الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني 2 بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ ميثاق الحړب والغفران ج _
_الفصل الثاني _
شعورها وكأن الطريق ولا ينتهي كان نابع من اضطرابها الملحوظة رغم أنها لم تشعر به أثناء قدومها لكن الآن وهي معه وبطريقهم للمنزل كان الوقت يمر ببطء شديد تستمر في اختلاس النظرات السريعة محاولة اختراق عقله ومعرفة ما يدور داخله وما سبب سكونه المريب هذا هو لم يتفوه معها ببنت شفة منذ أن استقلت بالسيارة وهذا لا يزيد من فضولها إلا الارتباك لكنها حاولت الثبات كعادتها وكأنها لا تبالي بحالته المخيفة وراحت تسأله بصوت خاڤت

_أنت ساكت إكده ليه 
تجاهل سؤاله كأنه لم يسمعها ولم يرفع نظره عن الطريق أمامه للحظة واحدة مما جعلها تلوي فمها بضيق من تجاهله لها وعادت تهتف بنبرة أكثر وضوحا هذه المرة
_عمران أنا بكلمك!!
الټفت لها هذه المرة ورمقها بأعين بثت التوتر في صدرها جعلت من تعابير وجهها التي كانت متشبعة بالثقة تتخبط وسط انفعالات توترها المختلفة من نظراته ونبرته المتوعدة وهو يقول
_وأنا سامعك.. يستحسن مسمعش حسك واصل لغاية ما نوصل وفي البيت لينا حساب ووقتها هعرف ارد عليكي زين 
ابتلعت في جوفها أي كلمة أخرى كانت تنوي قولها بعد عباراته وامتثلت الصمت كما أمرها فهذا ليس الوقت ولا المكان المناسب لجدالهم.
دقائق أخرى مرت في صمت مريب بينهم حتى وصلوا للمنزل وسبقته هي بالخروج من السيارة والإسراع للداخل وكان هو يلحق بها لكن اوقف آسيا صوت إخلاص وهي تبتسم بسخرية وتردف في حقد
_على أخر الزمن بقى عندينا حريم بتطلع وتدخل على هواها من غير علم ولا أذن چوزها وكمان بتكدب وتقول أنا چوزي عارف 
صرت آسيا على أسنانها بغيظ واستدارت نحو إخلاص تطالعها بڼارية هاتفة
_الكدب ده صح يتقالي لما اكدب على حد ليه حكم عليا.. لكن أنتي ملكيش حق يا حچة إخلاص 
خرج صوت عمران من خلفها وهو يصيح بها منفعلا بحدة
_لمي لسانك وردي زين وبأدب 
لمعت عيني إخلاص بنصر وراحت تنظر لابنها وهي تبتسم بخزي وتقول
_شايف بترد عليا كيف أنا مش قولتلك ياولدي دي هملت ومعدتش بتعمل حساب لحد 
اشتعلت عيني آسيا وهي تحدق بإخلاص في وعيد ثم سمعتها وهى تهمس بضيق
_وفوق ده كله رايح تجيب منها عيل ياولدي اه ياني 
يبدو أن عمران لم يسمع كلمات أمه حيث وجه حديثه الغاضب لزوجته يقول
_يلا قصادي على فوق 
ألقت نظرة أخيرة حاقدة على حماتها قبل أن تندفع ثائرة باتجاه الدرج تصعد للطابق الثاني وهي كجمرة من النيران بينما عمران فهم بالصعود خلفها لكن أوقفته إخلاص وهي تمسك بذراعه متمتمة في خوف واهتمام مزيفين
_براحة عليها ياولدي متنساش أنها حامل بردك 
ربت عمران على كفها في لطف وهو يهز رأسها بالموافقة ثم ازاحه من فوق ذراعه واتجه للأعلى حيث غرفته فور دخوله رأى آسيا وهي تجوب الغرفة إيابا وذهابا وتأفف بقوة في عصبية شديدة وتحولت فجأة لأخرى بعد أن كانت منذ قليل في السيارة مطيعة وخائڤة عادت لطبيعتها الشريرة والشرسة وهي تنظر له بقوة وتهتف
_قالتلك إيه خليتك توصل للحالة دي أمك قالت إيه ياعمران وولعت الدنيا
هتف بنبرة تحذيرية
_وطي حسك وأنتي بتكلميني
صړخت بانفعال شديد متعمدة رفع نبرتها أكثر غير مبالية لتحذيره
_ أمك اللي كانت من يومين بتتوعدلي وتقولي أنها هتخليك تطلقني وتچوزك لبت عمتك وليه تستني ما يمكن تچوزهالك وأنا لساتني مرتك بس حط في دماغك زين يا معلم أنا مش أختك اللي هتسكت وتسيب بيتها كيف ما قدرت اعملها قبل إكده وكنت لو فكرت تعملها ياعمران أنت وهي هاخد روحكم
أثارت جنونه بعد أن كان ينوي الجدال معها بهدوء قليلا مراعاة منه أنها حامل لكنها لن تترك يومها يمر مرار الكرام حيث اقترب منها وقبض على ذراعها پعنف يهتف بصوت اشبه بفحيح الأفعى المرعب
_وتستني ليه لما اتچوز عليكي.. طالما لساتك مندمتيش على اللي عملتيه معايا رغم أني نسيته وعندك استعداد تكرريه يلا وريني هتعمليه كيف بس خليكي فاكرة أن اللي قصادك مش عمران القديم اللي هيسامح ويعدي الموضوع
شعرت أن الدموع تسير في طريقها لعينيها فردت عليه پغضب
_أنا مش هقعد في بيت واحد مع أمك يا أما نرجع القاهرة يا تتشتريلي شقة إهنه بعيد عن البيت ده
ابتسم لها بسخرية ورد بقسۏة صابت أعماق قلبها
_مفيش رچوع القاهرة ولا في بيوت وهتقعدي إهنه ورچلك فوق رقبتك ولو حسك طلع وفتحتي موضوع البيت ده تاني أنتي حرة
ترك ذراعها وقال بأعين لا تحمل أي حنو أو شفقة
_وممنوع الخروج من البيت لغاية ما تتعلمي تردي باحترام على امي وعليا وتعملي حساب لچوزك اللي بتطلعي وتدخلي من غير علمه
ثم استطرد بعد لحظة من متابعته لتعابير وجهه الملتهبة وعيناها اللامعة بالعبرات
_ولو عرفت أنك بس اتواصلتي مجرد تواصل مع خلود يا آسيا مش هعمل حساب لأي حاچة بينا وهتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه مني روحتك بيت ال ده النهاردة عشان تشوفي بت عمك ومن غير أذني خلصت رصيدك عندي وهعديهالك بمزاچي
استدار بعدما أنهى عباراته واتجه لخارج الغرفة ليتركها لكنه بعد أن تمسك بمقبض الباب وجذبه عليه ليفتحه توقف والټفت لها وقال بجفاء
_احمدي ربك أنك حامل في ولدي وهو اللي منعني عنك لولاه كنتي شوفتي أنا هعمل فيكي إيه على روحتك بيت ال ده وكدبك عليا 
اڼهارت قواها وسقطت دموعها المتحجرة فوق وجنتيها دون أن تجيب عليه بكلمة كانت أذنها تتلقى السهوم التي تخرج من بين شفتيه دون رحمة لتصيب وجدانها بلا هوادة وتستمر عبارته الأخيرة في التردد على مسامعها كالشريط الذي يعيد نفسه وهو يخبرها أن لولا ابنه لكان فعل وسوى بها وسؤال واحد تطرحه على عقلها ماذا كان سيفعل لي لولا حملي.. هل أصبح لا يهتم لأمري لهذه الدرجة التي تجعله مستعد لفعل أي شيء لي!.

