بنت خالتي قمر "بقلم مروه حمدي"
هى الان
كريمه يومين وهنروح لخالتك علشان خطوبه كريم عقبالك
قالت الأخيرة بمغزى
آسر وهو يشير على ليلى براحه يده عرفت يا ماما
زجرتها بعينيها ثم عادت النظر
له
كريمه وانت عارف ان خالتك بتأجر الشقة التانية مصيف
آسر وهو يولى كامل أنتباهه لها ايوه
كريمه للأسف المستأجر معاه لحد اخر الشهر ومش هينفع يخرج من نصه
كريمه الخطوبه جات بسرعه وبعدين الشقة مالها ومال الخطوبة بس!
آسر مالنا احنا هنقعد فين ولا قصدك مش هنروح ونستريح من الليلة دى
قال جملته الأخيرة بابتسامه أؤدتها بمهدها مجيبه
_لا طبعا تبقى خطوبه ابن اختى مارحش بعدين كريم ده مش صاحبك!
آسر خلاص جنبها فى شقق فاضية كتير تشوفلنا واحده او كريم يحجزلنا فى فندق كويس وسط
_ليه بس
_اقولها دورى ليا على شقة وبيتها مفتوح ده انا كانى بشتمها يا بنى
رفعت ليلى حاجبيها بتقييم واشادة لوالدتها وهى ترتشف من الصودا بإستمتاع تنتقل بنظرها بين الاثنين
صمت لثوانى يحاول استيعاب ما ترنو إليه والدته لينتفض من مجلسه ماينفعش يا ماما نقعد معاهم
_انتى ناسية بنتها وبنتك وانا وكريم وكده الوضع مينفعش احنا شباب و نجوز لبعض
_اولا اختك ولا قمر محترمين يعنى الواحده باسدالها وطرحها ونتجمع زى الناس على السفرة على قعدة وكريم هيخطب فأكيد مش هيبصبص لاختك وبعدين عيالى اختى متربين كويس اوى ده انا ال خيبتى تقيلة ومعرفتش اربى
_يابنى هو كل ال بيدور على اهله فى محافظة تانية ويوصل رحمه ويبات عندهم يبقى شبهه افترض ان ما عندهمش شقة ولا الظروف تسمح انه يأجر ولا هما يأجروله مكان يبقى يقعد مكانه ويقطع رحمه بقا
وضعت الصودا من يديها تنظر إلى ظهر اخاها بشماته تصفق لوالدتها بدون صوت
_يا حبيبى انا فاهمه قصدك كويس
وبقولك احنا هنتجمع زى ما الناس بتتجمع فى مطعم على البحر فى اى مكان الواحده بطرحتها واسدالها يبقى ايه المشكلة
_ونضيق على الناس ليه بس
_ظرووف يا حبيبى وبعدين متوجعش دماغى معاك هو حد اصلا هيكون فاضى كله وأولهم انت هتبقى مشغول فى التحضيرات المفروض انك اخو العريس
_يا جبلة بقولك اخو العريس حتى علشان تلاقى ال يقف جنبك يوم خطوبتك
_ما اخدتش اجازة من الشغل
_قدامك يومين خد اجازة
_المدير مش هيوافق
_انت من ساعه ما اتعينت ولا يوم نمت فيه فهيقبلوا ما تسددهاش فى وشى
_ولو قولتلك مش عايز اروح
نظرت له باعين متسعه تضع يدها على صدرها پصدمه يعنى ايه مش عايز هى فسحه ده واجب علينا اختى وحيدتى عايزها تزعل منى بسببك تحرجني قدامها
أكملت بصرامه
_اسمع انا بستحمل المرمطه معاك والإحراج وانا بخبط على كل بيت وبسمع كلام فى ظهرى زى السم واقول اهم حاجه يكون مرتاح لكن عند اختى لا فاهم
لو مش عايز تروح متروحش بس من
غير حلفان لسانى ما
هو مخاطب لسانك تانى مفهوم!
_ماما
_قولت ال عندى
طيب طيب
قالها بنزق راحلا من أمامهم يتشاجر مع حاله متوجها لغرفته
بدون ان تحيد عن اثره خاطبت ابنتها بابتسامه منتصرة تمد يدها ايه رايك
_ليلى وهى تقبل يدها أستاذة ورئيسه قسم
الام وهى تقم من مجلسها بكسل اعمليلى كوبايه ليمون وهاتيها الاوضه لحسن هبطت من تحت رأس اخوكى
ليلى حقك
فى تلك اللحظه دلف الاب من الباب ليجد ليلى جالسة بالبهو نظر لساعه يده ثم لها جيتوا بدرى باظت!
ليلى تهز رأسها بتأيد كالعادة
الاب جالسا اومال انا بطلت اروح معاكم مش من شويه
ليلى تجلس إلى جواره هامسه أمى سنت السكاكين وناوياله
الاب احكى يا روايتر
أغلق باب پغضب من تلك الورطه
جلس على الفراش بقلب تصدح بيه الدقات يغمض عينيه محاولة السيطرة على أنفاسه اللاهثه يفهم والدته ويفهم الما ترنو نظر إلى يده وتلك العلامه بها وككل مرة هناك بسمه تتنافى دائما مع مشاعره كلما نظرلها تظهر على وجهه ولا يعلم مصدرها
جلس على الفراش يمرر أصابعه عليها بذمتك ينفع
أغلق عينيه يمرر يده على جبهته بتعب ليستلقى بظهره على الفراش خلفه متمتا قمر!
بنت خالتى قمر بقلم مروة حمدى
بنت خالتى قمر
الجزء الثانى
مرت الأيام سريعا عليهم يتنهد بحيرة يخشى اللقاء ينظر من نافذة سيارة الأجرة للطريق وهناك حرب بداخله يظن ان لا أحد يشعر بها سواه على عكس ثلاث أزواج من العيون بالمقعد الخلفى بيد كل واحد منهم كيس من الرقائق المقرمشة
الاب بهمس هو ماله عامل كده ليه
الام فقرى بيدور على النكد بملقاط
ليلى أوفر اوى ابنك اكرمله
آسر بعدم راحه يتحسس مؤخرة رأسه حاسس بحاجة بتلسع فى قفايا من الصبح
نظر للخلف ليولى كل واحد منهم عيناه باتجاه ليلى إلى النافذة جوارها والأم إلى النافذة من الجهة الأخرى بينما الأب بالمنتصف ناظرا لسقف السيارة بإعجاب
ليعاود النظر للأمام من جديد متابعا للطريق ويعود الثلاثه كذلك لمراقبته مرة أخرى
ليلى ماماقربنا نوصل الخطوة ال جاية ايه
الام ولا حاجه
هنا ازاح كلا من الاب وابنته عيناهم عنه للأم جوارهم ليسألها الاب يعنى ايه
الام انا عملت ال عليا وهرزعه معاها فى نفس البيت تحت سقف واحد اسبوع اعمل ايه تانى
قالتها بقلة حيلة وقهر مصطنع
الاب عايزة تقولى انك هتسبيها للنصيب
الام ال عايزه ربنا يكون بقا
ليلى بهمس على إذن والدها مش مصدقاها
الاب ولا انا
انتبهوا ثلاثتهم على صوته وهو يتحدث للسائق الشارع ال جاى يمين يسطا
تجلس بالشرفة تنتظر قدومهم بعدما هاتفتها شقيقتها واخبرتها بانهم اوشكوا على الوصول
كريم بتأنيب لوالدته الواقفه إلى جواره كده برضه يا ماما اعرف ان بيت خالتى جاين عندنا قبلها بساعه
فادية بتهرب اللاه يعنى كانت هتفرق معاك بايه
كريم بدهشة ازاى بقا على الاقل نكون فى استقبالهم اظبط امورى بحيث اقعد مع آسر وقت أطول قبل الدربكه طب اتفضلى خالتى قربت توصل وقمر
مش موجودة! تفتكرى كده خالتى مش هتزعل
هزت رأسها بقلة حيلة فبدون ان يشعر وضع يده على اصل المشكلة قمر تعلم أنها تحب خالتها ولكن ان تظل تحت سقف واحد مع من كانت تتهرب منه الفترة الماضية!
لا تعلم كيف ستكون رد فعلها على الاقل عندما تفاجأ بوجودهم لن تستطيع لومها أمامهم أو هكذا أملت هى!
