رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني 2 بقلم ندي محمود
بخجل وارتفعت البسمة السعيدة لثغرها وهي ترد متنحنحة باستحياء
_احم.. طيب أنت فين بقى أنا ليا وقت طويل مستنياك زهقت
ضيق عينيه بدهشة وهو يردد في عدم فهم
_مستنياني!
لحظات من الصمت مرت بينهم على الهاتف حتى صدح صوت حور الغاضب عندما توقعت ما حدث
_بلال متقولش أنك نسيتني وأنا قاعدة كل ده مستنياك في الكافيه!
اسرع وحاول تفادي الموقف بالكذب عليها وهو يقول
صاحت حور بعصبية وحزن
_متكذبش عليا يابلال أنت نسيتني ومتجيش انا اصلا خلاص همشي يعني لو جيت مش هتلاقيني
هتف مسرعا يحاول تدارك الأمر حتى لا يزداد سوءا
_حور استنى والله اااا.....
لم تمهله الفرصة ليعتذر أو حتى يحاول تبرير موقفه حيث أغلقت الاتصال في وجهه قبل أن ينهي عبارته فتوقف هو عن الحديث عندما سمع صافرة إنهاء الاتصال وانزل الهاتف من على أذنه وهو يزفر بخنق ويتأفف متمتما
حاول الاتصال بها مجددا لأكثر من مرة وكل مرة كان ينتهي الرنين بنفس النتيجة وهي عدم الرد فتنهد الصعداء بيأس مردفا
_حقها متردش عليا هترد على واحد حلوف مشاعر ليه.. سايبها ملطوعة بالساعة مستنياه وهو ناسيها اصلا.. شيل شيلتك يلا يابرنس
داخل منزل خليل صفوان.....
كان جلال يجلس مع الجد حمزة بغرفة الجلوس ويتحدثون ببعض الأمور الهامة حتى قطع حديثهم الجاد اقټحام أولاده الاثنين الغرفة وهم يهتفون مع بعضهم في نفس واحد
الټفت كل من جلال والجد مفزوعين على أثر صوت الأولاد وهتف جلال مسرعا بقلق
_في إيه!
رد عمار الصغير بوجه مزعور وعابس
_أمي تعبانة وپتبكي چامد
هب جلال واقفا بتلهف واسرع باتجاه أولاده ينوي الذهاب لزوجته وهو يسألهم
_تعبانة كيف يعني إيه اللي حصلها!
هزوا هما الاثنين كتفهم بجهل بنما جلال فكان في طريقها لغرفته بالأعلى وهم خلفه يبادلوه نفس التلهف على أمهم فور وصوله رأى فريال تجلس فوق فراشها وغارقة في بكائها الشديد فهرول نحوها مڤزوعا وجلس بجوارها ليلتقط كفها يتحضنه بين كفيه بدفء متمتما
رمقت فريال أولادها الذين يقفون على بضع سنتي مترات من فراشها بكل ڠضب وصاحت
_بتندهوا أبوكم ليه أنا مش قولتلكم متندهوش وأنا زينة
لوى الأولاد فمهم بحزن بينما جلال فهتف باستغراب من انفعالها الغير مبرر على الأولاد
_في إيه يافريال العيال قلقوا عليكي وچم يندهوني چرا إيه يعني!
_چرا كتير.. قومي من چاري وهملني لحالي أنا كويسة
ارتفع حاجب جلال بدهشة من أسلوبها الفظ في الحديث معه وأمام أطفالهم فقال بلهجة تحذيرية
_بلاش الجنان ده يافريال قصاد العيال واعقلي
طالعته بشراسة وهي تجيب ساخرة دون مبالاة
_هو أنت خليت فيا عقل ما أنت اللي جننتني بعمايلك
مسح جلال على وجهه وهو يتأفف مستغفرا ربه ثم الټفت نحو أولاده وحدثهم بلهجة آمرة
_يلا يامعاذ أنت وعمار اطلعوا كملوا واچبكم في اوضتكم
دامت نظرات الأولاد المتفحصة لأمهم وأبيهم لثواني قبل أن يزموا شفتيهم وبيأس ويمتثلوا لأمر والدهم ويغادروا الغرفة ليتركوهم على انفراد وبمجرد رحيلهم توقف عمار وقال محدثا أخيه بخنق
_هما هيتخانقوا تاني يامعاذ صح
هز معاذ رأسه بالإيجاب في عبوس ردا على سؤال أخيه الصغير الذي تابع پخوف
_تفتكر أمي ممكن تمشي وتهملنا وتهمل البيت تاني
اتسعت عيني معاذ هو الآخر بدهشة وړعب لمجرد تخيل الفكرة وراح يهز رأسه بالرفض في ثقة
_لا لا أمي مش هتهمل البيت تاني خلاص منيرة معدتش قاعدة
رفع عمار أنامله وهو يحك ذقنه الذي لم تنبت بعد ويرد بتفكير شيطاني لا يناسب عمره أبدا
_واحنا ايه اللي يضملنا أنها متهملش البيت وتسيبنا احنا وأبوي تاني
مط معاذ شفتيه بجهل متمتما بتفكير
_مش عارف.. نعمل ايه يعني
ابتسم عمار بخبث وأشار لأخيه الأكبر أن ينحني عليه بسبب فرق الطول بينهم لكي يهمس في أذنه
_قرب هقولك في ودنك هنعمل إيه!
انحنى عليه معاذ يصدر له أذنه ليبدأ عمار بسرد خطته على أخيه الذي ارتفعت ابتسامة الماكرة على ثغره وهو بتسمع لأخيه الصغير اللئيم ويبدو أن الخطة قد نالت استحسانه.
بالداخل عودة لجلال وفريال كان يهتف هو منزعجا
_چرالك إيه يافريال إيه اللي حصل!
فريال بغيظ وهي تعقد ذراعيها أسفل صدرها وتقول
_وهو إنت عاوز يحصل حاچة چديدة يعني.. لساتنا في اللي حصل الصبح في المعرض
رد جلال بنفاذ صبر
_ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. هو احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص يابنت الناس وانتي قولتي اللي في نفسك ومنيرة دي خدت نصيبها مني وراحت لحالها
التفتت له فريال ورمقته شزرا صائحة بغيرة حاړقة وانفعال
_أنا مقفلتش حاچة وبعدين ايه خدت نصيبها دي.. آه ماهي خدت نصيبها صح وكانت متبتة في يدك إكده وبتترجاك عشان تردها
أنهت عبارتها الأخيرة وهي تمسك بكفيه بنفس الطريقة التي كانت تمسكهم بها منيرة لكن هي فعلت بقوة وغل فسحب هو كفيه من قبضتها متمتما بضيق
_وبعدين عاد يافريال اعملك إيه عشان نقفل على السيرة الغم دي.. انتي شيفاني مبسوط باللي حصل يعني!
اقتربت بوجهها من وجهه وتطلعت في عينيه بتدقيق وكأنها تضعه تحت الضغط حتى يعترف دون مرواغة وهتفت باستياء
_ولما أنت كنت مضايق ومش مبسوط سبتها تمسك يدك ليه وكمان مش عاچبك لما چبتها من شعرها وزعقتلي
جلال مبررا موقفه بانزعاج حقيقي
_زعقتلك عشان اللي عملتيه ده فضايح وفي مكان شغلي لو كان إهنه في البيت مكنش هيهمني حتى لو حطتيها تحت رچلك وطلعتي كل غلك فيها مش چبتيها من شعرها بس ومكنتش هفتح خشمي
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى ترد بتذمر
_بردك مش مبرر
تنهد الصعداء بقلة حيلة ورد عليها في ازدراء
_طب أنتي عاوزة إيه دلوك عشان ترتاحي!
التزمت الصمت ولم تجيبه لكن عدم إجابتها لم تكن ڠضبا بل كانت لأنه لا يوجد إجابة من الأساس لديها وعندما لم يجد رد منها على سؤاله قال معتاظا منها
_شوفتي أنتي حتى معندكيش رد يعني كل اللي بتعمليه ده لمچرد النكد وخلاص
التفتت نحوه وردت بعناد تتحداه
_لا عندي رد
تطلع في عينيها بترقب ينتظر ردها الذي تتدعي أن لديها طال سكوتها وهي تحاول إيجاد رد أو شيء يرضيها لكنها حقا كما وصفها ما تفعله نكد لا أكثر نابع من غيرتها المفرطة عليه فزفر مغلوبا منها واستقام واقفا وهو يمسح على شعرها بلطف متمتما
_نامي يافريال وارتاحي ربنا يهديكي ياحبيبتي
تابعته بنظره العابس وهو يغادر الغرفة مجددا ليتركها بمفردها تشتعل وهي تنعت نفسها الحمقاء وتهتف مغتاظة
_كيف يعني انا معنديش رد لحاچة زي إكده كنت طلبت منه أي حاچة.. اديني طلعت أنا اللي نكدية دلوك
بتمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل داخل منزل سمير........
بينما كانت خلود تقف بالمطبخ تقوم بتنضيف بعض الصحون سمعت صوت رنين هاتف زوجها النائم استمر الرنين للحظات وانتهي دون أن