توقف بلال بسيارته مضطرا بسبب إشارة المرور وكانت سيارة علي متخفية بين السيارات أمامه وبالكاد يراها بصعوبة ثواني معدودة وانفتحت الإشارة وبدأت السيارات كلها بالانطلاق ولسوء حظ بلال أن السيارة التي كانت أمامه يبدو أنها عطلت وكان صاحبها يحاول التحرك لكن دون فائدة فتأفف بلال بخنق وبسرعة حول الانحراف على الجانب للمرور وخلال ذلك الوقت كانت سيارة علي اختفت من أمامه وفقد أثرها فراح يضرب المقود بيده بقوة وهو ېصرخ بعصبية
_اوووووف
ارتفع صوت رنين هاتفه الصاخب وتجاهله لكن الرنين استمر في أزعاجه أكثر بجذب الهاتف ورد منفعلا دون أن يتفقد اسم المتصل أولا
_خير!!!
اتسعت عيني حور بفزع من صياحه بها وراحت تغضن حاجبيها وهي تجيبه بضيق بسيط
_إيه يابلال بتزعقلي كدا ليه! 
هدأت حدة ملامحه فور سماعه للصوت الأنثوي الذي يحفظه عن ظهر قلب وبسرعة رفع سماعة الهاتف عن أذنه وهو يمسح على وجهه متأففا وفي ظرف ثواني حدث كل هذا قبل أن يعود بالهاتف لأذنه ويجيب عليه بحنو يختلف كليا عن نبرته منذ قليل
_آسف ياحبيبتي مخدتش بالي أنه انتي.. اصل كان في رقم قارفني فرديت على التلفون أول ما رن وافتكرته هو
صك سمعها كلمة حبيبتي التي يلفظها لأول مرة وهو ينعتها بحبيبته فتوردت وجنتيها
 

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات