السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني 2 بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


يزفر بنفاذ صبر ويجيبها مغتاظا
_قولتلك بدري بس مش من الساعة سبعة يابنت الناس 
كتمت ضحكتها بصعوبة وهتفت في حدة مزيفة لا تليق بصوتها الهاديء
_ايوة يدوب عشان تلحق تجهز لمشوارك قوم يلا بلاش كسل
بشار بخمول وخنق
_طيب خلاص هقوم اقفلي انتي عشان اقوم البس 
هتفت بحدة ضاحكة
_بشار اوعي تنام تاني 
ضړب على وجهه بغيظ منها وهو يجيبها مغلوبا منها

_ياستي ملكيش صالح بيا عاد انتي خلصتي مهمتك لغاية إهنه لو نمت تاني هبقى أنا اللي هشيل شيلتي 
ردت بكل ثقة ولؤم
_وأنت فاكر إني هسيبك تنام تاني أصلا
ابتسم لا إراديا ورد بلطف هذه المرة في نبرة جادة
_خلاص عاد يامريم قولتلك فوقت ومش هنام يلا سلام
هتفت بنعومة وهي تودعه
_ماشي سلام ومتتأخرش النهاردة عليا هستناك لما تخلص شغلك وترن عليا تمام 
_حاضر من عيوني 
ابتسمت بساحرية بعد سماع رده ثم أنهت الاتصال لتتركه يتجهز لعمله.

بتمام الساعة الثانية عشر ظهرا داخل الجامعة...
كانت حور قد انتهت من محاضراتها وفي طريقها للرحيل ولم تنتبه لذلك الجالس في الكافتيريا ينتظرها هي حتى لم تقذف في عقلها فكرة احتمالية وجوده فبعدما انتهي من امتحانات سنته الدراسية الأخيرة لا يأتي للجامعة إلا لو كان لأجلها فقط لكي يأخذها معه أما للمنزل أو لمكان آخر.
لمحها وهي تعبر من أمام الكافتيريا وفي طريقها للخارج فترك كوب الشاي الذي بيده فوق الطاولة وهب واقفا يسرع خلفها وبينما كان يسير خلفها همس بصوت لا يسمعه سواهم
_هو الحلو مش ناوي يحن ولا إيه!
انتفضت بفزع وبسرعة التفتت له تسأله في صدمة
_أنت بتعمل إيه هنا! 
رد عليها بلال مازحا مستنكرا سؤالها
_مفيش أنا لقيت نفسي زهقان فقولت أما آچي اسيق الحمامات مع عمال النضافة شوية.. هكون چاي ليه يعني ياحور!!.. چاي عشانك
كانت ستضحك على مزحته لكنها حافظت على موقفها وتصنعت البرود وهي توليه ظهرها وتكمل طريقها هاتفة
_وأنا مش عايزاك تيجي عشاني امشي يلا
استمر في ملاحقتها وهو يهتف بمرح محاولا كسر حاجز التوتر الذي بينهم
_لا مهو أنا النهاردة فاضي وقاعدلك فهمشي اروح وين
ردت مغتاظة وهي ترمي بتلمحياتها المشټعلة
_آه وامبارح مكنتش فاضيلي وعشان كدا نسيتني أو طنشتني
أصبح يسير بجوارها مباشرا وأكمل محاولاته الجميلة في نيل رضاها
_أنا انسى الدنيا كلها ومقدرش انساكي والله ياحبيبتي
رمقته بطرف عينيها بسخرية ثم أسرعت في خطواتها لتبتعد عنه وهي ترد بصوت تعمدت أن يصل بأذنه
_منافق 
ردد كلمتها پصدمة
_أنا منافق!!.. ماشي ياحور
وصلوا لخارج أسوار الجامعة ومرت من جانب سيارته وعبرتها دون اهتمام فسمعته يقول ساخرا وهو يقف مستندا بساعديه فوق السيارة
_أيه ناوية تخديها مشي على رچلك
ردت عليه بعناد وڠضب
_ملكش دعوة بيا أنا قولتلك امشي
ظل واقفا وهو يراقبها وعلى ثغره ابتسامة ثقة أنها لن تجد سيارة فاليوم تكون المواصلات قليلة جدا كانت هي بين كل ثانية وأخرى تختبئ النظر إليه بطرف عينيها فتجده كما هو على حاله يقف ينتظرها ويرمقها بكل ثقة أنها ستعود له مجددا.
مر تقريبا خمسة عشر دقيقة وهم بانتظار أي سيارة وسط الشمس الحاړقة التي بدأت تزعجها بشدة وتتعبها فا استقل هو بسيارته أخيرا وظنت أنه سيرحل ويتركها لكن وجدته يتحرك ويدور بالسيارة ليصبح أمامها مباشرة وينظر لها من النافذة يقول مبتسما بمكر
_أنتي إكده فاضلك خمس دقايق كمان وتوصلي لدرچة التحميص المطلوبة يعني أنتي دلوك وشك كله قلب وبقى كيف الطماطم.. الله اعلم كمان شوية اللون الأحمر ده هيقلب على إيه لو حابة تفضلي واقفة وتشاهدي الحدث مباشر خليكي
جزت على أسنانها بغيظ منه وكما توقع استسلمت والټفت حول السيارة لتستقل بالمقعد المجاور له وهي تشتعل ليس فقط من حرارة الشمس بل أيضا من نيران صدرها فجذب هو زجاجة المياه الباردة التي بجواره ومدها لها يقول مازحا
_خدي اشربي ياقمر ماله بس لو نسمع الكلام من الأول شوفتي أخرى العناد مش حلوة كيف
جذبت زجاجة المياه من يده واخذت تروي عطشها حتى أوشكت على أنهاء الزجاجة وبعدما إعادته له شرب هو أيضا وراح يكمل مازحه ومحاولاته اللطيفة متمتما
_بصي أنا عندي فكرة حلوة إيه رأيك نعيد الاتفاق تاني والمرة دي اوعدك مش هنسى 
طالعته شزرا وصاحت منفعلة
_بلال أنت عايز ټعصبني وتجنني اكتر يعني ولا إيه! 
هتف بنفاذ صبر وضيق
_لا عاوزك تضحكي ياحور.. كفاية عاد ميبقاش قلبك أسود إكده مش معقول خطوبتنا بكرا وهنبقى مټخانقين
ردت عليه بتمنع أنثوي جميل
_بكرا أن شاء الله هبقى افكر اسامحك ولا لا دلوقتي يلا بقى وديني البيت بسرعة عشان ورايا تجهيزات وحجات كتير عايزة اعملها
رفع حاجبه مستنكرا حماسها الشديد في التجهيز لخطبتهم غدا وهي ټتشاجر معه الآن ولا تريد التحدث معه فراح يلوح بكفه مندهشا وهو يستغفر ربه ويتمتم مغلوبا
_على رأي ابو الليف.. اللي فاهمهم راسه تعبانة صح والله 

داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
كانت آسيا في طريقها للدرج حتى تذهب للطابق الأرضي حيث المطبخ لكنها توقفت عندما رأت إخلاص تقف أمام السلم وتتحدث في الهاتف وعندما استمعت لحديثها بتركيز فهمت أنها تتحدث مع منى وتتفق معها على الموعد الذي ستعود فيه للمنزل لكي يبدأوا مخططهم الثاني في سرق زوجها منها فاشتعلت نيران غيرتها وتحولت لوحش كاسر حيث اندفعت مسرعة نحو حماتها تصيح بها
_لساتك مصممة أن البت دي هتدخل البيت إهنه تاني
ردت عليها إخلاص ببرود مستفز
_حسك ميعلاش عليا يابت چليلة وده بيتي أچيب فيه اللي أنا عاوزاه مش هاخد الأذن منك 
اقتربت منها آسيا أكثر وتطلعت في عينيها بوعيد شيطاني ونظرات لا تحمل الشفقة
_وأنا سبق وحذرتك أنك لو فكرتي تخربي بيني وبين چوزي والبت دي عتبت عتبة البيت تاني سعتها هخليكي تخسري ولدك واصل وأنتي عارفة زين أني اقدر اعمل إكده واكتر كمان ياحماتي
ابتسمت إخلاص باستهزاء منها وراحت تتقدم بخطواتها إليها وآسيا تتراجع للخلف وتقول إخلاص بتشفي
_ولدي اللي امبارح قلبها فوق راسك عشان بس عليتي حسك على أمه واتكلمتي معاها بعدم احترام هتخليني اخسره
كان آسيا تستمر في التقهقهر للخلف وهي لا تحيد بنظرها الملتهب عن أخلاص وغير منتبهة لحافة الدرج التي تقترب منها كلما تقهقهرت للخلف أما أخلاص فتابعت بغل وهي تقبض على ذراعها
_أنتي لولا العيل اللي في بطنك ده كنت خليت ولدي طلقك من زمان يعني احمدي ربك على العيل ده
حاولت آسيا نزع ذراعها من قبضة أخلاص وهي تصرخ بها بعصبية
_سيبي يدي
وسط جادالهم وشجارهم ومحاولات آسيا لدفع إخلاص عنها وجذب ذراعها من قبضتها انزلقت قدمها على حين غرة دون أن تنتبه وسقطت من فوق الدرج الطويل....
....... نهاية الفصل.......

 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات