السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هوس من اول نظرة الجزء الاول (الفصل الاول الى الرابع عشر)

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

مستعدة لتلقي نفسها في الڼار لأجل إبتسامة واحدة من شفتيها...

إندفعت نحوها لتلقي بنفسها بين أحضانها لتبدأ

بالبكاء بصوت عال.. ربتت هدى على ظهر طفلتها

الصغيرة بيدها محاولة تهدأتها قائلة بصوت ضعيف

...إهدي يا حبيبتي...انا الحمد لله بقيت....

كويسة...

رفعت سيلين رأسها لتأخذ يدها و تقبلها عدة قبلات و هي تستنشق رائحتها الحنونة التي إشتاقت لها حد

المۏت....

إنتبهت لدخول أحد ما للغرفة و بدون أن تلف تراه عرفت هويته من خلال رائحة عطره المميزة التي ملأت الغرفة....

توجه سيف بخطوات هادئة نحو عمته ليقبل

جبينها قبلة طويلة و هو يهمس بصوت متحشرج

من فرط تأثره...وحشتيني اوي.....حمد لله عالسلامة...

هدى و قد غلبتها دموعها...الله يسلمك يا حبيبي...

إزيك...

إبتعد عنها سيف لينتقل للجهة الأخرى ليجلس

على كرسي قريب منها و هو لايزيح نظره عن عمته التي تغيرت ملامحها كثيرا بعد غياب سنوات كثيرا

قال و هو يرسم إبتسامته الساحرة ععلى شفتيه

...انا بقيت كويس ياطنط بعد ما بعثتيلي أحلى

هدية جاتني في حياتي.....

قالها و هو ينظر نحو سيلين التي كانت منشغلة

بتمسيد يد والدتها....إبتسمت هدى بضعف و قد فهمت مقصده لكنها لم تستطع أن تجيبه أمام إبنتها..

بعد ساعة كاملة قضتها سيلين تثرثر بأحاديث

عشوائية مع والدتها التي إكتفت بالإستماع إليها هي و سيف خرجا بعد ذلك من الغرفة تاركين هدى لترتاح

بعد أن طمئنهما الطبيب عليها....

سيلين بتذمر و هي ترفض مغادرة المشفى...انا مش عاوز يروح....مش عاوز يسيب مامي لوحده....

سيف و هو يسير ممسكا بيدها قائلا بصوت منخفض...حبيبي مينفعش نقعد معاها اكثر من كده

عشان هي محتاجة ترتاح متنسيش إن عمليتها كانت

صعبة...و إلا إنت مش عاوزاها تطلع من المستشفى

قريب.....

سيلين بنفي...لا طبعا انا عاوز مامي يطلع النهاردة...

سيف بضحك...لا النهاردة صعب بس متقلقيش

انا مرتب كل حاجة...

خرجوا من المستشفى ثم توجهوا مباشرة نحو الفيلا...

توقف سيف ليتحدث مع كلاوس و إيريك ليأمرهما

بتوفير طائرة طبية خاصة لتنقل عمته هدى لمصر

و معها الطاقم الطبي المشرف على عمليتها...أمرهما

بدفع أي مبلغ يطلبونه المهم فقط الإسراع بتنفيذ

جميع الإجراءات....

بعد دقائق قليلة كان يصعد الدرج الرخامي متوجها

نحو غرفة الصغيرة...طرق الباب ثم دخل بعد أن سمع

صوتها الرقيق تسمح له بالدخول....أطلق صفيرا

مرحا و هو يراها تجلس على السرير تحاول التعامل مع ذلك الهاتف الذي أهداها له بالأمس...

حركت رأسها بنفي و هي تبتعد عنه قليلا

ثم عادت لتنشغل بالهاتف...عندها شعر سيف بتشنج

أعصابه بسبب تجاهلها له لكنه حاول بكل جهده

أن لا يبين ذلك...رسم إبتسامة مزيفة على شفتيه

ثم مد يده ليأخذ الهاتف منها هاتفا بنبرة لينة

محاولا إرضائها...سولي...حبيبة قلبي انا عارف و مقدر تعلقك بوالدتك و إنك عاوزة تقعدي معاها

بس الدكاترة منعوا الزيارة لأكثر من ساعة

عشان صحتها...أصلا هي حتقضي بقية اليوم نايمة عشان المهدئات اللي بتاخذها يعني وجودك معاها زي عدمه....بس إحنا إن شاء الله بكرة الصبح حنرجع

نزورها تاني....يلا إفردي وشك و خليني اشوف

الضحكة الحلوة اللي بتنور يومي....اضاف و هو يداعب وجنتها باصبعه....و إلا إنت عاوزة

طنط هدى تزعل مني عشان زعلتك...

سيلين بخفوت و هي تحاول التراجع بجسدها

حتى تتجنب لمساته...لا انا مش زعلان...

إستقام سيف من مكانه كاتما غضبه و هو يلاحظ

بوضوح نفورها منه وهذا مالم يستطع تقبله رغم إعترافه بداخله انها من الطبيعي ان لا تتقبله بهذه السرعة فهي مازالت لم تتعود عليه و لاتعرفه جيدا...

توقف عن السير أمام الباب ليتحدث دون الالتفات إليها حتى لا ترى ملامحه الغاضبة التي تجعل منه بحق مخيفا لأقصى درجة...متتأخريش عشر دقائق 

و تكوني تحت عشان نتغدى...مع بعض..

ضغط في آخر كلامه و كأنه يؤكد لنفسه أنها من المستحيل أن يسمح لها بأن تكون أي شيئ بدونه...و أنها أصبحت جزء لا يتجزأ منه....

أغلق باب الغرفة وراءه و هو يبتسم إبتسامة مچنونة

متمتما بخفوت...سبحان الله حتى إسمك مؤخوذ من إسمي...سيف و سيلين....

في قصر عزالدين....

دلفت ندى لغرفة نوم والديها لتجد والدتها إلهام تجلس

على كرسي تسريحتها تمشط شعرها الأصفر بعناية

ثم ترفعه بتسريحتها الأنيقة المعتادة....

تمددت على السرير الضخم و هي تراقب حركات

والدتها باعجاب...تلك السيدة التي تجاوز عمرها الخمسون سنة لكنها تظهر اقل من عمرها بعشر سنوات...بفضل إعتناءها بنفسها و بجمالها الخارجي

نظرت إلهام لإبنتها التي كانت تحدق فيها ببلاهة

قائلة...في إيه يا ندى مالك بتبصيلي و كأنك اول مرة تشوفيني

ندى باعجاب...أصلك حلوة اوي يامامي و كلما

بتكبري بتحلوي أكثر....و انا عاوزة لما أكبر أبقي زيك...

ضحكت إلهام بغرور و هي تلقي نظرة اخيرة على نفسها في المرآة..وقفت من مكانها ممسكة بزجاجة

عطرها الفاخرة قائلة...عاوزة إيه يابكاشة هاتي من الآخر...عاوزة فلوس اكيد و هو إنت إيه اللي حيخليكي تيجي اوضتي غير الفلوس...

ندى...و الله مش عاوزة حاجة ياماما بس انا كنت

في أوضة أروى من شوية و لاحظت حاجة غريبة....

إستدارت نحوها إلهام قائلة باهتمام...حاجة إيه 

ندى بتوتر...مش عارفة ياماما بس شفت هي تقريبا قاعدة في اوضة لوجي...انا شفت الدولاب مفتوح

و في هدم كثيرة ليها هناك....و كمان كل حاجتها على التسريحة برفيوم و ماكياج...كل حاجة....

سارت إلهام نحو الفراش لتجلس بجانبها هاتفة

بخبث...لا إنت تحكيلي كل حاجة شفتيها بالتفصيل الممل....

حكت لها عما رأته في غرفة لوجي و أكدت لها أن أروى لا تقطن في في غرفة زوجها فهي طبعا عندما ذهبت لرؤيتها منذ قليل بحثت عنها أولا في غرفة نوم فريد و عندما لم تجدها إتجهت نحو غرفة الصغيرة....

زمت إلهام شفتيها المصبوغتبن بلون وردي هادئ هاتفة بخبث...مممم بقى الحكاية طلعت كده....احنا كنا عارفين إن فريد إتجوز عشان يسكت مامته دي 

كانت بتزن عليه ليل نهار عشان يتجوز بنت أختها

الطماعة اللي إسمها سميحة....بس انا كنت متأكدة إنه مستحيل حيقبلها كزوجة بدل مراته اللي ماټت الله يرحمها....المهم يلا روحي إنت على أوضتك عشان تزاكري الامتحانات قربت.....

قبلتها ندى ثم غادرت لتبحث عن شيئ آخر تمضي

به وقتها فهذه تقريبا وظيفتها في القصر...لهذا تطلق عليها إنجي لقب النمامة الصغيرة...

بعد دقائق قليلة كانت إلهام تجلس في الحديقة حيث كانت سناء تلاعب إنجي الصغيرة التي كانت تصر على النزول من الكرسي و اللعب التراب و الأعشاب لكن جدتها كانت تمنعها....

إرتشفت آخر رشفة من فنجان قهوتها السوداء كسواد قلبها قبل أن تضعه على الطاولة الصغيرة أمامها إستعدادا لبث سمها....

...أمال فين أروى مش شايفاها مع لوجي....اصلي اول مرة اشوفها من غيرها.

سناء دون إهتمام...راحت لإنجي.. يمكن عاوزة تطلب منها حاجة...

رفعت إلهام حاجبيها متمتمة بعدم رضا ممم طيب أصلي كنت عاوزة اقلك علي حاجة مهمة بس ياريت تفضل سر بينا...رفعت الأخرى عيناها نحوها هاتفة بفضول...بخصوص إيه

إلهام يخبث...أصلي من شوية لما رحت المطبخ عشان أقول فاطمة تعملي القهوة لقيت الخدامات بيتكلموا على فريد و أروى...

سناء بدهشة...بيتكلموا عن إبني فريد. 

إلهام...ايوا امال فريد إبن الجيران....المهم ركزي معايا عشان تقدري تلاقي حل للمصېبة دي قبل ما يسمع أنكل صالح و تبقى مشكلة....اصلهم كانوا بيقولوا إن فريد طرد مراته من أوضته و مخليها مع بنته...بصراحة انا مصدقتش اللي سمعته بس عملت نفسي إني معرفتش حاجة عشان مكبرش الموضوع بس إنت عارفة انكل صالح مفيش حاجة متستخبى عليه في القصر داه و مصيره حيعرف و يطربق الدنيا على رأس إبنك....دي تعتبر ڤضيحة كبيرة للعيلة.. طيب و هو إنك لما مش عاوزها يتجوزها ليه البنت مسكينة عشان أهلها فقراء و على قد حالهم تقوموا تستغلوا بنتهم كده...دي مهما كان بنت اختك ياسناء يعني لحمك و دمك ...كده تخلي الشغالين اللي عندنا يجيبوا في سيرتها من غير رحمة..

تنهدت بزيف لتكمل تمثيليتها هاتفة بحزن مصطنع...أصعب حاجة على الست إن جوزها يرفضها و يحسسها إن ملهاش قيمة عنده و يخليها تفقد الثقة في نفسها و في أنوثتها....شعور صعب جدا...داه اكيد هددها إنها متشتكيش و لا تقول لحد...المسكينة دي لسه عروسة...

تابعت سناء اللعب مع الصغيرة و هي تخفي إرتباكها و دهشتها من كلام الأخرى فهي تعلم أن فريد لا يتشارك الغرفة مع زوجته منذ اول ليلة زواجه و لكنها لم تهتم طالما أن لا أحد يعلم بالأمر و لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا....لكنها الان مضطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل....

أما إلهام فقط إبتسمت بغرور و هي تلاحظ ملامح سناء المړتعبة و قد علمت انها حققت غايتها بإشعال حرب صغيرة بين الابن و أمه فهي تعلم جيدا ان فريد لن يتقبل إبنة اختها مهما فعلت حتى لو أجبره جده على ذلك لكنها قالت ذلك فقط لتخيفها و الغبية الأخرى قد صدقت و كيف لا و هي من عادتها تصديق كل شيئ تقوله حتى و لو كان كڈبا....و ربما تحصل مشكلة أيضا بين الزوج و زوجته و تلك كانت غايتها الأولى فهي تستمتع كثيرا برؤية المشاكل و الشجارات داخل هذا القصر ...و يبدو أنها ستكون كثيرة في الأيام القادمة خاصة بعد أن هاتفها إبنها آدم منذ قليل يخبرها عن سفر سيف لدولة ما صحبة تلك الفتاة المجهولة....

إنشغلت قليلا بالنظر لأظافر يدها المطلية بلون وردي شبيه بلون احمر الشفاه الذي تضعه قبل أن تتحدث...آدم كلمني من شوية و قالي إن سيف سافر مع البنت اللي جاتله الشركة من يومين.

سناء بانتباه متناسية حكاية إبنها و زوجته...سافروا فين

إلهام...مقدرش يعرف بس على العموم مش حيتأخر عشان عندهم صفقة مهمة بعد يومين و مضطر يرجع...

سناء بحيرة...طيب و عرف مين البنت اللي كانت معاه.

اخذت إلهام نفسا عميقا ثم نفخته بقوة تدل على عصبيتها قائلة...جرى إيه يا سناء مش فالحة غير تسألي...انا قلتلك عشان تعلمي جوزك يفتح عينيه المدة دي عشان انا متأكدة إن موضوع البنت دي مش حيعدي على خير اكيد في وراه حاجة ...إنت عارفة

إن سيف عمره ما كان ليه علاقة مع بنت...

سناء ببلاهة...مش يمكن قرر يتجوز....

إلهام و هي تنظر لها بغيظ...أيوا يتجوز و يجيب اولاد عشان يورثوا الهالمة دي كلها و يطلعنا إحنا كلنا برا

يعني كل اللي بنيناه السنين دي كلها يروح في المياه مش كفاية جده العجوز كاتب نص الأملاك باسمه و النص الثاني بين كامل و امين انا كل اما إفتكر اللي عمله الڼار تقيد جوايا ببقى عاوزة أقتلهم هما الاثنين ...

طيب اسكتي عشان بنت اخوكي جاية علينا و متنسيش تقولي لجوزك اللي إتفقنا عليه….

أومأت لها سناء بالايجاب رغم عدم إقتناعها فهي لا تكره سيف ابدا بالعكس تحبه و تحترمه كثيرا هو ووالدته تلك السيدة التي عانت كثيرا بعد فقدان زوجها و لكن رغم ذلك حاربتهم لسنوات عديدة حتى تمنع شرهم عن صغيرها و إستمرت في حمايته حتى كبر و إستطاع الوقوف في وجههم و الصمود ضد مؤامراتهم التي لا يكفون عن حياكتها ضده ..و هاهم الان يجتمعون من جديد كمجموعة ضباع

مفترسة تحوم حول أسد وحيد.....يريدون بكل الطرق التخلص منه من أجل أن تبقى الثروة لهم وحدهم.. ..

افاقت من شرودها على صوت أروى التي كانت تستأذنها لأخذ لجين لتناول وجبة طعامها لتتذكر من جديد حكاية إبنها فريد…

في المطبخ...

وضعت سعدية فنجان القهوة الذي حضرته و كوب الماء ثم وضعته أمام إبنتها فاطمة قائلة...سيبي الزفت داه من إيدك و خذي القهوة لصالح بيه في المكتب...و أوعي تتأخري ...

رفعت فاطمة عيناها عن الهاتف و هي تتفرس فنجان القهوة قائلة بلهفة...هو صالح جا هنا طب إمتى اصلي...مشفتوش. 

سعدية بسخرية...المرة الجاية حيبقى يتصل عشان

يستأذن سيادتك عشان ييجي بيته ...يلا يا بت

بلاش سهوكة و روحي ودي القهوة قبل ما تبرد....

رمت الهاتف على الطاولة الكبيرة التي كانت تملأ

المطبخ ثم رفعت الصينية بين يديها متجهة نحو المكتب بخطوات سريعة...وقفت أمام الباب قليلا لتعدل ملابسها و شعرها ثم طرقت الباب و دفعته لتدخل دون حتى أن يسمح لها بالدخول..

نظرت مباشرة وراء المكتب لتجده منغمسا في العمل على حاسوبه يرتدي تلك النظارات الطبية التي زادت من وسامته أضعافا جعل قلبها يرفرف عاليا...كم تتمنى فقط الفوز بنظرة واحدة من عينيه التي تعشقهما....

سارت نحوه لتضع فنجان القهوة أمامه و هي تقول بصوت ناعم...القهوة بتاعتك يا صالح باشا....

أجابها هو دون أن ينظر إليها...شكرا يا فاطمة...

فاطمة بدلال...العفو يابيه تأمرني بحاجة ثانية.

كانت تحدق بملامحه بشغف تكاد تأكله بنظراتها و إبتسامتها العريضة التي سرعان ما إنتبه إليها صالح ليبتسم هو الاخر بغموض قبل أن يتحدث...أيوا...

عاوزك في حاجة مهمة أقعدي...

تهللت أسارير المسكينة حتى كاد يغمى عليها من شدة الفرح و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها قائلة بخجل مزيف...ميصحش يا بيه....

قاطعها صالح بنفاذ صبر...أقعدي يافاطمة...خليني أعرف اتكلم معاكي براحتي...

هرولت فاطمة لتجلس على احد الكراسي مقابلة له و هي تضع الصينية على فخذيها هامسة بصوت خاڤت...إتفضل يابيه سامعاك...

اخرج صالح رزمة من المال ليرميها على الطاولة أمامها مما أثار دهشتها كثيرا لكنها لم تتكلم بل إكتفت بالضغط على الصينية و هي تسترق النظر نحوه من حين لآخر....

شبك صالح يديه فوق المكتب أمامه لببدأ بالحديث بصوت واثق...الفلوس دي علشانك...انا بكرا عاوزك تروحي الفيلا الجديدة بتاعتي حخلي السواق يوصلك...هناك حتلاقي بنتين عاوزك تساعديهم في تنظيف الفيلا...انا حبقى هناك و حفهمك كل حاجة...و لو على دادا سعدية انا حبقى اتكلم معاها متقلقيش....دلوقتي تقدري تروحي....

نظرت فاطمة للنقود و هي تخفي خيبتها الكبيرة لتقف من مكانها قائلة...مفيش داعي يا صالح بيه انا حروح فيلتك زي ما أمرتني..حعتبر إني بشتغل هنا....

إستدار صالح حول المكتب ليقف بجانبها و يأخذ رزمة النقود و يضعها فوق الصينية قائلا بصرامة...لا داه حقك يا فاطمة...يلا دلوقتي روحي كملي شغلك....

غادرت فاطمة و هي تحمل الما كبيرا في قلبها المسكينة كم كانت ساذجة و هي ترسم أحلامها الوردية هو لايراها و لا يشعر بها إطلاقا....

بالنسبة له ليست فقط مجرد خادمة و لن تصبح غير ذلك حتى لو بعد الف سنة لكنها لن تستسلم ليست فاطمة من تستسلم بل ستسخدم جميع أسلحتهم لتفوز به لن تمضي بقية حياتها كوالدتها مجرد خادمة منسية أقصى طموحاتها هي إرضاء أسيادها...

أغلقت باب المكتب بهدوء وراءها لتسير بروح فارغة نحو المطبخ مكانها الطبيعي...

أما في الداخل...

كان صالح يحدق في صور يارا التي كان يخزنها في حاسوبه الشخصي بابتسامة خبيثة و هو بيتوعدلها بمزيد من العڈاب فيكفي انه رحمها اليوم و تركها تنعم بنوم هادئ في منزل والديها بعد أن كادت ټموت ليلة أمس بسبب تلك الرسائل التي أرسلها لها...

مساء توقفت سيارة آدم الفاخرة أمام القصر....ترجل منها ليعطي المفاتيح لأحد الحراس حتى يأخذها

لمرآب السيارت ثم دلف يبحث عن والدته حتى يخبرها أمرا مهما....

صادف فاطمة أمامه ليوقفها متسائلا...ماما فين فاطمة...في أوضتها يا آدم باشا واصل طريقه نحو غرفة والديه ليطرق الباب ثم يدلف....وجد والدته تتحدث مع إحدى رفيقاتها

بالهاتف...فجلس على الاريكة بجانب الشرفة

لينتظرها حتى تنتهي من مكالمتها...

بعد دقائق إنظمت له إلهام و قد علمت سبب مجيئه إليها...

إلهام...في حاجة جديدة بخصوص الزفت سيف قدرت تعرف سافر فين و مين البنت اللي معاه. 

آدم پغضب...لا ياماما لسه معرفتش.. انا حاولت كثير بس للاسف مقدرتش اوصل لحاجة...

إلهام بسخرية...إبن ال....طول عمره حويط..

بس مصيره حيرجع و حنعرف...بقلك إيه يا آدم زود الناس اللي بتراقبه في الشركة عشان الفترة اللي جاية حاسة إنها حتكون مليانة مفاجآت...

أدم بحيرة...قصدك إيه ياماما...

إلهام و هي تنظر أمامها بشرود...مش عارفة بس حاسة إن الموضوع داه مش حيعدي على خير.. سيف عمره ما كان ليه علاقة مع ست إلا لو كانت...مهمة جدا .. فاكر لورا ...البنت اللي كان بيحبها سيف من سنتين طبعا محدش يعرف عنها حاجة غيرنا إنت عارفة هو فضل مخبيها كام شهر لغاية ما إكتشفنا الحكاية....

آدم پحقد أيوا ياماما فاكر كويس...داه بيحبها و عاوز يتجوزها....بس الغبية إنتحرت...

إلهام بشړ...هي لو مكانتش إنتحرت كانت كده كده حتموت.. احنا لايمكن نخليه يتجوز و يبقى عنده اولاد عشان يورثوا نص أملاك عز الدين....

آدم مؤيدا...الأملاك دي من حقنا إحنا...بس جدو هو اللي ظلمنا فضل حفيده الكبير على أولاده...عاوزنا نبقى خدم تحت رجلين البيه...محدش فينا يقدر ياخذ قرار غير بأمره.

إلهام...متقلقش كل داه حيتغير قريب اوي إنت بس فتح عينيك و إعرف هو سافر فين و مين البنت دي...

آدم مسنئذنا...حاضر ياماما انا رايح اوضتي حغير هدومي و انزل عشان نتعشى و لو إن مليش نفس....

إلهام...لازم تنزل إنت عارف أوامر جدك..مش عاوزين

نزعله الفترة دي عشان ميركزش معانا عشان نقدر نتحرك براحتنا....

آدم بضيق...عمره سبعين سنة و لسه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه...إمتى نرتاح منه و من تحكماته اللي بتخنق دي....

إلهام بابتسامة شريرة...متقلقش يا حبيبي قريب جدا إن شاء الله....

البارت الثامن الجزء الثاني 

ليلا تناول الجميع طعام العشاء بفتور كعادتهم ثم توجه بعضهم نحو غرفهم كإنجي أروى التي أخذت لجين لتنام و البعض الاخر جلسوا في الصالونلتبادل بعض الأحاديث المملة بينما إستأدن آدم للخروج لمقابلة أحد أصدقائه لكنه في الحقيقة ذاهب لشقته الخاصة التي يجتمع فيها كل ليلة بشلته الفاسدة للسهر.....

داخل الشقة كان صديقيه عصام و مازن قد وصلوا قبله كالعادة للتحضير للسهرة حيث قاموا بجلب بعض الاطعمة المتنوعة و المشړوبات الكحولية .....و طبعا بعض الفتيات من إحدى النوادي الليلة الشهيرة ....

جلس الجميع في صالة الشقة ذات الديكور العصري المجهزة بانوار خاڤتة مريحة للعين بينما تولي عصام تحضير الجلسة...إنتهى من وضع مختلف الاطعمة و الفواكه الجافة و المقرمشات ثم بدأ بترصيف زجاجات الخمر أمامهم كل حسب نوع مشروبه الذي يفضله...

قطب مازن حاجبيه باستغراب بعد أن لاحظ إن عصام قد أحضر عدة أصناف باهضة الثمن جدا ليقول معلقا بمرح...داه إيه الدلع داه كله....جايبلنا ال...إسم نوع كحول ....باين عليها حتبقى سهراية جامدة جديييي...

عصام ضاحكا و هو يشير لإحدى الفتيات بالاقتراب منه...خلينا ندلع شوية ماهو كله من جيبه.... يقصد آدم. 

تكلمت إحدى الفتيات بضجر...هو دومي تأخر ليه عصام و هو يلوي شفتيه بسخرية...وحشك دومي يا قطة. 

مازن بضحك...لا وحشها الكرباج السوط بتاعه.

الفتاة...عادي...على قلبي أحلى من العسل...

كان عصام سيجيبها لكن صوت الباب الذي فتح قاطع حوارهم ليدخل آدم و هو ينادي عليهم...ياعالم ياهو إنتوا فين

رمى مفاتيح الشقة نحو مازن الذي إلتقفها بمهارة ثم واصل طريقه للداخل قائلا...استأذن انا بقى...

فاصل و نرجع بعدين....

ضحك الجميع بعد أن فهموا مقصده ليهتف مازن بجرأة...داي جاي مستعجل بقى..داه حتى معملش التسخينات قبل الماتش....

عصام مقهقها...متقلقش زمانه سجل goal و إلا إثنين.

قاطعهم آدم من الداخل صارخا...شغل المزيكا يالا...

أمسك عصام بطنه من شدة الضحك و هو يشير للفتاة الأخرى قائلا بصعوبة من بين صخكاته...قومي يا بت شغلي التلفزيون.

ضحك الجميع على كلامه ثم أكملوا سهرتهم كالعادة....

في غرفة لجين....فتح فريد باب الغرفة و إندفع للداخل كثور هائج...باحثا عن أروى التي كانت تقف أمام الخزانة تنظم بعض الثياب....و من دون أي مقدمات ھجم عليها ليجذبها من شعرها پعنف لتصرخ هي بفزع و ألم محاولة دفعه عنها بكل قوتها....

جرها وراءه ليسير بها نحو غرفته...رماها على الأرض

و كأنها خرقة بالية لتصرخ أروى پألم بسبب إصطدام

ركبتيها بالارضية القاسېة...

إتسعت عيناها بړعب و هي لازالت لا تصدق ما يفعله هذا المچنون...إستندت على كيفها تحاول النهوض و ما إن كادت تفعل حتى صړخت مرة أخرى پألم اكبر عندما أمسك شعرها مرة أخرى حتى اوقفها على قدميها أمامه...وضعت يديها على يده التي كانت تمزق خصلات شعرها دون رحمة و هو يرفعها للأعلى قليلا حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهه....

أغمضت عينيها پخوف و هي تشعر بأنفاسه اللاهثة من شدة سخطه ټحرق وجنتها....همس بصوت هادئ كالمۏت...إنت عاوزة توصلي لإيه. 

نفت برأسها و هي تشعر بفروة رأسها ستنقلع في يده في اي لحظة لكن ماعساها تفعل أمام هذا الۏحش الهائج هي حتى لاتفهم مايريده منها و ما السبب الذي جعله يثور فجأة هكذا...

حاولت التكلم لكنها لم تستطيع حتى تحريك لسانها لتنهمر دموعها بعجز و هي تحدق بعينيه السوداوتين

التين تزدادان ظلاما مع كل ثانية تمر....

لم يأبه بنظراتها البريئة التي كانت تتوسله ان يرحمها ليتحدث من جديد بنبرة أعلى...بقى رايحة تشتكي عليا لأمي...عاوزة تبقى مراتي بجد...عاوزة تقعدي في الاوضة دي...

هتف پجنون و هو يبعدها قليلا عنها ليهوي على خدها بصڤعة قوية جعلت الأرض تدور من حولها بينما شعرت بأنها فقدت حاسة سمعها...حتي انها لم تستطع الصړاخ بسبب لسانها الذي إنحسر بين أسنانها ليمتلئ فمها بالډماء و تدمع عيناها من شدة الألم الذي كانت تشعر به.....

إرتخي جسدها باستسلام إستعدادا لمعانقة الأرض من جديد لكنها تفاجأت به يشدها إليه بقوة لتصطدم به. 

فتحت عيناها على وسعهما بعد ان رماها على السرير

و هي تنظر له...كان يقف أمامها بهيئته المرعبة...

جاهدت أروى حتى لا يغمى عليها من شدة الخۏف الذي كان يحتل جميع كيانها حتى انها لم تعد تشعر بآلام جسدها المحطم....

تراجعت للخلف و هي تنظر في جميع أنحاء الغرفة علها تجد مخرجا لكن كيف لها أن تهرب و هذا الۏحش أمامها...إنه أقوى منها بأضعاف و لن تستطيع حتى أن تتجاوزه خطوة واحدة...صړخت و هي تراه يقترب منها...إنت حتعمل إيه إوعى....إوعى تقرب مني...إبعدددد....

أجابها بسخرية...مش داه اللي إنت عاوزاه...

أروى بصړاخ...قلتلك إبعد...انا معملتش حاجة....

غرس أصابعه الضخمة في وجنتيها حتى شعرت أروى بالاختناق...كورت قبضتيها و بدأت في لكم ذراعه ووجهه بيديها لكنها اسرع لتثبيت يديها بيده الحرة قبل أن يدفع رأسها ليصطدم بظهر السرير و هو يهدر پعنف...إنطقي...إتكلمي

عاوزة توصلي لإيه بالضبط مش بتسمعي الكلام ليه من أول ليلة ليكي هنا و انا فهمتك كويس إنت هنا خدامة لبنتي و بس....حصل و إلا محصلش ردي....

همهت أروى بعجز و ألم و قبضة فريد تطحن. وجهها دون رحمة ليستأنف كلامه مرة أخرى. بحدة اكثر...أمال رايحة لأمي تشتكيليها ليه...إيه كنتي فاكرة إنها متعرفش و إلا...تكوني عاوزاها تقنعني...إنك تبقي مراتي .

همس لها بنبرة مخيفة…لتتلوى اروي پهستيريا محاولة تخليص نفسها من براثنه....

أبعد كفه الذي كان يعتصر وحنتيها ثم رفعه عاليا ليهوى عليها بصڤعة في نفس خدها الذي صفعها عليه منذ قليل...لتسكن حركتها. بعد أن شعرت بټحطم عظمة وجنتها...علا صوت صړاخها و لكنها لم تستطع تحريك

رأسها...لم تستطع فعل شيئ سوى البكاء...في اليومين الماضيين ظنت انها ستسطيع التمرد و تغييره رويدا رويدا لكن الآن علمت أن ذلك مستحيل...

إنتفضت تتنفس الهواء پجنون بعد أن إبتعد عنها لتسعل عدة مرات قبل أن تلفتت تبحث عن قميصها لترتديه لكنها وجدته ممزقا جذبته وضعته بعشوائية بيديها المرتعشتين فوق جسدها ثم إلتفتت للجهة الأخرى تريد المغادرة...لم تعد تريد شرحا و لا تفسيرا كل ماتريده هو الخروج من هذه الغرفة التي كانت تكتم أنفاسها و شعرها باقتراب مۏتها....

ما إن وضعت رجلها على الأرضية حتى صړخت

بفزع بعد أن جذبها فريد مرة أخرى لتقع على السرير...رايحة فين ياروووووح أمك ...فاكرة دخول

الحمام زي خروجه لا...صړخ فريد بصوت حاد و هو ينحني فوقها مضيفا...إيه يا قطة...خاېفة مش داه اللي كنتي عاوزاه يلا وريني قدراتك...

غطت أروى وجهها بيديها و هي مستمرة في البكاء و تشهق في كل مرة يتحدث فيها...

نزع يدها بقوة مكملا بشړ...لالا.. مش وقت كسوف خالص يلا ياعروسة.. وريني إزاي حترضي جوزك....

قومي يلا ...صړخ في آخر كلامه لتتنفض أروى بقوة على

إثر صرخته العالية متمتمة بړعب...و الله ماعملت حاجة...انا مق...مقلتش حاجة...ل...

زاد إرتعاش جسدها و دقات قلبها لا تتوقف عن التسارع رعبها يزداد مع كل دقيقة تمضيها معه و الضغط يزداد

على أعصابها بشدة .....

همس بنبرة هادئة عكس أنفاسه المتسارعة...مش قادرعارفة ليه.. عشان قرفان منك....طول عمري بقرف من الستات اللي بتعرض نفسها على الرجالة..

إقشعر جسدها من قسۏة كلماته التي ألقاها على مسامعها دون رحمة لتظل جامدة مكانها و كأن الزمن توقف من حولها حتى انها لم تشعر به و هو هو يبتعد عنها ليدخل إلى أحد الأبواب و إختفى وراءه...افاقت على إغلاق الباب لترمش بعينيها بفزع قبل أن تستند على يديها محاولة الوقوف...

صړخت بوهن بعد أن فشلت في تحريك ساقيها كل جسدها محطم بسبب صفعاته العڼيفة الان أيقنت أن الضړب الذي كانت تتلاقاه من والدتها لا يقارن بصڤعة واحدة من كفه الضخم...

في الداخل....

حدق فريد في ملامح وجهه الغاضبة في بقايا المرآة

التي هشمها فور دخوله و كأنه ينفس عن غضبه فيها...

لعڼ نفسه مئات المرات و على جسده الخائڼ الذي أراد الحصول عليها بتلك الطريقة....

لكنها هي السبب في ما حصل لها هكذا بدأ باقناع ضميره الذي بدأ يشعره بأنه شبيه أولئك المجرمين الذين كان يقابلهم في عمله....

كانت مغرية جدا جعلته يفقد صوابه…وهذا ما أثار جنونه حتى أنه نطق بأشياء لم يكن يعنيها فقط أراد طمس تلك

الحقيقة التي بدأت تنبثق رويدا رويدا أمام عينيه

أهانها و ضربها فقط ليثبت لنفسه ان ما يشعر به

ليس سوى أوهام أو...مجرد رغبات و ليست بداية

حب.. هو لا ينكر إعجابه بها الذي كان يزيد كل دقيقة

تمضيها هنا جمالها الباهر شخصيتها الواثقة و الطفولية في نفس الوقت حتى أنها كسبت حب صغيرته في أقل من أسبوع...

ببساطة هو رجل قد حرم من طعم الحب باكرا و هي

أنثى فاتنة غير محرمة عليه ...

زفر بحنق و قد بدأت أنفاسه اللاهثة في الهدوء رويدا رويدا...إنحنى ليفتح أحد الجوارير ليسحب منه علبة الاسعافات الأولية الخاصة به...أخذ بعض المناديل ليضعها بعشوائية على يده التي كانت ټنزف ثم خرج...لم يستغرب عندما وجدها على هيئته المزرية التي تركها بها...تنحنح قليلا حتى يلفت إنتباهها لكنها لم تلتفت له كانت فقط تبكي

و تشهق پهستيريا...تقدم منها ليصعد فوق السرير بجانبها..فتح العلبة ثم أخرج بعض القطن ثم سكب فوق

الكحول الطبية...مسح جانب شفتيها لتصرخ أروى پألم و تزداد شهقاتها الباكية...

زفر بحنق و هو يرمي الزجاجة و القطن داخل  الصندوق ثم نزل من على السرير ليغادر الغرفة نحوغرفة لجين...

تفقد الصغيرة ليجدها نائمة كما تركها منذ قليل ثم إتجه نحو الخزانة ليبدأ في تقليب محتوياتها...إختار أحد العباءات الواسعة باللون الأزرق الداكن سهلة الارتداء حيث تغلق من الامام بأقفال كبيرة و معها حجابا بنفس اللون...

أغلق باب الغرفة بهدوء ثم عاد لأروى التي كانت تسير ببطئ باتجاه الاريكة بعد أن تمكنت من النزول من فوق السرير ...مدت يدها حتى تستند على ظهر الاريكة لكنها تراجعت للوراء عندما وجدته أمامها. كانت تنظر له بړعب كمن يرى وحشا أمامه...

سارت بخطوات مسرعة متعثرة كاتمة المها الحارقالذي كان يجتاح كامل جسدها لتختطف منشفة مرمية فوق أحد الكراسي لتضعها على جسدها بارتباك و في كل لحظة ترفع رأسها قليلا لتختطف نظرة سريعة نحوه لتتأكد من مكانه...

أكملت سيرها تريد الوصول لباب الجناح حتى تخرج لكنه إعترض طريقها و هو يمد يده نحوها ليعطيها العباءة و الحجاب قائلا...إلبسي دول عشان حاخدك المستشفى....

تراجعت للخلف بخطواتها و هي تشير برأسها كعلامة رفض المسكينة لم تستطع حتى التحدث من شدة قهرها...إنفجرت بالبكاء عندما إقترب منها يريد إلباسها العباءة بنفسه لتحاول دفعه رغم نفاذ قوتها حتى صړخ في وجهها ...إثبتي

و متتحركيش عشان متأذيش نفسك أكثر من. كده...تطلعت فيه باستهزاء و هي تجذب الفستان. بكل قوتها و ترميه على الأرض قبل أن تتحدث بنبرة شرسة رغم ضعف. صوتها...إبعد عني...متلمينيس عشان...انا كمان بقرف منك...

بهت فريد من كلامها فرغم ضعفها إلا أنها نظرة التحدي التي رآها في عينيها أخبرته انها ليست كما يظنها…

رفعت سبابتها في وجهه و هي تكمل...إوعى. تقرب مني...إنت فاهم و ملكش دعوة بيا خالص كفاية اللي إنت عملته...اتمنى تكون إرتحت و إنت شايفني بالمنظر داه....

أشارت نحو وجهها الذي كانت تغطيه الډماء و شفاهها المچروحة و آثار أصابعه الذي طبعت على خدها...

رمقها بجمود قبل أن يلتقط قميصه الذي رماه منذ قليل أحد الكراسي ليرتديه...سار بعدها إلى حيث

رمت العباءة لينحني و يأخذها ثم مدها نحوها هاتفا ببرود مستفز...يلا إلبسي...

زفزت أروى الهواء بقوة لتتأوه بصوت مسموع

سبب حركة شفتيها الخاطئة ليستغل فريد

إنشغالها و يلبسها الجلباب رغما عنها..كانت حركته

سريعة جدا حتى أن أروى لم تتفطن إليه عندما

إقترب منها...صړخت پألم عندما امسك بذراعها الثانية

ليدخل يد ها في كم الجلباب....أغلق الازرار ثم

وضع الحجاب بعشوائية فوق رأسها لكنه حرص

على إخفاء جميع خصلات شعرها....

تبعته للخارج بصمت حتى ركبا السيارة متجهين

نحو إحدى المستشفيات الخاصة القريبة من القصر....

بعد أقل من ساعة إنتهت الطبيبة من فحص أروى

تحت نظرات فريد الذي أصر على التواجد معها

رغما عنها...إلتفت ملابس أروى لتساعدها في إرتدائها

و هي ترمقها بنظرات شفقة لكنها فوجئت به يضع

يده على الملابس قائلا انا حساعدها...

عادت نحو مكتبها لتبدأ في تدوين أسماء بعض الأدوية لها و هي تتحدث بعملية محاولة إخفاء

إنزعاجها بعد معرفتها بهوية هذا العملاق....

فعندما دخلت أروى منذ قليل للكشف

كانت تريد إخبار الشرطة فالتي أمامها حالة إعتداء واضحة لكنها فوجئت به يجلس بلامبالاة و يأمرها بفحصها دون إعتراض ثم رمى أمامها الكارت الخاص به كما أنها تلقت إتصالا من مدير المشفى بنفسه يحذرها بنبرة هادئة تخفي في طياتها ټهديدا مبطنا بعدم تدخلها في الموضوع ..

الطبيبة بنبرة غير راضية...انا حكتبلها على شوية مسكنات للألم و مراهم عشان تدهن بيها أماكن الكدمات...الحمد لله الاصابات سطحية و مفيش ڼزيف داخلي...

نظرت نحو أروى التي كانت تقف أمام المكتب

ترتب حجابها مضيفة بابتسامة مواسية...داه الكارت بتاعي لو حسيتي بأي أعراض ثانية كلميني في أي وقت ....انا آسفة مقدرتش أعمل أكثر من كده....

أجابتها أروى و هي تمد يدها لأخذ البطاقة منها مجيبة بصوت مبحوح...متشكرة اوي حضرتك.

قلب فريد عينيه بملل ثم إنحنى ليأخذ الورقة التي تحتوى على أسماء الأدوية من فوق المكتب هاتفا بحدة...و مش مطلوب منك تعملي أكثر من كده...يلا خلينا نمشي.

تقدم ليفتح لها الباب و هو يرسل شرارات حاقدة لتلك الطبيبة التي كانت تنظر لزوجته المسكينة بأسف أغلق الباب وراءه پعنف ثم بدأ بالسير وراء أروى التي كانت تمشي ببطئ شديد و تستند على الحائط...زفر و هو ينحني ليحملها و يخرج من المستشفى...

لم تعترض على ما فعله لأن طاقتها كانت قد نفذت حرك السيارة بسرعة معتدلة حتى وصلا للقصر

ليحملها ثانية و من حسن الحظ لم يعترضهم أي أحد صعد بها نحو جناحه ليضعها على الفراش قائلا بلهجة لا تقبل النقاش...من النهاردة تنامي هنا معايا في أوضتي و لجين حجبلها مربية....

قدم لها كوب الماء و قرص دواء مكملا...دورك كمربية إنتهى خلاص...دلوقتي حتبقي زوجة. 

حركت أروى شفتيها باستهزاء دون أن تجيبه و هي تعتدل في جلستها لتأخذ منه كوب الماء قائلة پحقد...عمري ما حسامحك على اللي إنت عملته....اصلي للأسف انا إنسانة

حقودة و قلبي اسود و مبنساش بسهولة....

إبتسم لها بسخرية و هو يتناول منها كوب المياه ليضعه مكانه هاتفا باستفزاز مش مهم المهم إنك حتبقي مراتي و داه كفاية.. بتحبيني تكرهيني. مش حيفرق انا حعرف اتعامل معاكي كويس...

أروى...حتضربني ثاني....

فريد و هو يقف من مكانه...لو حتبقي مطيعة. اوعدك مش حضربك ثاني....

أروى پقهر...بس إنت ضړبتني و انا مظلومة معملتش

حاجة...علي الاقل المجرمين اللي عندك مش بيتعاقبوا غير بعد ما تتأكدوا من جرايمهم.. و إلا متعود على كده بتعاقب و بعدين تسمع.


 

بهت من كلامها حتى أن يده تجمدت على مقبض باب مكتبه لتكمل أروى بنبرة واثقة رغم الضعف الذي كان يتخللها...انا من يوم ماجيت هنا و انا كافية خيري شړي...رضيت بأي حاجة تتديهالي و قلت معلش. هو بردو زيي مكانش موافق على الجوازة دي مع إنك راجل و كنت تقدر ترفض...عندك فلوس و تقدر. تطلع تعيش في بيت غير داه لو ابوك و امك طردوك. من البيت...راجل قوي و عندك مركزك حتقدر

تحمي نفسك و بنتك لو حد تعرضلك...كنت تقدر توقف في وش أهلك و تقلهم انا مش صغير عشان. تقرروا حياتي زي ما إنتوا عاوزين تغصبوني على. حاجة انا مش عاوزها...إنت معندكش اي عذر يخليك توافق إنما أنا...كنت بتصبح بعلقة و بتمسى بعلقة. إتحرمت من كليتي و إتطردت من البيت يومين و انا عايشة في الشارع...فضلت ليلتين و انا نايمة للبرد قدام شقتنا بترجى ماما عشان تدخلني جوا

بس هي كانت بتطردني في كل مرة...كنت بجري بتخبى تحت سلالم العمارات خاېفة لحد يتعرضلي ببقى مړعوپة و انا بتخيل نفسي مقتولة و مرمية في خړابة...انا ماما مرحمتنيش ابدا طردتني و انا خلاص مبقتدش قادرة اقاوم قلتلها إني موافقة و بعدها إنت عارف اللي حصل...رغم إنها امي بس انا مش حسامحها عشان ظلمتني عشان هي السبب

في اللي حصلي الليلة دي...انا عملت كل اللي إنتقلتلي عليه إهتميت ببنتك و عاملتها كأنها بنتيبالظبط و مقصرتش معاها في حاجة...حرمتني من كليتي و قلت عادي عنده حق مين هيهتم بلوجي لو أنا رحت الكلية...قلتلي ما تقربيش ناحية

أوضتي...مقربتش...معملتش حاجة و مقلتش لطنط سناء و متكلمتش معاها في أي حاجة انا اصلا زي ما إنت قلت...خدامة عشان بنتك..بس معلش كله حيعدي الضړبة اللي ما بتموتش.بتقوي...تصبح على خير.

ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل

جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها...أما فريد فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت...تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كلامها 

البارت التاسع

إبتسم سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته

الغاضبة...منذ الصباح و هو يحاول محادثتها

دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين

لآخر...بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن

طائرة طبية خاصة...

فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد

يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها

نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها

في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين

تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى

هنا...

شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير

لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة...لم يكن

لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها...هي فقط

غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة

هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة...مجرد التفكير في أن ذلك

قد يحصل يصيبها بالجنون.....

جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت

كليا.. نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها

مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم

أن تحصل عليه يوما ما...سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها

مثالية و كأنها أميرة حقيقية...

رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات

غريبة إقشعر لها جسدها لا إراديا سرعان ما تغيرت

نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول

...ماي برانساس...بتفكر في إيه

قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات

قلبها دون سبب....رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها

قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة...و لا حاجة...انا

خاېف على مامي إنت مش قلت.. ليا إنها سافر.

إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها

ثم أخذ كفها بين يديه.. قبله عدة مرات رغم محاولتها

جذبه منه لكنه كان يضغط عليه برفق دون أن

يألمها...رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ

إحمرار وجهها...هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها

قائلا...حبيبي...إهدي و إطمني طنط هدى الحمد

لله عدت مرحلة الخطړ و بقت كويسة...انا نقلتها

مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني

انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا

عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي....

أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل كلمة ينطق

بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة ....إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد...و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها

حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها ....

هزت رأسها بالموافقة قائلة...طيب...وبعدين

يعني مامي حتخف....انا عاوز أرجع لألمانيا انا

مقدرش يعيش في مصر .

أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة ...المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا...طيب ليه

سيلين بتردد...عشان.. انا مش يعرف حاجة في

مصر...انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس

يعني بعرف اتكلم بس...انا مش يعرف البلد.. الشوارع

مش يعرف أي حد .

حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح

لها برؤية الشوارع و التجول فيها بمفرده...لو فقط

تعلم مايدور في رأسه في هذه اللحظة لرمت نفسها

من نافذة الطائرة..

زفر بخفوت قبل أن يهمس لها بلين

...حبيبي...انا كم مرة قلتلك إن حياتك تغيرت

من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...إنت أميرتي

انا صح.....

بقيت تنظر له بعدم فهم ليضغط قليلا على

ظهر يدها معيدا كلمته الأخيرة باصرار...صح

إكتفت بترديدها وراءه رغم عدم فهما لما يقصده

حقا لم تعد تفهم أي شيئ يقوله او يفعله هذا

السيف...لكن تعلم أن كل ما يقوله صحيح

فحياتها فعليا تغيرت منذ أن وطئت قدماها

أرضية مكتبه...لمحت تلك النظرة التي

أصبحت تراها كثيرا في عينيه عندما تقوم

بفعل او تقول شيئ هو يريده....نظرة إنتصار

و فخر و رضا...هي لم تكن ساذجة او غبية حتى

لا تلاحظ كل ما يفعله من أجلها يحاول تدليلها

و مفاجأتها في كل يوم...إحتضانه لها في كل

مرة تسير بجانبه او تجلس بقربه في السيارة

او في المنزل...إمساكه و تقبيله ليديها بدون سبب...و الأهم تلك اللمعه التي تضيئ

عينيه كلما تحدث معها ...لا تفهم حتى ماذا يريد

منها هل يحبها فعلا لكن كيف حصل ذلك في هذه المدة القصيرة....من المحتمل أنه يفعل كل ذلك

حتى تثق به و يوقعها في شباكه ثم......

مالذي يجعل رجلا مثله يهتم بفتاة مثلها هل هو جمالها

هناك الملايين من هن أجمل و أصغر سنا إن أراد

لاتمتلك ثروة و لا أملاك....هل لأنها إبنة عمته

و لاتنكر أيضا أنه لاتوجد أي إمرأة في هذا العالم لا تتمنى ان يعشقها رجلا مثله...وسامته المفرطة

بأمان العالم كله...معاملته الرائعة لها و تلك النظرات

التي يرمقها بها دائما و كأنه يخبرها انه لا يرى

غيرها و انها محور حياته....هيبته و شخصيته

القوية التي لاحظتها من خلال تعامله مع المحيطين

به...ثروته...

كان باختصار الفارس الخيالي

التي تحلم به كل أنثى في الكون لكن المشكلة

كانت فيها هي و بالتحديد في قلبها الذي يخبرها

أن هناك أمرا خاطئا فلكل شيئ مقابل..

ربما تعلمت ذلك من أسلوب الحياة الذي عاشته في

ذلك البلد الغريب و الذي علمها أنها لتربح أشياء

من المقابل عليها أن تضحي و تتنازل فلا شيئ

يمنح مجانا حتى لو كان من عائلتها...

افاقت من دوامة أفكارها على أصابعه التي

كانت تتحرك على وجنتيها بلطف و هو يقول ممثلا

جهله بما يدور في خلدها.....

...بقيتي بتسرحي كثير و انا بكلمك...عارفة أحيانا ببقى نفسي ادخل جوا عقلك داه عشان أعرف إنت

بتفكري في إيه...

توقف عن الحديث و هو ينتظر جوابها

على سؤاله رغم أنه كان يعلم جيدا ما تفكر به...

إستطاع بسهولة قراءة ما يجول في خاطرها من

خلال ملامح و حركات وجهها التي كانت تتغير كل ثانية....

لم يكن هناك من هو أبرع منه في قراءة أفكار أي

شخص يجلس أمامه.. لم يطلق عليه إسم الشبح

من فراغ بل لذكائه الذي عجز كل من عرفه عن

تحديد حدوده...قدرته المميزة في جعل محاوره

يعترف بما في داخله دون أن يشعر حتى بتعابير

وجهه...يعلم انها خائڤة و قلقة بشدة من الايام القادمة

و منه و من إهتمامه المبالغ فيه بها الذي لم تعتده

من قبل...

إستأنف حديثه عندما طال صمتها مردفا بنبرة

حنونة...مش عايزك تقلقي من حاجة طول ما أنا

موجود...إنت من عيلة عزالدين يعني كل اللي

بقدمهمولك داه من حقك عشان كده مش عاوزك

تستغربي من أي حاجة تشوفيها لما نوصل مصر

و مش عاوزك توثقي في حد غيري هناك حتقابلي

ناس كثير و فيهم اللي حيتقبلك و فيهم اللي مش

حيرحب بوجودك عشان هما أصلا مش عارفين

إن طنط هدى لسه عايشة و عندها بنوتة قمر زيك...

قالها بمرح محاولا طمئنتها و إشغال ذهنها لتنسى

قلقها....بس مټخافيش انا مش حسيبك لوحدك...

و بعد ما طنط هدى تخف إن شاء الله إعملي اللي

إنت عاوزاه...و مش بعيد تعجبك العيشة في مصر

و تقرري إنك تبقي معانا....

سيلين و قد بدأ قلبها يطمئن فهو فعلا لم يجبرها

على فعل أي شيئ منذ أن تقابلا...لا مش عايز

يقعد انا ارجع ألمانيا...بعدين.

أومأ لها سيف بموافقة هاتفا بخفوت...طيب

على راحتك...إعملي اللي إنت عاوزاه داه قرارك

إنت و طنط هدى....

أفلت إحدى يديه ثم إنحني بجسده قليلا للأمام ليجلب تلك العلبة الكبيرة الفاخرة التي كانت مرمية

على الكرسي أمامها و التي لاحظت وجودها الان

فقط....إتسعت عيناها پصدمة كبيرة عندما كشف

سيف عما في داخلها...و التي لم تكن سوى حقيبة بركين من ماركة هرميس الفرنسية.....

شهقت بصوت عال و هي تتفرس تلك الحقيبة

عدم تصديق قبل أن تهتف بلا وعي oh mein Gott

ضحك سيف علي شكلها لكنه لم يستغرب من

ردة فعلها ليقول...إيه رأيك 

نظرت نحوه سيلين بتعجب و كأنه كائن فضائي

قبل أن تجيبه بتلعثم...إنت...إنت بيهزر...دي

هرميس .

سيف بابتسامة بعد أن توقف عن الضحك...يبقى

عجبتك...مع إن شكلها وحشة في شنط أحلى

بكثير من البتاعة دي .

تحدث بعدم إهتمام و هو يقلبها بين يديه و كأنها قطعة خردة و ليست حقيبة من النوع النادر الذي يساوي مليون دولار...

خطڤتها سيلين و هي تقف من مكانها هاتفة

بحنق...إنتوا الرجالة مش يفهموا في حاجات الستات...الشنطة دي.. .

توقفت عن الحديث قليلا و هي ترفعها بحرص بين يديها تتأمل تفاصيلها بشغف قبل أن تستدرك...انا آسف....مش قصدي بس الشنطة دي غالي كثير اوي...إتفضل.

وضعتها بعناية فوق الكرسي الذي كانت تجلس عليه

بجانبه ثم تراجعت إلى الوراء تريد الجلوس على

المقعد المقابل لها....نظرها مازال مسلطا على تلك

الحقيبة التي سلبت عقلها لاترى غيرها في المكان

غافلة عن ذلك الذي كان يراقب تراجع خطواتها

بأعين مشټعلة من شدة الڠضب...حرفيا تصرفها

جعل الډماء تغلي داخل عروقه لم يشعر بنفسه

إلا و هو يزيح تلك الحقيبة لتطير بعيدا قبل أن تقع على أرضية الطائرة ثم يجذبها من ذراعها قبل أن

أن ېلمس جسدها المقعد....

هادرا في وجهها بشراسة...إوعي تعملي كده ثاني مفهوم....

أومأت له پخوف و هي ترمش بعينها عدة مرات دليلا على خۏفها من مظهره المرعب الذي إنقلب فجأة...وضعت يدها على كتفه لتبعده قليلا عنها محاولة الوقوف من فوق ساقيه لكنه تشبث بها. 

تمالك سيف نفسه ليشتم بداخله عدة مرات بسبب غضبه الذي لم يستطع التحكم به أمامها...يشعر بارتجافها بين يديه و خۏفها الظاهر بوضوح

عليها ليهمس بأسف...مكانش قصدي...انا مش

عارف إزاي أعصابي فلتت مني...

تنفس ببطئ مرارا و تكرارا حتى يهدأ چحيم غضبه قبل أن يبعدها قليلا عنها محتفظا بذراعيه حول خصرها

قائلا بنبرة مرحة رغم ملامح وجهه المتجهمة...بس إنت اللي غلطانة...بتدي مكانك لشنطة بشعة زي دي ...

إلتفتت إلى حيث أشار لتتراءى لها تلك الحقيبة

الملقية على الأرض...لكنها لم تهتم فعقلها قد شل

عن التفكير بسبب صډمتها برؤيته غاضبا لأول مرة

لعڼ سيف نفسه بداخله عندما لاحظ

عدم إستجابتها له مخيرة الصمت ليردف...مش إحنا إتفقنا إني حكون بابي و إنت بنوتي الصغيرة..فاكرة....

اهو بقى بابي زعل عشان الأميرة بتاعته لسه مش

عارفة إنها عنده أغلى من كنوز الدنيا كلها..

رفع إصبعه ليمرره ببطئ على خدها المحمر صعودا

و نزولا مضيفا...انا كنت جايبها عشان اصالحك بيها عشان كنت متأكد إنك حتزعلي لما تعرفي إن طنط

هدى سافرت مين غير ماتعرفي بس طلعت نحس

عشان خلتني ازعلك مرة ثانية...إرميها حبقى أجيبلك. واحدة ثانية احلى من دي...

وضعت سيلين يدها على إصبعه لتمنع حركته

و هي تجيبه بخجل واضح...مفيش داعي دا حلو

انا...مش كنت....عارف...إن الشنطة...عشاني.. انا

حطيت الشنطة مكان انا...عشان مكنتش....

قاطعها سيف و هو يأخذ يدها ليقبلها بحنان

مردفا...خلينا ننسى

الحكاية دي...قوليلي بقى

عاوزة نروح القصر و إلا نرجع فيلتي .

فكرت سيلين قليلا قبل

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات