رواية انا لها شمس الفصل الرابع والثلاثون بقلم روز امين
تأثرا بتمزق روح حبيبها جففها لها سريعا بإبهامه فقالت..أنا بحبك قوي يا فؤاد ولو عيشت عمري كله أشكرك على اللي عملته معايا من يوم ما عرفتك للوقت مش هيكفي
تنفس براحة لتتابع هي بحيرة ظهرت بعينيها
فؤاد
إيه يا حبيبي...قالها بهدوء لتسأله بتشتت وحيرة
هو لو عمرو اتنازل عن الحضانة.. مش ممكن مامته ترفع قضية ضم وتكسبها
أغمضت عينيها لتتنهد براحة ثم فتحتهما لتقول بصوت حماسي
يلا نروح علشان يوسف
أجابها بهدوء
حاضر يا حبيبي..هنعدي الأول على المستشفى..الدكتور مستنينا هيعمل لك تقرير صحي ويكتب لك حاجة للكدمات اللي في وشك ونروح على طول
إمممم...قالتها وهي تقاوم فتح أجفانها بصعوبة ليتابع هو بنبرة تجمع بها حنان الدنيا بأكمله
قومي يا بابا خلاص وصلنا
ساعدها في الإعتدال والعودة لمقعدها لينزل وسريعا تحرك باتجاه الباب المجاور لمقعدها لينحني عليها ويحملها برفق.. تعلقت بعنقه وبدأ الإعياء يشتد عليها نتيجة ما مرت به..أسرع إليهما عصمت وفريال وعلام الذي تحدث إليها بعدما وضع كفه على كتف نجله كنوعا من المؤازرة
الله يسلمك يا بابا...قالتها بضعف يرجع للتخدر الذي أصاب جسدها بالكامل نتيجة ما حدث وبدأت أثاره في الظهور عليها من خلال ألام حادة شعرت بها بجميع انحاء جسدها.. إقتربت عصمت تتفحص نجلها بتمعن شديد لتسأله بقلب الأم المتلهف
إنت كويس يا حبيبي
إحنا بخير يا حبيبتي متقلقيش...قالها بهدوء لتتابع وهي تمسك كف إيثار الموضوع على قلب حبيبها وتتلمسه متسائلة بقلب صادق بعدما اطمأنت على صغيرها الحبيب
نطقت بإعياء شديد
متشكرة يا دكتورة
نطقت فريال بنبرة متأثرة بعدما شاهدت تلك الكدمات المتفرقة بوجهها وأثار ربطة الحبل حول عنق كفها مما ترك أثرا ظاهر
سلامتك يا إيثار.. ألف سلامة عليك
للحظة وضعت نفسها محلها وتخيلت تهجم أحدهم عليها فتأثرت كثيرا وظهرت ملامح الحزن عليها لتجيبها تلك الواضعة رأسها باستسلام فوق صدر زوجها
بصوت عالي وجهت عصمت حديثها إلى فؤاد خشية ليتأذى
ډخلها جوه علشان ظهرك يا حبيبي
بالفعل تحرك باتجاه الباب الداخلي والكل تبعه ليهرول الصغير الذي رأهم حيث كان يلهو مع مع بيسان..وضعها فوق الأريكة ليجاورها الجلوس ثم أخذ رأسها ليسندها على كتفه بلين وعناية..أسرع الصغير وهو يسألها پذعر ظهر فوق ملامح وجهه البرئ
مالك يا مامي
نطقت سريعا لطمأنة الصغير
متخافش يا حبيبي.. أنا كويسة
حملته عصمت كي تهدئ من روعه لتقول وهي تربت على ظهره بحنان
مامي زي الفل يا حبيبي.. متخافش
تطلع للصغير بحنان وقد حزن لأجله..فهذا الأبله فاقد العقل والحس والإنسانية لا يستحق بأن يكون أبا لملاكا كهذا البرئ..نطق ليطمئن روعه
متخافش يا جو..مامي كويسة
طب مين عمل في وشها كده...سؤالا طرحه الصغير ببراءة ليجيبه بهدوء كي لا يفزع
وقعت من على السلم وهي نازلة من شغلها يا حبيبي
أكيد مش شربت اللبن الصبح...قالها بفطانة ليضحك الجميع أما بيسان فقد وقفت بجانب جدتها لتمسك بساقه وهي تقول
مش تزعل يا جو..أنطي هتبقى كويسة
أما عزة فكانت تجلس بالمطبخ تستند بكفها فوق الطاولة وتحتسي كوبا من مشروب الشاي الساخن قبل أن تدخل وداد وهي تقول بارتياب
