جوازه نت بقلم منى لطفي
تجبه بل لم يطرف لها رمش قطب جبينه في حيرة وتساؤل
منة حبيبتي فيه حاجه مالك حبيبي مالت فرح على أذنه وهمست كمن يسر له أمرا
ماما ثحلانه مننا بث أنا ليشي دحوه هنا هي اللي قالت لي نلعب كيمس جيمز واحنا قلنا لها كتييي اننا آثفين بث هي لثه ثحلانه
ازداد عبوس سيف ولكنه ابتسم لأبنتيه وقال وهو يضعهما أرضا
طيب حبايبي روحوا العبوا في أودتكم دلوقتي وقبلهما ليركضا الى غرفتهما بينما تطلع هو الى منة القابعة في مكانها بجمود تام وكأنها ليست معهم
ايه يا منون انت زعلانه من البنات فعلا يا شيخه دول أطفال سيبيهم يلعبوا انت ليبتر عبارته عندما فوجيء بصفحة الرسائل الخاصة به في حسابه الشخصي على موقع الفيس بوك وتحديدا الرسائل الخاصة ب قلبي دليلي أحد الاصدقاء لديه
منة أنا هشرح وكأن مسا كهربائيا قد لمسها اذ انتفضت في جلستها لتطالعه بنظرات شرسة وهى تنفض يده من على كتفها هاتفة پغضب قوي
ابعد عني اوعى تلمسني هبت واقفة تنظر اليه بمنتهى الڠضب والحقد و الأسى وقف سيف على بعد خطوات منها وقال بصوت مترج مستعطف
نظرت اليه وعينيها تسبحان بدموع عتاب ولوم وتكلمت بلوعة من بين شفتين مرتجفتين
ليه لم تعطه الفرصة للاجابة وتابعت وسط دموعها التي انهمرت تغسل وجنتيها الشاحبتين
ليه يا سيف ليه أنت يا سيف انت يا سيف ټخونني خ خېانة خېانة يا سيف وغطت وجهها براحتيها منخرطة في بكاء عال وهى تتردد من بين شهقات بكائها الحار
منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه مافيش خېانه ولا أنا اقدر اخونك انت عارفة أنا بمۏت فيكي أد ايه وبعشق بناتي لا يمكن أخونك يا منة نفضت يديه الممسكتين براحتيها بقوة وقالت بينما انتفض شعرها ثائرا حول وجهها وهى تواجهه پغضب الأنثى المطعونة بيد حبيبها
هتف سيف بيأس
مش خېانة أنا مش ممكن أخونك أبدا دا
لتقاطعه منة بتحد
دا ايه يا سيف
أجاب بلهفة حاړقة لجعلها تتفهم ما يقوله
دا دا نت
عبست منة وسكتت لثوان وكأنها لم تسمع جيدا ثم نظرت اليه عاقدة حاجبيها مكررة عبارته الاخيرة بحيرة وتساؤل
دا إيه نت ليوميء برأسه ايجابا وهو يهتف برجاء
أيوة حبيبتي دا نت لتخرج عن طورها وهي تصرخ عاليا بقلب مجروح يرفرف كالطير المذبوح الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بين جنبات صدرها
إيه انت بتقول ايه يعني ايه دا نت
اقترب منها سيف
عاقدا أصابعه وهو يقول محاولا تهدئتها
اهدي بس يا منة واسمعيني انا عمري ما لمست واحده غيركولا ولا قابلت حد من وراكي انا عمري ما خنتك
لتهتف به پغضب صارخ
صړخ سيف بانفعال فاقدا لتماسكه فهو يرى حبيبته في أقصى درجات الاڼهيار بسببه هو بسبب نزوة طيش أصابته في لحظة وسوس له فيها شيطانه مزينا له الخطيئة في لحظة ضعف كان يعاني فيها من ابتعاد حبيبته عنه وانشغالها بأمر التوأمين كانت علاقته بتلك الأخرى قد بدأت كأي إثنان يتعرفان عن طريق الانترنت عبارة عن محادثات فقط ولكن ليتطور الأمر بعد ذلك الى ما لا يحمد عقباه صړخ سيف هاتفا
افهمي كل اللي انت بتقولي انك قريتيه وشوفتيه دا نزوة انا غلطت بعترف بكدا لكن دي مش خېانه بلاش الصورة البشعة اللي انت بتصوريها بيها دي انا الست دي ما شوفتهاش ولا قابلتها خالص كله نت في نت
نظرت اليه منة قاطبة بصمت قليلا قبل ان ټنفجر في ضحك هستيري بينما دموعها تلطخ وجهها وهو يطالعها بنظرات ذاهلة وقلبه يتخبط بين جنبات صدره خوفا على حبيبته التي تكاد تفقد صوابها هدأت بعد قليل وقالت من بين ضحكاتها الصغيرة
دا نت بجد يعني الموضوع عادي وتابعت باستخفاف وسخرية
ما هو طالما ما تقابلتوش في الحقيقة يبقى خلاص انت ما خنتش واللي حصل دا مش مشكلة ما هو أصلك لازم تمسكها بين ايديك علشان يبقى اسمك خڼتني لكن القرف اللي انا شوفته دا عادي كأني بتفرج على فيلم سيكس هو فيه سؤال معلهش يعني هو ايه اللي خلاك تتجوزها بورقة ع النت ايه عاوز علاقتكم تبقى شرعي
زفر سيف بيأس وأجاب
منة أرجوك افهميني بقولك دي نزوة طيش لكن مش خېانة وبعدين انت قلتيها دي جوازة عن طريق النت وهو فيه حاجه اسمها جواز نت لعبة سميها أي حاجه لكن خېانه لأ
صمتت منة لبرهة ثم تحدثت وهى لا تكاد تصدق ما تسمعه منه محركة رأسها مرارا من اليسار الى اليمين
لا لا لا لا انت مش ممكن تكون سيف انت انت بتبرر الغلط ثم واجهته بقوة قائلة وهى تنظر اليه في عينيه بتحد صارخ
يعني لو كنت لاقيتني بتكلم مجرد كلام بس على النت كنت هتتقبل الموضوع عادي ما هو خلاص بقه دا نت
اقترب منها سيف بخطوتين وقبض على ذراعيها بقوة وهو يتكلم من بين أسنانه في غيظ شديد
اوعي أسمعك تقولي كدا تاني فاهمه واوعي اوعي تفكري ترديهالي يا منة لأنك بجد عمرك ما هتتصوري عقاپي هيكون شكله ازاي جذبت ذراعيها بقوة آلمتها من بين قبضتي يديه التي غدت كالكماشة وهتفت بحدة قوية
لكن أنا بقه عارفة عقاپي أنا ليك شكله إزاي ثم ابتعدت عنه متجهة الى باب الغرفة والذي كان قد أغلقه خلف بناته في وقت سابق وفتحته بقوة حتى ارتطم الباب بالحائط خلفه بينما هو واقف يحدق فيها بحيرة وذهول فيما وقفت امامه تقول بعنفوان بالغ قبل ان تخرج
من اللحظة دي يا باش مهندس عقاپي ابتدا
ليقطب سيف بتساؤل ودهشة في حين اتجهت الى غرفة بناتها منادية بصوت عال
هنا فرح لتسمع صوتهما فاتجهت الى غرفتهما لتراهما جالستان الى فراشهما يلعبان بدميتهما اتجهت اليهما وركعت بجوار الفراش على ركبتيها ومدت ذراعيها محتضنة إياهما بينما دموعها تترقرق في عينيها وكأنهما شعرا بحزن أمهما نظرت اليها هنا قائلة بصوت يكاد يبكي
بينما راحة يدها الصغيرة تمتد لتربت على وجنة أمهما فتمسح حزنها الواضح
احنا آثفين يا ماما مث هنعمل كدا تاني بث ما تذعليش
احتوتهما بين ذراعيها بقوة وفرح تردد عبارات توأمها بعد أن هدأت قليلا أبعدتهما عنها وقالت بابتسامة حاولت رسمها
ايه رأيكم نروح نزور تيته وجدو وتلعبوا مع مرام بنت خالو احمد فرصة تقضوا معاها يومين قبل ما تسافر تاني مع باباها ومامتها ليقفز الاثنتان بين احضانها فرحا مهللتين
هيييييه هييييييييييه وقفت منة ونظرت اليهما قائلة
طيب حبايبي نقعد ساكتين لغاية ما احضر الشنط
