أستمر رغم كل
حاجة بتحصل حواليا....إستنيتك كثير...
عشان تحسي بيا و بقلبي...بس إنت كل يوم
بتبعدي عني  أكثر . 
بللت طرفي شفتيها و هي تستدعي أفكارها
التي هربت فجأة و كأنها لم تقضي أياما و ليالي
طويلة و هي تبرر لنفسها ما يحصل...
بس إنت...إتجوزتني عشان طلب جدو يعني
مش بتحبني. 
تعلقت أنطارها به و هي تشاهده يضحك
بأعلى صوته مرددا كلماتها التي أصبحت
مصدر سخرية له...
مش....بتحبني...مش بتحبني. 
توقف فجأة يطالعها بعيون خاوية مما جعلها
تحني رأسها حتى لا ترى نظراته المنكسرة
و التي مزقت نياط قلبها فسيفها  لا يليق
به سوى القوة....
فهم حركتها لكنه لم يهتم بل رفع ذقنها
و هو يضع يده الأخرى بجوار كتفها على الحائط
مردفا...
تعبت...الجبل القوي إبتدى ينهار يا سيلين
أعمامي عاوزين يتخلصو مني عشان ياخذو
فلوسي و إبن عمي هدفه في الحياة إنه ېقتلني
و ياخذك مني....جدي بيساندهم رغم معرفته
بكل حاجة تعب الشغل و ضغوط الحياة...
خناقاتك إنت و أمي ومسؤولية عمتي.....
بس داه كله في كفة و إنت في كفة ثانية
خالص....مش عارف أتعامل معاكي حاولت
بكل جهدي إني أفهمك بس مقدرتش...اول
مرة سيف عزالدين يفشل في حاجة...مشكلتك
إنك ساكتة مش بتتكلمي مش بعرف بتفكري في
إيه و إلا عاوزة إيه بيني و بينك جدار جليد
و لازم نتعاون عشان نذوبه...مفيش قدامنا
غير الحل داه و إنت عارفة كويس .
أكملت و هي ترمش بعينيها...
عارفة...إنك تقصد  لو سبتني في ناس
هتأذيني مش كده.
اغمض عينيه يستدعي كل مخزون الصبر في
العالم و هو يكور قبضته حتى لا يكسر راسها
العنيد ليزفر بقوة قبل أن يفتح عينيه قائلا
بهدوء مصطنع...
لا....أنا عمري ما هسيبك عارفة ليه....عشان
الاحتمال داه مش موجود أصلا في قاموسي...
لآخر نفس ليا يا سيلين...لآخر نفس هتبقي
مراتي....أنا مش عارف هقعد لإمتي بقلك
إني بحبك....من يوم ما شفتك في المطعم
اللي بتشتغلي فيه و انا عرفت إنك هتبقي
ليا....رغم إني ضيعتك و ندمت جدا إني
مخدتكيش من هناك ليلتها و لما جيتيلي
بنفسك للشركة قررت إني مستحيل اسيبك
مهما حصل...ركزي ها....ركزي في كلامي
عشان الظاهر إن فهمك بالعربي ثقيل اوي....
أنا بحبك....أنا بحبك و مش عشان
وصية و لا زفت إفهمي بقى  . 
و لأول مرة تبتسم له...تلك الابتسامة المشرقة
التي لا طالما تمناها.. رباه كم بدت فاتنة و 
حمرة الخجل تزين وجنتيها حوريته الصغيرة 
التي ملأت حياته بشقاوتها و دلالها...كم اتعبت 
روحه و أتعبت قلبه الذي صار عليلا رغم 
وجودها فهل آن الأوان لتشفيه و تعيد له 
الحياة من جديد
ظل ينظر إليها كالابله لتخرجه من حيرته
و هي ترفع نفسها للأعلى قليلا محتضنة 
جسده بتحفظ...
كان أجمل شعور يحصل عليه منذ سنوات...
دفئ جسدها الصغير و رائحتها الطفولية
الناعمة تخللت أنفه وصولا لرئتيه...ليرفع 
يديه ببطئ و يضمها نحوه بكل رقة كما 
يفعل كل ليلة و هي نائمة خوفا من إستيقاظها....
لكنها الأن مستيقظة...مازال عقله لم يستوعب
جملة الاحداث و التغيرات التي حصلت....
شعر و لكن
كيف ذلك و هو مازال لم يتأكد جيدا أنها
بين يديه...رفع جسدها نحوه و هو ليستمع لضحكاتها لكنه لم يبالي
و هو يسير بها نحو الفراش....و في نيته
طي صفحة الماضي وإستبداله بحياة جديدة 
كتب لها أن تبدأ في بلد غريب......
يتبع
الفصل التاسع و العشرون

قضيا يومين أشبه بالحلم و لم ينغص فرحته
سوى الخبيث صالح الذي لم يتوقف عن الاتصال
به و التأكيد عليه بأن يحضر حفل زفافه....
إوعى متجيش...أنا حضرت فرحك على فكرة...
حجة صالح التي يلقيها على مسامعه كلما
تحدث معه ليستسلم سيف و يقرر الرجوع
لمصر حتى يحضر حفل الزفاف....
كان الحفل فخما للغاية حيث حرص صالح
على أن يكون كل شيئ مثاليا من الديكور
و مختلف مظاهر الزينة التي غطت كامل
أرجاء حديقة القصر و كذلك البوفيه الذي
أعد من قبل أشهر الطباخين في البلاد....
حفل حضره نخبة من رجال الأعمال من 
أصدقاء العائلة و منافسيهم أيضا...
في إحدى غرف القصر التي خصصت 
ليتم تجهيز العروس فيها كانت يارا 
تقف في منتصف الغرفة تنظر قدوم صالح 
ليصطحبها للأسفل.....ليدلف اخيرا بطلته 
الآسرة و هو يرتدي بدلة سوداء فاخرة 
جعلته في غاية الأناقة و الجاذبية في 
أعين الجميع ما عدا...يارا التي ضغطت
على أسنانها پغضب حالما رأته لتخفض 
عينيها أرضا ليس خوفا منه بل لأنها لا تريد رؤيته أمامها....
اطلق صفيرا يعبر عن إعجابه به حالما 
رآها بفستان الزفاف قبل أن يضيف معترفا
رغم إن مش دي اول مرة اشوفك بفستان 
الفرح بس...حقيقي واو مفيش أحلى من كده....
تقدم ليصبح أمامها مباشرة ليأخذ يدها و يقبلها
قبلة طويلة جعلت يارا ترغب و بشدة ان 
يجذب يدها لكنها تمالكت نفسها و هي تتصنع
الهدوء قبل أن تجيبه...
شكرا....
ضحك حتى بانت أسنانه اللؤلؤية و هو 
يقول من بين ضحكاته الخبيثة...
قدامك الليل كله عشان تشكريني فيه
براحتك يا بيبي...
و كأنه للتو إنتبه لرفبة الفستان المنخفضة
حتى ظهر جزء كبير من عنقها و اسفله 
لتتبدل ملامحه للڠضب هادرا بعصبية...
معجبكيش غير الفستان العريان داه..
قبض على يده حتى لا يضربها و هو يرمقها
بنظرات ڼارية مكملا بقسۏة...
طبعا ما إنت في الكباريهات 
و متعودة على العريان .....
طأطأت يارا رأسها و هي تمنع دموعها 
من الهطول متمتمة بصوت منخفض...
مامتك هي اللي إختارته...مش أنا .
شعرت به يضع الطرحة فوق رأسها 
و هو يوصيها لكن بنبرة آمرة محذرة...
الزفت داه ما ينزلش من فوق دماغك 
طول الليلة و لو وقعت حتى بالغلط 
هتشوفي انا هعمل فيكي إيه
أجابته و هي تتصنع الشجاعة...
يعني هتعمل إيه أكثر من اللي عملته
أمسك فكها بين أصابعه ليضغط عليه
هادرا و عيناه تشتعلان پغضب...
لو عاوزة تعرفي إبقي شيلي

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات