رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
مشكلة نتغدى هنا ها تتغدوا ايه
منة باندفاع حماسي
بصوا بقه انا عزماكم انهرده ومش هرضى بأي اعتراض ايه رأيكم هنضرب شوية كشړي مادوقتوش ومش هتدوقوا زيه لا قبل كدا ولا بعد كدا ولا فيه زي كدا
وافقت سحر وايناس وسط ضحكاتهم نادت منة على ساعي المكتب علي الفتى ذو الخامسة عشر عاما وقالت وهى تناوله النقود وورقة بالمطلوب شرائه
تناول علي الورقة والنقود وقرأ المطلوب فهو حاصل على دبلوم الثانوية التجارية ولكن نظرا لضعف امكانياته المادية لم يستطع الالتحاق بكلية التجارة مع العلم أنه حاصل على مجموع يؤهله لدخولها
علي مقطبا
معلهش يا باش مهندسة حضرتك كاتبة كشړي وبين قوسين اسمي يعني ايه
ابدا يا علي قصدي عاوز كشړي مخصوص ولا عادي وكنت هسألك
حاول علي الاعتراض ولكن منة أصرت ان يجلب لنفسه طلبا من الكشري ذهب علي لاحضار الطعام في نفس الوقت الذي دلفت فيه نشوى الى الداخل وهى تقول بغرور
ايه على فين
يا علي
قاطعت منة علي قبل ان يقوم بالرد عليها قائلة بسخرية
باعتين علي يجيب لنا غدا ايه رأيك تتغدي معانا نظرت اليها ايناس وسحر بدهشة فغمزت لهما بعينها اليمنى في غفلة من نشوى التي قالت بدلال ثقيل
كادت أن تلكمها على وجهها لتعيد تشكيله ثانية لعلها تقلل من غرورها الثقيل ذاك
حضر علي بالطعام الذي فاحت رائحته عاليا تجمع كلا من منة وايناس وسحر وقامت منة بتوزيع اطباق الطعام عليهم واعطت علي طبقه الذي تناوله وانصرف شاكرا لها كرمهاأمسكت منة بطبق واقتربت من نشوى لتناولها اياه قامت نشوى من مكانها وكانت تجلس معهم في غرفتهم أشارت بقرف الى الطبق الذي تحمله منة قائلة باستهجان
اجابت منة ببراءة
دا كشړي
نشوى بقرف واضح وهى تضغط على انفها بأصبعيها السبابة والابهام
ياااي كشړي بتاكلوه ازاي دا دا كفاية ريحته
منة ببراءة مصطنعه
لا الكشري مش بيتاكل الكشري بيتضرب احنا بنضرب كشړي مش بناكل كشړي وبعدين مالها ريحته شمي كدا ورفعت الطبق الى أنف نشوى التى حاولت الابتعاد برأسها وهى تقول
أوه مونديو ابعدي البتاع دا عني
ايه يا بنتي هو هيعضك نظرت اليها نشوى بريبة في حين تابعت منة بجدية مبالغ فيها
انت ماتعرفيش فوائد الكشري ولا ايه هزت برأسها نفيا في حين تبادلت كلا من ايناس وسحر النظرات وهما مشغولتان بالتهام طبقهما من هذه الاكلة الشعبية اللذيذة
منة وهى تعدد فوائد طبق الكشري
عندك مثلا الطماطم اللي في الصلصة بتاعته هما مش بيقولوا حمرا يا طماطم نظرت اليها نشوى مقطبة فتابعت منة
بجد انت بتتكلمى بجد
منة وهى تهز برأسها بقوة وبالانجليزية
شور دارلينج مؤكد عزيزتي
تناولت نشوى الطبق وتذوقت المعلقة الاولى بتخوف وعلى مهل مغمضة عينيها لتفتحهما على وسعهما وتنظر الى منة التي تنظر اليها مستطلعة رأيها فقالت بابتسامة واسعه
اممممم جميل فعلا وأنكبت على طبقها تأكله بحماس فضحكت منة وايناس وسحر وتابعوا تناول طعامهم
بعد أن فرغوا من تناول طعام الغذاء أحضر لهم علي الشاي قالت سحر أثناء احتسائهم للشاي بأوراق النعناع
الله تصدقي الكشري دا فعلا عمري ما اكلت في طعامته صحيح يا منة هو من عند مين علشان أبقى اجيب منه
منة بتلقائية طبيعية
نزلة معوية
صړخت نشوى في حين تبادل كلا من ايناس وسحر النظرات وقالت سحر بشبح ضحكة
لالالا احنا بنتكلم بجد يا منون
منة بتلقائية
ومين قال انى بهرج الكشري من عند نزلة معوية انتو مش بتشوفوه دا واقف بعربيته على طول على ناصية الشارع اللي ورانا
صړخ الثلاثة في صوت واحد
ايييييه عربية
استغربت منة وقالت
آه عربية ايه مالكم
أمسكت كل واحده منهن بطنها في حين تأوهت نشوى قائلة
حرام عليكي كشړي من على عربية واسم صاحبها كمان نزلة معوية
تعالت ضحكات منة وسط السباب الغاضب الذي أنطلق من فم الباقيات
انجزت
منة ما طلبه منها سيف وترددت قبل ان تعرضه عليه ولكنها شدت من أزرها وقررت الذهاب اليه ودعت ألا يمارس عليها احدى نظرياته العبقرية في كيفية رفع معنويات من يعمل لديه
ايه يا منة قلقانة رفعت منة كتفيها واخفضتهما وقالت محاولة ادعاء اللامبالاة
لا عادي يعني ولم تستطع تمالك نفسها وسألته
عجبكنظر اليها سيف قائلا بابتسامة صغيرة
ممتاز
لم تصدق منة ما سمعته أذنيها فقالت بدهشة
قول كدا تاني اللي انت قلته كدا
ضحك سيف وأعاد قوله بابتسامة
بقول شغلك ممتاز وعلشان كدا ليكي عندي مفاجأة
ابتسمت منة بسعادة واجابت
الحمد لله ويا ترى ايه هي المفاجأة شغل تاني هتكلفني بيه
هز سيف رأسه يمينا ويسارا وقال
لا انت اللي هتشرفي على تنفيذ الشغل دا بنفسك
كادت منة ان تقفز
فرحا وقالت
بجد ابتسم سيف لمرآى سعادتها التي لم تستطع مدارتها وقال
وجد الجد كمان من بكرة تجهزي هفوت عليكي الساعه 7 ونص الصبح علشان الطريق طويل شوية
قطبت منة وقالت بتساؤل
تفوت عليا هو انا مش هروح لوحدي
سيف بهدوء
لا هنشتغل سوا مش انا قلت لك ان الفيلا دي انا اللي بنفذها
منة وقد ازدردت ريقها بصعوبة وقالت
طيب ونروح سوا ليه ما هو ممكن انا اروح في الوقت اللي يناسبني انا
شعر سيف بتوترها وقال بهدوء محاولا افهامها
لما نروح سوا احسن اولا انت لسه متعرفيش المنطقة هناك كويس ثانيا المشورع دا يعتبر بيننا احنا الاتنين يعني لازم ناخد رأي بعض في كل حاجهوبعدين احمد وافقني على رأيي
منة مقطبة
المنطقة بعيدة ليه هي الفيلا دي فين بالظبط
سيف بتلقائية
في العين السخنة
منة پصرخة دهشة
فين العين السخنة واحمد موافق هي العين السخنة دي مش سفر بردو ولا انا غلطانه
سيف بتمهل
ايوة يا منة واحمد مقتنع انك تسافري معايا بدل ما تسافري لوحدك وبعدين انت قلقانه من ايه احنا مش هنكون لوحدنا فيه اصحاب الفيللا والمشوار كله ساعه رايح وساعه راجع وهنروح ونرجع في نفس اليوم يبقى قلقانه من ايه
هزت منة رأسها بنفي بثقة مهزوزة قائلة محاولة التماسك
وانا هقلق من ايه يعني ثم همست بينها وبين نفسها
العين السخنة يا احمد وجالك قلب توافق هتجنن واعرف أقنعك ازاي واذا انت اقتنعت بابا وماما وافقوا ازاي
سيف مقطبا بتصنع وهو يكبت ضحكته بصعوبة
بتقولي حاجه يا منة
انتبهت منة من شرودها وقالت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا بشدة
ها لا لا لا ولا حاجه ولا حاجه ابدا
سيف بجدية مزيفة
تمام ممكن تروحي انهرده بدري شوية علشان ترتاحي و ونص الصبح بإذن الله هكون عندك
منة وهى تهز راسها بذهول
إن شاء الله وانصرفت وهى تحدث نفسها غير مصدقة ان أخيها وأبيها بل وأمها قد وافقوا على ذهابها مع سيف الخديوى هذا وبمنتهى السهولة لا بد أن في الأمر سر لعلهم فهموا الموضوع خطأ وظنوا أنها ستذهب معه الى عين الصيرة وليس العين السخنة
في حين راقب سيف خطواتها وهى تبتعد عنه وهو يهمس في سره وعينيه تومضان ببريق غامض ان كان وقع أنظار منة عليه كان ألقى في قلبها الخۏف مما هو آت قال سيف
ما تستعجليش يا منة بكرة تعرفي ازاي وافقوا وليه علشان تصدقيني أنه مافيش حاجه اسمها صعب عندي وان اقدر اتحدى المستحيل علشان تكوني بين ايديا
الحلقة الثالثة
استيقظت منة صباح اليوم التالي وكانت قد ضبطت منبهها على وقت صلاة الفجر بعد ان اغتسلت وصلت فريضتها قرأت قليلا في كتاب الله الى أن أشرقت الشمس وانتظرت قليلا ثم صلت ركعتي الضحى كعادتها يوميا ارتدت ملابسها وهي في حالة وجوم وعدم فهم فبالأمس لم يرضي فضولها أيا من أهلها فقد أخبرتهم بنبأ سفرتها القصيرة الخاصة بالعمل مع مديرها وتفاجأت بقبولهم للنبأ من دون أدنى اعتراض مما جعلها تصمت و تقرر مفاتحة احمد شقيقها في الامر فيما بعد كي تفهم كيف وافقوا على هذا الأمر ولكن أحمد خرج في المساء وهي كانت من التعب فلم تستطع انتظاره ونامت والآن هي لا بد لها من أن تفهم كيف ولما
نظرت الى نفسها في المرآة بعين راضية لملابسها المكونة من قميصا ابيض فضفاض يصل الى فوق الركبة بقليل وأسفل منه بنطال قماشي أسود اللون وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض ولفت وشاحا أبيض يداخله تعاريج سوداء اللون بطريقة محتشمة وانيقة في ذات الوقت واكتفت بارتداء ساعتها الجلدية السوداء اللون كما ارتدت حقيبتها اليدوية السوداء الجينز بشكل عكسي كالمعتاد ولم تضع سوى واق للشمس نظرا لحساسية بشرتها تجاه اشعة الشمس الحارة
انضمت الى أمها في المطبخ وكانت تقوم باعداد الفطور مع ام محمود والتي تأتي مع نسمات الفجر وتعود الى بيتها بعد العشاء
تقدمت من امها وقبلت رأسها ملقية تحيه
الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ابتسمت الأم وقالت
صباح النور يا منونتي التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون
سألت منة أمها
هو احمد لسه نايم يا ماما
الأم
لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش
قالت منة بابتسامة
طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده
حاولت منة التلميح لأمها عل وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا
انطلقت رنة المحمول الشخصي لأحمد فطالع الرقم ثم نقل نظره الى شقيقته قائلا بابتسامة
اجهزي يا منون دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت
ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها كانت برفقة صديقتها كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره
قبلت رأس والديها قبل ان تستدير منصرفة يتبعها احمد بنظرات شقية تلمع في عينيه وقد ابتسم لذويهما ابتسامة مشاغبة جعلت كلا من الاب والام يبتسمان بالمقابل ملوحين له بالتحية
خرجت منة من باب العمارة السكنية
التي تقطن فيها مع اهلها