رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
إيه الفايدة ما إنت عارفة إني مش هقدر ألبسه
إنت ناسية تعليمات جدي...
سناء...لا مش ناسية بس...
نظرت لإلهام التي كانت مشغولة بفحص
أحد الخواتم الماسية الكبيرة ثم همست في
اذنها بصوت منخفض...
خلي هشام هو اللي هيدفع ثمنه..
أحست إنجي باضطراب معدتها عند ذكر
إسم هشام لتجيبها محاولة التماسك أمامها...
بس داه غالي اوي و انا مش عاوزة أكثر
سناء بعدم مبالاة...متقلقيش عليه داه معاه
فلوس قد كده..دي حتى أمه قالت إنه هيفتح
مستشفى خاص بيه....
إنجي...ربنا يوفقه....
قاطعت حديثهم إلهام التي كانت تمسك
بطقم تريد أن تريه لسناء قائلة...
بصي داه.. حلو اوي...
سناء بعد أن ألقت عليه نظرة...
فعلا..شيك جدا...
دايفد متدخلا...
طول عمرك ذوقك حلو يا إلهام هانم...
و انا قلت إنها مش هتليق غير عليكي
عشان عارف ذوقك فريد من نوعه و مش
بيعجبك غير القطع النادرة و المميزة...
إلهام بغرور...
طبعا إلهام عزالدين مش بيعجبها أي حاجة
أنا هاخد الطقم داه و شوف سناء هانم هتاخذ
إيه
أغلقت العلبة ثم وضعتها على الطاولة
ثم إلتفتت نحو سناء التي إختارت بدورها
بعد دقائق جمع ديفيد و مساعديه بضاعتهم
ثم غادروا...
إلهام و هي تضع ساقا على الأخرى قائلة
و هي ترمق إنجي بنظرات ذات معنى...
هو أنا مقلتلكيش يا نوجة...مش هشام
سافر لندن النهاردة....
إنجي...اه عارفة...ربنا يوفقه....
إلهام...آمين...بس هو مش هيقعد كثير
عشان عاوز يفتح مستشفى خاص....
إنجي و هي تقف من مكانها بارتباك واضح...
هرولت راكضة نحو الخارج تحت نظرات
سناء المندهشة و إلهام الحاقدة التي
كانت سعيدة جدا لأن إبنها و أخيرا إبتعد
عن إبنة امين كما تسميها....
في الخارج كانت إنجي تبكي بقوة داخل
سيارتها و هي تردد من بين شهقاتها...
حقېر....ال
ظلت عدة دقائق تبكي قبل أن تمسح دموعها
بهشام لكنها وجدت هاتفه مغلق كحاله
منذ ثلاثة أيام.....
في فيلا ماجد عزمي....
تثاءبت يارا بنعاس و هي تمد يدها لتبحث
عن هاتفها....سمعت صوت مروى لتفتح عينيها..
مروى...صباح الخير...و أخيرا صحيتي..
يارا بتعب ...صباح النور....لابسة كده و رايحة على
فين...تحدثت يارا عندما وجدت مروى مرتدية
مروى بضحك...رايحة على بيتي.. بقالي يومين
قاعدة معاكي هنا..متهيألي كفاية...
يارا و هي تزيح اللحاف من فوقها...بس انا محتاجاكي جنبي اليومين دول ما إنت عارفة...
مروى...لا عارفة و لا حاجة.. متهيألي إننا تكلمنا في الموضوع داه كثير و فهمتك إزاي تستغلي نقطة
هوسه بيكي لصالحك ....
يارا بانرعاج...بس داه مش حل...أنا أصلا مش
بطيق أبص في وشه إزاي همثل إني
بحبه و متقبلاه و بعدين هو مش غبي
عشان يتخدع كده بسهولة.....
مروى و هي تجلس بجانبها قائلة بهدوء...
يويو حبيبتي انا عارفة إن ده صعب عليكي
بس إنت مضطرة تعملي كده.. عشان حاليا
مفيش قدامك
غير الحل داه و إنت اصلا مش بتمثلي...
و لا بتخدعيه...داه هو بنفسه بيطلب منك
إنك تسمعي كلامه و توافقيه على كل حاجة
يطلبها منك...بالعربي كده هو عاوزك تطيعيه
زي العبدة مقابل إنه يعاملك حلو...ماهو قلك
كده بالحرف الواحد...نصيحتي إسمعي كلامه
و نفذيه عشان إنت اكثر واحدة مجربة زعله...
يارا...اوووف بقى انا زهقت و تعبت نفسي
ارجع ثاني حرة زي زمان...نفسي انام و اصحى
الاقي نفسي بحلم و إن اللي عشته الشهور اللي
فاتت كان مجرد وهم....
مروى و هي تربت على ساقها...متقلقيش
إن شاء الله كل حاجة هتتحل اصبري بس
شهرين كده و يزهق منك و ساعتها هترتاحي....
يارا و هي تزيح يدها پعنف...يا سلام يعني
أستنى سيادته عشان يزهق مني...
مروى...طيب قوليلي في حل ثاني ما إنت
جربتي كل حاجة و بردو مش نافع...اللي زي
صالح عزالدين داه متنفعش معاه القوة...و لوي
الذراع...
يارا...عارفة بس انا أعصابي تعبت مبقاش فيا
حيل أتحمله...كل يوم بلاقي نفسي غرقانة
معاه في مصېبة اكثر...
مروى... عشان كده لازم تبينيله إنك خلاص
إستسلمتي عشان يحس إنه حقق إنتقامه
منك....و بكده هيزهق و يسيبك...
يارا باستنكار...إنت ليه عاوزاني اذل نفسي
له أكثر من كده...
مروى...عشان متتأذيش...مقاومتك ليه يعني
أذية اكثر...
يارا...بردو مش بإيدي...أنا كلما أشوفه ببقى
عاوزة أقتله عشان أخلص من سجنه..
مروى...و انا زيك بس هنعمل إيه مفيش في
إيدينا حاجة نعملها...لازم نصبر و أكيد
هييجي يوم و ربنا ياخذلك حقك منه...
بس قوليلي يا يويو هو يعني لو جا يوم
و صالح بيه...طلب منك إنك تسامحيه
و تبدأوا حياة جديدة مع بعض هتوافقي...
يارا بلهجة مستنكرة...إيه اسامحه مستحيل
طبعا...
مروى...طب ليه
يارا و ترفع حاجبها پصدمة...
نعم...إنت بجد بتسألي ليه مروى إنت كويسة....
مدت يدها لتبسطها فوق جبينها تتحسس حرارتها
تجدها عادية لتزفر بارتياح قائلة...
مفيش حرارة...بتخرفي بس....
مروى بضحك...بالعكس انا بسألك و انا في كامل
قواي العقلية....لو فرضنا إن صالح تغير و بقى بيحبك
و إعتذرلك على كل حاجة عملها معاكي.. هتقبلي
تسامحيه...
يارا بتنهيدة...
أكيد لا....أنا دلوقتي بتمنى حاجة واحدة
بس...و هي إنه يختفي من حياتي و يسيبني
في حالي....مش عاوزاه يتغير و لا يحبني
و لا أي حاجة...اللي شفته منه كثير اوي
و مفيش أي كلمة في الدنيا هتوصف العڈاب
اللي انا عشته على إيديه...ضړبني و اهانني
و ذلني قدام اللي يسوى و اللي ما يسواش ...
خلاني ابوس رجليه و انا بترجاه إنه يرحمني
و يسامحني على ذنب صغير انا إرتكبته من
سنين....دمر حياتي و مستقبلي سابش ليا
أي أمل أكمل بيه حياتي اللي بقيت شايفاها
سواد قدامي...مفيش ست في الدنيا هتحب
راجل أذاها...دي بتبقى بس في المسلسلات
و الأفلام اللي بنتفرج عليها .
مروى بصوت حزين...
معاكي حق...هو فعلا ميستاهلش يتحب..
قطع حوارهم رنين هاتف يارا الذي أعلن عن
وصول رسالة جعلت أنفاس يارا تنقطع من
شدة الفزع....نظرت عيون خائڤة نحو مروى
قبل أن تتناول هاتفها و تفتح الرسالة التي
كانت مرسلة من صالح يخبرها أن سيمر
ليأخذها مساء...
أغمضت عينيها و هي تسند رأسها بين
يديها قبل أن تمتم بيأس...هعمل إيه يا مروى...داه عاوزني اروحله الليلة....
مروى...تبقى فرصة تنفذي فيها اللي إتفقنا
عليه...متقلقيش هما مرتين ثلاثة و هيزهق
منك..
يارا پغضب و هي تزيح يدها بعيدا عنها...
إنت لسه بتشتغلي لحسابه صح...
مروى پصدمة...ابدا و الله...انا بس عاوزة
أساعدك عشان تخلصي منه بسرعة....
يارا بعدم تصديق...أتخلص منه إزاي...إذا كنتي بتشجعيني
أستسلمله و ابقى زي العبدة عنده...
مروى...طيب خلاص إعتبري نفسك ماسمعتيش
حاجة و روحي إعملي اللي إنت عاوزاه...بس
متبقيش ټندمي بعد كده...انا بقالي ثلاث
سنين بشتغل عند صالح بيه و بقيت عارفة
كويس هو عاوز منك إيه....عاوز ينتقم منك
يشوفك مذلولة تحت رجليه....
يارا بصړاخ و هي تجذب شعرها پهستيريا...
ما انا تذليت زي الكلبة و ركعت تحت رجليه
مية مرة...مسابنيش ليه
مروى...عشان لسه بتقاوميه...لسه بيسمع منك
كلمة لا...
يارا و هي ټضرب رأسها بيديها...أنا تعبت...تعبت من كل حاجة...دماغي خلاص إتشلت مبقتش عارفة أفكر في أي
حاجة ياريتني أموت و أخلص من الهم اللي أنا فيه....
مروى بسخرية...هم.. أومال انا أقول إيه...معلش بكرة تتعودي...
يارا...أنا هحكي لبابا على كل حاجة و هو هيتصرف...
مروى ببرود ...هتقوليله إيه أرجوك يا بابي
ساعدني عشان جوزي بيهددني بصور و فيديوهات..إعقلي يا يويو اللي بتلعبي معاه صالح عزالدين يعني لو شم خبر باللي إنت ناوية تعمليه مش هيحصل خير...إعقلي ها...
يارا و هي تجلس على السرير بعد أن تعبت
من التحرك دون هدف في كامل أرجاء الغرفة...
معادش فيا عقل...خلاص...
إلتفتت نحو مروى ترمقها بعتاب قائلة...
بقى داه اللي هيتغير و يطلب مني أسامحه...
نظرت مروى للجهة الأخرى متفادية نظرات
يارا لها التي رمتها بإحدى الوسائد ثم
وقفت من مكانها لتدخل الحمام...
في قصر عزالدين.....
في الحديقة كان فريد يرصف الحقائب داخل
صندوق السيارة بينما كانت أروى تقف بجانبه
تترجاه للمرة الأخيرة أن يأخذوا معهم لجين....
أروى باستعطاف...فريد لو سمحت خلينا ناخدها
معانا مينفعش نسيبها لوحدها هنا....
فريد...هي مش لوحدها معاها المربية بتاعتها و كمان
ماما موجودة و إنجي....
أروى...بس إنت عارف إنهم مش بيهتموا بيها
كويس زينا...و إنجي مشغولة في الجامعة بتاعتها
و مامتك...إنت عارف بقى .
تنهد فريد و هو ينظر لصندوق السيارة و هو
ينغلق أوتوماتيكا قبل أن يتحدث قائلا...
يعني إحنا رايحين شهر عسل و عاوزانا ناخذ
بيبي صغير معانا ..
أروى... مش أحسن ما ينشغل بالنا عليها
و إحنا هناك....
فريد بانزعاج...
يوووه بقى مكنتش أعرف إنك زنانة كده .
أروى بخفوت و هي تضع يدها على ذراعه...
يا حبيبي دي طفلة صغيرة و انا بصراحة
مش مأمنة عليها مع اللي إسمها هنية دي...
فريد بضحك...ېخرب بيت لسانك حتى
المربية شوهتي إسمها...
أروى...دي مربية حمير مش أطفال...لما نرجع
من الهوني مون...هدور على غيرها... .
فريد...نرجع من إيه
أروى...الهوني مون....شهر العسل يعني....
تعالت قهقهات فريد و هو يستند على ظهر
السيارة قبل أن يتمالك نفسه مجيبا إياها...
إنت متأكدة إنك قسم English language ....
أروى بلا مبالاة...تعليم حكومة يا باشا....
ها قلت إيه ناخذها معانا...
فريد برفض...مينفعش يا روحي إحنا رايحين
عشان نغير جو و نتفسح مش عاوزة اي حاجة
تشغلني عنك هنا و بعدين متقلقيش دي
بنتي بردو يعني بخاف عليها أكثر من أي حد
في الدنيا هنبقى نطمن عليها من خلال كاميرات
المراقبة اللي في اوضتها....و بالنسبة لهانيا
تصرفي معاها زي ما تحبي....
أروى بضيق و هي تسير نحو باب السيارة
الخلفي...نفسي مرة أطلب منك طلب
و متقليش لا...بني آدم مستبد .
جلس بجانبها على المقعد الخلفي لتنطلق
بهما السيارة نحو المطار...مال برأسه
ليهمس بصوت خاڤت...
نوصل بس اليونان و أنا هوريكي المستبد
هيعمل فيكي إيه...يا عروسة .
إلتفت له أروى ببطئ و على وجهها إبتسامة
بلهاء لترمش بأهدابها لتبين له كم هي بريئة
و مسكينة لينفجر فريد ضحكا قبل أن يوجه
بصره لنافذة السيارة....
ليلا بإحدي الشقق الفاخرة....
في الصالة كان صالح ممددا على ظهره فوق
الاريكة التي تشبه السرير.
اتسعت عيناها پصدمة و هي تسمعه يقول...
عاوز بيبي.
لوهلة لم تصدق ما سمعته لتردد دون تفكير وراءه
...عاوز إيه
...أنا عاوز...بيبي...إيه اللي مش مفهوم في داه.
يارا بدون تفكير...بيبي إيه اللي إنت عاوزه...
إنت سامع نفسك بتقول إيه بتهزر صح
صالح و هو يحرك رأسه بنفي...تؤ...مفيش
هزار في المواضيع دي.. انا عاوز ابقى أب و أظن إن داه من حقي.
حاولت يارا دفعه عنها و الوقوف لكن صالح
منعها و هو يرمقها بنظرات ممېتة لتتخلى
يارا عن هذه الفكرة قائلة پغضب...حق إيه و زفت إيه إنت تجننت...بيبي إيه اللي إنت عاوزه في وضعنا داه
لو عاوز تبقى أب طلقني و سيبني في حالي و روح تجوز اللي إنت عاوزها انا مش همنعك .
صړخت بفزع جراء الصڤعة المؤلمة التي تلقتها
على ظهرها من يده و هو يهتف بنبرة آمرة...
آخر مرة تعلي صوتك قدامي.. إنت فاهمة...
و بالنسبة لموضوع الطفل فأنا قررت و خلاص
و هشوف إزاي هتخالفي رغبتي .
يارا بغصة...
بس انا من حقي أدي رأيي في موضوع
زي داه لأنه يهمني...و بعدين إنت قلتلي
قبل ما نتجوز إنك...هتقضي معايا أسبوع
و إلا إثنين لغاية ما تزهق مني و بعدين
تطلقني...إيه رجعت في كلامك
إستقام صالح رافعا رأسه ليجلس بجانبها...جذبها