رواية ترويض ملوك العشق الجزء الاول (الفصل 18: 29) بقلم لادو غنيم
فتدلي إليها ف وجدها تجلس و تبكي علي الفراش ترتجف پخوف_شعرا بالأسي حيالها راوضة كبريائه بضعفها_فنزع سترته والصدرة وذهب ومدد جسده علي الفراشوسحبها من خصرها جاعلها تغفوا علي صدره ويده تحاوط ظهرها
أهدي متخفيش أنت كنت بتتخيليه أنا نزلت و دورت و ملقتش حد
تشبثت بقيمصه تنفي حديثه برجفه
مكنتش بتخيل أنا شوفته بعنيا ومتأكده أنه كان بيرن عليا الجرس
خلاص متفكريش ب الموضوع أعتبري كابوس وعداو أنا أهو جانبك ومش ه سيبك
رفعت عيناها الشمسية المحترقة بلهيب الخۏفت ستعطفه بكلماتها المرتبكه پخوف
أوعدني أنك مش ه تسبني تاني يا جبران
تشابكة عيونهما رئه داخلها الخۏف والحرمان من الحنان شعرا بقلة حيلتها رئة ذاته داخل عيناها سندها الوحيد ومصدر أمانها وضمھا له ف تنهد بهدؤ قائلا
وأنا عمري ما هسيبك أنا مصدقة أني لقيتك
دفئ كلماتها كانت تتغلغل بنعومه لتسقي قلبه بزرعة جديده خضراء تود أن تتفرع داخله لتحتل كيانه شعرا أنه رجلها الوحيد الذي لا تملك سواهفكل فتاة تحلم بذلك الرجل الذي يشعرها ب الأمان والدفئ حتي بقسوتهوهذا ما حدث معا رؤيه وجدت ب جبران العطف وقت القسۏة الحنان وقت الشدة السند والأمان وقت ضعفها وخۏفهاكانت تتشبث به كما تتشبث الفتاة بثياب والدهافقد أصبح لها الأب الذي لطالما حلمت بوجوده بحياتهاف أن عشقته بصيغة الأب ف كيف سيكون عشقها له حينما تهواه ك رجل حياتها وبطل قصتها
يتبع
_19
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
غفت بين ذراعيه يخبئها من خۏفها يحتويها بكل ما يملك من أمن و قوةف ليس من المطلوب أن تكون الحماية ب السلاح و الړصاصفي ف بعض الأحيان يكون العناق أفضل حماية للفتاة
حينما فتحت شمس أول نظرة من عيناها بعد غيابها في نوما دامه لثلاثة عشر ساعه متواصلة
صارت عيناها عبر الجدران تتفحص ذلك المخضع الذي يأويهاحتي تركز بصرها علي هذا الرجل المغمغم ب الجمال الممزوج ب الفخامه أثناء غفوته_شعرت لثواني ب الخۏف يراوضها وفزعت جالسه تخبئ جسدهالكن سرعان ما شعرت بأنها ما زالت بكامل ملابسها ويحميها غطاء خفيف
ف نهضت و تحركت ببطئ إليه ثم توقفت أمامه علي بعد نصف متر تقريبا وبدأت بالتحدث إليه لتيقظه
أستاذ عامريأستاذ عامرييا عامري باشا ممكن تصحايا أستاذ عامرييا عامري
تلاتشر ساعة نوم ايه ما بتنميش في بيتكم خالص
قوصت حاجبيها مستفهما
مش فاهمة قصد حضرتك
تنهد بملل وامسك ب قميصه ونهض قائلا
مش قولتلك ه نتعب معا بعضكل ما قولك حاجه تقوليلي مش فاهمه
سخرا منها ف تدلت برأسها ارضا
بعد كده هحاول أفهم حضرتك
بدأ بقفل ازرار قميصه بعدما أرتداه وقال
حسه ب ايه دلوقتي
رفعت عيناها تناظرة مستفهما من جديد
هو ده السؤال اللي كنت مستنيه اسمعه منك أنا اللي عايزة أعرف أنا بعمل ايه هنا معاك
تخطاها وصار بأتجاه قانينة المياة قائلا بجفاء
اغم عليكي وأحنا في موقع الشغل والدكتور أداكي حقنة منومه عشان ترتاحيولأني معرفش عنوان بيتك أضطريت أني أجيبك الأوتيل الحد لما تفوقي
ضړبة جبينها بيدها بقلق
جدو زمانه بيدور عليا هو فين تلفوني
نظرت في الأرجاء لكنها لم تعثر عليهف قتربة من عامري الذي يتناول الماء وقالت بحرج
ممكن تديني تلفونك اكلم جدو والله ما هخلصلك دقايق الكارت متقلقش
قطب حاجبية بغرابه بسبب كلماتها السخيفه من وجهة نظرهثم تنهد برسميه وأخرج الهاتف من جيب البنطال واعطاه لهاف صارت إلي التراث تحادثهوبعد ثلاث دقائق تقريبا عادت من جديد إليه وأعطاته الجوال ب أبتسامة لامعه ب الأمتنان
شكرا جدا لحضرتك جدو كان ه ېموت من الخۏف عليا يا حبيبي مانمش طول الليل
تفطري
فجأها بسؤاله الذي يتنافي معا حديثها السابقف شعرت بالحرج منه و أومأت برفضفقال برسمية
تمام ياله خلينا نمشي
أعطاها الأمر وصار ولم ينتظر حتي سماع صوتها_ف زمة شفتاها بغرابه و تبعته حتي وصلا للأسفلحيث باب الأوتيلف وجدته يتحدث معا أحد عاملين الأوتيل ف ظلت تنتظره حتي وجدته تجاهل و جودها و صارا من أمامها و ركب سيارته وغادر نظراتها له بتلك الحظة كانت هاوية لا تفهم م الذي يحدث شعرت بالدهشة من فعله الغير لابق ظلت في تلك الصدمه لدقائقحتي سمعت صوت العامل يحادثها بجدية
شمس هانمأتفضلي العربيه وصلت
ضيقة عيناها باستنكار
عربية ايه أنت بتكلمني أنا
أيوة عامري بئه بلغني أجيب لحضرتك العربية الخاصه ب الأوتيل و خلي السواق يوصلك الحد البيت
لم تفهم مغزي هذا التصرف الذي يتعارض معا شخصيته الغامضة ب النسبه لها_ولم تضيع العرض لأنها لا تملك نقود لتوقف سيارة أجرهو لذلك صارت معا العامل وركبت السيارة التي س توصلها للمنزل
و بعد دقائق معدوده بشقة جبراننلقي الضوء علي حجرة المكتب التي يجلس داخلها جبران علي المقعد يحمل بين يداه مذكراتها التي أصبحت مصدر للفضول ب النسبه له
فتح أول صفحة دؤنتها بقلمها الړصاصالذي شهدا علي معانتهاو بدأت عيناها بالسير بين السطور تفحص كلماتها و مهد نشأتها القاسيهوقرأه بعقله ما رفض لسانه الأعتراف به
رؤيه هو أسمي م ملكش غيره الحاجة الوحيدة اللي بحبها فياأو بمعني أصح الحاجة الوحيدة اللي أختاروها أهلي وحبتهاقررت أكتب مذكراتي عشان أتعافي من الۏجع اللي عندي يمكن لو أتكلمت و خرجت اللي جوايا أرتاح
أنا عندي حاليا أربعه وعشرين سنة_أقدر أقول عنهم أنهم زي السلاسل الڠرقانه ب الډم جوة عقليمن صغري و أنا حسه ب اليتم رغم أن بابا و ماما عايشين_بس اليتم أنواع و أقسي نوع هو اللي تلقي فيه أهلك عايشين حوليك بس مش حاسين بيك_و ده النوع اللي عنديبابا دائما بيحاول يحاسسني أني والا حاجة أنسانه فاشلة ملهاش لزمه في الدنياعمره ما فكر أنه يقعد معايا يكلمني أو يضحك معايادايما بشوف القسۏة في عنيه و تصرفاتهعلي أي حاجة يزعقلي و يضربني أكني طفله صغيرهطريقة ضربه ليا متغيرتش من لما كنت طفله نفس القلم اللي بيوقعني ع الأرض ويحاسسني بكسرة النفس والنقص أنا لو حسبت الأقلام اللي أضربتها من بابا من لما كان عندي خمس سنين الحد مابقا عندي أربعة وعشرين سنةوالله هيفوقه عمري بمراحل_مش فاهمه هو ليه بيكرهني كده وليه دائما بيقلل مني و يحاسسني ب الأهانه
