رواية قابل للتفاوض الجزء الاول (الفصل 48: الاخير) بقلم ايمان سالم
رغم شرودها به الذي مازال قائم
كانت تتناول الطعام معه بالخارج تجلس مقابلا له قرر مفاتحتها في الموضوع قبل اختها
وقد كان اقترب منها متحدثا عاوز اقولك حاجة مهمة جدا...مع اقترابه شعرت بأن قلبها يرفرف اقتربت منه وهي تشعر بالخجل ظنا منها انه سيغدقها بكلمات العشق يخبرها بشئ خاص أي شئ من هذا القبيل رفعت الكأس تتناول الماء وقبله هتفت...قول يا سيمو أنا سمعاك
وفجأة شعر برزاز قوي اندفع في وجهه فارتد للخلف متفاجأ
اما عنها ظلت تسعل من المفاجأة وتناولت من الكوب مرة اخري
اقتربت من جديد متحدثه...عإيه عريس بجد!
ايوه امال لعبة
هتفت سريعا دون أن تأخذ انفاسها...مين واسمه ايه وبيشتغل ايه حلو ولا وحش طويل ولا قصير طخين ولا رفيع هه قووول
فهدأت تنظر له بتحفز...فهتف لينهي الحوار...هارون بيه اللي كان واقف معانا بعد الجلسة
ردت في تعجب...اللي كان بيضايق راية في القضية
حدجته بنظرات محذره وهتفت وهي ټضرب المعلقة علي كفها المفرود...هااا وايه كمان!
لا مفيش طبعا يا حبيبتي هو انا اقدر اقول حاجة
نعم!
اقصد كويس يا وسيم...بس نفسي توافق
باين عليه انا فرحانه يا وسيم متعرفش قلبي بيتنطط من الفرحة الوقتي ازاي نفسي ربنا يعوضها عن تعبها معانا طول السنين دي...نفسي تتجوز وتخلف وتعيش حياتها بقي
اومأ متحدثا...هو ده اللي لازم يحصل يعني انت موافقة
طبعا موافقة وبالثلث كمان
خلاص هكلمها النهاردة لم نرجع
ايوه يا وسيم خير البر عاجلة ولا اقولك قوم يالا بينا نروح
هتفت متعجبه...عا ايه عريس!
ايوه يا راية عريس فين المشكلة
مين ده يا وسيم وشافني فين
اجابها بهدوء...هارون
اتسعت عيناها متحدثه...هارون بيه...وتذكرت بسمته اثناء مروره لجوارها وهتفت في نفسها عشان كده كان البيه بيضحكلي استغفر الله العظيم وزفرت متحدثه بصوت عالي...ومين قاله اني عاوزه اتجوز
هتف كلاهما في صوت واحد...ومتتجوزيش ليه!
اتسعت عينيها اكثر هاتفه...انتم متفقين عليا ولا ايه!
اقتربت رحمة منها متحدثه...ده عريس لقطة ده يترفض ده ياريت كنت سنجل وانا كنت اتجوزته أنا
استمعت لصوت معترض...نعم ليه مش مالي عينك يا ست رحمة!
التفتت كلاهما لكنها غمزت له من خلف راية وضغطت شفتها السفلي قليلا ليهدئ
فهدأت ثورته...نظرت راية لها سريعا تري ما يحدث من خلفها وهتفت شكلكم متفقين صدقوني
اقترب وسيم متحدثا...اعطيني سبب واحد ترفضيه عشان ويكون منطقي يا سيادة المحامية وانا هقتنع
نظرت امامها بحيرة لم تجد شئ مقنع تخبره اياه فصمتت لحظات ثم هتفت...ياوسيم انا مبفكرش في الجواز دلوقتي علي الاقل لما رحمة تخلص كليتها
شهقت متحدثه...نعم ناوية تتركني جمبي ست سنين كمان اه لو ده حصل هسيب الكلية احسن
اتسعت عين راية وهتفت...تسيبي ايه اټجننتي ومين هيسمح لك بكده اصلا
يعني عاوزه توقفي حياتك ست سنين كمان ومش عاوزاني اقول كده
هتف وسيم في حكمة...وايه المشكلة لما تتجوزي ورحمة تعيش معاك
نظرت له متحدثه بتردد...ومين هيوافق بالوضع ده يا وسيم
هو هيوافق انا متأكد انا هبلغه بالموافقة المبدائية
ايه موافقة
ايوه موافقة انه يجي وتقعدوا مع بعض الرؤية الشرعية يا استاذة!
لم تعارض علي مضض متحدثه...ماشي ياوسيم اللي تشوفه أعمله
اطلقت رحمة ذرغودة قصيرة واحتضانتها متحدثه...الف مبروك يا حبيبتي وامطرتها بالقبلات
تضايقت راية من طريقتها وابتعدت عنها متحدثه...خلاص محسساني ان الفرح بكرة اهدي يا بنتي هتلمي علينا الجيران
هتفت وهي تتخصر لا بقولك ايه انا عاوزه افرح والبس فستان شغل الخنقة ده مبحبوش!
