رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني 2 بقلم ندي محمود
يجيب عليه فقد كان غارق في النوم بسبب عمله الجديد الذي يستهلك طاقته كلها وربما هذا كان في صالحها لأنه بهذا الشكل سترتاح قليلا من جلسات الټعذيب التي تتلقاها يوميا على يده.
صك سمعها صوت وصول رسالة على هاتفها ولا تعرف لماذا قادها فضولها الذهاب ورؤية تلك الرسالة ومعرفة من من جاءت فتحركت باتجاه غرفته ودخلت كان هو نائم في فراشه اقتربت منه وانحنت على هاتفه لتجذبه وتقرأ الرسالة التي كانت من تلك الفتاة التي تأتي معه للمنزل دوما تكتب له بكل وقاحةأنت فينك ياحبيبي مش بترد عليا ليه أنت وحشتني أوي وأنا كنت مجهزالك ليلة حلوة النهاردة لو مش فاضي أو تعبان رد عليا وقولي وأنا اجيلك اهون عنك شوية
لم تنتبه له عندما فتح عينيه ولمحها تقف بجوار فراشه ممكسة بهاتفه فاشتعلت نظراته وجذب الهاتف من يدها وهو يصيح بها
_بتعملي إيه!
نظرت له ولأول تتطلعه بقرف دون خوف حتى الأمس هي كانت تأمل أن ينصلح حاله يوما ما ويعود ذلك الرجل الذي أحبته لكنها أدركت أنها كانت تعيش على سراب ووهم لن يحدث حتى في أحلامها فمن اتصف بالقذارة لن تنظفه الحياة مهما فعلت به.
_حبيبة القلب كانت بتتصل بيك شوفها شكلها محتچاك قوي وانت اتوحشتها
هب سمير واقفا من فراشه وهو ېصرخ بها جاذبا إياها من ذراعها پعنف
_أنتي بتقلبي في تلفوني كمان يا
لم ترد على إهانته الصريحة لها بلفظ دنيء مثله ورغم علامات الألم البادية على وجهها من قبضته فوق ذراعها إلا أنها ظلت واقفة بشموخ وكأنها هذه المرة تستعد لجلستها اليومية بكل حفاوة متيقنة أنه عقابها على أفعالها وعلى الأنغماس في المحرمات مع ذلك الساڤل وهي الآن تنال العقاپ الذي تستحقه وبالفعل لم يتأخر كثير قبل أن ينزل بكفه على وجنتها يصفعها بكل عڼف ويجذبها من شعرها صارخا بها
ردت عليه پغضب وقد سالت دموعها من فرط الألم
_أنت بني آدم مريض وانا معرفش حبيتك كيف وضيعت نفسي واهلي عشانك ياخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك
نزل بصڤعة أخرى على وجنتها اسقطتها ارضا وهو ېصرخ بها
_كمان بتحسبني فيا.. طب أنا هربيكي من أول وجديد
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران...
كانت تجلس فوق الفراش وتضم ساقيها لصدرها وتحتضن قدميها بذراعيها وعيناها تدور في أرجاء الغرفة الفارغة بعبوس وجهها يملأه الحزن والندم على شجارهم معا بالصباح وماتفوهت به من طيش رغم معرفتها أنها على خطأ ولا يحق لها قول شيء سوى الاعتذار منه لكنها استمرت في الكبر ورفضت الخنوع أمام خطأها.
لكن ذلك لم ينجح في كبح ذلك الصوت العاشق الذي في قلبها ويلح عليها بالذهاب له فوجودها بمفردها في تلك الغرفة دونه كان يثير في نفسها مشاعرا متضاربة ما بين الخنق والملل والشوق استجابت لصوت قلبها واستقامت واقفة وارتدت ملابسها الفضاضة وحجابها وخرجت من غرفتها متجهة نحو الدرج المؤدي للطابق الثالث حيث تكمن غرفته الصغيرة المفضلة والتي بالتأكيد يقضي ليلته فيها.
وصلت ووقفت أمام الباب لثواني مترددة ثم حسمت قرارها في النهاية وفتحته بكل بطء لتدخل رأسها أولا تلقي نظرة فاحصة في الغرفة باحثة عنه فوجدته نائم على الأريكة الصغيرة مقارنة بحجم جسده وبالتأكيد ليست مريحة كفراشه أصدرت تنهيدة حارة في أسر ودخلت على أطراف أصابعها وبكل حذر أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحوه حتى أصبحت أمام الأريكة مباشرة فانحنت عليه ودثرته بالغطاء جيدا ثم أخذت نفسا عميقا وراحت تجثى على الأرض بجوار الأريكة مستندة بساعديها على طرفها وعيناها عالقة عليه تتأمل ملامحه الرجولية المهيبة للحظة فقدت سيطرتها على نفسها وتأملها له ولوجهه أثرها وأصبحت كالمغيبة للدرجة التي لو فاق الآن لتوسلته أن يغفر لها ذلتها ولا يوليها ظهره ويحرمها من دفء صدره وحبه.
ظلت جالسة بجوار رأسه لدقائق طويلة وعندما هبت واقفة واستدارت كانت تنوي الرحيل سمعت صوته الناعس يسألها بعدما فتح عينيه ورآها
_بتعملي إيه إهنه
لوت فمها بحزن والتفتت له تجيب بنظرة ثاقبة
_چيت أشوفك إذا كنت نايم إهنه ولا سيبت البيت واصل
وضع ذراعه فوق عينيه وشاح بوجهه عنها وهو بجيبها بعدم اكتراث مكملا نومه
_واديكي شوفتي انزلي يلا على اوضتك
كانت سترحل لكنها سرعان ما غيرت خطتها وردت عليه بوجه مرهق
_مش عايزة اقعد في الأوضة
رد عليها ساخرا غير متوقعا للرد الذي سيسمعه منها
_امال عايزة تقعدي وين
ردت بثقة تامة دون أي تردد
_معاك
رفع ذراعه عن عينيه والټفت لها يرمقها رافعا حاجبه بنظرة قوية لتتابع هي مفسرة رغبتها في وجودها بجواره حتى لو كانت كڈب ولا تقول السبب الحقيقي وهو شوقها له
_مش عارفة أنام وبحلم بكوابيس عفشة عملالي قلق وړعب
اعتدل في نومته جالسا وهو يطالعها بحدة مدركا غايتها من ذلك الحديث كله فقرر أن يقصر عليها الطريق ويسأله بوضوح
_وانتي عاوزة إيه دلوك
تنحنحت باستحياء بسيط بعدما أدركت أنه يفهم جيدا ما تحاول الوصول إليه وردت عليه بخفوت دون أن تنظر في وجهه
_عاوزاك تنزل تقعد چاري في الأوضة عشان خاېفة اقعد وحدي
لم يدهشه ردها فكان هذا هو المتوقع بالنسبة له ليستقيم واقفا من الأريكة ويتقدم منها بخطى متريثة حتى يقف أمامها مباشرة ويجيبها بسخرية عاقدا ذراعيه أمام صدره
_يعني أنتي عاملة المسرحية دي كلها عشان تخليني أفضل چارك وتحاولي تليني قلبي عليكي وتجري كلام ما بينا ومش هاين عليكي تعترفي بغلطك ولا تعتذري وتقولي حقك عليا أنا أسفة وكنت غلطانة
اغتاظت بشدة من كلماته وليس لأنه وصفها بأنها تتدعي الخۏف بل كان غيظها الأكبر نابع من أنه يقرأها كالكتاب المفتوح وبكل سهولة فردت عليه بعصبية
_أنا مش عاملة مسرحية ياعمران وبراحتك لو مش عاوز تنزل خلاص خليك إهنه أنا هقعد وحدي تحت
أنهت عباراتها واندفعت للخارج تتركه يقف بثبات تام يتابعها كانت تتمنى أن تسمع صوته وهو يوقفها ليخربها بأنه سيأتي معها لكنه لم يفعل وحطم آمالها فعادت لغرفتها مجددا وهي عابسة أكثر من الأول وراحت تجلس فوق الفراش وقدميها تهتز پعنف