رواية انا لها شمس الفصل الرابع والثلاثون بقلم روز امين
عشر دقيقة
كفاية كده يا قلبي ويلا علشان ترتاحي في سريرك
نطق بمشاكسة..صبرني يارب
فقالت له
ربنا يخليك ليا يا فؤادي وتفضل سندي وحبيب عيوني
تنفس بقوة ليضع خصلاتها خلف أذنها وينطق بعينين هائمتين بجمال روحها
ويخليك ليا يا فرحة أيامي
أسندها حتى وصلت إلى سريريهما ليجد يوسف جالسا عليه ينتظرها بصحبة عزة التي أحضرت الطعام وهي تقول
رفعت له الغطاء ودثر هو زوجته جيدا ثم مال على جبينها طابعا قبلة حنون قبل أن يقول بجدية
هاتي التليفون يا عزة
التقطته من فوق الطاولة لتناوله إياه لتظهر إبتسامة ساخرة على جانب فمه لتسأله هي بفضول كاد ېمزق داخلها
هو
تطلع عليها ليهز رأسه بتأكيد بعدما فهم مقصدها بشأن المتصلنصر..لينطق باهتمام وحب
قال كلماته وتحرك إلى غرفة الثياب لينتقى ملابس له قبل أن يتحرك إلى الحمام للإغتسال
بعد خروج فؤاد وانطلاقه بسيارته مع سيارة الحراسة التي أصر عليه علام لتتبعه..صعدت عصمت وفريال ومعهما إحدى العاملات التي تحمل صينية مملؤة ببعض أنواع الفاكهة الطازجة وكوبا من عصير البرتقال الطازج أيضا ليجداها مازالت تتناول طعام الغداء تجاورها عزة حاملة الصغير الغافي فوق ساقيها..أشارت فريال للعاملة بأن تضع ما بيدها وتعود للأسفل من جديد فانساقت الفتاة إلى ما أمرت به..جلست عصمت على حافة الفراش وتحدثت بنبرة حنون وهي تتحسس ساق الاخرى
أجابتها بنبرة هادئة
الحمدلله.. حاسة نفسي أحسن بعد الشاور
لما تنامي هترتاحي أكتر...قالتها بحنو لتسألها فريال بنبرة متعجبة وملامح وجه يكسوها الاستياء
هو أنت إزاي كنتي عايشة مع واحد حيوان بالطريقة دي!
حذرتها عصمت بنظراتها لتتابع بتأثر وتضامن ظهر بعينيها
هو أنا غلطت في حاجة يا مامي..هو حضرتك مش شايفة الحيوان عامل إيه في وشها
طب والله الحيوان مظلوم مع حقېر زيه
ابتسمت عصمت رغما عنها لتنطق عزة التي وجدت فرصتها
طب والله عندك حق يا هانم..ده مچنون..قال إيه بيحبها ومش قادر يتخيل إنها بقت لراجل غيره
مستحيل حد يكون بيحب بجد ويعمل كده في اللي بيحبه...جملة معترضة نطقتها فريال باستهجان لتتابع بحدة اكثر وهي تتطلع على تلك الكدمات المنتشرة بوجهها
هو كده بالظبط...قالتها إيثار قبل أن تتابع بإبانة
للأسف..هو اتربى على إنه يمتلك كل حاجة تعجبه..من يوم ما طلبت الطلاق وأخدت إبني وبعدت وهو هيتجنن..كل فترة كان بيحاول يقتحم حياتي ويعرض عليا الرجوع.. وطبعا كان بيعرض عليا ملايينه الكتير.. أخر مرة قالي إنه شرى ڤيلا في زايد وهيكتبها بإسمي وهيحط لي المبلغ اللي أقول عليه في حسابي في البنك
لكن عمري ما تخيلت الجنون يوصل بيه بإنه يخطفني وأنا على ذمة راجل تاني..لا وكان مخطط لخطڤ يوسف هو كمان لولا ربنا ستر وفؤاد كان عارف وبعت بودي جارد جاب الولد
تطلعت إلى عصمت لتتابع وهي تهز رأسها
فيه حد عاقل يعرض طفل صغير لتجربة خطڤ هتأثر عليه بالسلب باقي عمره
هزت رأسها بأسى.. أما فريال فكانت تستمع إليها متعجبة من تلك المعلومات الجديدة عليها.. فقد كانت تعتقد أنها كانت متزوجة من رجلا بسيط لا يمتلك أموالا طائلة كالتي تحكي عنها لتسألها بفضول بعدما فشلت بالتحكم بحالها
هو طليقك غني للدرجة دي!
كالعادة تطوعت عزة بالإجابة وهي تتحدث بكثيرا من الثرثرة
ده أبوه عضو مجلس شعب كبير وعنده أملاك وأطيان ملهاش أول من أخر..والواد عمرو ده طول عمره دلوعة أمه اللي مش شايفة غيره قدامها..مغرقاه بالفلوس اللي ملهاش حصر
لتسترسل وهي تشير بكفيها
هو فسد ووصل لحالته دي من قليل
نطقت عصمت بهدوء
ربنا يبعد شره عنك ويحميك إنت ويوسف يا حبيبتي
شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة
شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة
نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان
الاكل زي ما هو يا إيثار.. لازم تاكلي علشان الأدوية
مش قادرة يا دكتورة...قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح
معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة
تعجبت وهي تنظر إلى فريال التي وضعت حبة من ثمار التفاح داخل صحن ومعها سکينا صغير وتحركت إليها لتجلس على الحافة وبدأت بتقطيع الثمرة قائلة
كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك
تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا..وقفت لتنطق قاصدة عزة
نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ..ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار
ثم تطلعت على فريال لتتابع
أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها..
لتسترسل قاصدة إيثار
مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس
نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية..لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري..أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم أم تفتقر لقواعد الأمومة الأساسية..فقلبها لم يحمل ذرة واحدة من الحنان تجاه معډومة الحظ هذه..في الطبيعي تتنعم الفتاه داخل أحضان والدتها الحنون وتتدلل..اما هي فقد تجرعت على يديها كؤوس العڈاب بألوانه المتنوعة..شعرت بروحها تهيم من شدة حبورها لتنطق بعينين ممتنتين جعلت من قلب عصمت يرق لها أكثر وأكثر
حاضر
اقتربت عليها عصمت لتربت على كفها بحنان مع شمولها بابتسامة حنون لتقول قبل أن تنسحب
حمدالله على سلامتك يا حبيبتي
انسحبا كلا من عصمت وعزة لتتركاها بصحبة فريال حيث تحدثت وهي تناولها الصحن بعدما قطعت الثمرة وقامت بتنظيفها
يلا كلي التفاحة
بعينين شاكرتين تحدثت بامتنان
متشكرة يا فريال..متشكرة بجد
تبسمت لتصمت لعدة ثواني قبل أن تقول باستحياء
هو أنا لو قولت لك آسفة على سوء ظني فيك..هتقبلي
تنهدت بقوة وهي تشملها بابتسامة جذابة قبل أن تتحدث بصدق وصل لقلب الأخرى مباشرة
إنت أخت الراجل اللي شملني انا وإبني بحبه ورعايته..الراجل اللي وقف جنبي في الوقت اللي اتخلى عن حتى اللي من دمي
لتتابع بتأثر ظهر بعينيها
علشان خاطر عيونه أتحمل أي حاجة..وإنت مش بس أخته..إنت أقرب حد لقلبه
زفرت فريال ثم طالعتها لتهتف بصوت حماسي
بصراحة كنت فكراك طمعانة في فلوس فؤاد
قطبت إيثار جبينها لتنطق باستياء
فؤاد أنضف راجل أنا شفته في حياتي كلها
لتتابع عاتبة
وميستاهلش منك أبدا إنك تحصريه في دايرة الطمع في فلوسه..لأن الطمع الأكبر في رجولته وأخلاقه وإحترامه لذاته وللغير
تنهدت فريال براحة لتقف لجلب الادوية لها
وصل فؤاد لمقر الشرطة.. وجد نصر ونجلاه بانتظاره..جلس بمكتب الضابط وبعث الضابط لجلب عمرو الذي ولج مقيدا بالأصفاد الحديدية بصحبة العسكري وما أن رأه نصر حتى اشټعل داخله.. ود لو بيده الأمر لانقض عليه وقام بصڤعة وركله كي يشفي غليله منه..فهو بغبائه جعل منه وجبة دسمة قدمت بكل سهولة لذاك الداهي أكلها ساخنة باستمتاع وتلذذ وكانت النتيجة تقديم الصغير على طبق من ذهب إلى إبنة غانم..رمقه فؤاد الجالس بكل فخر مستندا بظهره للخلف واضعا ساقا فوق الأخرى..ليستشيط داخل ذاك الأرعن الذي هتف وهو ينظر إلى أبيه يشتكي كالاطفال
شوفت