شوفتوا اللي حصل
الټفت إليها الجميع ينتظرن بشغف ما ستبلغهن لتهتف هي من جديد
فؤاد باشا راجع من برة شايل مراته ووشها متشلفط على الأخر..زي ما يكون واحد ساحلها ضړب
وقع الكوب من بين يد عزة لتصرخ وهي تهرول صوب الباب
يلهوي..إيثار
هرولت للخارج تحت همهمة الجميع لتهتف سعاد بنبرة حازمة
كل واحدة تخليها في شغلها وبطلوا رغي
صمت رهيب عم بارجاء المكان بعد صوتها المريب..أما عزة فهرولت لتتفحص صغيرتها وهي تسألها بدموعها التي انهمرت لشدة رعبها
مين اللي عمل فيك كده يا قلبي
أنا كويسة يا عزة متقلقيش...كلمات نطقتها لطمأنة تلك الحنون التي هتفت من بين أسنانها بحدة وڠضب
نصر وإبنه ورا اللي حصل لك..مش كده
هتف فؤاد بنظرة محذرة وهو يوجه انتباهها إلى الصغير
عزة..المدام وقعت من على السلم
فهمت مغزى نظراته ففضلت البكاء بصمت قبل أن تقول عصمت
إدخلي المطبخ جهزي شوربة للهانم علشان تتغدى قبل ما تنام يا عزة
مش عاوزة أكل...جملة نطقتها إيثار بنفي من رأسها لتتابع وهي تنظر لزوجها بإعياء
أنا عاوزة أطلع أنام يا فؤاد
نطق علام بنبرة صادقة
لازم تاكلي يا بنتي علشان تاخدي أدويتك وتتحسني بسرعة
إقتربت عليها فريال بخطوات هادئة قبل أن تعرض مساعدتها بعدما رق قلبها لحال تلك المسكينة ومظهرها هي وصغيرها الذي يدمي القلوب
تعالي أسندك لجناحك علشان تغيري هدومك على ما يجهزوا لك الغدا
رد عليها فؤاد بعيني شاكرة
سيبيها يا حبيبتي..أنا هطلعها بنفسي
هزت رأسها قبل أن تقول برفض تام
روح إنت لميعادك وأنا هسند وهطلع مع فريال
كانت تقصد ميعاده مع نصر للحصول على التنازل لكنه رفض معللا
مش هتحرك غير لما تتغدي وتاخدي علاجك..خليهم يستنوا
وقف ليحملها من جديد وصعد بها الدرج بصحبة عزة التي حملت الصغير..وقفت فريال تتطلع عليها وهي تقول
مسكينة..المچرم مبهدل وشها.. والولد يا حرام مخضوض على مامته
ارتمت عصمت فوق الاريكة باستسلام لتزفر باستياء..لا تعلم ماذا عليها أن تفعل..هي تكن لتلك ال إيثار الكثير من الحب والإحترام لكن يأتي حبها والخۏف على صغارها في المقام الأول لذا هي الان بين نارين
ولجت من الباب ليدخل بها إلى الحمام مباشرة...وعندما انتهت قالت له من بين شفتيها
تسلم إيدك يا حبيبي
أول ما تتغدي وتاخدي أدويتك وتنامي شوية هتقومي زي الفل...قالها بطمئنة كي يخرجها من تلك الحالة
عاوزين نستعد للسهرة وفقرة الخلخال
سألته بتوتر مازال يتملكها رغم طمأنته الشديدة لها
تفتكر عمرو ممكن يعند ويرفض يمضي على التنازل
أجابها بجبين مقطب وهو يتابع تدليك عنقها من الخلف
هو وأبوه مش حمل الخساير اللي هتحصل لهم من ورا قضية الخطڤ لو وصلت للنيابة
سألته من جديد
طب هو ممكن يرجع في كلامه بعد ما يخرج ويرفع قضية ضم من جديد
أجابها بثقة وهدوء
لا يا حبيبي مينفعش..أنا عامل له صيغة تنازل متخرش المية
ثم تنهد ليتابع بصوت لائم
وبعدين أنا مش قولت لك تريحي دماغك من التفكير وإعتبري التنازل إتمضى خلاص
ليسترسل بهدوء
غمضي عيونك وخدي نفس عميق وحاولي تسترخي
إنساقت لحديثه وبدأت بأخذ نفسا مطولا مع إغماض عينيها باستسلام للحصول على بعض الراحة والإستجمام لينطق بعد حوالي خمسة