الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة

انت في الصفحة 38 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

حعمله...
توقفت في مكانها ثم رفعت ذراعيها لتحمي بهما
وجهها و هي تجهش بالبكاء....ليستغفر فريد
بصوت مسموع و هو يسير نحوها....لعڼ نفسه
في داخله على عصبيته المفرطة التي يعجز 
عن التحكم فيها احيانا....مظهرها الان ذكره بيارا 
منذ ساعات عندما كان صالح يضربها و هي 
تستنجد به لينقذها منه....
لف ذراعه حول كتفيها ليحتضنها رغم مقاومتها 
فهي كانت تظن أنه سيضربها لكنها توقفت عن
التحرك عندما شعرت به يربت على ظهرها قائلا 
بهمس...
خلاص إهدي...انا مكنتش هتملك حاجة...
رفعت رأسها لتنظر نحوه بنصف عين مردفة 
بغيظ طفولي...
كنت هتضربني....
ضغط على شفتيه ليمنع نفسه من الضحك 
بسبب مظهرها الذي يذكره بلجين عندما 
تجادله...
طب خلاص وعد مني مش همد إيدي عليكي 
ثاني...بس متستفزينيش....
دفعته أروى و هي تمسح دموعها المزيفة
قائلة...
و هو انا جيت جنبك يا باشا.. انا قلتلك 
أعملك فنجان قهوة...بس إنت الظاهر طلعت بتحب الشاي صح....
نظر نحوها و هو يرفع حاجبه بتعجب لتكمل 
لآلا متبصليش كده أنا معرفش اعمل شاي.....
فريد و هو يفرك ذقنه بتفكير...
أروى...هو انا ممكن اسالك سؤال....
نظرت نحوه أروى بغباء و هي تجيبه 
... بيج أحييييه داه لسه فاكر إسمي...طبعا 
إتفضل يا باشا إسأل البيت بيتك اصلا....
سارت ببطئ و هي تبتعد عنه خوفا من أن 
يجن جنونه ثانية و يهجم عليها من جديد 
فهي فعلا لاحظت كيف كان وجهه يحمر 
بشدة و كأنه على وشك الانفجار....
فريد بيأس...مفيش حد ضړبك على دماغك 
قبل كده او وقعتي.....رواية الكاتبة ياسمين 
عزيز
أروى و هي تحاول التذكر...
لا و الله مش فاكرة.. حضرتك بتسأل ليه...
فريد بكل برود و كأنه يخبرها أمرا عاديا
...لا بس عاوز أعرف سبب هبلك داه...
أروى مدعية الحزن و هي ترمش ببراءة...هو 
باين عليا اوي..
إنفجر فريد ضاحكا و هو يجلس على الاريكة 
يضرب كف يده بالأحرى بيأس...اللهم إني
لا أسألك رد القضاء....طب قومي إعمليلي
قهوة عشان نتكلم في موضوع الشيك اللي 
قطعتيه.....
وقفت أروى متجهة نحو المطبخ و هي 
تدمدم بصوت مسموع...
مكان من الاول ياخويا....لازمته إيه درس الرياضة 
اللي عالمساء داه....اووف يلا عوضي على 
الله....
وصلت للمطبخ لتبدأ بالبحث عن علبة البن و السكر 
في الرفوف لكنها لم تجدها..أغلقت الرفوف 
بانزعاج لتصدر صوتا قويا ثم هتفت بصوت عال 
...مش لاقية بن هنا....هنزل أجيب
من المطبخ 
تحت.....
سمعت همهات فريد الذي دخل المطبخ
...يارب صبرني على البلوة دي....أشار لها نحو 
إحدى الآلات قائلا بلهجة تدل على أنه يجاهد 
حتى لا يفقد أعصابه عليها...
مش شايفة مكنة القهوة دي..
فتح الدرج السفلي و هو يكمل...و دي كبسولات 
القهوة...هاتي كباية من الرف اللي فوقك.....
أروى ببلاهة و هي تعطيه الكوب...بقالي اسبوع هنا و اول مرة آخذ بالي منها....
راقبته و هو يختار إحداها ويضعها في مكانها المخصص لها و الكوب في مكانه ثم اضاف 
بعض المياه قبل أن يضغط على أزرار الآلة....
لنبدأ قطرات القهوة في التساقط لتملأ
الكوب....
ضغط على زر التوقف ثم سحب كوب القهوة
التي ملأت رائحته الشهية أرجاء المطبخ لتبتلع
أروى لعابها و هي تنظر نحوه كقطة وديعة
تريد تذوقه بشدة...طب و انا
هتفت بصوت رقيق و هي ترمش بعينيها
لتستعطفه لكن فريد تجاهلها و هو يترشف
قهوته مصدرا أصواتا متلذذة ليزيد من
رغبة أروى في تذوقها....
المكنة قدامك إعملي لوحدك....
هتف بمكر و هو يعلم أنها لن تجيد إستعمالها...
لتزم أروى شفتيها و هي تهدر بانزعاج
...هبوزهالك...و دي شكلها غالية...
فريد...تؤ....
اروي بشهقة...شو قلبك قاسې....مكنتش فاكراك كده 
على العموم...مبقتش عاوزة اصلها بتسهرني....فتك 
بعافية يا باشا.....
رفعت رأسها بغرور و هي تخطو إلى الأمام 
لكن فجأة وجدت نفسها معلقة للأعلى لتصرخ
...إنت بتعمل إيه سيبني...أنا محدش علقني كده 
قبل كده بقلك سيبني.....ناس متجيش غير بالعين.......توقفت و هي تضحك ببلاهة عندما شاهدت نظرته المھددة لتكمل بهدوء.....هههه البينك 
اصلي بحبه اوي....
وضعها من جديد في مكانها الذي كانت تقف 
فيه ثم مد ساقه أمامها حتى يمنعها من الذهاب 
قائلا...قطعتي الشيك ليه
أروى و هي تتدعي الجدية...
حضرتك مش ملزم إنك تدي فلوس لعيلتي....
انا مش خروفة العيد عشان تبيعوا و تشتروا فيا...
فريد و قد جحظت عيناه من الدهشة...خروفة العيد تقصدي إيه مش فاهم .
أروى و هي تهز كتفيها بعدم إهتمام...مؤنث 
خروف العيد...إيه مش عارفها دي كمان.
وضع فريد كوبه على رخام المطبخ و هو يشعر 
بأنه سيفقد آخر ذرة صبره على هذه المچنونة 
التي يريد خنقها الان حالا و التخلص منها....
أشار لها نحو الباب و هو يكز على أسنانه من
فرط غيضه...
إطلعي برا....
أجابته ببرود كأنها كانت تتوقع إجابته...طب 
و القهوة....
صړخ فريد مجددا و هو يكور يديه و يضعها 
وراء ظهره حتى يمنع نفسه من ضربها...قلت 
إطلعي....برا...برا يا أروى بدل ما ارجع في
كلامي و أبيتك في المستشفى النهاردة....
شهقت أروى مدعية الاستغراب...
ما انا كنت طالعة.. إنت اللي رجعتني...
سارت أمامه بتمايل و هي تضيف...طب بلاش 
تزعل عشان الشوقر و إنت ياعيني لسه صغير 
على المړض...
سمعت صوت تكسير من داخل المطبخ 
لتضحك بخفوت متمتمة بانتصار...و هو إنت 
لسه شفت حاجة...داه إحنا لسه بنقول ياهادي 
إما خليتك تتنط حوالين نفسك يا فريد يا إبن 
المقشفة...مابقاش انا ريري أمال إنتوا كنتوا فاكرين 
إني هجننه إزاي و اخليه يقول حقي برقبتي 
لالا مبروحش فكركوا لبعيد انا مش النوع داه 
لاااااا اا لا بلبس قمصان نوم حلوة و لا فساتين قصيرة و لا هوت شورتات...لالا خالص الحاجات 
دي لازمها وقت و صبر و انا بصراحة و بكل فخر 
أكثر بنت كسولة في القاهرة و ما جاورها....و بعدين 
انا مشغولة اوي.....عندي مكتبة روايات بحالها على التلفون مستنية جلالتي عشان أتشرف و أقرأها....
بينما كانت تتمتم وقعت عيناها على إحدى 
قصاصات الشيك لتلوي شفتيها بعبوس قائلة
... مممم زعلان اوي على الشيك عشان قطعته 
يا بخيل...ميلة بختك يا بو ريري...
داه الحاج سعيد لهف من شاهين 0 مليون جنيه لما تجوزها....و انا جايبلي شوية فكة ميجيبوش شنطة من بتوع هرميس اللي شفتها عند البت الألمانية تقصد سيلين..تلاقيهم دول اللي حيلته و جاي يتفشخر بيهم عليا....تف...ابو شكلك يا معفن 
يا إبن المقشفة قال إيه صدقة ماهو ضابط 
حيكون بيأخذ كام في الشهر يعني...
جلست على حافة السرير و هي تفتح 
هاتفها.. تنهدت بحالمية عندما تذكرت سيف و
سيلين لتهمس...أحيييه 
على الرومنسيه الفذة.. اول مرة أشوفها 
فيس تو فيس...شبه زين و ليليان الچارحي 
الخالق الناطق...بس انا ليه حاسة إنه بيحبها 
لالا أنا مش حاسة بل متأكدة من خلال خبرتي 
الواتبتدية و الدريمية و كل روايات العالم 
بتؤكد إن الواد سيف داه بيحب البت سيلين اه بيحبها أحييييه 
يا بختها بيه...الراجل عامل زي سليم المنشاوي 
بتاع زينب مصطفى...كتلة هيبة و وسامة كده 
بتمشي على رجلين...و إلا البت يا لهوووي حتة جشطة يابوووي مش حيخسر كهرباء عشان بتنور لوحدها في الظلمة....يا نهار ابيض أستغفر الله العظيم يارب...نسيت إني ست متجوزة احم احم....أي نعم هو شبه أمير الخطيب بتاع سارة اللي في رواية هي و الأمير بس مش مشكلة بكرة يتعدل...
داه انا حخليه يشوف أيام...مخططة بإذن الله...
قولوا آمين....
دلف فريد ليجدها تتحدث مع نفسها ليزفر 
بحنق قائلا...إصرفي العفاريت بتوعك عشان
مش عاوز دوشة.....
إلتفتت نحوه أروى لتجده يجذب حاسوبه
و يضعه فوق صدره ثم يفتحه لتعلق بسخرية 
و هما الضباط بقوا بيشتغلوا أون لاين....
فريد بحدة مزيفة...إخرسي وخليكي 
في الروايات الهبلة بتاعتك...مش عاوز إزعاج...
حركت أروى شفتيها بصمت و هي تشتمه لتتفاجئ 
به يلتفت نحوها بنظرات حادة لتبتسم له ببلاهة
قائلة...كنت...هقولك تصبح على خير...يا باشا .
تمددت على الفراش و هي تغلق هاتفها و تضعه على 
الطاولة الصغيرة المحاذية للسرير و تغلق 
عينيها مدعية النوم...
بينما فريد كان يكتم ضحكاته التي تكاد تفلت 
منه بسبب هذه الصغيرة المچنونة...التي غيرت 
مزاجه المعكر بروحها المرحة و خفة ډمها....
في جناح سيف......رواية للكاتبة ياسمين عزيز
كانت سيلين تحدق بسقف غرفتها و هي تتنهد 
بقلة حيلة و عجز تذكرت منذ قليل عندما 
أخبرها سيف بأنه يجب عليهما الزواج حتى 
يحميها من مخططات آدم و عائلته التي تريد 
التخلص منها بأي شكل..لقد كانت تنوي العودة 
إلى ألمانيا بعد شفاء والدتها لكن سيف لمح 
لها بأنهم لن يتركوا حتى إن سافرت إلى آخر 
العالم....نفخت بضيق و إنزعاج لقد أصبحت 
الان مجبرة على البقاء هنا و الزواج من سيف 
كل شيئ يحاصرها و يقضي على اي محاولة 
منها في العودة إلى حياتها القديمة....
في الجهة الأخري كان سيف يقلب صور 
حبيبته التي تملأ هاتفه بسعادة...ضحك باستمتاع 
و هو يتذكر تلك الاروي و هي تسرد عليهم ما 
سمعته من كلام بين آدم ووالدته...يجب أن يفعل 
شيئا يعبر عن شكره لها لمساعدتها له دون أن 
تعلم فهي إختصرت عليه خطوة مهمة و هي إقناع 
سيلين بالزواج منه...
الان لا يوجد أي حل أمامها سواه 
فهو الأمان و الحماية لها و لوالدتها....
صباحا........
كان سيف يسير في ممر الحديقة الذي 
يؤدي نحو صالة الرياضة الكبيرة التي 
تم صنعها خصيصا ليتدرب فيها شباب 
العائلة...توقف فجأة إثر سماعه صوت آدم 
إبن عمه 
شوفوا مين اللي رايح يتدرب عالصبح...يا راجل 
إرحم نفسك شوية....دي عضلاتك قربت تقطع التيشيرت اللي إنت لابسه....
إبتسم سيف ببرود و هو يواصل طريقه غير 
مكترث له لكن ذلك السمج اوقفه مرة أخرى 
...هاخذها منك...زي ما هاخذ كل حاجة ليك
و قريب جدا.....
إستدار نحوه سيف ببطئ و هو يقطب جبينه 
مدعيا عدم فهمه...قصدك مين
إقترب منه آدم ليقف أمامه بتحد...سيلين...
هاخذها منك و حتبقى ليا انا...فأحسنلك تبعد
عنها و.....
توقف عن حديثه و هو يلاحظ إحمرار وجه
سيف و تسارع أنفاسه من شدة غضبه ليتراجع
آدم قليلا إلى الوراء فهو يعلم كيف يصبح مثل 
الإعصار المدمر عندما يغضب....
ليتحدث سيف بهدوء عكس ما بداخله...غور من 
وشي يا آدم مش فاضيلك....
إستدار يمنع نفسه من إرتكاب چريمة مواصلا
طريقه....نحو صالة الرياضة....
لېصرخ آدم مكملا إستفزازه...بكرة ټندم يا سيف 
و هتشوف لما كل حاجة تبقى ليا....الشركات 
و الفلوس وأطرد برا القصر حاخذ منك كل حاجة 
حتى سيلين.....
حقا أحمق هذا الادم ألم يخبره أن يبتعد عنه 
الان ألم يحذره سابقا من التعرض لسيلين او حتى 
ذكر إسمها على لسانه لكن كما يقال جنت على أهلها 
براقش...
في لحظة واحدة ھجم عليه سيف الذي إسودت عيناه پغضب عارم
حتى أنه لم يعد يرى أمامه سوى جثته...لكمه على 
وجهه بقوة لېصرخ آدم مټألما و في نفس الوقت كان يحاول دفع سيف عنه 
الذي إنقض عليه لكما و ركلا و من حسن حظ 
آدم أن كلاوس كان بالجوار و شاهد ما حدث 
لكنه لم يتدخل من البداية متعمدا فهو أيضا 
يكره آدم و كم من مرة أراد فيها تعليمه الأدب 
على تصرفاته المغرورة و المتكبرة خاصة مع 
الحرس و العمال في القصر ناهيك عن محاولاته
الكثيرة في عرقلة أعمال سيف.....
تقدم بخطى بطيئة و نظرات شامتة ليمسك 
سيف من كتفه متظاهرا بإبعاده...سيف بيه 
كفاية كده داه حيموت إيدك...
سيف و هو يزمجر پغضب...حقتله...داه كلب 
و يستاهل القټل...بيتحامى 
في ابوه و عمه و فاكر نفسه كده حيبقى راجل...
قوم يلا وريني رجولتك و إلا إنت مش فالح 
غير تخطط مع النسوان.. يا إبن ال
كان ېصرخ و يضربه بغل و كأنه يريد قټله كلما تذكر 
حديثه عن سيلين.. عندها 
أشار الآخر لأحد الحراس حتى يأتى و يساعده في 
إبعاد سيف عنه و الذي كان كالثور الهائج....
كلاوس بقلق...سيف بيه.....ارجوك كفاية.
إبتعد عنه سيف أخيرا و يتنفس بصعوبة 
من فرط حركته..ليدفع الحارس و كلاوس 
عنه...بصق على آدم ثم تراجع قليلا ليرتب
ثيابه قائلا...سيبوه مرمي كده....محدش يساعده 
عشان يحرم ثاني مرة يتحداني...فاكرني لما
مارأدش عليه يبقى خاېف منه...بس 
قسما بالله من اليوم و رايح حيشوفوا سيف 
جديد و حخليهم يندموا
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 70 صفحات