رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
أيام الجيزة هو انت تكره ان جوز اختك يبقى بي وبدلا من ان يقول لفظة غيرة والتى كانت ستتسبب في لكمة له من يد احمد لا محالة استعاض عنها بكلمة خوف فقال
يبقى بېخاف عليها كدا انت بس همتك معايا وخليها توافق وليك عليا أي حاجه عاوزها هنفذهالك بس يا ريت يا احمد سيبني اعرف اقولها كلمتين على بعض أومال هفاتحها ازاي مش كفاية هي خلقة بتهرب مني كل ما بقرب لها
تصدق فعلا هتوافق عليك ازاي ولا اساسا هنفاتحها ازاي وانا بحس انها كل ما بتشوفك زي الطفل اللي شاف حقنة قودامه وپيصرخ علشان ما يخدهاش حتى لو كان فيها الشفا
أجابه سيف من بين اسنانه
الله عليك يا رافع معنوياتي انت حقنة انا حقنة عموما مالكش دعوه هقنعها تاخد الحقنة طالما فيها الشفا ان شاء الله زي ما بتقول ودلوقتي ياللا يا فالح اتأخرنا عليها اوي
حقنة وانت الصادق انت اللي شربة بس هعمل ايه مضطر أشربها علشان خاطر عينيها ثم سار لاحقا بأحمد ومنة
تم التعارف بين صاحب الفيلا الاستاذ طارق السعدي رجل الاعمال المعروف وزوجته غادة و منة وسيف المسؤولان عن بناء وديكور فيلاتهما وأحمد بصفته مهندس انشائي وشريك في
بعد أن تناقش الجميع بخصوص الفيلا وأعرب طارق وغادة عن سعادتهما من سرعة سير العمل انبهرت غادة بالتصميم الداخلي لديكور الفيللا والذي وضعته منة واشادت به قائلة أنه يفوق ما تخيلته بمراحل وفرحت منة لهذا المديح كانت منة قد شعرت براحة عميقة تجاه غادة بوجهها البريء وان لم يخلو من مسحة حزن غالبا ما تطفو عندما تعتقد بانشغال الباقين عنها ولم يفت منة نظرة الشحن في عينيها الرائعتين بخضارهما الزيتوني العجيب وشعرها العسلي الذي تنعكس عليه أشعة الشمس فكأنه ذهب يلمع يكاد بريقه يخطف الابصار بينما تمتلك جسد انثوي جذاب بكل منحنياته الانثوية البحتة ولكن في ذات الوقت لا تعلم لما هذا الاحساس بعدم الارتياح الذي يخالجها بشأن زوجها طارق على الرغم من وسامته الملحوظة التي تجعله أقرب لنجوم السنيما بدءا من جسده الرياضي الممشوق وشعره البنى الناعم الى عينيه بلون السماء الصافية ولكنها ما ان تبصر عيناه يخيل اليها أنها عينا ثعلب ماكر ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته مقتنصا اياها
بصراحه زوقك جميل يا باش مهندسة التصميم اللي انت عاملاه تحففة بجد
رسمت منة ابتسامة صفراء على محياها وقالت بهدوء
متشكرة لحضرتك بس انا كل اللي عملته انى نفذت رغبة مدام غادة هي كانت حاطة تصور معين للديكور وانا حاولت أوصل للي هي عاوزاه
لا بجد طارق عنده حق انت موهوبة فعلا وانا سعيدة انك انت اللي هتنفذي ديكور الفيللا بنفسك لانك اكيد هتقدري تعملي اللي انا عاوزاه بالظبط
قال احمد بابتسامة بينما ظل سيف واقفا يتابع الحديث الدائر امامه بجمود ولا يعلم لما يرغب بلكم هذا الطارق على فمه ليمحي هذه الابتسامة البلهاء وكأنه يقوم بدعاية لمعجون أسنان لم يكن سابقا سريع الانفعال كما هو الآن ولكنها هي انه تأثيرها هي ولا بد له أن يفاتحها بأسرع وقت في امر ارتباطهما بل ويحاول بشتى السبل الحصول على موافقتها قبل ان يقدم على عمل أخرق كرغبته بلكم طارق والذي يعد أكبر عميل لديهم
احنا مبسوطين ان الشغل عجب حضراتكم
وان شاء الله الفيللا تطلع زي ما انتو عايزين وأحسن ثم حانت منه التفاتة الى سيف وتنحنح كي ينتبه هذا الآخر اليه بينما تابع هو قائلا
معلهش احنا هنضطر نستأذن علشان ورانا سفر واي ملاحظة او استفسار طبعا التليفونات معكم والمكتب مفتوح لكم في أي وقت
هتفت غادة وهى تمسك بالمحمول خاصتها
صحيح يا منة عاوزة رقمك علشان أعرف اتواصل معاكي ولو فكرت في حاجه علشان الديكور يبقى سهل اقولك عليها وانت كمان لو عاوزة حاجه تكلميني على طول نظرت منة الى شقيقها فوافق بهزة من رأسه هي لا تزال تشعر بالغرابة فهذه هي المرة الاولى التي يطلب منها رقم هاتفها كما انها لا تشعر بالراحه لهذا الطارق ولكنها تستطيع ايقاف أيا كان في مكانه اذا تجاوز الحدود معها
قالت منة بابتسامة بسيطة
اوكي اتفضلي واملتها الرقم وقامت بتخزين رقم الاخرى في حين لمعت عينا طارق باعجاب لم يفوتها بغريزة الانثى بينما سيف كاد ان يهتف ب لا قاطعه ولكن ما باليد حيلة ولكنه لن يستطيع الصبر اكثر من هذا وسيفاتحها قريبا في أمر ارتباطهما
قال طارق والذي أعجب بمنة ما ان وقعت نظراته عليها وأكثر ما جذبه اليها عدم التفاتها اليه بل ولم تلق اليه بالا مطلقا وانشغلت بتبادل الحديث مع زوجته
مينفعش يا باش مهندس تمشوا كدا لازم نتغدى سوا الأول
قاطع صوت سيف الجدي أحمد قبل ان يجيب قائلا
لا معلهش يا طارق بيه اعذرنا سكتنا طويلة
أصر طارق وساندته غادة في عرضه فقد أرتاحت لمنة وارادت توطيد علاقتها بها فهي ليس لديها اصدقاء وكيف وطارق له الفضل في ذلك بعد زواجها منه وانتقالها من البلد الاوروبي الذي عاشت فيه عمرها كله وتركها لعائلتها هناك لتعود الى الوطن بصحبة زوجها والذي سرعان ما مل منها ولم يكد يمر عامين على زواجهما
نظر احمد الى سيف ورفع كتفيه علامة قلة الحيلة واضطروا الى قبول دعوة الغذاء وذهبوا الى احد المطاعم التابعة لمنتجع شهير في العين السخنة والمعروف بمأكولاته البحرية اللذيذة
حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من مأكولات البحر الشهية المختلفة تجمع الخمسة تبادلوا بعض الاحاديث الخفيفة اثناء تناولهم الطعام انفردت منة بالحديث مع غادة في حين تبادل الرجال الثلاثة الأراء حول أمور مختلفة ولكن كان من الملاحظ صمت سيف شبه الدائم فكان لا يتدخل بالكلام الا اذا وجه اليه الحديث
انتهوا من تناول الغذاء وتفرقوا كلا الى وجهته بعد وعد من غادة بزيارة منة للاطلاع على التصميم النهائي لديكور الفيلا
اتجه سيف
واحمد لركوب السيارة هم احمد بفتح الباب الخلفي لشقيقته عندما شعر بيد من حديد تشد مرفقه فتطلع لصاحبها بدهشة ضاحكة سائلا
ايه يا بني فيه ايه تاني انت مش عجبني انهرده خالص
اقترب سيف بوجهه منه وهمس من بين أسنانه بغيظ مكتوم
لو عاوزنا نوصل مصر حتة واحده تتفضل تسوق انت لأن أنا اعصابي بئيت على الآخر
قطب احمد حائرا ولكن حرك كتفيه علامة اللامبالاة قائلا
وهو كذلك انت كنت عرضت قبل كدا وانا رفضت
وقبل ان يتحرك احمد الى الجهة المقابلة كانت منة قد وصلت فأسرع سيف بفتح الباب الخلفي لها فدخلت متمتمة بالشكر وقف سيف امام احمد قائلا
اتفضل بقه روح سوق عاوزين نروح خلي المشوار دا يخلص على خير بقه
ابتسم احمد واتجه الى مقعد السائق بينما جلس سيف في المقعد المجاور له وقام بضبط المرآة الجانبية والتي أظهرت منة بوضوح ابتسم سيف متمتما بينه وبين نفسه
