رواية صرخات أنثى حبيبتي العبرية الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم آيه محمد رفعت
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
أحمد وتابع وهو يلتقط قطعة من الكعك
مش حابة تعيدي التجربة للمرة التالتة
رمقته بذهول وتسلل لها ابتسامة فرحة ممتنة لوجود ذلك الرجل الذي يشجعها دوما على فعل ما يجعلها سعيدة محطما عوائقها التي تصنعها وتضعها أمام نفسها
رددت وهي تنحني تنزع حذائها المرتفع
حابة جدا
انهت كلماتها وهي تبعد مقعدها وتسرع لأخر الجسر الخشبي حافية تشير بيديها وهي تنادي متلهفة
انتبه لها فاتسعت ابتسامته وهو يلبي ندائها أسرع إليها يخطف يدها لتضع قدميها أمام قدميه ويده تحيط خصرها ارتفع بها عاليا وهي تفرد ذراعيها وتغلق عينيها بقوة تاركة الهواء يحرك خصلاتها السوداء بدلال
تركت ذاتها لخوض تلك التجربة التي كانت بحاجة لها راقبها الفتيات پصدمة وأخر ما يتوقعوه رؤيتها تشارك عمران اللوح الطائر المائي وابتسامتها الواسعة تلك تجعلهم بحيرة من أمرها
مستحيل دي تكون فريدة هانم!! حاسة إني مع الوقت بكتشفها من أول وجديد!
ابتسمت زينب وقالت وهي تراقبهما
تعرفي إني بحب علاقتها بعمران ده أوي بحسه إنه بيتعامل معاها معاملة خاصة كده مش معاملة الابن لأمه أبدا بيتعامل معاها كأنها أخته الصغيرة وده مخليني مستغرباه جدا!!
أجابتها وهي تسحب هاتفها لتراقب بلهفة رقم علي عساه أرسل برسالة دون أن ترآها
ضمت مايا رأسها بتعب لا تعلم لما عاد لها هذا الصداع الصباحي والنفور المتكرر من الطعام حاولت أن تستمد طاقتها من كأس البرتقال الموضوع من أمامها فشعرت بأنها تحسنت قليلا
انتبهت لصوت عمران يناديها فتطلعت تجاه الجسر الخشبي فوجدته يعاون فريدة على الهبوط ويشير لها قائلا بخبث لم تلاحظه بنظراته الماكرة
انساقت وراء خديعته فانطلقت حاملة الهاتف تقدمه له فوجدته يقبض على كفها الحامل للهاتف ويقربها لنهاية الجسر انقبض صدرها وجحظت عينيها بفزع فصړخت به وهي تتراجع للخلف پخوف
عمران لأ انت عارف اني بخاف!!
ضحك وهو يراقبها تكاد تتمدد أرضا لتفلت من يده فردد لها بخبث
جذبت يدها وهي تستجديه بعشقه
لو بتحبني سبني أنا خاېفة بالله عليك!
وتابعت وهي تتأمل انغراس قدميه بالمياه
آآ انا أساسا دايخة من الصبح سبني!
ضيق رماديته الساحرة ومازال يراقبها باستمتاع فرفعها بسهولة إليه وتابع بهمس أربكها
حبيب قلبي خاېف وهو في حضڼي!
وأشار لها وهو يسحبها إليه كالمسحورة بتعويذة قوية
اتبعته وعينيها لا تفارق خاصته فابتسم بحب لها حتى ارتفع بها للأعلى فاستعادت وعيها تدريجيا فانطلق صړاخها يجلل من فوق المياه هاتفة بتوسل
نزلني يا عمرااان نزلني لأااا يا فريدة هانم الحقيني قوليله ينزلني لااااا يا خالتووووووو يا أنكل أحمد اتكلم بالله عليك!
تعالت ضحكاتهم جميعا ونهض أحمد يتجه لحافة الجسر يشير له
هاتها يا عمران
أشار له بالرفض وصاح بصوت مرتفعا ليصل إليه
مينفعش مراتي تكون جبانة!
صړخ الاخير وهو يتطلع للاعلى حيث المياه المتدفقة من اللوح
حرام عليك البنت خاېفة!
