رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم
مرة يراها بتلك الصورة وعن قرب الإ انه اخبرها في تعجب ده لبس واحده يوم فرحها لجوزها
اخفضت بصرها وتوردت وجنتيها .... ماذا تخبره انها تخجل منه فوق خۏفها ...
ما كان منه الإ أنه اقترب منه يطالع خجلها بتفحص كم كانت كقطرة ندي عذبه رائحتها مميزة
رفع يده لوجهها مرة آخري
... جاهدت مع نفسها الا ترتجف بين يديه من جديد ... فهو زوجها حلالها وتلك مجرد لمسه علي وجهها لن
يحدث شئ .... تنهدت وهي تحفز نفسها علي ذلك .... بينما هو في صراع بين عقله الذي يخبره بأن يضربها كف الآن لاي سبب كان وبين قلبه الذي يخبره ان يضمها لصدره ربما تغير شئ هناك
وبين هذا وذاك ... رفع أصابعه لوجهها يرفعه قليلا لتتلاقي الاعين في حديث خاص ربما لو زمان آخر ومكان آخر واشخاص آخرين لكانت شرارة الحب انهت الامر بينهم صمت طويل وعين ملاك وآخري لشيطان عاصي
رفع يده لخصرها يضمها متحدثا بصوت محشرج من قوة المشاعر التي اجتاحته لمجرد احتضانها البسي حاجة زينة يا شچن احسن اغيرلك بنفسي دلوك علي مزاجي
اتسعت عينيها وشهقت بقوة تطالعه في رهبة ... اومأ لها متحدثا يالااا جواااام
مشت خطواتها بالعكس ظهرها المحرك وعينيها علي عينيه تخاف من ان يقترب كما قال تقسم أنه لو فعل ذلك لماټت حيه بين يديه
التفتت تفتح الخزانة قليلا ووجهها يخرج براكين مشتعله تتسأل وتكاد تبكي هل سترتدي واحده من تلك المنامات كما قالت لها حنان واصرت عليها البسي لجوزك يا حبيبتي وفرحيه بيكي هيحبك جد عيونه والراجل يحب الست تسمع كلامه ومتعارضوش واصل فهماني يا شچن
اتجهت للباب تحت نظراته المتفحصة تهمس بصوت عذب هو الحمام فين
تحدث بسخرية يقصدها جيدا مكانه يا شچن لحجتي جوام تنسي كل حاچة
رفعت نظرها له في دهشه تكاد تخبره ان العمر بينهم انقضي في خصام وكره فكيف لها ان تتذكر ما مر عليه سنوات طويلة وكانت طفلة ذات ضفائر
دلفت في توتر كبير مغلقة الباب خلفها بإحكام فهي مازالت لم تأمنه بعد حتي وإن اصبح زوجها
انتهت من حمامها وارتدت المنامه واغلقت المأزر بإحكام وكأنها ټعذب من سيفكر في حل عقدته تلك... وهل هي عقده واحده بل كثير من العقد وليست في ثوبها فقط بل في روحها ... وقفت امام الغرفة تدعو الله أن تسير الامور بشكل جيدا فهي لن تتحمل قسۏة او شئ من هذا القبيل تتخيل اپشع الاشياء فتنتفض وتتراجع لتهدئ من روعها طرقت الباب ودلفت لتجده يجلس في زواية الغرفة ناحية الطعام
نظرت للطعام بزهد تفكر هل ستخبره ان شهيتها للطعام باتت منعدمه منذ ارتباطهم الرسمي هل تخبره انها لا تأكل الا ما يكفيها لتتحرك كوقود لكنها لن تخبره تحركت بخطوات وئيدة تجاه الطاولة الصغيرة هامسه مليش نفس
مسح يده ونهض يتفحصها بقوة متحدثا بصوت اجش وهو يقترب اخيرا بجيتي طوع يدي لي لواحدي
عبس وجهها متعحبة وغاضبة ما تلك الطريقة التي يتحدث بها
واقترب منها يطوق خصرها لتشهق ... فرفعت عينيها له لتري بهم نظرة غريبة ليست الكره الذي تعلمه وليست الحب... كانت مبهمة بالنسبة لها لا تعلم انها الرغبة يرغبها الآن كما لم يرغب شئ من قبل جذبها معه للفراش يعتليها في موجه من المشاعر لم يظن يوما انه سيعرفها
اما هي فكانت مستسلمة خائڤة رجته بهمسا ليخفض الاضاءة ولم يعترض .. مازال الخۏف موجود لكنه ليس بالقدر الذي كانت عليه منذ وقت ... فهو رغم رغبته بها الا انه كان هادئ و رؤوف ... يضمها بحنان لم تختبره يوما معه .... حتي ابتعد تدريجيا عنها .. يطالعها پغضب انتفض من جوارها سريعا يرتدي ملابسه التي نزعها وغادر ليتركها علي الفراش متعجبه تتسأل ماذا حدث ليبتعد بتلك الصورة رغم انها شعرت بالراحة في بعده الا ان طريقته ازعجتها !
نزل الدرج الخشبي واصوات اقدامه الثائرة تصدر دويا هائلا
انتفضت الجالسة في ركن بعيدا ... تسأله في شك مالك يا ولدي نازل وسايب عروستك ليه في حاجة
لاه مفيش يااامه واتجه للباب متخطيا اياها
هتفت من خلفه وهي تسرع الخطوات ماشي ليه دلوك يا عاصمرايح فين !
مفيش ياامه مخنوج شوي هخرچ ساعة واعاود
امسكت ذراعه متحدثه بتوتر هي عروستك زينة يا ولدي
هتف في ڠضب اباااه يا حاچة زينة مفهاش حاچة
امال في إيه يا ولدي ! حد يسيب عروسته يوم فرحه ده حتي النهار لسه مطلعش تجوم تمشي كده اكيد في حاجة عفشه ونظرت له نظرات شك جولي يا عاصم لو في حاچة متخبيش
ضړب كفه بالاخر متحدثا بإختناق حاسس إني مخنوج وحج عبدالله تعيبني جوي يا امه حاسه كانه حوليا مش جادر اجعد اهنه دلوك سبيني يا امه الله لا يسيئك اخرج شوي وهعاود علي طول
حدثته في تحديز خابر لو حد شافك هيجول ايه اذا كان انا اللي امك شكيت في الموضوع فالغريب هيجول ايه يا عاصم مش عاوزين حد يغلطنا يا ولدي
حاضر يا امه هروح الارض اكده زين ولا ده كمان ممنوع
زفرت متحدثه بإختناق وعيون حادة اعمل اللي يريحك يا ولدي
غادر متجها من طريق مختصر وبعيد عن اعين الناس لارضه يجلس تحت شجرة كبيرة كم يحب الجلوس تحتها كما كان يفعل اخيه ويتذكر عندما كانوا صغار ويحاول ابعاد نفسه عن التفكير بها وبتلك اللحظات التي قضاها في احضانها ... غاضب من نفسه كثيرا فيما أقترب وفيما ابتعد
صعدت الدرج الخشبي پغضب شديد لابد من ان تعرف ماذا فعلت له ليخرج غاضبا بتلك الصورة ...
صعقټ من طريقتها تلك والتغير الكبير الذي طرأ عليها فتحدثت بتلعثم وهي غير قادرة علي تجميع ما في
رأسها لتجيب معملتش حاجة والله يا أمه
صړخت متعجبه أمه!!
ازدردت ريقها تنظر لها بتيه متحدثه امال اجولك ايه يا عمتي
زي ما بتجولي علي طول
اخفضت رأسها متحدثه حاضر ... وهي تشعر بإنهيار وانكسار تام
نظرت لها بتفحص شديد تريد أن تسألها أهم سؤال يراودها الآن لكنها صمتت ليس خجلا ولا خوفا منها فقط لانها لم تعرف ماحدث بينها وبين عاصم ربما ... صمتت تفكر في شئ لو كان صحيح لاصبحت کاړثة سيدوي صداها في الارجاء ...! غادرت في صمت وصفعت الباب خلفها ... اغمضت شجن عينيها پألم ما تلك الطريقة التي تتعامل بها هنا ... تتذكر ما كانت عليه قبل يوم واحد فقط من الآن ... كانت كأنها اميرة علي بساط الريح ... تشعر بأن الريح أنقلبت عاصفة لتهوي من فوق بساطها في غياهب الظلمات .... تشعر بالخۏف والضياع زفرت وهي تنهض لتبدل ثيابها لا تعلم ربما دخل عليها أحد آخر فهي ما عادت تشعر بشئ من الامان ولا الخصوصية ... نهضت بوهن روحها تتألم فتحت خزانتها واخرجت ثياب لها وعبائة ارتدتها فوق قميصها لتخرج للمرحاض تتلفت كالسارقين خشية أن تمسك بالجرم ... حتي وصلت حمدت الله أنا الطريق كان خالي منهم جميعا لكنها تسألت في حزن لماذا هم جميعا هنا عادا عزيزة !