ايوة كدا خلينا نطلع بحاجه من المشوار اللي مالوش صنف اللازمة دا
انقضت رحلة العودة سريعا ولاحظ احمد عزوف سيف عن تبادل الحديث فسكت هو الآخر بعد عدة محاولات منه لاشراكه في الكلام بينما أسندت منة رأسها الى ظهر المقعد وأغمضت عينيها لتذهب في نوم متقطع فهي منذ أن استيقظت فجرا لم تنم ومع حركة السيارة جعلت جفونها تتساقط رغما عنها ليداعب الكرى عينيها
وقف احمد أمام منزلهما الټفت الى سيف الشارد بنظره بعيدا ولكن من يدقق يعلم انه شاخصا ببصره خلفه قال احمد بابتسامة
حمدلله على السلامة يا بوس ثم الټفت الى الخلف حيث منة والتى افاقت ما ان وقفت
العربة قائلا
حمدلله على السلامة يا منون
فركت منة عينيها فكانت أشبه بالاطفال مما رسم ابتسامة حانية على شفاه سيف ونظر اليها من المرآة نظرة شغف لم ينتبه اليها أحد وسمعها وهى تقول بصوت ناعس بتلقائية
الله يسلمك يا أبوحميد
عبس سيف وتمتم بحنق
أبو حميد ومنون وانا يا باش مهندس لا لا لا الموضوع كدا مش نافع
كانت منة قد نزلت من السيارة يتبعها احمد عندما انتبه سيف من شروده ونزل هو الآخر ثم نادى احمد عاليا
احمد الټفت احمد اليه وكان على بعد خطوتين من بوابة العمارة تقدم سيف اليه وانتحى به جانبا وهو يقول بصوت خفيض
انا عاوز أقابل والدك
كان احمد عاقدا جبينه أول الامر متسائلا عن سبب مناداة سيف له وما ان سمع منه رغبته في مقابلة والده حتى انفرطت العقدة وارتفع حاجبيه الى اعلى وهو يقول
تقابل الوالد ليه فيه حاجه ثم استدرك قائلا
آسف طبعا ما أقصدش دا بيتك يا سيف بس اصلي استغربت
سيف بنزق
وايه وجه الاستغراب انا عاوز افاتح والدك في موضوع ارتباطي بمنة
قال احمد بتردد
ايوة يا سيف بس مش كنا اتفقنا اننا هنفاتحها في الموضوع الاول قبل ما تتقدم رسمي ثم تابع محاولا اقناعه بينما الاخر كان يهز برأسه نفيا
يا بني افهمني وبلاش نشوفية الدماغ دي اذا كانت لما بتكلمك كأنها عسكري في الوحدة بتكلم القائد بتاعها عاوزنا مرة واحده كدا نقولها اتقدم لك وعاوز يخطبك تيجي ازاي هيبقى الرفض هو الجواب المنطقي الوحيد اختى وانا عارفها رافضة كلمة جواز ويوم ما نقولها عريس ونحاول نقنعها يبقى انت
قال سيف بثقة مطلقة
مالكش دعوه خليني بس اقابل والدك وانا كفيل باقناعها
حرك احمد كتفيه بقلة حيلة واشار اليه ليتقدمه قائلا
انت حر اتفضل
كانت منة قد سبقتهما الى المنزل وكانت تتبادل القبلات مع امها وابيها وكأنها كانت غائبة لمدة شهر وليس لسويعات قليلة برفقة أخيها عندما سمعت صوت احمد يدعو سيف للدخول قطبت منة بحيرة متمتمة
ودا وقته يا احمد والتاني دا مش تعبان يروح يرتاح
افاقت من شرودها على صوت والدها وهو يرحب بضيف ابنه في حين انسحبت هي الى غرفتها تاركة والدتها تنادي أم محمود لتأتي بواجب الضيافة
كانت منة تريد الاغتسال لازاحة تعب السفر ولكنها لم تستطع لوجود سيف فآثرت الانتظار الى ان يرحل وبدلا من ذلك خلعت حجابها وأطلقت شعرها ليستريح منسدلا حتى خصرها كانت ترقد فوق فراشها الوردي عندما سمعت صوت طرقات على الباب تبعه دخول والدتها وهي مبتسمة اعتدلت منة جالسة ونظرت بابتسامة الى وجه والدتها السعيد وقالت
ايه الخطوة السعيدة دي يا ټوفي الاودة نورت
اتجهت والدتها اليها واقفة أمام الفراش وقالت بحنان امومي
عقبال ما أزورك في بيتك يا حبيبتي
ليه بس يا ټوفي
انا مهما كان بنتك حبيبتك