رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
و أستمر رغم كل
حاجة بتحصل حواليا....إستنيتك كثير...
عشان تحسي بيا و بقلبي...بس إنت كل يوم
بتبعدي عني أكثر .
بللت طرفي شفتيها و هي تستدعي أفكارها
التي هربت فجأة و كأنها لم تقضي أياما و ليالي
طويلة و هي تبرر لنفسها ما يحصل...
بس إنت...إتجوزتني عشان طلب جدو يعني
مش بتحبني .
تعلقت أنطارها به و هي تشاهده يضحك
مصدر سخرية له...
مش....بتحبني...مش بتحبني .
توقف فجأة يطالعها بعيون خاوية مما جعلها
تحني رأسها حتى لا ترى نظراته المنكسرة
و التي مزقت نياط قلبها فسيفها لا يليق
به سوى القوة....
فهم حركتها لكنه لم يهتم بل رفع ذقنها
و هو يضع يده الأخرى بجوار كتفها على الحائط
مردفا...
أعمامي عاوزين يتخلصو مني عشان ياخذو
فلوسي و إبن عمي هدفه في الحياة إنه ېقتلني
و ياخذك مني....جدي بيساندهم رغم معرفته
بكل حاجة تعب الشغل و ضغوط الحياة...
خناقاتك إنت و أمي ومسؤولية عمتي.....
بس داه كله في كفة و إنت في كفة ثانية
خالص....مش عارف أتعامل معاكي حاولت
بكل جهدي إني أفهمك بس مقدرتش...اول
إنك ساكتة مش بتتكلمي مش بعرف بتفكري في
إيه و إلا عاوزة إيه بيني و بينك جدار جليد
و لازم نتعاون عشان نذوبه...مفيش قدامنا
غير الحل داه و إنت عارفة كويس .
أكملت و هي ترمش بعينيها...
عارفة...إنك تقصد لو سبتني في ناس
هتأذيني مش كده .
اغمض عينيه يستدعي كل مخزون الصبر في
العنيد ليزفر بقوة قبل أن يفتح عينيه قائلا
بهدوء مصطنع...
لا....أنا عمري ما هسيبك عارفة ليه....عشان
الاحتمال داه مش موجود أصلا في قاموسي...
لآخر نفس ليا يا سيلين...لآخر نفس هتبقي
مراتي....أنا مش عارف هقعد لإمتي بقلك
إني بحبك....من يوم ما شفتك في المطعم
اللي بتشتغلي فيه و انا عرفت إنك هتبقي
مخدتكيش من هناك ليلتها و لما جيتيلي
بنفسك للشركة قررت إني مستحيل اسيبك
مهما حصل...ركزي ها....ركزي في كلامي
عشان الظاهر إن فهمك بالعربي ثقيل اوي....
أنا بحبك....أنا بحبك و مش عشان
وصية و لا زفت إفهمي بقى .
و لأول مرة تبتسم له...تلك الابتسامة المشرقة
التي لا طالما تمناها.. رباه كم بدت فاتنة و
التي ملأت حياته بشقاوتها و دلالها...كم اتعبت
روحه و أتعبت قلبه الذي صار عليلا رغم
وجودها فهل آن الأوان لتشفيه و تعيد له
الحياة من جديد
ظل ينظر إليها كالابله لتخرجه من حيرته
و هي ترفع نفسها للأعلى قليلا محتضنة
جسده بتحفظ...
كان أجمل شعور يحصل عليه منذ سنوات...
دفئ جسدها الصغير و رائحتها الطفولية
الناعمة تخللت أنفه وصولا لرئتيه...ليرفع
يديه ببطئ و يضمها نحوه بكل رقة كما
يفعل كل ليلة و هي نائمة خوفا من إستيقاظها....
لكنها الأن مستيقظة...مازال عقله لم يستوعب
جملة الاحداث و التغيرات التي حصلت....
شعر بجسدها يرتخي تريد إنهاء العناق و لكن
كيف ذلك و هو مازال لم يتأكد جيدا أنها
بين يديه...رفع جسدها نحوه و هو يعتصر
خصرها ليستمع لضحكاتها لكنه لم يبالي
و هو يسير بها نحو الفراش....و في نيته
طي صفحة الماضي وإستبداله بحياة جديدة
كتب لها أن تبدأ في بلد غريب......
يتبع
الفصل التاسع و العشرون
قضيا يومين أشبه بالحلم و لم ينغص فرحته
سوى الخبيث صالح الذي لم يتوقف عن الاتصال
به و التأكيد عليه بأن يحضر حفل زفافه....
إوعى متجيش...أنا حضرت فرحك على فكرة...
حجة صالح التي يلقيها على مسامعه كلما
تحدث معه ليستسلم سيف و يقرر الرجوع
لمصر حتى يحضر حفل الزفاف....
كان الحفل فخما للغاية حيث حرص صالح
على أن يكون كل شيئ مثاليا من الديكور
و مختلف مظاهر الزينة التي غطت كامل
أرجاء حديقة القصر و كذلك البوفيه الذي
أعد من قبل أشهر الطباخين في البلاد....
حفل حضره نخبة من رجال الأعمال من
أصدقاء العائلة و منافسيهم أيضا...
في إحدى غرف القصر التي خصصت
ليتم تجهيز العروس فيها كانت يارا
تقف في منتصف الغرفة تنظر قدوم صالح
ليصطحبها للأسفل.....ليدلف اخيرا بطلته
الآسرة و هو يرتدي بدلة سوداء فاخرة
جعلته في غاية الأناقة و الجاذبية في
أعين الجميع ما عدا...يارا التي ضغطت
على أسنانها پغضب حالما رأته لتخفض
عينيها أرضا ليس خوفا منه بل لأنها لا تريد
رؤيته أمامها....
اطلق صفيرا يعبر عن إعجابه به حالما
رآها بفستان الزفاف قبل أن يضيف معترفا
رغم إن مش دي اول مرة اشوفك بفستان
الفرح بس...حقيقي واو مفيش أحلى من كده....
تقدم ليصبح أمامها مباشرة ليأخذ يدها و يقبلها
قبلة طويلة جعلت يارا ترغب و بشدة ان
يجذب يدها لكنها تمالكت نفسها و هي تتصنع
الهدوء قبل أن تجيبه...
شكرا....
ضحك حتى بانت أسنانه اللؤلؤية و هو
يقول من بين ضحكاته الخبيثة...
قدامك الليل كله عشان تشكريني فيه
براحتك يا بيبي...
و كأنه للتو إنتبه لرفبة الفستان المنخفضة
حتى ظهر جزء كبير من عنقها و اسفله
لتتبدل ملامحه للڠضب هادرا بعصبية...
معجبكيش غير الفستان العريان داه..
قبض على يده حتى لا يضربها و هو يرمقها
بنظرات ڼارية مكملا بقسۏة...
طبعا ما إنت في الكباريهات
و متعودة على العريان و المحزق.....
طأطأت يارا رأسها و هي تمنع دموعها
من الهطول متمتمة بصوت منخفض...
مامتك هي اللي إختارته...مش أنا .
شعرت به يضع الطرحة فوق رأسها
و هو يوصيها لكن بنبرة آمرة محذرة...
الزفت داه ما ينزلش من فوق دماغك
طول الليلة و لو وقعت حتى بالغلط
هتشوفي انا هعمل فيكي إيه
أجابته و هي تتصنع الشجاعة...
يعني هتعمل إيه أكثر من اللي عملته
أمسك فكها بين أصابعه ليضغط عليه
هادرا و عيناه تشتعلان پغضب...
لو عاوزة تعرفي إبقي شيلي الطرحة....
تركها ثم سار نحو الباب ليفتحه و هو
يخصها بنظرة فاحصة...
يلا خلينا ننزل...الناس كلها مستنيانا تحت....
حملت يارا الفستان بكلتا يديها ثم تقدمت
لتخرج من الباب دون مبالاة بيده الممدودة
نحوها بحجة انها تحمل الفستان حتى يتسنى
لها المشي بسهولة...لقد قررت و إنتهى الأمر
سوف ټنتقم منه بطريقتها الخاصة.. فهو
الذي بدأ عندما قرر أسرها لديه للأبد...إذن
فليتحمل النتائج تعلم أنها لم تنجح في أذيته
كما فعل هو بها لكنها ستحاول بكل جهدها...
نزلت الدرج و هي تغتصب إبتسامة رسمتها
بصعوبة على شفتيها لكنها توقفت مكانها
بعد أن شعرت برهبة كبيرة و هي ترى هذا
العدد الكبير من المدعويين الذي كان بعضهم
في بهو القصر و الباقي في الحديقة يعقدون
الصفقات و يتحدثون بعيدا عن ضوضاء الحفل
رغم برودة الطقس في الخارج.....
حاوط صالح خصرها و هو يهمس في أذنها
يحثها على النزول لتتحرك بالفعل و تكمل
نزول باقي الدرج....
حركت قدميها بصعوبة باتجاه منصة العروسين
و هي تنظر نحو الكرسي و كأنه طوق
نجاتها بعد أن أمضت وقتا طويلا و هي
تتلقى التهاني و المباركات من أشخاص
لا تعرفهم....جلست ثم بدأت تراقب
الحضور بحثا عن والدتها التي لم ترها
منذ الصباح...حتى لم تهاتفها سوى مرة واحدة
منذ ثلاثة ساعات....
إلتفتت للجهة الأخرى بعد أن جلس
صالح بجانبها و بدأ في محادثتها لكنها لم
ترد فعقلها كان شاردا مع تلك الشقراء الصغيرة
التي كانت تجلس على إحدى الطاولات
و بجانبها رجل وسيم يحيط أعلى كرسيها
بذراغه و يحدق فيها بعشق
واضح حتى أنه لم ينزل عينيه من عليها
و لو للحظة واحدة....راقبت كيف تقدم
أحد الرجال منه حتى يحدثه لكنه أشار
له بيده حتى يصمت و يغادر.....
تنهدت يارا و هي تشعر بغصة تملأ حلقها
و هي تتمنى بداخلها لو أنها حصلت على
رجل أحبها بصدق لما كان حالها هكذا....
كالدمية في يد رجل مريض يتلاعب بها
كيفما يشاء....
أفاقت من شرودها على لمسة يديه التي
تبغضها و هو ينبهها حتى تحدثه...
إستدارت نحوه قائلة ببرود...
في إيه
أجابها بعد أن لاحظ محط نظراتها...
داه سيف إبن عمي الكبير و اللي قاعدة
جنبه مراته سيلين هما جوا متأخر عشان
كده متعرفتيش عليهم .. و دي تبقى بنت عمتي
الوحيدة هدى...هي في ألمانيا حاليا عشان
تعبانة شوية .....
رغما عنها لم تستطع كتمان ما يجول في
خاطرها لتتفوه به دون قيود...
باين إنه بيحبها اوي
كانت تنظر نحوهما كنظرة طفل صغير
لعربة المثلجات لتقطع نظراتها ضحكته
التي إستغربتها...
هو في حاجة تضحك في سؤالي
صالح و هو يحرك رأسه بنفي...
لا انا بضحك عشان حاجة ثانية....اه
هو فعلا بيحبها جدا....
تناول يدها ليلثمها قائلا...
و انا كمان بحبك أوي يا روحي...
جذبت يدها بلطف حتى لا ينتبه لها
أي أحد من الحاضرين و هي تجيبه
راسمة على وجهها إبتسامة صفراء...
اللي يسمعك يصدق...
صالح و هو يمثل البراءة...
امال انا تجوزتك ليه يا بيبي....
تنهدت و هي تنظر حولها تشعر بالاختناق
لوجوده بجانبها خاصة في هذا المكان المغلق
المكتظ بأناس منافقين....
في حديقة القصر كانت إنجي تقف في زاوية
بعيدة عن الانظار لكنها تمكنها من رؤية
كل شخص يدخل او يخرج من القصر
و هي تأمل في كل لحظة أن يظهر هشام....
كانت متأكدة من قدومه لذلك قررت البقاء خارجا
حتى تتمكن من الحديث معه براحة و تسأله
عما خصل في تلك الليلة المشؤومة و التي
قلبت حياتها رأسا على عقب....
بعد مرور وقت طويل يئست من قدومه
لتدلف القصر بخطئ متثاقلة و هي تكاد
ټنفجر بالبكاء ليستوقفها صوت تعلمه جيدا...
و الذي لم يكن سوي علي مصطفى زميلها
في الكلية الذي أتى مع والده رجل الأعمال
شريف مصطفى...
علي...
هاي إنجي...إزيك...
إنجي...
هاي علي...إزيك إنت .
علي و هو يتفحصها بإعجاب...
الحمد لله...طالعة حلوة اوي....
إنجي...
شكرا يا علي...بعد إذنك أصل أروى
مستنياني جوا.....
كانت ستكمل طريقها نحو الداخل لكنها
توقفت و هي تنزل الدرجة التي صعدتها
ببطئ و كأنها لا تصدق ما تراه.....
هشام يتأبط ذراع إحدى الفتيات و التي
أقل ما يقال عنها ملكة جمال....
إقتربت منه و كأن العالم قد توقف من حولها
و هي تسأله...
مين دي يا هشام
تظاهر هشام انه قد رآها للتو ليشهق بتصنع
و هو يجيبها...
أهلا يا نوجة إزيك
سألته من جديد و هي تتأمل طلته الأنيقة
المعتادة...
قلتلك من دي يا هشام
إلتفت هشام نحو الفتاة مردفا بابتسامة...
دي وفاء زميلتي في الشغل القديم و هتبقى
معايا إن شاء الله في المستشفى بتاعتي....
إبتسمت وفاء برقة و هي تحيي إنجي التي
كانت تنظر نحو هشام بتشكيك في كلامه...
هاي إنت أكيد إنجي...صح أصل هشام
دايما بيتكلم عنك...
ضحكت بخفوت و هي تكمل...
كل المستشفى بقت عارفاكي .
إنجي و هي توجه إصبعها نحو صدرها...
بتتكلموا عني أنا
وفاء بتأكيد...
أيوا...أكثر من ندى أخته حتى .
إنجي...
و إنت تعرفي ندى منين
رفعت وفاء عينيها و هي تقرب نفسها
اكثر من هشام دون أن تجيبها ليتولى
هشام تلك المهمة...
هتبقي تعرفي بعدين.. أصلها مفاجأة
يلا خلونا ندخل....
و لأول مرة تشعر إنجي بالانزعاج لأنه تركها
و ذهب برفقة أخرى...كم تمنت ذلك في
الماضي ان ينشغل بأي فتاة غيرها و يتركها
لتتنفس و هاهي تتحقق أمنيتها فلما هي
منزعجة إذن...
تداركت نفسها بسرعة عندما تذكرت أنها يجب
أن تتحدث مع في ذلك الموضوع و انه