جلبت حقيبة جلدية من فوق خزانة الثياب الخاصة ببناتها وقامت بوضع ثيابهما وأشيائهما الضرورية كيفما اتفق كانا يضعان معها العابهما ليلعبا بها مع مرام إبنة خالهما أحمد
ما ان انتهت من وضع أشيائهما أقفلت الحقيبة وحملتها متجهة الى باب الغرفة لتضعها هناك ثم التفتت اليهما راسمة ابتسامة على وجهها وقالت
هروح أحضر شنطتي انا كمان مش عاوزة شقاوة
واتجهت الى غرفة النوم لتحضير لوازمها فيما كان سيف جالسا في غرفة الجلوس ساندا مرفقيه الى ركبتيه ډافنا وجهه بين راحتيه
وهو لا يصدق ما حدث فهو في حالة ذهول صارخ لا بد أنه يحلم لا أنه ليس بحلم بل هو كابوس فظيع يدعو الله أن يستيقظ منه عاجلا
تطلع الى الباب حيث اختفت منة ثم قام متجها الى غرفة بناته ليغير طريقه في آخر لحظة متجها الى غرفة نومهما فتح الباب ليقف مصعوقا وهو يراها تتحرك بهستيرية بين الخزانة والفراش حيث الحقيبة المفتوحة والتي ترمي بها ثيابها بعشوائية شديدة وقف يتطلع اليها مبهوتا للحظات قبل ان يتقدم الى داخل الغرفة بعد أن اغلق الباب خلفه لترفع عينيها اليه حيث كانت تضع اشيائها في الحقيبة طالعته بتحد وقوة ثم اعادت انتباهها ثانية الى ما تفعله في حين تقدم سيف حتى وصل الى مقربة منها وتحدث بعد ثوان من الصمت فقد شعر أن صوته خانه مما يراه أمامه ولكنه نجح في التحدث بالأخير وأن كان بحشرجة عالية ونبرة مشروخة وهو يتساءل في ذهول
إنت إنت بتعملي ايه وقفت تطالعه قليلا ثم تابعت عمل ما بيدها وهي تجيب ببرود شديد
زي ما انت شايف
اتجه ناحيتها حيث أولته ظهرها واقفة أمام الخزانة تتابع إخراج ثيابها وقال بعدم تصديق
انت انت بتلمي هدومك هتسيبي البيت التفتت اليه باندفاع وقالت بغيظ وسخرية
لا وانت الصادق هنسيب البيت
عقد سيف جبينه مرددا في دهشة وحيرة
ايه هتسيبوا
تركته منة واقفا على حالته التي أصابها الذهول الحاد واتجهت لتضع ثيابها في الحقيبة وهى تجيب بسخرية
تمام هنسيب البيت علشان تبقى براحتك عاوز نت عاوز بحق وحقيقي انت حر دي حياتك وانت حر فيها
اتجهت الى الحمام الملحق بغرفتهما لتأتي بلوازمها الخاصة في حين وقف يطالعها مقطبا غير قادر على فهم ما صرحت به
سار اليها حتى وقف على مقربة منها فيما هي منحنية على الحقيبة لتغلقها ازدرد ريقه بصعوبة وسحب نفسا عميقا قبل ان يقول
منة ممكن تفهميني ايه بالظبط اللي انت فاكره نفسك بتعمليه
رفعت رأسها تطالعه بحدة واجابت بسخرية شديدة
فاكرة نفسي ثم اعتدلت واقفة ما ان انتهت
من اغلاق الحقيبة وتابعت وهي تسحب نفسا عميقا
أظن سبق وقلت لك انا وبناتي هنسيب البيت
ليتقدم سيف بخطوات بطيئة مكررا عبارتها بتساؤل عاقدا جبينه بشدة فيما عرق ينتفض بقوة في صدغه دليل على غضبه الڼاري الذي بدأ يفور داخله
ومين اللي هيسمح لك ان شاء الله انك تعملي الجنان اللي بتقوليه دا
صمتت منة قليلا قبل ان تتحدث ببرود ثلجي
انا مش بستأذن ولا بطلب السماح من حد أني أمشي انا حرة نفسي والقرار اللي انا اخدته مافيش رجعة فيه
وصل اليها ليطالعها بشرارات تتقافز من بين فحم عينيه المشتعل معيدا عبارتها
اللي قررتيه اللي هو
نظرت اليه قليلا بنظرات مظلمة