حتي قدام صاحبي البنات كان ب يتعمد أنه يزعقلي ويشدني من أيدي بكل قسۏة أكني حيوانه ملهاش أنها تعترض أو تتكسف_حاولت كتير أفهم هو ليه بيكرهني بس في كل مره كنت بحاول أتكلم معاه كان بيقاطعني ويتجاهل وجودي وصوته يزعقلي بكل قسۏة و جحودأنا عمري ما طلبت منه حاجة لأنه عمره ما جبلي الحاجة اللي كنت بطلبها_لما كنت بشوف صحابي وهما بباهم جاين ياخدوهم من المدرسه و أزي بيضحكه معاهم و ماسكين أيديهم بحنانكان بيصعب عليا نفسيو قول يااه لو القي بابا جاي دلوقتي ويمسك ايدي بحنان ويتكلم معايا ويضحك كنت بتمناه حنانه عليا كأنه حاجة محرمة ممنوعه ليا عمره ما فكره أنه يصاحبني ويعرف مشاكلي و يقف جانبي ويسندني_بالعكس كنت بخاف أحكيله عن أي حاجة لأني عارفه رده ه يكون أزيكنت بضطر أؤجه كل المشاكل لوحدي كنت بحس نفسي ضعيفه و أي حد يزعقلي بتخيله بابا و القيني ضعفت ومش قادره أدافع عن نفسي قسوته عليا و ضربه ليا وصوت زعيقه اللي دايما مالي البيت عامل زي الشبح في حياتي الشبح اللي بيرعبني وبيخليني حتي أخاف أتحرك
اما بقا ماما ف ديه ملاك والله مستحمله ضربه و ذله ليها وكل ده ليه عشان المجتمع الشرقي اللي عايشين فيه اللي بيحارب الستات اللي بتتمرد علي حياتها القاسيه ولو طلبت الطلاق محدش بيرحمها ويطلعوه عليها الف حكاية و حكاية عشان كده الستات اللي زي ماما اللي بټضرب و تتهان و تتذل من أجوازتها بيضطره أنهم يسكتوا و يتحمله العيشه عشان ما يتجرحوش بكلام الناس_من وأنا طفله صغيرة كنت بشوف بابا و هو بيضربها و يزعقلها وهي ټعيط و لو فكرت أنها تدافع عن نفسها ب الكلام يقول عنها قليلة الأدب و أهلك معرفوش
ي ربؤكي _كنت بشوف دموعها وأسمع صوت صريخها و جري عليها أحضنها يمكن قلبه يحن و تصعب عليهبس النتيجة أني كنت بضړب معاها و أسمعه بيقولي وأنا لسه مكملتش سبع سنينمانتي لزم تدافعي عنها مانتي تربيتها و هتطلعي عديمة التربية و الأخلاق زي اللي خلفتككان بيسمني ب الكلام اللي بيكسرني حرفيا قبل حتي ما صلب طولي في الدنيا
أغلق الدفتر بقسۏة فقد أكتفي بهذا القدر لليومشعرا بضعفها في كل حرفا دونته كان يتصورها ب مخيلته _شعرا بكم المعناه التي رافقتها طوال مسيرتهاعلم لماذا دموعها دائما أقرب لها من الدفاع و الصړاخ لمس حزنها و ضعف شخصيتها التي تكونة بهذا الشكل الضعيف من وراء نشائتها الخاطئه _نفخ سخونة جوفه في الهواء_و وضع الدفتر داخل أحد الأدراج ثم نهض و صار حتي و صلا إليها ف و جدها مازالت تغفوا تحولت بعيناه لتلك الطفلة الصغيرة التي لم تلقي سوا العڼف و القسۏة في صغرها_و تغلغل الألم لقلبه علي حالها البأس ف تنهد عابثاوتدلي للخارج ليجلس ب التراث محاولا التعمق ب عمله ليتفادي كلماتها الحارقه لعقله
و بوقتا لاحق حيث الساعه الثالثة عصرا
داخل مكتب هلالكانت تقف أمام سولا تناظرها بجفاء قائلة
والله ما عارفه أقولك ايه بقا أنت ټخونيني و تسلمي شغلنا ل صادق
تلون وجهها ب الصفار
أنا مين اللي قال لحضرتك الكلام الفارغ ده
ضيقة عيناها بزمجرة
لاء بقولك ايه الكلام ده تقوليه لحد غيريجو الجهل ده ما يتعملش معاياأنا و اثقه و متاكده أن أنت اللي ساعدتي صادق عشان تدمره الأيڤنت بتاعي لأن جبران رفد الزفت من الشركة
أعتمدت التجاهل مجددا
حضرتك اكيد فاهمه الموضوع غلط أنا و صادق ما بنتوصلش من ساعة ما ساب الشركه
حكت جبينها بجفاء وقالت
بصي أنا مش هضيع و قتي في المناقشه معاكيلأني معايا الدليلسولا هانم نسيت أن الشركه فيها أكتر من جهاز للمراقبه و لو أنت مفكره نفسك ذكية لما