رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
عائلة
عزالدين الجديدة......
إبتسمت برضا و هي تنظر نحو ميرفت
قائلة بغرور...
إيه رأيك في داه...Très chic....
أجابتها ميرفت بمدح...طبعا يا سناء هانم....
ذوقك تحفة مفيش شك في داه .
لوت إلهام شفتيها بملل و هي تضع جهاز الايباد
من يديها و الذي كان يضم صور الفساتين
التي يحتويها المعرض...حتى أنها لم تبد رأيها
هذه المرأة الفاتنة و التي ستصبح جزء من
العائلة.. طبعا هي لم تكن تعني يارا....بل
والدتها ميرفت عزمي زوجة المستشار ماجد
عزمي إمرأة في غاية الجمال و الأناقة من
يراها يظن أنها في بداية الثلاثين من عمرها و
ليس أما لفتاة على وشك الزواج....
تنهدت بضيق و هي تتذكر نظرات زوجها كامل
إن يصافحها كما فعل شقيقه...ليس ذلك
فقط بل لم يخجل أيضا من مدح جمالها
أمام زوجها الذي إكتفى بتوزيع الابتسامات
كالابله و كأن من يتحدثون عنها ليست زوجته
و تخصه لوحده....
حركات عادية و مألوفة في المجتمعات الراقية
لكن إمرأة كإلهام لن ترضى ابدا أن تشغل
سلطت أنظارها على سناء التي كانت تتحدث
مع المصمم الذي كان يمتدح بتملق أناقة ذوقها
لإختيارها ذلك الفستان المفضل له في مجموعته
الجديدة...و هي ترسم على وجهها أبشع إبتسامة
في العالم متمتمة بصوت منخفض...
آسفة يا سوسو...بس مفيش قدامي حل غير داه...
أخفت ميرفت دهشتها و هي ترى فاتورة
ألف دولار...و الذي أدهشها أكثر ردة فعل سناء
العادية و التي إنشغلت من جديد باختيار
حذاء يتناسب مع الفستان...
لكن أفعى كإلهام لم يكن ليفتها هذا الأمر
حيث مالت نحو ميرفت لتهمس لها تتدعي
النصيحة...
ثلاثمائة الف دولار...دول مبلغ عادي
سناء هانم بتصرفهم كل يوم على سفرياتها
التنفيذي لشركات عزالدين...مدلعها آخر
حاجة....دي عندها مجوهرات بملايين...
و شنط و جزم...ثمنهم يساوي ميزانية دولة
بحالها .
إتسعت عينا ميرفت بإعجاب و هي ترمق
سناء بنظرات جانبية قبل أن تتمالك نفسها
قائلة...
ربنا يخليهم لبعض...
إلهام و هي توسوس في أذنها كحية سامة...
ألقت ميرفت نظرة خاطفة على سناء التي
كانت مشغولة مع المصمم قبل أن تميل برأسها
من جديد تسألها بهمس...
ليه بتقولي كده .
إلهام پحقد...
أصل سناء دي بعيد عنك...طماعة اوي...
و جوزها المسكين غلب معاها مهما عمل مش
عاجب داه حتى عمي نصحه أكثر من مرة إنه
يطلقها و يريح دماغه بس رفض عشان
ولاده إكمنهم كبروا يعني و ميصحش
يبقى ابوهم مطلق أمهم في العمر داه.. .
ميرفت باقتضاب و هي تبحث داخل عقلها
عن مبررات...
باين إن سناء هانم من عيلة كبيرة عشان
كده عاوزة تحافظ على مستواها الاجتماعي
و داه مش غلط على فكرة .
اومأت لها ميرفت بتفهم رغم ملامح وجهها
التي كانت تدل على عدم توقعها لمثل هذه
الحقائق لكن ما يقال البيوت أسرار....
إنتبهت ميرفت لسناء التي كانت تحدثها
لتأخذ رأيها في إختيار التاج المناسب
للفستان بعد أن إختارت الحذاء بمفردها.....
إيه رأيك يا ميرفت هانم....داه و إلا داه...
و إلا ناخذهم الاثنين .
أجابتها الأخرى و هي تشير نحو يدها اليمنى
التي كانت تحمل بيها تاجا أضخم و اكبر...
متهيألي داه حلو....
إبتسمت لها سناء بتكلف قائلة...
تمام...يبقى ناخذ داه...
تقدمت يارا لتجلس بجانب والدتها بعد أن
إنتهت من إرتداء ملابسها و التي كانت حاضرة
جسدا بلا روح و كأنها تعودت على تنفيذ الأوامر فقط لترمقها سناء بنظرات
غير راضية و هي ترى ملابسها البسيطة
التي كانت ترتديها و المتكونة من كنزة
شتوية برقبة طويلة و بنطال جينز لكنها لم
تعلق...بل حولت نظرها نحو جهة الفساتين
قائلة...
أنا من رأيي ناخذ كام فستان عشان يارا....
دي هتبقى حرم صالح عزالدين و مينفعش
تخرج بالجينز كده .
حمحمت ميرفت بحرج و هي توجه رسالة
خفية متوعدة لإبنتها العنيدة التي تشاجرت
معها قبل سويعات قليلة عندما إعترضت
على ملابسها التي إختارتها بلامبالاة
رغم أهمية هذا الموعد الذي يعتبر الأول
بين العائلتين طبعا إذا لم نحتسب يوم
الخطوبة...
تكلمت ميرفت مبررة...
مفيش داعي يا سناء هانم...يارا بنتي عندها
فساتين كثيرة من دور ازياء عالمية في باريس
و روما بس هي كده بتحب البساطة لكن
داه اكيد هيتغير بعد الجواز متقلقيش .
همست ندى و هي تميل إلى والدتها معلقة...
دي ناقص تبوس إيديها و رجليها عشان
الجوازة دي تكمل...
إلهام بهمس...
خليهم يفرحوا شوية.... .
أشارت سناء نحو إحدى العاملات اللواتي
كن يقفن بالقرب منهن منتظرات أي طلبات
منهم لتردف بغرور...
قولي لبسام بيه يبعثلي الكولكشن الجديد
بتاعه على إيميلي و انا هبقى أختار براحتي .
العاملة باحترام...اوكي ياهانم.....
أخفت إلهام سعادتها و هي ترى نظرات
ميرفت العدائية نحو سناء التي يبدو
أنها تريد عيش دور الحماة المتسلطة
التي تقوم بإختيار ما يخص زوجة إبنها
بنفسها خاصة مع إستسلام يارا الكامل لها
البلهاء لاتدري أنها بفعلتها قد خدمت خطة
الافعى إلهام و أكدت أنها بالفعل إمرأة
طماعة و متكبرة....
بعد ساعة أخرى إنتهى الجميع من التبضع
و قامت كل من ندى ووالدتها من إختيار
فساتين مناسبة...ثم غادروا كل منهم لوجهته
بينما بقيت بقيت وسوسات إلهام ترن في
اذن ميرفت دون إنقطاع .
في جنوب إفريقيا و تحديدا جوهانسبورغ......
و أخيرا فتحت الجميلة النائمة عينيها
بعد أن قضت يومين كاملين نائمة تحت تأثير
المخدر...هزت رأسها و حركته يمينا و يسارا
تتفحص هذا المكان المظلم.
في بادئ الأمر
ظنت أنها في غرفتها لتبعد الغطاء عن جسدها
ثم تحركت بحذر نحو زر الإنارة حتى تضيئ
المكان لكنها لم تجده...
تحسست بيدها الجدار من جديد لكن دون جدوى...
صرير الرياح في الخارج تحرك الأشجار و النوافذ
لتصدر أصواتا مرعبة خاصة في هذا الظلام الحالك.
همست بصوت منخفض تناديه لعله ينقذها
من هذا المكان الموحش كما تعودت أن تلجأ
إليه في جميع أزماتها...
سيف...إنت فين يا سيف....سيييييف .
نطقت إسمه بصوت عال ثم تسارعت
خطواتها في كامل أرجاء الغرفة تبحث
عن منفذ لها و هي لاتزال لا تدري أين هي
أو ماذا يحصل حولها...يا ماماااااا
أطلقت صړخة مدوية حين تعثرت بقماش
الستائر لتقع أرضا لكنها ما لبثت أن إستقامت
من جديد على قدميها مكملة بحثها دون جدوى
و كأنها غرفة ملعۏنة لا أبواب و لا نوافذ و لا إنارة....
ضمت قدميها نحو صدرها و هي تلتف بالغطاء
بعد أن تعبت من كثرة البكاء و الصړاخ حتى
بح صوتها لتوقن أخيرا أنها ليست في غرفتها
و أن شخصا ما خطڤها ومن غيره آدم......
اخرجها من هواجسها صوت صرير الباب و هو
فتح لتهز رأسها بتوجس تطالع هوية الداخل
لكنها لم تستطع أن ترى بسبب الظلام الشديد
فقد خيال....لرجل ضخم يخطو داخل الغرفة....
لتقفز سيلين من مكانها باتجاهه بخطوات متعثرة
و هي تردد دون توقف...سيف.....سيف .
إرتمت عليه تعانقه...تشكو منه إليه...
سيف إنت رحت فين النور قاطع و المكان
هنا يخوف...قلي إحنا فين
...عرفتي إزاي إنه انا
تحدث بصوت أجش و كأنه لم يتحدث منذ
سنوات و يداه تدفعانه عنها برفق....
إعترفت و هي تنظر له بدهشة...من ريحة البوفيوم
بتاعك...سيف مالك
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تتفحص الغرفة
التي أنيرت فجأة....