فاقت من
شرودها على صوته وهو يشير على سيارة أجرة توقفت أمام البناية
_الجماعه شكلهم وصلوا
هزت رأسها بتأكيد عندما أبصرت آسر يخرج منها
ليهبط كريم سريعا ليكن باستقبالهم ويساعدهم بالحقائب
لتغلق فاديه عيناها تدعو بقلب ام لو فى خير لابنتى قربه منها ولو شړ ابعده عنها واصرف قلبها وعقلها عنه وارزقها باللى يسعدها ويقدرها يا قادر يا كريم
كعادته بكل مرة يخرج الحقائب مقاوما لعينيه بألا تنظر للأعلى
ربط كريم على كتفه ليلتف له ليتلقاه الاخر بالاحضان لتطلق الخالة الزغاريط الفرحه وهى تهبط من السيارة وآسر يبارك له وهو يبتسم بسعادة أشرق بها وجه لم يلحظ أحد تلك الواقفه وهناك نكزة بقلبها جعلتها تبتلع تلك الغصة بحلقها پألم كانت بحاجه لرؤية تلك الإبتسامه حتى تيقن انه لم يبادلها نفس الشعور يوما ذاك الشعور المحتجز بين جنبات قلبها ولم ينطق على لسانها قبلا
تنهدت بعمق لطالما وصفها كأخت صغرى لذا وجب عليها ان تشعر بالسعادة لسعادته الواضحه للأعمى كأخت جيدة وكمحبه مجهولة تتمنى الراحه والفرحه لمن تحب داعية بقلب صاف ان يتم عليه فرحته ويرزقها بمن يسعدها هى الأخرى
اقتربت منه مبروووك يا كريم
كريم ناظرا لها الله يبارك فيكى يا لولا عقبالك
الخالة بتذمر عيالى الاتنين هينقطونى واحده مش حاسة بالعرسان والتانى بيزحلق فى العرايس وابوهم شايل ايده من الليله
كريم الا الأمور دى يا خالتى عايزة التأنى
الخالة ما انا ساكته وصابره اهو
فادية من
الاعلى يالا يا جماعه واقفين تحت ليه
هزوا روؤسهم لها صاعدين للأعلى
مع كل درج يصعدها تتصاعد الدقات بقلبه حتى وقف أمام خالته التى باغتته بالاحضان وبنظرة عاتبة حزينه بعينها لم ينتبه لها وسط حديثها
كريمه وهى تدلف من الباب عينيها تجوب المكان اومال فين قمر
سكون تام بداخله وأذن مصغيه باهتمام
فادية بتلعثم هى نزلت شغلها بس والله لو كانت تعرف انكم جاين كانت قعدت واستقبلتكم
كريم ماما ماقالتش انكم جاين غير من ساعه بس ليا
فادية اللااه كنت عايزة اعملهالكم مفاجأة!
كريمه بابتسامه متفهمه يا زين ما عملتى وانا بموووووت فى المفأجات
مال الاب على ابنته والاثنين بهمس فى نفس التوقيت نفس الدماغ
فادية انا هتصل بيها أقولها
ليلى وهى تخرج هاتفها لا يا طنط سبيلى انا الطلعه دى
فاديه وهى تزفر براحه يريح قلبك يا حبيبتى
كمن لدغه عقرب انتفض من مجلسه وبسرعه ردد يا خبر انا ازاى كنت ناسى
فادية خير يا حبيبى
آسر قاسم صاحبى ال عايش هنا يا ماما
كريمه وهى تستند
بذقنها على راحه يدها وتحيط وجنتها بأصبعيها ترفع له أحد حاجبيها معرفهوش
آسر اهو هو يا ماما بيرن عليا عايز يقابلنى
فادية باستنكار وهى تراه يتوجه ناحية الباب يا بنى مش ترتاح الاول من الطريق وتتغدى!
آسر معلش يا خالتى هعمل ايه بس! طول الطريق شغال زن زن حتى اساليهم
قالها وهو يشيرعلى ذويه بيده
ليلى وهى تضع الهاتف على اذنها مركزتش معاك
الاب مسمعتش
الام مش فاكرة حاجة زى كده!
آسر لخالته وهو يفتح الباب صدقتى
كريم تحب اجى معاك
صدح هاتف كريم فى تلك اللحظه ليبتسم وهو يقرأ الاسم عاى الشاشة
آسر بغمزة بعدما لاحظ تلك الابتسامه لا خليك انت يا عم الله يسهلك
كريم مبتعدا نحو الشرفه هنقر يا بن خالتى
آسر بحسد بس
كريمه وعليك بايه ما تعمل زيه على العموم ما تتأخرش علشان مش هتغدى من غيرك يا قلب امك
هز رأسه بموافقة يعلم جيدا ان والدته لن تفك عنه الحصار طوال هذا الأسبوع
ليلى وهى تشير بهاتفها الست قمر اخيرا ردت
الام ناظرة لابنها الواقف بمكانه على الباب كتمثال يولى لهم ظهره طب افتحى السماعه اسلم عليها
ليلى بدون مقدمات كل ده علشان تتكرمى وتتنازلى وتردى
من الجهة الاخرى ضحكه صغيرة اخترقت اذناه لم يستمع لها منذ أعوام ورغم ان نبرتها تغيرت الا ان لها نفس الوقع على اذنه كلما تذكرها او استمع لها ووصل له صوتها
_مشغولة مع ولي أمر
حسنا كان هذا هو شارة الانطلاق لقدميه ليخرج سريعا من ذاك المكان مغلقا خلفه الباب تاركا شقيقته تكمل الاتصال بعيدا عنه
يقف بنفس المكان بكل مرة أتى إلى هنا ينظر إلى المياة بأمواجها المتلاطمه أمام عيناه كحاله بحيرة تنهد لقد كان خائڤا من رؤيتها بعد كل تلك السنين نعم خائڤ وعلى الرغم من تلك الراحة بتأجيل المواجهه بينهما الا ان خيبة
حزن لا يمكن نكرانهما خيمان عليه أيضا
هرب عند سماع صوتها ليس نفورا او كرها فقط حتى يستجمع شتات نفسه المبعثرة حتى يستطيع الوقوف أمام تلك المشاكسة و