الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عن العشق و الأسر و ما بينهم "بقلم نورهان العشري"

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


چحيم الشوق الذي لا يهدأ أبدا فقلبها العاصي بعد أن كان أقصى طموحاته أن تراه من بعيد بات الآن لا يقتنع بهذا القليل وازداد جشعه للاقتراب منه ومحادثته التنعم باستنشاق رائحته العذبة التي كانت تود أن تخبئها بين رئتيها حين كانت بجانبه.
وصلت إلى مقر عملها وتوجهت إلى باب الخدم الخلفي فإذا بها تجد السيدة صفاء مديرة المنزل تناظرها پغضب ف زفرت بقوة قبل أن تتجه إليها فلم تطل الأخرى بل ناولتها ثياب العمل وهي تقول بترفع

_ ستنظفين الحظائر من الآن ولآخر الشهر وهذا عوضا عن طردك لانقطاعك عن العمل كل هذا الوقت.
أنهت كلماتها وشيعتها بنظرات متعالية قبل أن تذهب فلم تعترض ريم على هذا العمل الشاق فهي تريد أي شيء يشغلها عن التفكير في مأساتها التي تتلخص في عشق أهوج لا تعلم من أين ابتليت به 
بعد مرور نصف ساعة كانت منهمكة بعملها إلى أن وجدت ظلا كبيرا يخيم على المكان من خلفها فالتفتت لترى ماذا يحدث وإذا بها تتسمر مكانها وكأنها تمثال جميل نقش من حجر بينما كان قلبها يضخ الډماء بقوة في أوردتها وتعالت دقاته فدوى طنينها في أذنها كالطبول حين احتوت عينيها ذلك الجسد الضخم لمعذبها ومالك قلبها مالك الصياد الذي كان يناظرها بغموض تجلي في نبرته حين قال _مرحبا بسندريلا الهاربة.
انحبست الأنفاس بصدرها وجف حلقها حين رأته يقترب منها ف تراجعت للخلف ولم يكن أمامها مفر من المراوغة فقالت بحروف مبعثرة كحالها تماما
_ سيد مالك هل تريد شيئا
تابع اقترابه منها وعينيها تبحران فوق ملامحها بشوق لم تفهمه بينما أجابها باختصار
_ بلى.
أجابته بتلعثم 
_ما الذي تريده
اكتفى بكلمة واحدة حوت الكثير بين حروفها القليلة
_أنت..
لقد تعرف إليها وانتهى أمرها هكذا ظنت وبحركة غير مدروسة ألقت المكنسة من يدها وتراجعت للخلف تنوي الهرب ولكن هيهات فقد ضل وشقى قلبه حتى وجدها ولن يسمح بهروبها أبدا 
_هل تظنيني أحمق ل تهربي مني مرة ثانية
خرجت الحروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين حين قالت 
_ما.. ما الذي.. تريده مني
خاصتها تباطئت نظراته وأجابها بصوت أجش 
_أريد منك كل ما يمكنني أخذه.
غلفت طبقة كريستالية من الدموع مقلتيها اللتان اهتزتا تعلنان عن عاصفة هوجاء تهدد بالهطول تزامنا مع ارتجافة جسدها بقربه فتنبه إلى وضعها ومدى خۏفها منه ف تراجع قليلا للخلف ولكن يديه لم تتركاها وأردف بنبرة معاتبة 
_لم هربت يوم الحفل
لم تستطع إجابته فقط اكتفت بالهمس بتوسل
_ اتركني.
_لا استطيع..
هكذا أجابها بخفوت ف اخفضت عينيها أمام خاصته اللتان كانت تنفذان إلى أعماقها بقوة فتابع بخشونة
_ هل أغضبتك ذلك اليوم أخبريني ما الذي فعلته ل تهربي مني بتلك الطريقة
انكمشت ملامحها پألم تجلى في نبرتها حين قالت
_ كان لزاما علي ذلك فأنا بالأساس لم يكن علي حضور ذلك الحفل.
لونت الحيرة معالمه فخرج استفهامه مدهوشا
_ لم
_لأنني ببساطة لا انتمي لذلك المجتمع ولا أشبه هؤلاء الناس.
افتر ثغره عن ابتسامة بسيطة وأيدها قائلا بخفوت 
_أجل أنت محقة لا تشبهينهم أبدا.
لم تفهم قصده واخترقت كلماته قلبها الذي تضاعف ألمه للحد الذي لون ملامحها وجعل العبوس يظهر بوضوح على محياها حين قالت بخفوت 
_أرأيت لم يكن علي الحضور.
_لا لا أنت مخطئة. لقد كان حضورك لهذا الحفل أروع شئ حدث على الإطلاق
انكمشت ملامحها بحيرة فامتدت يديه تتحرك بخفة فوق ملامحها البريئة وتابع بخفوت 
_كل تلك البراءة المهلكة تتنافى بقوة مع زيف وجوههم.
لم تكن تفهم ما يقصده فارتسمت الحيرة على ملامحها فتابع مستفهما 
_كم عمرك
كان سؤالا تخشاه ولكن لم يكن أمامها مفر للكذب فقالت بخفوت
_ أتممت الثامنة عشر يوم الحفل صغيرة للغاية أليس كذلك
كانت تتحدث بشفاه مذمومة كالأطفال ولم تكن تعي مقدار تأثيرها المدمر على قلبه فخرجت الكلمات من فمه ممزوجة بنيران حاړقة تسري في أوردته 
_لو تعلمين يا صغيرة ما الذي فعلته بي
اتسعت عينيها باستفهام ترجمته شفاهها همسا 
_ما الذي فعلته
أجابها بصوت هامس وعينيه تطفو فوق ملامحها بطريقة مهيمنة أسرتها 
_لقد أسرتي الصياد وأوقعته في شباكك.. يا ريمي!
_ريمي ماذا يعني هذا الاسم
هكذا استفهمت فأجابها مؤكدا 
_يعني اسمك متبوعا بياء الملكية خاصتي.
_ما الذي تقصده أنا لا أفهم شيئا
كانت بريئه للحد الذي جعلها لا تفهم ماذا يقصد ولكن كان قلبها يشعر بأن الآتي سيكون دربا من دروب الخيال لذا كان يدق بقوة جعلت الډماء تفور في أوردتها لتروي خديها بحمرة قانية اضفت جاذبية من نوع آخر على ملامحها فتعثرت نبضات قلبه بين ضلوعه وهو يقول
_ اقتربي لأضع ختمي أولا ومن ثم ستعرفين بنفسك ما أقصد.
لم تكد تستوعب ما يقوله حتى وجدت نفسها خاضعة بين براثن عشقه الضاري الذي أغرقها به وصار ينثره بشغف كبير على قسماتها بينما ينتهي به الحال وهو يتمزز من رحيقها الذي كان حلوا كالعسل مسكر كالنبيذ يستطيع أن يقسم بأنه ألذ ما تذوق بحياته. فأخذ يغترف منه قدر المستطاع ويديه تحتويها بقوة وكأنها تريد غرسها بين ضلوعه بجانب ذلك الذي ينبض على يساره پجنون يوازي جنون ولهه بها في تلك اللحظة الرائعة التي سرعان ما انتهت حين شعر بها تستند بثقلها على قلبه فقد كادت رئتيها أن ټنفجرا مطالبتان ببعض الهواء فقام بتركها على مضض. بينما أسند جبهته على خاصتها وهو يقول بلهاث محموم وصوت أجش
لقد ختمتك باسمي ومن اليوم أنت لي.
يتبع..
الفصل الثالث 
دعيني أخبرك شيئا. إن روحي لا تزهر أبدا سوي معك عيناى لا تضيء سوى بالنظر إليك. أضلعى لا تكتمل سوى بك. خلقت بى عشق من ڼار لا يطفئها سوى قربك. ذلك الشق الناقص بروحى لم يرممه أحد سواك. لذا فإن كان طريق الوصول اليك مستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم ..
نورهان العشري 
مرت الأيام بجانبه حلوة كالعسل فمنذ ذلك اليوم وهي تحيا معه أجمل لحظات حياتها فقد تغلبت على مخاوفها بعد أن اطمأنت بأنها متربعة على عرش قلبه أميرة. فقد كان يحاوطها بكل مكان يوصلها إلى دروسها وينتظر حتى يأخذها وبعد ذلك تقضي وقتا رائعا برفقته يتناولان المثلجات ويتنزهان بسيارته وقد كان يمطرها عشق يحتوي بحنانه يتمها فهي لم تتذوق عناق والديها ولم تختبر حنانهما أبدا فقد توفيا وهي أصغر من أن تتذكر حتي ملامحهما وربتها خالتها مع ابنتها ميرنا ولم تبخل عليها يوما بالحب وكل شيء ولكن معه كان الأمر مختلفا فقد كان تعويض روح بعثرها الفقد ليعيد ترميمها من جديد. فكان عشقه كزخات المطر الذي انساب على تربة قاحلة فرواها حتى ازدهرت وأصبحت مثمرة وقد تجلى ذلك بتفوقها الدراسي الذي بات ملحوظا وأشاد به جميع مدرسيها وقد جاءت مواعيد الاختبارات التي اجتازتها بسهولة وأتى يوم النتيجة الموعود.
ارتدت أجمل ثيابها التي كانت محدودة ولكنها رقيقة تليق بها كثيرا والتقطت مفتاحها تنوي الذهاب فهو ينتظرها حتما على مفترق الطريق كما هي العادة وما أن وصلت إلى باب المنزل حتى أتاها صوتا غاضبا من خلفها
_ إلي اين تظنين نفسك ذاهبة
التفتت ريم لتجد خالتها التي كانت ملامحها لا تفسر في تلك اللحظة فحاولت المرح قائلة 
_إنه اليوم الموعود يا سيدة راجية. اليوم يوم النتيجة وأنا ذاهبة للمدرسة.
_لن
 

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات