الأحد 24 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 10 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

التواصل الغير مرئي هو سيف حيث فك أسر عيناها بنظرات خاصة كادت تشعر بأنها تحمل لها رجاءا حار وقف سيف في حين اعتدلت هى في وقفتها واعتلت عينيها نظرات تائهة مشتتة بينما همس لها بعد أن أجلى حنجرته
هستنى ردك ما
تتأخريش عليا صمت قليلا ثم تابع بصوت متهدج
أرجوك 
دخل احمد بمرحه المعهود وهو يمزح قائلا
ايه يا باش مهندس انت لو بتعمل مقابلة شغل مش هتاخد الوقت دا كله 
نظر اليه سيف بحنق قائلا
عارف هادم اللذات أهو إنت 
قال أحمد بجدية مصطنعه
بقه كدا أنا هادم لذات نظر الى منة مصطنعا الصرامة وقال
منون التفتت اليه منة ناظرة اليه بتساؤل فتابع وهو يلاعب حواجبه الكثيفة لسيف بإغاظة
روحي انت حبيبتي ارتاحي شوية خلاص البيه أكل ودانك بما فيه الكفاية وبلغي بابا ان سعادته عاوز يمشي 
تلعثمت منة قليلا ونقلت نظراتها من شقيقها الواقف يطالع سيف بإستفزاز مرح وسيف الذي يكاد ينفث ڼارا من أنفه وفمه على حد سواء غيظا وكمدا من أحمد ألم يحذره قبلا ألا يناديها بأي من ألفاظ التحبب من حبيبته انها حبيبته هو وحده وسيعمل على إفهام الجميع هذا 
أجابت منة ولم يفارقها بعد خجلها الواضح
حاضر عن إذنكم 
لم يستطع سيف كبح جماح نفسه وهتف بها أثناء انصرافها
مش تسلمي طيب 
التفتت اليه وما ان وقعت نظراتها عليه حتى سارعت بإشاحة عينيها جانبا وقالت بخفوت
انت عارف انى ما بسلمش 
قال سيف بمرح خفيف
مش لازم سلام بالإيد يعني كفاية انك تقوليلي مع السلامة 
نظرت اليه منة بطرف عين وكتمت ابتسامتها بصعوبة في حين كان احمد يراقب المشهد أمامه بفكاهة قالت منة وهي تخفض نظراتها أرضا
مع السلامة ثم سارعت بالمغادرة تاركة خلفها قلبا يدوي عاليا حتى كاد صاحبه يقسم أن من معه يستطيع سماع صوت نبضاته 
قال أحمد ساخرا مقلدا سيف
كفاية انك تقوليلي مع السلامة ثم عدل نبرة صوته متابعا بامتعاض زائف
ايه يا عم النحنوح ايه النحنحة دي كلها 
اغمض سيف عينيه وزفر عميقا وعد في سره من 1 إلى 10 ثم فتح عينيه مطالعا أحمد وتحدث من بين أسنانه
عارف أسوأ حاجه ايه انك هتبقى أخو مراتي هم احمد بمجادلته عندما قاطعه دخول والده فاعتدل كلا منهما وكفا عن المزاح احتراما له أخبر سيف عبد العظيم أنه في انتظار جواب منة على طلبه وقام بإعطائه ورقة بها كل البيانات الشخصية الخاصة به وبعائلته واستأذن منه أن يحضر والده معه في المرة القادمة للتعارف فرحب عبد العظيم بالزيارة واخبره انه مهما كان جواب منة فسيظل مرحب به في هذا المنزل فهو صديق أحمد وبمثابة إبن ثان له 
مر يومان منذ زيارة سيف لمنزلها وكانت تتعمد اجتنابه في العمل وكأنه شعر برغبتها بالانفراد بنفسها فكان معظم وقته يقضيه بعيدا عن المكتب في مواقع البناء صلت صلاة الاستخارة وتحدثت مع والدها
ووالدتها كثيرا هي لا تنكر أن والديها موافقين بل ومرحبين بهذه الزيجة فمن الواضح أن سيف قد استطاع كسب محبتهما له والشيء الذي يدهشها أنها لم ترفض وبقوة منذ البداية ما الذي جعلها تنصاع لرغبته في التفكير والروية واعطاء أنفسهما فرصة لمحاولة انجاح هذا الارتباط كان لحديثها مع شقيقها نصيب الاسد من قرارها بالتروي قبل ان تدلي بموافقتها او رفضها فقد علمت منه أنه ابن وحيد على أربعة بنات وأن عائلته من محافظة المنيا في الصعيد من العائلات المقتدرة ماديا ولكن سيف رفض وبقوة أي مساعدة مادية من والده وكان يعمل وهو لا يزال طالبا في كلية الهندسة وان مكتبهم الحالي كان هدية والده له بمناسبة التخرج ولكن جميع المصاريف الخاصة به تكفل بها سيف وحده قبل ان يشاركه هو وعمر أخبرها أنه بما ان سيف هو الابن البكري والوحيد للشيخ عبدالهادي فكثيرا ما كان يلح عليه والده في الزواج ولكنه كان يتنصل من هذا الموضوع حتى فاجأه ذات يوم برغبته في الارتباط بشقيقته هو منة 
كانت منة تجلس شاردة تلاعب قلمها بين أصابعها الغضة عندما فاجئها صوت يقول بصړاخ مرح
بووووووه شهقت منة والتفتت الى صاحب الصوت لتجدها ايناس التي تنظر اليها بإستفزاز مرح تميل فوق مكتبها فقالت لها منة بغيظ 
انت عارفة ان قلبي كان هيقف دلوقتي من الخضة 
قالت ايناس بمرح
سلامة قلبك يا حبيبتي اعملك ايه بئالي ساعه انا وسحر عمالين ننادي عليكي مابترديش نبسبس لك مش بتتبسبسي اللي واخد عقلك يا قمر 
ابتسمت منة ابتسامة خفيفة وأجابت
لا تصدقي دمك خفيف وضحكتيني انا عارفة أحمد اخويا شايف فيكي ايه رمت منة بجملتها الاخيرة وهى تراقص حاجبها الايمن بإغاظة لإيناس والتي تدرج وجهها بألوان الطيف السبعة وارتبكت وهي تقول بتلعثم بينما اعتدلت واقفة
تصدقي إنك سخيفة ودمك بايخ وانا استاهل انى بتكلم معاكي 
ضحكت منة وقالت
خلاص خلاص هو انا كنت قلت ايه يعني وبعدين حبيبتي لو مش عاوزة حد يتكلم بطلي تعلقي له على كل بوست ينزله على صفحته الشخصية دا انا يا بنتي اللي اسمي أخته مش بتكلم معاه بالطريقة دي انما انت آه بتتكلمي باحترام وزوء وكل حاجه انما مش بتفوتي بوست واحد ولا
جملة حتى هو كاتبها الا والاقيكي ناطة معلقة لا وايه من قلبك 
قالت ايناس باستنكار
انت اللي متخلفة عادي بوست وبعلق له عليه فيها ايه دي
قامت منة من مقعدها واستدارت حول المكتب واقفة بجوار ايناس وهى تهمس لها بينما كانت سحر في الطرف البعيد من الغرفة غير منتبهة لما يدور بينهما
أنوس حبيبتي انت عارفة انا بحبك أد ايه وأنت وسحر بقول انكم اخواتي مش أصحابي وبخاف عليكي حبيبتي الناس ليها الظاهر والفيس دا دنيا تانية خالص مش كل اللي على صفحة احمد مثلا يعرفوا انك زميلته في الشغل ولو عرفوا فيه منهم اللي ضميره مش كويس ويظن فيكي ظن مش اللي هو هتقوليلي بتعلقي عادي وكلامك ما فيهوش شيء عيب هقولك انا متأكده ومع انى ما كنتش أحب ادخل وقلت لأحمد انى مش هفاتحك في الموضوع دا لكن لازم اقولك تطلعت اليها ايناس في توجس قلق بانتظار سماع ما أخبرها احمد به زفرت منة بعمق وقالت وهى تطالع ايناس جيدا
احمد مش مبسوط من تعليقاتك لكل بوستاته وعلشان أكون أوضح احمد مستغرب اكتر من الوقت اللي بتقعديه ع الفيس الموضوع من الآخر مش عجبه ومش مريحه 
ارتبكت ايناس وقالت
وهو ماله انت عارفة انى عايشة مع تيتة لوحدنا بابا وماما ما بشوفهومش غير شهر في السنة ولو كمل كمان في اجازتهم السنوية اللي في الغالب مش بيكملوها ويجروا ع المستشفى اللي بيشتغلوا فيها في الخليج والفيس هو تسليتي الوحيدة وانا مش بعمل حاجه غلط 
حاولت منة امتصاص ڠضبها قائلة بابتسامة حانية
عارفة حبيبتي والله بس احمد بېخاف عليكي وانت عارفة كويس انه احمد آخر واحد يتهمك بحاجه وحشة او يفهمك غلط لكن هو بردو مش عاوز حد يجرحك بكلمة او حتى بفكرة غلط عنك في دماغه ولو كان مايعرفكيش 
ارتبكت ايناس قائلة وهى تشيح بنظراتها بعيدا
بس كلامه ليكي قاطعتها منة هاتفة
كلامه ليا معناه انه خاېف عليكي ومعناه بردو انه قريب اووي هيقوم بزيارة للسيد الوالد اول ما ييجي هو ومامتك مصر بالسلامة بس الاول موضوعي انا يخلص 
احمرت ايناس خجلا ولكنها قطبت مستفهمة
يزور بابا وموضوعك ايه هو
تنهدت منة عميقا واجابت
بصي يزور بابا دي أظن انت عارفة ليه مش معقول يعني علشان يدوق الشاي بتاعكم ويشوفه زي بتاعنا ولا احلى خبطتها ايناس بمزاح غاضب على يدها فيما تابعت منة وقد شرد نظرها بعيدا
وموضوعي بقه واضح كدا انى محتاجه آخد رايك انت وسحر لان دماغي ورمت من كتر التفكير 
قاطعت همسهما نشوى وهى تقول
بمزاح
موضوع ايه يا حلوين تأففت ايناس حنقا بينما ضحكت منة والتي غدت علاقتها بنشوى أفضل بكثير من ذي قبل فقد تيقنت منة ان سلوك نشوى ما هو الا نتاج تربية متحررة وغياب مستمر للرقيب المتمثل في الأب والأم واللذان انشغلا عنها احدهما بالركض لهثا لنجاح عمله وجعله أكبر صرح تجاري بالبلد أما الأم فمبصاحبة سيدات الطبقة الراقية التي تنتمي اليها والانشغال بالمظاهر الدنيوية الكاذبة طمعا في كتابة اسمها في الصحف والمجلات وذكر أياديها البيضاء على الفقراء والمساكين ليلمع اسمها كسيدة مجتمع راقية وتصبح أشهر من نجم على علم بينما لا يعلما أي شيء عن وحيدتهما نشوى والتي تعلم مربيتها عنها أكثر منهما بمراحل كثيرة هما لا يملكان سوى اسمهما القابع في شهادة الميلاد الرسمية كأب وأم بيولوجيين لهذه الفتاة بينما الأب والأم الحقيقيين لم تعرف عنها شيء وحاولت مربيتها سد هذه الثغرة ولكن هيهات فالحرمان منهما لا يعوضه حضڼ أي انسان أخر الأمر الذي أدى الى تحرر نشوى الزائد عن حده مما جعل منة تأخذ على عاتقها أمر الاهتمام بها والوقوف بجانبها لخۏفها الشديد من نتيجة تحررها المنفلت ذاك 
قالت منة بابتسامة
ابدا بنتكلم على مواصفات عريس الاحلام انضمت سحر لهن وجلسن الاربعه على جلسة خاصة موضوعه بأقصى الغرفة لمتابعة هذا الحديث الشيق 
قالت منة
يا للا بقه كل واحده مننا تقول مواصفات فتى احلامها ايه 
نظرت الى ايناس قائلة
ابتدي انت يا أيناس هنمشي أبجدي قالت ايناس بابتسامة يشوبها بعض الخجل
يعني زي أي بنت عاوزاه انسان كويس كريم متدين بيحبني وېخاف عليا نظرت منة الى سحر فشردت تلك الاخيرة بعينيها الى البعيد وقالت
زي مواصفات ايناس وعاوزاه مرح وطيب ويا ريت لو يكون مهندس زيي علشان يفهم ظروف شغلي و قاطعتها منة ضاحكة
وأول حرف من اسمه عمر نظرت اليها سحر بغيظ بينما تلاعبت منة بحاجبيها وانخرطت نشوى وايناس بالضحك نظرت منة الى نشوى قائلة
وانت يا شوشو عريس الغفلة عاوزة مواصفاته ايه
أجابت نشوى بحماس
عاوزاه دمه خفيف زي احمد حلمي ورياضي زي أحمد السقا ووجيه كدا زي أحمد مظهر وفي جمال أحمد عز 
نظرت منة اليها بصمت لثوان ثم قالت بثقة مطلقة
حمرااا هتفت بها نشوى مقطبة بينما كتمت كلا من ايناس وسحر ضحكاتهما بصعوبة
هي ايه دي اللي
حمرا يا منة قالت منة ببراءة مزيفة
الشقة ألوان الشقة أكيد حمرا صح عبست نشوى قائلة
حد يلون شقته بالأحمر انا أي نعم بحبه بس بردو ازاي الشقة كلها تبقى حمرا يعني 
قلبت منة عينيها الى الاعلى في حين انخرطت ايناس وسحر في الضحك نظرت منة الى نشوى المندهشة من ضكاتهم بخبث واضح ومالت الى ايناس بجوارها وهمست لها ببراءة زائفة
خدت بالك يا أنوس نشوى
فارس احلامها كله على أحمد قطبت ايناس مستفهمة 
ازاي يعني
اجابت منة بدهشة مصطنعه
انت يا بنتي مش سمعتيها بتقول دمه خفيف زي احمد حلمي وجسمه رياضي زي احمد السقا وأمور زي أحمد عز
10  11 

انت في الصفحة 10 من 54 صفحات