كانت في غاية الجمال رغم كآبة ألوانها التي
تتراوح بين البني و الأسود...سرير و خزانة
كبيرة بنية اللون و زربية تغطي الأرضية
و اريكة جلدية سوداء بالإضافة إلى شرفة زجاجية
كبيرة تمتد على كامل الحائط و لا ننسى
ذلك الكرسي الهزاز القديم الذي أضاف
للمكان طابعا عتيقا ....
تمتمت دوم تصديق تسأله...
إيه المكان داه
لم يجبها بل تخطاها ليفتح الشرفة ثم يعود
ليجر الكرسي الهزاز و يضع بالقرب من سور
الشرفة الخشبي و يجلس عليه بهدوء....
إنتظرته حتى إنتهى ثم عادت لتساله من جديد...
سيف انا بسألك إحنا فين
إستنشق دخان سيجارته التي إشعلها للتو
قبل أن يرد بجفاء...في جنوب أفريقيا.....
و كما توقع جن چنونها و لسانها لم يتوقف عن
السؤال كيف و أين و متى ولماذا جاؤوا إلى هنا...
بينما هو لم يكف عن التحديق بها و بعينيها
البلوريتين التي ترمقانه بدهشة من حين
إلى آخر.....صوت صړاخها أيقظه من شروده
...إنت مش بترد ليه انا بكلمك إنت خاطفني
صح...إنطق قول أي حاجة أنا هتجنن
أرجوك يا سيف رد عليا .
ختمت كلامها بضړبة صغيرة من يدها على
ظهر الكرسي دليلا على نفاذ صبرها لكن
شيئا لم يتغير بل ظل على حاله يجلس
ببرود و يتطلع الغابة المظلمة المحيطة به
و كأنها أجمل لوحة في العالم...
رمى بقية سيجارته ثم بدأ يتنفس الهواء
من أنفه عدة مرات دلالة عن تصاعد غضبه
قبل أن يقف من كرسيه فجأة وقد بلغ
منه الڠضب مأخذه لېصرخ فيها بصوت عال
أرعبها...
إخرسي....كفاية...كفااااااية
خاېفة من إيه...قوليلي.....
أخذ يهزها من كتفيها غير مبال بإرتجاف
جسدها و لا بزرقاوتيها الحائرتين ليدفعها عنه
پعنف خوفا من ضعفه أمامها...
مټخافيش انا معاكي... .
همس بخفوت قبل أن يجلس من جديد
على كرسيه و يغلق عينيه مستندا برأسه على
ظهر الكرسي.
كان يستمع لصوت أنفاسها العالية و هي
تقف خلفه مباشرة يعلم أنها فضولية و لن
تتركه حتى تعلم ما يجري.. لماذا هم هنا و كيف
جاؤوا إلى هنا....
نطق مفسرا دون أن يفتح عينيه...
جينا هنا عشان عندي شغل..شوية
و هننزل تحت عشان نتعشى .
طب فين ماما و طنط سميرة...هما كويسين
و آدم.....
كانت تقف وراءه مباشرة و هي تسأله
لتشعر بظهرها في الثانية الأخرى يرتطم
على الحائط و سيف يقف مقابلا لها يحدق
فيها بنظرات قاټلة عيناه تكادان تخرجان
من مكانهما صدره يعلو و يهبط
من شدة غضبه....كان حرفيا كوحش هائج
قد خرج من قفصه للتو...لأول مره تراه
بهذا المنظر المرعب او بالأحرى لأول مرة
ترى وجهه الحقيقي الذي حدثه عنها آدم...
همس و هو يميل برأسه حتى لامس
أنفه و شفتيه جانب وجهها ليرتجف جسده
و كأنه مسه كهرباء...
إخرسي...إوعي تنطقي إسم الكلب داه على
لسانك...قريب جدا هتخلص منه للأبد...
هقتله سامعاني .
حركت رأسها و دقات قلبها تتصارع و كأنها
في سباق قبل أن تنكمش على نفسها و هي
تشعر به يقبل عنقها و أسفل فكها قبلات
قوية....
تركته يفعل مايشاء ظنا أنه سيبتعد عنها
بعد أن يهدأ لكن مع مرور كل دقيقة كانت
لمساته تزداد جرأة و...قسۏة.
أزلت ذراعها قليلا حتى تضغط على يده
لتكف حركته لكنه حدجها بنظرة لم
تفهم مغزاها حتى إبتعد عنها....و هو ينفجر
ضاحكا و كأنه مختل عقلي.....
كانت تراقبه بحذر حتى إنتهى من ضحكته
ليهتف مرة واحدة بنبرة منكسرة...
لسه رافضاني...طب ليه قوليلي إيه اللي
مش عاجبك فيا و انا أغيره....بس
تحبييني..... .
ضړب صدره بقبضته عدة مرات قبل أن
يكمل إعترافه دون إهتمام أن يظهر أمامها
بمظهر الضعيف...
إنت الوحيدة اللي من يوم ما شفتك رجعتلي
طعم الحياة من ثاني...قويت بيكي و بقى عندي
أمل عشان أحيا و أقاوم