اقترب منها وسيم متحدثا...طب مفيش مبروك واحده للغلبان ده
شهقت مبتعده عنه متحدثه...لاه دا أنت بقيت قليل .... خالص اتجه خلفها متحدثا...طب خدي هقولك حاجة
اسرعت للخارج وضحكاتها تصدي في المكان عاليا
فغادر مبتسما فهل يملك غير ذلك مع تلك المچنونة
اما هي دخلت الغرفة واغلقت الباب خلفها تضع يدها علي وجهها تشعر بالتوتر الشديد لحظات ووجدت رسالة منه تصل لهاتفها...اسرعت في اخراجه من جيبها وفتحت الرسالة لتضحك اكثر وتتجه للفراش ترتمي عليه بقوة تقبل الهاتف بحب وأغمضت عينها
القلق يأكل قلبه عليها وخصوصا أنها اول مرة لهم معا كلاهما جرب هذا الشعور مع آخر...أما الآن مختلف تماما ...ينتظر سماع بكاء الصغيرة لتبدأ الحياة بفتح ابوابها امام عينيه من جديد وها قد كان هلت البشائر مع اول نغمة اصدرتها الصغيرة وكأنه لحن عذب اشعل البهجة في المكان أكمل
الفرحة والبسمة ملئت الوجوه وخصوصا وجه شجن التي تجلس علي المقعد وتضع يدها علي بروز بطنها الصغير تضم جنينها پخوف وتمني ...
لم تحرمه الدنيا من رؤية تلك الصور...هذا المشهد رسم في قلبه شطران احدهما اسود والاخر ابيض يسير في اتجاههم لم تراه بعد والفضل يعود لرحيم هو من اخبره بولاده سلوان يريد اعطائهم فرصة لقد مر وقت طويل ليس من أجله ولكن من اجل صغيرهم
رأته الان يقترب اتسعت عينيها وفمها قليلا ...وارتفعت نبضاتها...يتسأل عقلها في دهشه...من اين ظهر الان! هل هذا حلم!
جلس لجوارها متحدثا في نبرة عادية وصلتها جافة...كيفك يا شجن
نظرت امامها متحدثه...زينة
وكيف ستكون بعيدة عنه ...تشعر أنها في أرض غريبة سمكة خارج الماء ماذا يظن ذلك الأحمق
صمت كل منهم وبداخله ضوضاء
خرجت الصغيرة فالتقطتها يد رحيم أول شئ وقبلها على جبينها وهنا تهاتف الجميع لحملها لم يعطيها لأحد منهم إلا بعد أن اذن لها
في الغرفة مازالت في رحلة الكفاح...آلم القيصرية بالإضافة لخروج البنج وإصرارهم على ارضاع الصغيرة
سريعا لانها جائعة...الالم لديها يفوقه الفرحة وأكثر شئ يساعدك على تخطئ كل هذا يد معينة وقلب محب يعطيك بلا حدود وهو بالفعل كذلك
هتفت شجن وهي تحملها...ماشاء الله جميلة جوي يا رحيم شكلك بالظبط مسبتش حاجة منك واصل
شعر بالسعادة والاخر ينظر لها بصمت
اقترب رحيم مرتبا علي كتفها...عجبال متجومي بالسلامه انت كمان يا حبيبتي
هتفت والدته وهي تحمل الصغيرة لسلوان...يارب يا رحيم يجوموا بالسلامة هما كمان
كان لجوارها فهتف بصوت هادئ...مش كفاية كده وتعاودي دارك بجي
نظرت له في لوم خفي وهتفت...انا لساتني تعبانه
عارف ومهتعمليش حاجة عندنا ارتاحي زي عندكم وهجبلك واحده تخدمك لحالك كده زين
هتفت في هدوء...مش عاوزه حد يخدمني بس بردك مهعملش حاجة وهكون حمل عليكم
مين جال كده لم تعاودي جهزي نفسك وهاجي اخدك المسا
نظرت لرحيم وهتفت...بردك جول لخواتي
زمجر قليلا وهتف...انت مرتي هستأذن مين عشان ترجعي لبيتك
مش استإذان بس بردك لازمن يبجوا علي علم...عيبه لم امشي كده من غير موافجتهم
الټفت للجهة الاخري متحدثا...اللهم طولك يا روح ...خلاص هجول لرحيم دلوك...كده زين
لم تجيبه بشئ فنهض مقتربا منه وهمس جواره اذنه بكلمات اتجه خلفه مغادرا الغرفة
هتف في تسأل...خير ياود عمي في ايه!
مفيش بس أنا عاوز أخد شجن كفاية كده هي بجت زين عن الاول وبردك مش خليها تعمل حاجة واصل حتي لو هجبلها واحده تخدمها مخصوص
اومأ رحيم متحدثا...حجك ياواد عمي مهجدرش اجولك حاجة بس اهه الفرصة جات لحد عنديك من تاني حافظ عليها ومتضيعهاش بجي
نظر له عاصم متعجبا
اتبع رحيم...صدجني ياود عمي