جوازه نت بقلم منى لطفي
سيف وقال باستهجان
إيه إيه نووو دي إن شاء الله
منة وهى تحرك كتفيها بتلقائية
يعني لأ انت مش قلت انك مش هتقبل كلمة لأ تابعت ببراءة مزيفة
وأنا ما يرضنيش انى أقول حاجه انت رافضها مهما كان انت مديري ولازم أسمع كلامك علشان كدا ردي نووووو
سيف باستنكار تام وعبوس
وأنا كمان نوووو
قالت منة بحبور
ممتاز يبقى فين المشكلة طالما أنا ونووو وإنت نوووو يبقى خلاص متفقين ما فيش حد هنا ر رأسه غيظا
نظرت اليه منة ببرود وقالت منفعلة پغضب مكتوم
مين اللي مستفز فينا يا باش مهندس هو مشروع شغل عاوزنا نعمله سوا انت مش شايف طريقتك انت بتديني أوردر وعاوزني أنفذه لم تنتظر سماع اجابته وهبت واقفة من مكانها ونظرت اليه متابعة
للأسف يا باش مهندس طلبك مش عندنا عن إذنك
إستني تسمرت قديمها في الأرض رافضة الحركة بينما شعرت به يقترب منها حتى وقف خلفها تماما ثم زفر عميقا قبل ان يقول في محاولة منه لامتصاص ڠضبها
يمكن يكون خانني التعبير بس اللي كان قصدي تعرفيه كويس إني مصمم على
الارتباط بيكي وانه حتى لو رفضت فأنا مش هزهق وهحاول بأي طريقة انى أقنعك بإرتباطنا
وليه إصرارك أوي كدا على الارتباط بيا أعتقد انت ممكن تلاقي ألف واحده توافق عليك انت بمواصفات العريس أعتقد انك مناسب
ابتسم سيف قائلا
وأنا مش عاوز من الألف دول غير واحده بس نظرت اليه في دهشة حائرة بينما يكمل عبارته
إنت يا منة لا تعلم منة لما هذه الاختلاجة التي أصابت قلبها فنطقه لأسمها الآن جعلها تشعر وكأنه يغازلها حاولت منة ازاحة عينيها بعيدا عن أسر عينيه وقالت وهى تتهرب بنظراتها
أجاب سيف وهو يشير اليها بالجلوس على الأريكة العريضة
طيب ممكن نقعد الأول علشان نعرف نتكلم
جلست منة على طرف الاريكة حيث أشار سيف ولم تنتبه أنه هو الآخر قد جلس على ذات الاريكة في الطرف المقابل لها
قال سيف بهدوء وجدية
شوفي يا منة انا طول عمري وانا الجواز دا آخر حاجه بفكر فيها بالعكس أنا علشان الكبير والولد الوحيد وسط أربع بنات وعيلتي من المنيا من الصعيد فكانوا بيلحوا عليا في الجواز بشكل مش طبيعي ووالدي كل مرة بسافر لهم فيها لازم يفاتحنى في موضوع الجواز بيني وبينك أنا كنت شايله من دماغي خالص عقدت منة جبينها منة وسألته
نظر اليها سيف مجيبا بينما نظرات عينيه تدغدغ أوصالها
كل الكلام اللي انت بتقوليه دا مظبوط لكن أنا كنت شايف أن لسه وقت قودامي على ما أفكر أرتبط لكن كل حساباتي أتغيرت وبالتحديد من أسبوعين وخمسة ايام بالظبط
وايه اللي حصل من اسبوعين وخمسة ايام وخلاك تغير رأيك
سيف بهمس جعل دقات قلبها تتسارع قفزا بالرغم منها
اللي حصل إني شوفتك اضطربت منة وقالت وهى تشيح بوجهها الذي غدا في حمرة الشمندر السكري وقالت بارتباك ظاهر
إي إيه أنا مش فاهمه إنت قاطعها سيف بلهفة لم يستطع مداراتها
ايوة يا منة ارجوك اسمعيني انا من أول لحظة شوفتك فيها وأنا حاسس ان كلي متلخبط إسألي اخوكي كدا قوليله انا متقدم لك من امتى هيقولك من عشرة ايام بالظبط
لاحت على وجه منة الفتي علامات الدهشة وعدم التصديق فهتف سيف بلهفة لتصدقه
انا مش مضطر اني أزوء كلامي بصي يا منة انا معرفش اللف والدوران من ساعة ما شوفتك عجبتيني ولاقيت اعجابي بيك بيزيد كل يوموانا بحب الوضوح ولأنك أخت صاحبي لازم كنت أبقى صريح معاه انا مش هبصلك من وراه انا عارف انى فاجئتك لكن أعمل ايه انا كمان عاوز أرسي على بر طول ما الموضوع متعلق وانا مش عارف آخد بالي
من شغلي زي انهرده مثلا
قطبت منة متسائلة
انهرده ليه ايه اللي حصل انهرده اعتقد المقابلة كانت ناجحة والشغل عجب العميل
صمت سيف قليلا ولم يرد الإفصاح عما مر به هذا اليوم والذي لم يبشر بالتفاؤل منذ البداية حين فاجئه أحمد بمرافقته لهما الى هذا المتحذلق المغرور المسى طارق والذي يود كثيرا لكمه في أنفه فقد لاحظ طريقته في النظر الى منة والتي أثارت حفيظته ورغبته في الاسراع بأمر ارتباطهما كي يقطع الطريق على كل من يفكر مجرد التفكير في النظر اليها فهي منته هو وحده وليس أحد آخر
امتنع سيف عن الاجابة وبدلا من ذلك قال
سيبك من الموضوع دا دلوقتي ممكن أعرف ردك على طلبي
ارتبكت منة قليلا ولم تعرف بما تجيبه ولكنها لم تعتد هي الأخرى الهروب من المواجهة ولهذا شحذت همتها واعتدلت في جلستها ناظرة اليه وقالت بكل هدوء وضبط للنفس تمتلكه
باش مهندس سيف طبعا حضرتك عارف انك بمواصفات العريس فإنت ما شاء الله مواصفاتك تغري أي بنت بالموافقة عليك وأي أهل يبقوا فرحانين لأرتباطك ببنتهم
لا يعلم سيف لما هذه الكلمات قد أثارت خوفه بدلا من فرحته بمديحها له وانتظر تتمة كلامها
انا بحترم صراحتك جدا وأنا كمان مش بحب اللف والدوران انا زي ما انت عارف لسه مخلصة الكلية من فترة قريبة اوي وحلمي انى أسافر بره أكمل دراسات عليا رفعت كتفيها وأكملت وسط نظرات عدم الراحة والاستهجان التى رماها بها في حين لم تنتبه هي اليها وبدلا من ذلك تابعت بحماس في شرح وجهة نظرها
عارف انا حلمي دايما انى أكون مهندسة ديكور متميزة فيه فرق بين الناجح والمتميز وانا بحب التميز والتفرد بحاول على أد ما أقدر أنى أوصل للي بحلم بيه
سيف بهدوء يناقض ما يعتمل في داخله من ڠضب من أحلامها التى قد تقف عثرة في سبيل تحقيق حلمه هو ولكنه لن يستسلم ومنة ستكون له قال سيف
يعني أفهم من كلامك
انك مش رافضاني كشخص ورافضة مبدأ الجواز دلوقتي
أومأت منة بهدوء مجيبة
آه تقدر تقول كدا
سيف بمناورة ذكية
طيب وايه المانع انك تتجوزي وتحققي أحلامك في نفس الوقت أنا عمري ما هقف قودام طموحك بالعكس انا هشجعك وخصوصا اننا تقريبا بنشتغل في نفس المجال
منة وقد بدأت تشعر بالتململ من هذا الحديث واحساسها بالحرج يزداد
معلهش يا باش مهندس انا طبعا مقدرة طلبك بس للاسف أنا مش بفكر في الموضوع دا خالص دلوقتي
كان هناك سؤال يلح على عقل سيف ولا بد من معرفة جوابه فبناءا على اجابتها سيحدد هو خطوته المقبلة تنحنح سيف قبل ان يتحدث وهو يضع عيناه في عينيها لتأسر نظراتها
تسمحيلي أسألك سؤال هزت منة رأسها بالموافقة فتابع
فيه حد تاني في حياتك لفظ السؤال بصعوبة شديدة وكاد قلبه أن يتوقف عن العمل في انتظار سماع اجابتها والتي لم تتأخر عبست منة قائلة
حد تاني حد تاني ازاي يعني وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فأجابت
لا طبعا ولو فيه أول حد هيعرف أحمد أخويا أنا مش بخبي حاجه عليه أبدا
لم تعلم منة كم كبرت في نظره لدى تصريحها بأنها لا تفعل شيئا في الخفاء وإلى أي مدى هي واضحة وصريحة مع ذويها فاستحقت بالمقابل ثقتهم المطلقة بها وهذا ما يجعله متمسكا بها الى النهاية نظر اليها سيف وقال بهدوء واثق
انا طبعا مقدر صراحتك بس معلهش انا مش شايف تعارض بين الجواز وبين تحقيق احلامك بالعكس بقه الجواز بيبقى حافز للنجاح
قطبت منة بتساؤل رآه في عينيها فتابع محاولا اقناعها برأيه
يعني مثلا عندك أنا من ساعة ما فكرت في الارتباط بيكي وانا بقيت عاوز أنجح أكتر وبقى ارتباطنا هو اللي بيحفزني انى اشتغل اكتر وانى اكون مش بس ناجح لا وابتسم مكملا
ومتميز كمان وعلى فكرة النجاح والتميز دا مش علشاني أنا لوحدي لأ دا علشاننا احنا الاتنين لأني من يوم ما فكرت ارتبط بيكي واحنا الاتنين في نظري بئينا واحد
لم تعلم منة ماذا تقول فهذا الكم من المشاعر الفياضة والتي يغدقها عليها سيف تشعرها بالعجز عن النطق هي كأية فتاة في مثل سنها تفرح عندما تعلم أن هناك من يحمل لها هذا النوع من الاحاسيس الجميلة التي تستشعر صدقها في نبرة صوته ونظرة عينيه ولكنها لن تخدع نفسها بأنه أحبها فلا يمكن أن يحبها في مثل هذه الفترة القصيرة تخضب وجهها بحمرة الخجل بينما تابع بصوت أجش وقلبه يطرق بين جنبات صدره هولا مما اعترف لنفسه به توا فهذه الصغيرة التى تقبع أمامه تفرك يديها خجلا بينما حمرة وجهها تجعله راغبا بقطف ثمار وجنتيها اللتان تبدوان أشهى من ثمار الفراولة الطازجة هذه الفاتنة نجحت فيما فشل فيه غيرها هو لن يخدع نفسه أكثر من هذا فرغبته الشديدة في الارتباط
بمنة ليس لمجرد أنها تناسب متطلباته في شريكة حياته او لأنه معجب بها بل لأنه يحبها يحبها كما لم يتصور أن يحب أحدا بهذا الشكل من قبل بل إنه يعشقها ويحلم باللحظة التي تنتمي فعليا إليه والتى تصبح فيها إمرأته هو لم يستطع البوح لها بما يعتمر في قلبه من مشاعر جياشة لها خوفا عليها من طوفان الاحاسيس التى تجيش بداخله مھددة بهدم حصون مقاومته سعل قليلا مزدردا ريقه بصعوبة وتابع بصوت أجش
ممكن ما تجاوبيش دلوقتي خدي وقتك وفكري وبعدين يا ستي لسه فيه خطوبة والخطوبة دى مرحلة للتعارف انت ليه تحكمي على ارتباطنا بالفشل من قبل ما تدي نفسك فرصة انك تعرفيني كويس وتديني فرصة أثبت لك اني صادق فعلا في كل حرف قلتهولك
ترددت منة في الاجابة ثم تحدثت بصوت مرتبك
يعني لو انا بقول لو حصل وما اتفقناش هتقبل ساعتها برأيي احتلت نظرة غامضة عينيه وقال
ماتسبقيش الاحداث يا منة عموما انا عمري ما هجبرك على حاجه انت مش عاوزاها
ارتاحت أسارير منة فقال سيف بابتسامة
ممكن بقه تنادي عمي علشان عاوزه
أومأت منة بالايجاب وهمت بالوقوف حينما وضع سيف يده على يدها المستريحة بجوارها هاتفا بلهفة
استني نظرت منة الى أصابعها المستريحة في قبضته فأزاح سيف يده والتي كانت كمن لامس سلكا كهربائيا مكشوفا فلحظة ملامسته لبشرتها سار تيار كهربائي عالي التردد في جسده بأكمله بدءا من أصابع قدميه وحتى منابت شعر رأسه مرورا بعموده الفقري نظر اليها سيف بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها
كانت وكأنه يلامسها بعينيه اضطربت ارتبكت و سكنت لم تستطع الابتعاد قيد أنملة وكأنها تسمرت في مجال مغناطيسي بفعل شعاع عينيه الثاقب كان أول من قطع خيط