تعلقت مايا برقبته فجعلته يقهقه ضاحكا وكل ما تردده
نزلني نزلني!!
تمسكت به بقوة واستدارت لتقابله فانحنى ووضع يديه أسفل ساقيها ورفعها إليه وفستانها ينحدر من خلفها
مالت على صدره مغلقة العينين هامسة برجاء
نزلني يا عمران أنا خاېفة
أجابها ساخرا
خاېفة من أيه وأنا شايلك على قلبي تحبي تطلعي فوق كتفي أضمن
تمسكت بالحبل الرفيع الخاص بالفانلة التي يرتديها وبتعب هاجمها فجأة قالت
عمران أنا دايخه أوي حاسة إني آآه
مال رأسها على صدره مستجيبا لأغمائها ساحبة قلبه من خلفها ظنها تخدعه ليهبط بها فأخفض ساقيه واتجه للجسر الخشبي
وضعها برفق ونزع عنه الاربطة ليلحق بها على الفور رفعها إليه وهو يناديها بفزع
خلاص يا حبيبتي نزلنا افتحي عينك يا مايا أنا آسف والله ما كنت متخيل إنك پتخافي للدرجادي
نثر المياع على وجهها ولكنها لم تستجيب إليه فصړخ برهبة جعلت العائلة تنتبه إليه
مايا!!
صف آدهم سيارته بالجراج الخاص بمنزله فهبط مسرعا يفتح الباب الخلفي مرددا بنبرة حملت رسالة حبه المبطنة
شمس هانم
منحته بسمة رقيقة جعلته يشعر بانتعاشة قلبه حملت طرف فستانها الأزرق وهبطت بخفة تتبعه للباب الجانبي ومن خلفه علي الذي يردد باحراج
مكنش له داعي يا آدهم أنا حجزت سويت ليا أنا وشمس في فندق قريب هنا
احتج لما يبرر له وصاح باصرار
فندق أيه اللي عايز تنزل فيه يا علي هو إنت مش مديني ثقتك ولا خاېف لمنقدرش نقوم بواجب الضيافة يا دكتور!
تعمق بالتطلع إليه وبيأس واستسلاما أردف
إنت عنيد
أكد له بإيماءة من رأسه وابتسامة واثقة وأشار له لباب الدخول
اتفضل يا دكتور
باغته بنظرة تجابهه وبنفس اشارته قال
من بعدك سيادة الرائد
تقدمه آدهم واتبعه علي بعدما لف ذراعه على كتف شقيقته بحنان صعدوا الطابق الأول من المنزل حيث كان عبارة عن ثلاث طوابق وحديقة متوسطة الحجم وعلى الرغم من أنها سكنت بڤيلا وقصرا ضخما عن ذلك المنزل الا أن ذوقه الراقي جذبها منذ أن وطأت قدميها عتبة المنزل
اتجهوا للصالون الجانبي حيث كان مصطفى والده بانتظارهم على مقعده المتحرك فما أن رأهم حتى فتح ذراعيه وهو يردد بصوت متحشرج
عمر ابني!
ترك الحقائب من يديه وهرع ينحني بقامته الطويلة ليكون على نفس مسافة أبيه يضمه بقوة والاخر يتشبث به وكأنه عناقهما الأخير يعاتبه بدمع أبي
كده هان عليك أبوك تسيبه كل المدة دي
ابتعد عنه يرفع يديه يقبلهما معا ومن ثم يعلو ليطبع قبلة على منبت شعره الأبيض
حقك عليا يا صاصا ما أنت عارف إن المهمة دي كانت بالنسبالي حياة أو مۏت حق ماما الله يرحمها كان دين في رقبتي ومكنتش هرتاح الا لما أخده ڼاري مبردتش غير وأنا شايفهم سايحين في دمهم
يعلم أنه عنيدا لا يرضخ سوى للصائب من وجهة نظره ولكنه بالنهاية سعيد لعودة حق زوجته الغالية فربت عليه بحنان وقال
المهم انك رجعتلي يا حبيبي كنت خاېف أموت من قبل ما أشوفك
أحاط وجهه بلهفة وألم
بعد الشړ عليك متقولش كده أنا مبقاش ليا غيرك يا بابا
واستطرد بمزح وهو يدفعه بخفة
وبعدين بقى معاك يا لئيم جايبني من أخر الدنيا عشان تفاتحني عن جوازك وقصة حبك اللي معرفهاش يا شقي ودلوقتي بترسم عليا حوار الأب اللي طالب ابنه يبلغه الوصية عليا يا صاصا!
لكزه وصوت ضحكاته يطربه ويطرب سماع علي وشمس المتابعان لما يحدث بحب تاركين لهما مساحة خاصة إلى ان انتبه مصطفى لهما فقال بفرحة وعينيه تطوف زوجة ابنه
بسم الله ما شاء الله دي أكيد شمس صح
أكد له آدهم ونهض يجذبها لتقترب منه
شمس ده بابا تقدري تناديه بصاصا هيحبك أوي!
ضحكت برقة ومدت يدها إليه قائلة على استحياء
اتشرفت بحضرتك يا عمي
امتنع بوضع كفه بكفها وردد بحزن مضحك
ده سلام بين الأب وبنته بذمتك!
ولكز آدهم وهو يتابع
اشمعنا الواد ده يتأخد بالاحضان وأنا لأ! أين المساواة أين العدل أين الحكومة
ضحك آدهم وقال
الحكومة مرة واحدة! ميمشيش معاك الأمن القومي!
ارتبكت بوقفتها لم تختبر يوما شعورها بوجود أبا يضمها لصدره فاستدارت تجاه علي الذي حرك رأسه لها فانحنت تحتضنه بتوتر
ربت على ظهرها بفرحة وقال
نورتي بيتك يا بنتي
ابتعدت تجيبه على استحياء
منور بوجود حضرتك يا عمي
سألها
بمرح وهو يتمعن بها
انت جاية مع الواد ده لوحدك
علي ليظهر بالصورة المنتقصة يصافحه بابتسامة جذابة وعلى نفس وتيرته المرحة قال
معندناش بنات تسافر لوحدها وبالذات مع ظابط خطېر زي سيادة الرائد
ضحك بعلو صوته وقال بفرحة كأنه أحرز هدفا على ابنه
والله باشا أبويا زمان علمني مثقش في اتنين لا في الحرامي ولا الظباط ومتسألنيش ليه!
ضحك علي وسأله
طيب أثق في مين طيب
قال من وسط ضحكاته
جدد ثقتك في الظباط لو ابني عرفك على نفسه وهو بإسمه اللي مستعر منه لكن لو دخلك من صيغة الاسم التاني فاهدر كل ثقتك بالجيش والحكومة وبابني قبلهم!!
ضحكت شمس بصخب فتلقت اشارة آدهم بالصمت والا تبوح بسره ولكن على ما بدى بأن أبيه اكتسبها لصفه فقالت
خلاص يا عمي أنا كده فقدت الثقة في ابنك للأبد!
مال برأسه للخلف ليتمكن من رؤية آدهم فمنحه نظرة اجتهد ليجعلها حازمة
كده يابن مصطفى الرشيدي بتستعر من اسمك ورايح تشبك الموزة بإسم أمك!
ورفع يديه للسماء سريعا كأنه ملقن لاستكمال حملته كلما ذكر إسمها
رحمة الله عليكي يا زبيدة!
واستدار يستكمل
ابقى خلي أمك تنفعك يالا!
ورفع يديه يردد
رحمة الله عليكي يا زبيدة سامحيني يام عمر الواد ده مستفز!
سقطت شمس على أخيها من فرط الضحك وآدهم يفور غيظا فأشار بيديه على الخادمة وهو يجاهد لاغتصاب ابتسامة هادئة
اتفضل يا دكتور مارينا خدي الدكتور والهانم لغرفهم أكيد تعبانين من السفر واتأكدي ان مش ناقصهم حاجة
أشارت له باحترام واصطحبتهما للأعلى فبقى آدهم بصحبة أبيه بمفردهما سحب آدهم مقعدا ووضعه أمام أبيه يطالعه بكل حبا والدفء يتسلل لنبرته الرخيمة
ها يا حبيبي أيه الموضوع الخطېر اللي باعت تجبني من لندن عشانه