وأين ستكون الإ بالبيت الجديد تكنس الارض من الصباح الباكر ومازالت اجواء الفرح تعيشها تدندن ببعض الكلمات كتبوا كتابك يانجاوه عينيكتبوا كتابك وبجيتي حلاله لتصرخ بفزع عندما رأت خيال لشخص متخفي خلف الشجر الجانبي المحيط للمنزل وسقطت المكنسه من يدها
لم يكن يتوقع أنها ستراه لعڼ نفسه ألف المرات فالثاني مرة يمسك يؤنب نفسه بقوة .. يلومها پعنف لم يتب عندما رأه أحد رجال عاصم وحلفه بأن لا يتكلم ولم يصمت الإ عندما أعطاه مال ... مال كثير قد ادخره
خرج من خلف الاشجار متحدثا مټخافيش يا ست عزيزة أنا راضي
ازدردت ريقها براحة متحدثه بتلعثم فزعتني حرام عليك يا راضي كنت بتعلم ايه هناك
مفيش وأحنا بننجلوا الحاجات بتاعتكم ۏجع مني حاجة جيت ادور عليها
تعجبت وعبست ما بين حاجبيها متحدثه وجعت ورا الشجر
شعر بالحرج متحدثا ايوه وجعت هناك لاني وجفت اعمل مكالمة في الضل
اومأت له متحدثه طب مجيتش ليه بالنهار احسن
محبيتش ازعجكم وانا عارف انكم مشغولين جلت اجي بادري ادور عليها
هتفت في طيبه روح دور عليها يا راضي ولو ملجتهاش جولي هي ايه وهبجي ادورلك عليها
اجابها بنظره عشق تعيشي يا ست عزيزة
تركه ملقي ارضا وغادر سريعا ... كانت قد انتهت من تنظيفها وفي طريقها للداخل استمعت لصوت اقدامه المسرعة التفتت له كان لجوار البوابة سألته بشئ من التردد لجيت اللي ۏجع منك
لاه ملجتوش باينه تاااه مخبرش
عادت بخطواتها متحدثه هدور عليه ولو لجيته هشيعهولك مع حد من الرجاله
نظر لها نظرة آخيرة قبل أن يغلق البوابة متحدثا ياريت تلاجيه واغلق الباب مرتكز عليه بظهره
اتجهت للاشجار راكضة متحدثه بدلال عفوي اكيد هلاجيه دانا بلاجي النملة لما تكون ضاي ...وفجأة تجمدت محلها تطالعي وشاح تشعر أنه مألوف بالنسبة لها بل
هو وشاحها انخفضت تلتقطه واشعة الشمس تتخلل بين الاشجار لتصل لعينيها ... اعطتها ظهرها وجلست ارضا علي ركبها تنظر له بتعجب فالمنزل جديد كيف لشئ منذ سنوات ان يكون هنا في مثل هذا المكان .. الإ إذا وضعه احد نظرت سريعا من خلف الاشجار في اتجاه البوابة وعقلها مشتت يتسأل بشك هل هو من وضعه هنا ... لكن السؤال الاهم من اين حصل عليه ولما وضعه !.... اخفت الوشاح داخل جلبابها ونهضت تزيل الاتربة اللاحقه به وسارت للداخل ولم تمنع نفسها من النظر للبوابة فترة لابئس بها قلقه ربما يطالعها دون أن تراه
والحقيقة أنه كان يريد أن يفعل ذلك ليري رده فعلها عندما رأته لكنه تراجع بضعف غير قادر علي المواجهة ربما خسرها للابد ... لقد القي الكرة في ملعبها وعليها أن تقرر وجهتها أما الفوز او الخسارة ووقتها سيتقبل ما أردت
عادت من هناك منهزمة لقد خذلها كما لم يفعل من قبل تشعر أنها في وادي آخر تسبح في نهر من ظلمات الغدر والخېانة ... نعم فحبه لاخري اكبر خېانه تلقتها منه لم يؤلمها قلبها هكذا سبقا حتي مع إنتصار وقتها لو قالت له لا لتركها كان المبدأ اهم عنده من الشخص نفسه