السبت 23 نوفمبر 2024

الفصل الرابع وأربعين 44 من انا لها شمس بقلمي روز أمين

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


الامان هي وصغيرها المحظوظ من جميع الجهات سواءا عاد إلى جده نصر أو بقي مع والدته وزوجها رجل القانون الذي يمتلك أموالا طائلة أصبحت جميعها بين يدي تلك ال إيثار. 

ليلا بالحديقة الخاصة لقصر علام زين الدين
كانت تجلس فوق الأرجوحة بجوار زوجهايلف ذراعه حول كتفها باحتواء وأصابع كفيهما متشابكين بلمسات حنون تحكي عن غرامهما الهائلكانا يتسامران بأعذب أحاديث العشق وأجملهايمطرها بوابل من أحلا كلمات الهوى مع شمولها بنظراته الولهةأقبلت عليهما عزة لتقطع وصلت الغرام لتضع فوق المنضدة صينية فوقها كأسين من حلوىالچيليالمزين بقطع مستديرة من ثمار الموز لتنطق بنبرة حماسية كعادتها 

جبت لكم طبقين چيلي يرطبوا على قلبكم
شكرها فؤاد قائلا بجدية 
تسلم ايدك يا عزة
بألف هنا يا باشا...قالتها ثم تلفتت من حولها وهي تسأل إيثار مستفسرة 
أمال يوسف فين! 
أجابتها وهي تنظر لحبيبها مبتسمة 
نام في حضڼ فؤاد وطلعه في الأوضة فوق
تطلعت عزة على ذاك الحنون الذي يشمل امرأته والصغير بحنانه ورعايته لتنطق لائمة 
وطلعته بنفسك يا باشاليه مندهتش عليا أشيله عنك! 
فك تشابك أصابعه مع خاصة حبيبته ليميل للأمام يلتقط كأس الحلوى ليعود من جديد ويقدمه لها وهو يقول بلامبالاة كي لا يدع لها فرصة لفتح مجالا لثرثرتها التي لا نهاية لها فأخر ما ينقصه الأن هو ثرثرة عزة 
طلعته وانتهى الموضوع يا عزة 
ثم استرسل ليخبرها باهتمام بعدما تذوق ملعقة من الحلوى 
الچيلي طعمه حلو قويإبقي إعملي حساب أيهم في طبق
هو أيهم جاي!...قالتها باستفسار لتجيبها هي بنبرة مبتهجة بسبب إشتياقها لشقيقها الصغير 
فؤاد إتصل بيه وأصر إنه ييجي يقعد معانا شوية قبل ما نسافر بكرة
تطلعت إلى كدمات وجهها لتهتف بانزعاج برغم أنها خفت كثيرا 
طب ولما يشوف وشك متشلفط كده ويسألك عن اللي حصل 
متشلفط!...نطقها فؤاد مصډوما من ألفاظ تلك التي تنطق كلماتها بعفوية ولا تحسب ليهتف وهو يجز على اسنانه 
روحي إطمني على يوسف يا عزة وجهزي ضيافة حلوة علشان أيهم
بعد قليل حضر شقيقها واحتضنته بحفاوة وقام فؤاد بالترحيب الحار به ليسألها بانزعاج بعدما لاحظ أثار الكدمات الخفيفة على وجهها 
إيه اللي في وشك ده يا إيثار
نظرت لزوجها لتنطق بكذب وهي تبتسم 
عملت حاډثة بسيطة بالعربية اللي فؤاد جابها لي
واسترسلت بابتسامة لتلهي شقيقها 
شكلي هاخد وقت على ما اتعود عليها
لم تصارحه بالحقيقة لخشيتها عليه من التهور لو علم ما فعله بها عمرو نعم هو لم يكن الداعم القوي لها يوما ما لكن الان الوضع مختلف قبل كان أشقائها يحاولون عودتها لزوجها بينما الان ذاك الأرعن قام بخطڤها وهي على ذمة رجل أخر
بادر فؤاد بالحديث كي يلهي الشاب 
اخبارك إيه يا أيهم 
الحمدلله يا سيادة المستشار كله تمام...نطقها بنبرة حماسية ليخبره فؤاد بنبرة جادة 
أنا لسه قافل من شوية مع عمي وقال لي إنه مستنيك بنفسه بكره في مكتبه وهيخلي موظف مسؤل عنك ويضربك لحد ما تبقى بيرفيكت في شغلك
لينظر لحبيبته يخبرها بما دار بينه وبين عمه 
كان عازمنا بعد بكرة على البيت عندهكان عاوز يفرجك على مزرعة الخيل بتاعتنا بس قلت له يأجل العزومة لحد ما نرجع من المالديف
ربنا يسعدكم يا سيادة المستشار...قالها أيهم ليجيبه بابتسامة حنون ترجع لراحته للشاب 
عقبالك يا أيهم
أقبل عليهم علام وزوجته ليرحبا بالشاب بعدما علما بوجوده من إحدى العاملات وقد أخبرهما فؤاد بمجيأه قبل الإتصال به وقف أيهم ليرحب به علام قائلا ببشاشة وجه 
إزيك يا أيهم
الله يسلمك يا باشا... لتنطق عصمت بابتسامة ترحيبية 
نورت القاهرة كلها يا أيهم 
اجابها على استحياء وهو ينظر للأسفل 
متشكر يا هانم
تحدثت عصمت مستفسرة من فؤاد الجالس بجوار حبيبته 
طلبت المطبخ يجهزوا العشا ل أيهم يا فؤاد ولا لسه! 
نطق سريعا بنفس عزيزة ورثها عن والده 
أنا اتعشيت الحمدلله
رفض علام قائلا بتصميم 
وإحنا مالنا بعشاك إنت هنا لوحدك وده بيتك تجيه في أي وقت تاكل وترتاح وتعتبره بيتك التاني
متشكرة يا باباربنا يبارك لي فيك...قالتها إيثار تحت نظرات علام الحنونة ليتابع الشاب موضحا 
والله عزة كانت محضرة لي أكل كتير وأتعشيت وحقيقي مش قادر
تحدث فؤاد ليوقف ذاك الجدل 
خلاص يا باشا سيبه على راحتهبس لعلمك النهاردة سماح علشان عزة كانت قاعدة تحكي لي على الأصناف اللي عملتها لك
واستطرد بملاطفة 
لدرجة إني كنت هجيب إيثار والباشا والدكتورة ونيجي نتعشى كلنا معاك
قهقه الجميع على دعابة فؤاد وواصلوا حديثهم الودود

صباح اليوم التالي 
فاق على صوت التنبيه الذي صدح بالحجرة لينبههم بأنه قد حان اوان الإستيقاظبعينين مغمضتين إستدار بجسده وبسط يده باتجاه الكومود المجاور للتخت وسحب الهاتف ليغلق ذاك الصوت المزعج ثم اعتدل بجسده من جديد ليفتح عينيه ويرى أجمل ما رأت عينيه حبيبته تتعلق بأحضانه كطفلة صغيرة تتشبث بأحضان والدها الحنون كي تحتمي به من شرور العالم الموحشتطلع بعينين هائمتين على ملامحها الهادئة وإسكانت روحها الظاهرة بابتسامتها التلقائية الناتجة عن شعورها العالي بالسلام النفسي الذي بات يسكن كل كيانها مؤخرا نظرا لسطوع شمسها الذي أنارت مؤخراابتسم بسعادة وأمسك خصلاتها المتناثرة على وجهها وثبتهم خلف أذنها ثم همس بصوت خرج متحشرج تأثرا بنومه 
حبيبيحبيبي إصحي
تمطأت بدلال بين أحضانه جعلت السعادة ټقتحم قلبه وتستوطن وبتلقائية ارتسمت إبتسامة جذابة فوق شفتاه الممتلئة حين استمع لهمهمتها المٹيرة لينطق من جديد مدللا إياها 
يلا يا بابا وبطل دلع
تمطأت بتكاسل لتنطق بصوت ناعس وعينين مازالتا مغمضتين 
خلينا نايمين شوية كمانأنا نعسانة قوي
أمسك أرنبة أنفها بين أصبعيه وقام بمداعبتها بدلال ثم تابع بملاطفة 
قومي يا كسلانة ورانا طيارة 
بالكاد بدأت بتحريك أهدابها تحاول فتحهما ثم نطقت وهي تنظر لوجه ذاك البشوش 
تعبانة قوي يا فؤادشكلي أخدت على قعدت البيت وطول الوقت نعسانة وعاوزة أنام
أجابها بإيضاح حسب ما لديه من معلومات بسيطة 
ده تأثير المسكن اللي أخدتيه اليومين اللي فاتواهنبطله من النهاردة وهترجعي لحيويتك تاني
واستطرد يحسها على النهوض 
يلا يا حبيبي وبطلي كسل
همهمت من جديد لټدفن رأسها داخل صدره العاړيضحك على دلال قطته الأليفة التي تختبئ منه إليه لينفض الغطاء من فوقيهما بعد حسمه للأمر ونهض ليحملها فوق كتفه تحت ضحكاتها المرتفعة وهي تترجاه بدلال كاد أن يفقده عقله 
سيبني أنام شوية وحياتي
فتح باب الحمام وأنزلها برفق أمام حوض الإستحمام ليقول بأوامر غير قابلة للنقاش 
خمس دقايق تكوني واخدة حمامك مفهوم
تذمرت لتدق الارض بقدميها بدلال جديد عليها لينسحب هو ويقف أمام حوض غسيل الوجه ليمسك بماكينة تهذيب شعر الذقن وهو يحذرها بعينيه من خلال إنعكاس صورتها الظاهر بالمرآة 
على ما أخلص حلاقة ذقني تكوني أخدتي الشاور بتاعك علشان ألحق أخد شاور أنا كمان 
دقت الأرض بساقها لتنطق متذمرة بدلال أهلك قلبه العاشق 
طب علشان خاطري سيبني أنام خمس دقايق
إقبلت عليه لتقف خلفه وتحتضنه من الخلف وهي تقول بخمول 
خمسة بس يا فؤاد 
لم تكن يوما شخصا غير مسؤل يتصرف بعشوائية دون حسابات لكن معه كل الأمور تبدلت وعادت لنصابها الطبيعيفأصبحت تتدلل كأنها تعوض حالها مع ذاك الجاسرعن كل ما حرمت منه تكافئها عن صبرها وقوة تحملها طيلة أعوامها السابقةفطالما حملت هم حالها والصغير على عاتقها حتى إنحنى ظهرها من ثقل حملهاوالأن بعد ظهور فارسها الهمام شعرت باستكانة روحها وبأن عليها أن تتدلل وتأخذ إستراحة محارب
وضع الماكينة جانبا ليستدير لها يتطلع كثعلب مكار لثوبها الناعم وشعرها المفرود
 

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات